جماعة تكره الوطن.. الإخوان تاريخ طويل من العداء للقومية المصرية والعنف والدم
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
حملت جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها عام 1928، على يد حسن البنا في الإسماعيلية، وتقديم نفسها كحركة دينية تهدف إلى إصلاح المجتمع، أيديولوجية سياسية تعتمد على استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية تتعارض مع فكرة الدولة الوطنية، وظهر ذلك منذ البداية، حيث كانت الجماعة على خلاف مع القومية المصرية، إذ اعتبرت أن الولاء الأول يجب أن يكون لفكرة الخلافة الإسلامية، ما جعلها في مواجهة مباشرة مع المشروع الوطني المصري الذي يعلي من شأن الهوية القومية.
استغلت جماعة الإخوان الإرهابية حالة الفقر والأمية كوسائل لتوسيع قاعدتها الشعبية، إذ ركزت على تقديم خدمات اجتماعية مثل التعليم المجاني والرعاية الصحية، مستهدفة بذلك بعض الفئات من المجتمع المصري.
وبدت هذه الأنشطة خدمية، في ظاهرها، لكنها كانت تهدف إلى استقطاب الأفراد إلى فكر الجماعة وبناء شبكة اجتماعية واسعة تخدم أجندتها، حتى تغلغلت الجماعة في النقابات العمالية والمهنية، وسيطرت على العديد من المؤسسات التعليمية والدعوية، كما استهدفت الشباب من خلال أنشطة رياضية وثقافية، لتحولهم فيما بعد إلى أدوات لخدمة أجندتها السياسية.
كان هذا التغلغل الاجتماعي وسيلة فعالة لنشر أفكارها، ما أدى إلى انقسام المجتمع المصري بين من يؤمنون بالمشروع الوطني القائم ومن ينخدعون بشعارات الجماعة.
العداء للقومية المصريةمنذ تأسيسها، كانت الجماعة تنظر إلى القومية المصرية باعتبارها تهديدًا لمشروعها الإسلامي العالمي، حيث أكد حسن البنا في أكثر من مرة أن الإسلام لا يعترف بالحدود الجغرافية ولا بالجنسيات، ما يعني رفض الاعتراف بخصوصية الهوية المصرية، وفي مراحل لاحقة، عملت الجماعة على التشكيك في كل ما يرمز إلى الهوية المصرية، من الثقافة إلى التاريخ وحتى مؤسسات الدولة، ودليل على ذلك عندما بدأت الجماعة في مهاجمة الجيش المصري، باعتباره أحد رموز القومية وحامي الدولة الوطنية، كما اتخذت مواقف عدائية من رموز الفن والثقافة الذين عكسوا روح الهوية المصرية، مبررة ذلك بأنهم لا يمثلون الإسلام.
الإخوان والعنف.. تاريخ من الدماءتبنت جماعة الإخوان منذ بدايتها نهج العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها، حيث أسست التنظيم السري الذي نفذ سلسلة من العمليات الإرهابية شملت اغتيالات سياسية وتفجيرات كان أبرزها اغتيال القاضي أحمد الخازندار ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، ما أدى إلى حظر الجماعة عام 1948.
ولكن عادت الجماعة للعمل السري واستمرت في تنفيذ عمليات إرهابية، مستغلة الأحداث السياسية والاجتماعية كوسيلة للعودة إلى المشهد بعد أحداث يناير 2011، حيث استغلت الفراغ السياسي للوصول إلى السلطة، ولكن فترة حكمها القصيرة (2012-2013) كشفت عن نواياها الحقيقية، حيث عملت على أخونة الدولة وتجاهلت المصالح الوطنية، لتلجأ الجماعة بعد ثورة 30 يونيو إلى العنف العلني والمباشر، من خلال تنفيذها عمليات إرهابية استهدفت رجال الجيش والشرطة والمدنيين، وحاولت زعزعة الاستقرار في البلاد من خلال نشر الفوضى، حتى أنها استهدفت الجماعة البنية التحتية، بما في ذلك تفجير أبراج الكهرباء وخطوط الغاز، لإضعاف الدولة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإخوان جماعة الإخوان الإرهابية الإخوان والعنف جماعة الإخوان
إقرأ أيضاً:
«تريندز» يناقش مع مؤسسات فرنسية سبل مكافحة التطرف والإرهاب
أبوظبي (الاتحاد)
ضمن جولته البحثية في العاصمة الفرنسية باريس، وعلى هامش مشاركة المركز الثانية في معرض باريس الدولي للكتاب، ناقش مركز تريندز للبحوث والاستشارات مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، إلى جانب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، سبل التعاون في مجال مكافحة الجماعات والتيارات المتطرفة والإرهابية، وعلى رأسها جماعة «الإخوان المسلمين». وسلط اللقاءان الفكريان الضوء على خطورة هذه الجماعات والتنظيمات المتطرفة، وأيديولوجياتها الفكرية الساعية إلى نشر العنف والفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار الدولي، بالإضافة إلى التأكيد على الدور المحوري والمهم للمؤسسات البحثية ومراكز الفكر في تفكيك أفكار وأيديولوجيات هذه التيارات.
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ«تريندز»، إن الحلقتين النقاشيتين أكدتا أهمية التعاون المستدام بين المؤسسات البحثية والفكرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع مثيلاتها الفرنسية للتصدي للجماعات والتنظيمات المتطرفة، من خلال البحوث والدراسات العلمية التي تحلل وتستشرف مستقبل هذه التيارات الهدامة.
