رموز الفن والثقافة والإعلام في حفل إطلاق رواية لعنة الخواجة لـ وائل السمري
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
احتفل مؤخرا الكاتب والشاعر وائل السمري بإطلاق روايته «لعنة الخواجة» الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية بقاعة آدم حنين بمسرح الهناجر بدار الأوبرا، وشهد الحفل حضورًا كثيفًا من جانب المثقفين والشعراء والأدباء والمتابعين، وأدار الحفل الإعلامي محمد عبده بدوي.
وألقى الكاتب الكبير حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، كلمة نقدية عن الرواية وعالمها، بينما تحدث الناشر محمد رشاد رئيس الدار المصرية اللبنانية ورئيس اتحاد الناشرين العرب عن ظروف وملابسات نشر الرواية، وكشف السمري عن تفاصيل رحلته في كتابة هذه الرواية منذ البداية وحتى الانتهاء منها.
وفي تقليد غير مسبوق، صاحب الحفل معرض لأرشيف المهندس المصري اليوناني أدريان دانينوس صاحب فكرة إنشاء السد العالي، وبطل الرواية، وهي الوثائق التي استلهم منها السمري أحداث روايته، ليحولها إلى سياق درامي وصفه الكاتب الكبير محمد سلماوي بالبديع، كما شهد الحفل كشف الستار عن تمثال برونزي من إبداع الفنان الكبير “عصام درويش” لأدريان دانينوس، وقد أبدع خصيصًا لهذا اليوم.
وفي بداية الحفل قال الإعلامي محمد عبده بدوي إن هذا المشهد الذي نراه الآن كان حلمًا في ذهن وائل السمري وهو يكتب الرواية، وتحديدًا في الفصل الأخير منها الذي يصل فيه بطل الرواية “ناصر الحسيني” إلى مبتغاه بكتابة رواية عن أدريان دانينوس الرجل الحقيقي الذي يقف وراء السد العالي، وصاحب فكرته ومبتكره. أما الناشر محمد رشاد فقال، إن من أهم أسباب احتفاء الدار المصرية اللبنانية برواية “لعنة الخواجة” هو أنها رواية وصلت إلى المعادلة الصعبة ما بين تحقيق المتعة لقارئها، وتقديم المعلومات التاريخية والفنية ليست عن شخص أدريان دانينوس صاحب فكرة السد العالي فحسب، وإنما عن مصر وتاريخها، وأضاف إن هذا الرواية ليست رواية واحدة، لكنها روايتان، وكما قال عنها الكاتب محمد سلماوي إن وائل السمري ولد بهذه الرواية روائيًا عملاقًا، وفي الحقيقة فإن النقاد أجمعوا على الإشادة بهذه الرواية، وكتب عنها في فترة قصيرة الكثير من المقالات التي تؤكد أنها نالت استحسان الجميع.
من جانبه قال الكاتب الكبير حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق إنه برغم انتشار الرواية الصغيرة أو ما يطلق عليها اسم “نوفيلا” لكن في الآونة الأخيرة انتشرت روايات ذات حجم كبير مثل رواية ريم بسيوني عن أبو حامد الغزالي، ورواية لعنة الخواجة التي نحتفل بها اليوم، وقال النمنم حينما أمسكت الرواية للمرة الأولى وجدت نفسي أنهيت ما يقرب من 270 صفحة في جلسة واحدة، واكتشفت أن السمري يتمتع بروح عبد القادر المازني في الكتابة، ممزوجة بسلاسة سرد خيري شلبي في الحكي، برغم أن الموضوع الذي يكتب فيه سياسي وتاريخي كان يمكن أن يورطه بشيء من الجدية أو الأيديولوجية.
وأضاف النمنم أن من أهم مميزات “لعنة الخواجة” هو تعدد العوالم التي يكتب تتناولها، ففيها عالم التاريخ والسياسة وكواليس إنشاء السد العالي، وفيها عالم الصحافة وما يحدث في المطبخ الصحفي من تفاصيل، وفيها أيضًا عالم تجار الروبابيكيا وتجار الورق وما يحدث فيه من صفقات تسهم في ضياع جزء مهم من الأرشيف الوطني، ومن أهم مميزات هذه الرواية أن الحكايات تتوالد من بعضها البعض، وهو ما يضعها في إطار الرواية الملحمية.
