يمانيون – متابعات
لقد سعى الأنصار ومنذ زمن بعيد إلى أن يكن هناك شراكة وطنية وإلى دولة تمثل الجميع، ولم يكن هدف الأنصار في يومٍ من الأيّام الاستحواذ على السلطة، بل كان هدفهم أن يكونوا جزءًا من السلطة، جزء قادر على التأثير وتعطيل القرارات التي تتعارض مع المصالح والثوابت الوطنية وضد القرارات التي تضر بمصالحة المواطن.

وفي مؤتمر الحوار الوطني حرص الأنصار على أن يكونوا قريبين من كافة الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية حتى مع حزب مثل “الإصلاح” الذي عمل على محاربة الأنصار وسعى إلى اجتثاثهم من خلال العدوان على صعدة وتحت عناوين طائفية ومذهبية ومناطقية، وكان دائم التحريض عليهم، كما أن الأنصار كانوا أكثر جماعة ومكون قريب ومتعاطف مع الجنوب ومدرك لحجم المظلومية التي تعرض لها أبناء الجنوب ودعا الأنصار إلى إشراك الحراك الجنوبي في السلطة وعرضوا التخلي عن حصتهم في الحكومة لصالح الحراك الجنوبي، مع أن الأنصار كانوا أكثر جماعة تعرضوا للإقصاء والتهميش ولديهم أكبر مظلومية.

وبعد قيام ثورة 21 سبتمبر وإسقاط نظام العمالة والخيانة وحكومة الفساد والفشل والمناصفة بادر الأنصار إلى الإعلان عن مؤتمر السلم والشراكة وتوجّـهوا إلى دعوة كافة الأحزاب والمكونات السياسية للشراكة الوطنية، ولم يكونوا يرغبوا في الانفراد بالسلطة والقرار إلا أن كافة الأحزاب رفضت دعوة الأنصار وهرب الجميع، ومع ذلك ظل الأنصار يبحثون عن شريك وطني حتى بعد شن العدوان على بلادنا، ولم يجدوا سوى عفاش الذي أراد من تلك الشراكة القضاء على الأنصار، كما كان يفعل مع من كانوا له شركاء في السابق، إلا أن مكر عفاش لم يفلح هذه المرة ودفع ثمن تلك الألاعيب والمكر والخداع لوحده، بعد أن حرص الأنصار على عدم معاقبة المؤتمر الشعبي العام والإبقاء على الشراكة الوطنية معه قائمة حتى اليوم وحصر العقاب على عفاش ومجموعة صغيرة جِـدًّا ممن كانوا معه في خندق الخيانة والغدر وتم منح العفو لكل من أراد وسعى إليه.

وحتى اليوم لا يزال الأنصار يحافظون على الشراكة الوطنية مع المؤتمر الذي لديه نصف الحكومة و60 % من موظفي الدولة إلا أن المؤتمر الشعبي العام شريك للأنصار بالربح فقط أما الخسارة يتحملها الأنصار لوحدهم، مع أن المؤتمر هو حزب حاكم سابق وخرج عليه الشعب بثورة وتعرض لغدر وخيانة الشريك السابق وهو حزب مثقل بحمل تركة هائلة من الفساد والفشل، وهو يلقي بظلاله على الأنصار ويفرض ثقافته في الفساد وأُسلُـوبه في إدارة الدولة عليهم، إلا أن الأنصار وحدهم من يتحمل مسؤولية أي فشل وفساد وغضب الناس، ومع ذلك نجد المؤتمر في أغلب الأوقات شريكًا أَسَاسيًّا في شيطنة الأنصار وتحريض الناس والرفع من حدة التذمر والغضب الشعبي على السلطة التي هو نصفها، لكنه وكما قلنا يدرك بأنه شريك في الأرباح فقط.

ومع ذلك ترفض قيادة الأنصار التخلي عن تلك الشراكة وهذا الأمر يظهر أكاذيب أعداء الأنصار الذين يتهمون الأنصار بالعنصرية وعدم القبول بالشراكة الوطنية، بل ونجد قيادة الأنصار تتمسك بقرار العفو العام وتقبل بكل عائد مهما كانت خلفيته وقد شاهدنا العديد من هؤلاء وقد أصبحوا في السلطة يمارسون أعمالهم دون أي تمييز أَو إقصاء وربما لهم الأولوية في المناصب وهذا يظهر سماحة وحرص الأنصار على الشراكة الوطنية وتوحيد كُـلّ أبناء اليمن وجبر الخواطر وإغلاق ملفات الماضي.

صحيفة المسيرة / محمود المغربي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشراکة الوطنیة إلا أن

إقرأ أيضاً:

مصر والنرويج تتفقان على عقد مشاورات سياسية لتعزيز الشراكة بين البلدين

اتفقت مصر والنرويج على عقد مشاورات سياسية منتظمة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بهدف تعزيز شراكتهما ودمج جهودها لتحقيق مصالح البلدين المشتركة لتحقيق الاستقرار والسلام والرخاء. 

جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته مصر والنرويج؛ جرى الاتفاق عليه في إطار متابعة نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة النرويجية "أوسلو" خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2024، وذلك ضمن الجولة الأوروبية للرئيس السيسي.

وأكد البيان المشترك أن مصر والنرويج تجمعهما علاقات تعاون ثنائي وثيق منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1936 وأعادتا التأكيد اليوم على التزامهما بمزيد من تطوير علاقات الود والصداقة بين البلدين.