وذكر العلي أن المناقشات تركزت أيضاً حول سبل تعزيز التعاون بين «تريندز» والمؤسسات الأكاديمية ومراكز الفكر الفرنسية في المجالات البحثية والمعرفية الداعمة لجهود التنمية المستدامة في المجتمعات ككل، مضيفاً أنه جرى استعراض جهود ودور «تريندز» في تفكيك الأفكار المتطرفة ومواجهة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة «الإخوان المسلمين»، حيث يعمل من خلال نتاجه البحثي والمعرفي على كشف مخططات هذه التيارات، وكشف مصادر تمويلها وشبكاتها المنتشرة حول العالم، إلى جانب استشراف مستقبلها ومآلاتها. وتركزت مناقشات «تريندز» مع برونو فوكس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، والنائب في البرلمان الفرنسي، حول مخاطر الفكر المتطرف، الذي تمثله جماعات الإسلامي السياسي على مستوى العالم، وسبل تعزيز العلاقات وتوحيد الجهود لمواجهة هذه التنظيمات بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول الأوروبية، خصوصاً فرنسا.
تيارات هدامة
بدوره، أكد برونو فوكس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، النائب في البرلمان الفرنسي، أنه منذ أن كان صحفياً، كان مهتماً بشدة وملتزماً بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وكشف مخططات تيارات وجماعات الإسلام السياسي التي تدمر حياة العديد من البشر، وتهدم الكثير من المجتمعات.
وأشار فوكس إلى أن العالم اليوم مطالب بمواصلة مكافحة هذه التيارات والأفكار الظلامية، وذلك من خلال فهم وتحليل أيديولوجياتها للتمكن من تفكيك أساليب عملها وإضعاف انتشارها، مضيفاً أن دور الدولة الوطنية يجب أن يكون حاضراً وبقوة لدعم هذه الجهود، من خلال تفكيك أساليب عمل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتجفيف منابع تمويلها على المستوى الدولي.
كما استعرض باحثو «تريندز» جهود المركز البحثية والعلمية في مجال مكافحة الفكر المتطرف والجماعات والتيارات الإرهابية، خاصة موسوعة «تريندز حول جماعة الإخوان المسلمين» التي تحلل فكر جماعة «الإخوان»، باعتبارها المظلة الأصلية التي تتشعب منها الأفكار المتطرفة الأخرى، وتستقي منها منهجها وأسلوبها في نشر الفوضى، إلى جانب مؤشر «نفوذ الإخوان المسلمين على المستوى الدولي»، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، والذي يقيس نفوذ جماعة «الإخوان» على مختلف المستويات في العديد من المناطق الجغرافية.
«جماعات الإسلام السياسي»
وفي سياق متصل، عقد فريق «تريندز» البحثي، جلسة نقاشية مع يوناثون آرفي، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، بحضور مسؤولين من الجانبين، حيث ركزت على كيفية مجابهة ومكافحة التيارات والجماعات المتطرفة والإرهابية، التي تندرج تحت مسمى «جماعات الإسلام السياسي»، ولاسيما جماعة «الإخوان المسلمين»، فضلاً عن مكافحة الجماعات المتطرفة الأخرى، مثل اليمين المتطرف. واستعرض الجانبان سبل التعاون والشراكة البحثية بينهما، خاصة في مجال تنظيم المؤتمرات والندوات الدولية، إلى جانب عقد سلسلة من الجلسات النقاشية الدورية، وتبادل الخبرات، ونشر الإصدارات العلمية والمعرفية المتخصصة في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والمتصلة بأهداف ورؤى الجانبين. وقال يوناثون آرفي، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، إن اللقاء مع فريق «تريندز» البحثي، تطرق إلى مناقشة قضية الإسلاموية، خصوصاً تأثير ونفوذ جماعة «الإخوان المسلمين» في كل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.
وبيّن آرفي أن مواجهة الجماعات والتيارات المتطرفة تتطلب توافر بيانات علمية دقيقة، ودراسات أكاديمية وبحوث وازنة، تساعد في رفع الوعي المجتمعي، لكي تظل الشعوب والمجتمعات يقظة في الحرب على جميع أشكال التطرف، خصوصاً الأعمال الضارة التي تقوم بها جماعة «الإخوان المسلمين». كما أعرب عن إعجابه وتقديره لتجربة دولة الإمارات في مجال نشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب والمجتمعات، وجهودها المتواصلة في تعزيز قيم الحوار بين الأديان، ويأتي على رأسها بيت العائلة الإبراهيمية، الذي يعد رمزاً للتفاهم المتبادل والتعايش المتناغم بين أبناء مختلف الديانات.
مئات الإصدارات المترجمة
استهل مركز تريندز للبحوث والاستشارات مشاركته الثانية على التوالي في معرض باريس الدولي للكتاب، حيث يعرض في جناحه المميز، بقاعة الشرف الدولية، مئات الإصدارات البحثية والمعرفية المترجمة إلى لغات عدة، خاصة الفرنسية، كما يضم الجناح غرفة بودكاست لتسجيل مجموعة حلقات جديدة من سلسلة بودكاست «TRENDING ECHOES»، مع خبراء وأكاديميين فرنسيين.
ويستضيف الجناح أيضاً حفلات توقيع عدد من الإصدارات الجديدة للمركز باللغتين الفرنسية والإنجليزية، بالإضافة إلى تنظيم سلسلة من الندوات والحلقات النقاشية حول العلاقات الدولية بين فرنسا والاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسبل مواجهة جماعات الإسلام السياسي والنزعات الانفصالية في أوروبا، ودور الشباب في تعزيز التواصل بين الثقافات.