وأضاف أن الرواية بها قدر كبير من الوفاء لرجل عظيم هو أدريان دانينوس صاحب فكرة السد العالي الذي ضاع من الذاكرة، ولدينا الكثير من الشخصيات العظيمة التي أفنت حياتها من أجل مصر لم تكن من أصول مصرية، وأضاف أن من العبقرية الروائية لوائل السمري هو أنه اتخذ حكاية دانينوس مدخلاً لاستكشاف تاريخ مصر كلها في العصر الحديث، وكان من الممكن أن يسرد وائل هذا الاكتشاف في تحقيق صحفي، لكنه اختار الرواية لأنها تمنح الكاتب الكثير من الحرية من خلال استعراض مختلف الآراء، وهو ما يثبت أن الرواية فن ديمقراطي في المقام الأول، وتعطيك مساحة كبيرة من الحرية لا توفرها القصيدة ولا المسرحية ولا المقال. كما أشاد النمنم بالدقة التاريخية التي امتاز بها وائل السمري، وقال الرواية تقدم صفحة مجيدة من تاريخ هذا الوطن.
ورداً على سؤال من الإعلامي محمد عبده بدوي حول رحلة الكاتب للوصول إلى هذه الوثائق من البداية وحتى الانتهاء من كتابة الرواية، قال وائل السمري إنه عثر على هذه الوثائق عن طريق المصادفة لدى تاجر أنتيكات، وبالفعل دفع آخر قرش في جيبه من أجل الحصول عليها، لأنه في ذلك الوقت كان مشغولاً بالحملة الصحفية التي دشنها بعنوان “لن يضيع”، والتي حاول من خلالها أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من أرشيف رموز مصر. وحينما قرأ في أوراق دانينوس فوجئ بدرامية الشخصية المبهرة، كما فوجئ بأنه كان مهووساً بالتوثيق، وهو ما مكنه من رسم صورة شخصية شديدة الدقة له.
وأضاف السمري أن حياة دانينوس كانت حياة مأساوية ودرامية بمعنى الكلمة، وهو ما جعله يتعامل معها بعاطفية شديدة وحماسة منقطعة النظير، كما أنه شعر بمسؤولية وطنية تجاه تعريف الناس به وتخليده في الذاكرة الجمعية، لأن الوطن في النهاية هو حاصل مجموع مجهودات أبنائه، وحينما يتوه أبناء الوطن في النسيان، يفتقد الوطن بوصلته.
وفي كلمته عن الرواية، قال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد: “بدون أدنى مبالغة، فإن رواية لعنة الخواجة لوائل السمري كانت نقطة تحول روحي بصفة شخصية لي، لأني في الآونة الأخيرة لا أقرأ الكثير من الروايات. وحينما أمسكت بها أنهيتها في يومين أو يومين ونصف برغم كبر حجمها، وبحكم خبرتي فأنا أعرف الآن كيف تُكتب غالبية الروايات التي لا تتعدى كونها حكايات لا تهتم بالبناء الروائي، لكن وائل السمري قدم بناء روائيا محكما وكأنه كتب عشرات الروايات قبل لعنة الخواجة.
وقال عبد المجيد إن غالبية الشعراء الذين يكتبون الرواية لا يستطيعون التخلص من اللغة الشعرية وما بها من استخدام مفرط في المجاز أو المحسنات البديعية، مضيفاً أن اللغة الشعرية سهلة، لكن شعرية الرواية تنبع من البناء الروائي، وليس من اللغة الشعرية، وهذا ما فعله السمري.وأضاف عبد المجيد: “حينما نعود إلى التاريخ من خلال شخصيات معروفة يكون الأمر سهلاً ويسيراً، لكن لعنة الخواجة تعود إلى التاريخ من باب شخصية مجهولة تماماً، أراد وائل السمري أن يخلدها بالفن. واستطاع أن يعتمد على وثائق مجردة تتحول في السرد إلى موضوعات تقرأها بروحك. وهذا خلاف ما يحدث في الرواية التسجيلية التي تعتمد على الوثائق وهو أسلوب متبع في العالم كله، وكثيرا ما يلجأ إليه صنع الله إبراهيم، لكن الرواية هنا تعتمد على السرد الفني وتستخدم الوثائق بلغة يفهمها القارئ ويحبها.
وأضاف عبد المجيد أن الرواية أعجبته من هذه النواحي الفنية ومن الناحية الموضوعية، كما أنها تعيد اكتشاف شخصية تاريخية كبيرة لا نعلم عنها أي شيء، كما يُحسب للكاتب أنه لم يقع في فخ المباشرة، وهو فخ كان من الممكن أن يقع فيه بسهولة شديدة. وقد أثرت في هذه الرواية بشكل كبير جداً، وبعد قراءتها انتابتني روح جديدة لأكتب، لدرجة أني كنت أريد أن أكتب لوائل السمري إهداءً على روايتي الجديدة لأقول له “كتر خيرك لأنك خلتني أرجع لكتابة الرواية تاني.”