مصر والنرويج تتفقان على عقد مشاورات سياسية منتظمة لتعزيز الشراكة بينهمامصر والنرويج تتفقان على عقد مشاورات سياسية منتظمة لتعزيز الشراكة بينهما

فيما يلي نص البيان المصري-النرويجي المشترك، والذي تم الاتفاق عليه بين البلدين في إطار متابعة نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة النرويجية "أوسلو" خلال الفترة من ٨ إلى ١٠ ديسمبر ٢٠٢٤، وذلك ضمن الجولة الأوروبية للسيد الرئيس:
                             بيان مشترك
لقد التقينا نحن رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس وزراء النرويج في مدينة أوسلو بالنرويج يوم ٩ ديسمبر.

تجمع مصر والنرويج علاقات تعاون ثنائي وثيق منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام ١٩٣٦، ولقد أعدنا التأكيد اليوم على التزامنا بمزيد من تطوير علاقات الود والصداقة بين البلدين.

اتفقنا على عقد مشاورات سياسية منتظمة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بهدف تعزيز شراكتنا ودمج جهودنا لتحقيق مصالحنا المشتركة لتحقيق الاستقرار والسلام والرخاء.

أعدنا التأكيد على مبادئنا المشتركة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة بشأن احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان، والسلامة الإقليمية، والسيادة الوطنية.

أكدنا قلقنا البالغ إزاء الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك المعاناة الهائلة للمدنيين والاحتياجات الإنسانية الماسة، واتفقنا على ضرورة أن تكسر جميع الأطراف دائرة العنف وتتخذ تدابير فورية وجوهرية لمعالجة هذا الوضع.

قمنا بإدانة جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني واتفقنا على الحاجة الملحة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والأسرى بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم ٢٧٣٥. كما أدانت النرويج من جانبها الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وتدعو إلى الإفراج الفوري عن الرهائن.

أكدنا أن جميع الأطراف مُلزمة بحماية المدنيين،وأكدنا على التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني بالسماح وتسهيل النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية عبر كافة الطرق في كل المناطق بقطاع غزة. كانت هذه أيضًا ذات الرسائل الأساسية خلال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية لغزة في الثاني من ديسمبر ٢٠٢٤.

كما رفضنا كافة أشكال التهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة. كما أعربنا عن قلقنا إزاء التصعيد الحالي، وزيادة عنف المستوطنين والاقتحامات العسكرية في الضفة الغربية.

رحبنا بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان وقمنا بحث الطرفين على تنفيذه.

تناولنا أيضاً قلقنا العميق إزاء العرقلة المنهجية التي تفرضها إسرائيل على وكالة "الأونروا"والمنظمات الأخرى التي تقدم المساعدات، بما في ذلك التشريع الأخير الذي تبناه الكنيست. والذي إذا تم تنفيذه، فإن هذا التشريع من شأنه أن يمنع وكالة "الأونروا" من مواصلة عملياتها في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة، وأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على مئات الآلاف من المدنيين ويخالف التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي.

شددنا على جهودنا المشتركة لدعم دور وكالة "الأونروا" الذي لا يمكن الاستغناء عنه ودعم تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب قيام محكمة العدل الدولية بتقديم رأي استشاري بشأن هذه المسألة.

لقد ناقشنا التحديات العديدة التي تواجه السلطة الفلسطينية، وأكدنا مجدداً على دعمنا لجهود الحكومة الفلسطينية بقيادة رئيس الوزراء محمد مصطفى لمعالجة هذه التحديات.

شددنا على ضرورة توحيد غزة والضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية، بهدف تدعيم الدولة الفلسطينية وإقامتها على أساس خطوط عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

واتفقنا على أن إسرائيل بحاجة إلى إجراء تغييرات جوهرية على سياساتها وممارساتها حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من العمل وتقديم الخدمات لشعبها. وأكدنا على الحاجة إلى مواصلة تنسيق هذه القضايا في إطار لجنة تنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني.

اتفقنا على أن إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وتنفيذ حل الدولتين، حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنباً إلى جنب في سلام وأمن، يُعد أمراً حيوياً للاستقرار في المنطقة.

ناقشنا أيضاً كيف ينبغي لنا وللآخرين تنسيق المبادرات في المستقبل، بما في ذلك داخل التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين. ونحن نتشاطر الرأي بأن الحل السياسي، القائم على القانون الدولي، هو المفتاح للتعايش والتعاون والسلام في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • فلسطينيو الخارج والانتقاد الصريح للسلطة
  • الجهاد الإسلامي تؤكد التزامها بالحفاظ على الوحدة الوطنية وتوجه رسالة للفلسطينيين
  • الجهاد الإسلامي توجه للفلسطينيين رسالة جددت فيها التزامها بالحفاظ على الوحدة الوطنية
  • مجسمات عن الوحدة الوطنية بمعرض أصدقاء بيت العائلة بـ«تعليم كفر الشيخ»
  • ‏مصادر سورية: وفد من حكومة الوحدة الوطنية الليبية يصل إلى دمشق في أول زيارة منذ سقوط النظام السوري السابق
  • شاهد بالفيديو.. رجل سوداني يثير ضحكات الآلاف ببخله الشديد.. قام بإستئجار “كارو حمار” ليحمل عليها أمواله التي اقتربت من الترليون جنيه بدلاً من شحنها على سيارة حرصاً على تقليل التكلفة
  • مصر والنرويج تتفقان على عقد مشاورات سياسية لتعزيز الشراكة بين البلدين
  • الأزمة الليبية: تعقيدات متشابكة ومستقبل مجهول
  • الشبراوية طعم تاني.. عاصمة الوحدة الوطنية تحتفل بالعام الجديد
  • "دبي للاقتصاد الرقمي" شريك استراتيجي للنسخة الثالثة من قمة المليار متابع