وأبدى الكاتب الصحفي الكبير جمال العاصي سعادته الكبيرة بهذا الحفل الحاشد، والإجماع على موهبة وائل السمري التي يدعمها بالبحث الدائم عن كل ما هو جديد. وأكد أن وائل السمري يمتلك الكثير من الأوراق التي ستتحول إلى مشاريع روائية ستغير الخارطة الدرامية. وأضاف أن من أهم ما يميز هذه الرواية هو تناولها الحارة المصرية العصرية، وهو ما جعله يشم رائحة نجيب محفوظ في هذا السرد الرائع، كما ظهر في هذه الرواية انحياز وائل السمري إلى الضعفاء والمهمشين في التاريخ.
وتحدث الشاعر جمال فتحي قائلاً إنه اكتشف أن وائل السمري كسب في هذه الرواية كل الرهانات التي راهنها، وأهمها حجم الرواية الكبير الذي اعتبره ميزة كبيرة من مميزات الرواية، واستطاع وائل السمري أن يورطني معه لدرجة أني أصبحت أصطحبها معي في كل مكان، والرواية في مجملها لا تسرد حياة شخصية دانينوس فحسب، لكن بها الكثير من التفاصيل عن الحياة في مصر والعالم في تلك الحقبة. أما الناقد أحمد حسن فقال إن وائل السمري فاجأ الجميع بهذه الرواية، وكان التحدي الأصعب الذي خاضه وائل السمري هو كسر مقولة الناقد والشاعر الإنجليزي الشهير إليوت بأن الكاتب يجب أن يكسب في العمق ما يمكن أن يخسره في الطول. لكن وائل السمري ضرب بهذه المسلمة عرض الحائط وأجبر من يقرأ الرواية على أن يلتهمها، كما استطاع أن يوثق لحظة مهمة من تاريخ مصر
كما أضاف أحمد حسن أن شخصيات الرواية تمردت على الكاتب نفسه، حيث أصبح “ناصر الحسيني”، الذي أراد أن ينصر “دانينوس”، هو نفسه المنصور بدانينوس. وأوضح أن الرواية وفيّة لشروط الفن الروائي وأعادت للرواية فطرتها الأولى، مما أعاد إلى الأذهان فضيلة التمسك بالأحلام الكبرى.
وقالت الناقدة جهاد الديناري إن الرواية أخلصت لكل مبادئ الدراما، وأهم ما تميزت به هو تسارع الإيقاع واللعب على عالمين متوازيين في آن واحد. بينما أشاد الكاتب أشرف عبد الشافي بالرواية قائلاً إن أهم ما يميزها هو تقديم حياة نابضة من خلال بضعة أوراق وعدة شخصيات، حولها السمري إلى لحم ودم. وأضاف أن الحقيقة تؤكد أننا أمام ثلاث روايات في رواية واحدة، وهي تجسد “فلسفة الفن”، حيث تجبرك على العيش معها بكل شخصياتها وعوالمها، وتجبرك على التعاطف معها بكل جوارحك. وأوضح أن وائل السمري انتصر في الرواية لأحلامه ومشروعه.
وشهد الحفل متابعة كثيفة من المثقفين والكتاب والشخصيات العامة، منهم الشاعر الكبير جمال بخيت، والكاتب الصحفي جمال العاصي، والكاتب الصحفي أكرم القصاص، والمخرج شادي الفخراني، والإعلامية منى سلمان، والإعلامية سهير جودة، والفنان إيهاب اللبنان، وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين الكاتب هشام يونس، والكاتب محمد سعد عبد الحفيظ، والشاعر هشام الجخ، والشاعر عبد الله حسن، والناقد دعلاء الجابري، والإعلامية منى المراغي والفنانة نشوى عمران، وخبير الدراسات الإسرائيلية د. محمد عبود، والشاعر سامح محجوب، والكاتب الصحفي محمود التميمي، والكاتب أحمد إبراهيم الشريف، والكاتب السيد شحتة، والباحث عمرو النقيب، والدكتور هاني أبو الحسن، والصحفية فتحية الدخاخني، والإعلامي مصطفى كفافي، والدكتورة أماني سليمان، والشاعر أحمد الجعفري، والكاتب محمد جلال فراج، والشاعر عبد الرحمن مقلد، والشاعر ماهر حسن واليوتيوبر أسما رؤوف، والكاتب أحمد عبد العليم، والدكتور محمد فتحي يونس، والكاتبة زينب عبد اللاه، والمخرج محمد حماد، والمخرج وائل الجندي، والمخرج خالد أبو غريب، والكاتب علي حسن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وائل السمري الکاتب الکبیر الکاتب الصحفی لعنة الخواجة هذه الروایة السد العالی أن الروایة عبد المجید الکثیر من وأضاف أن من أهم وهو ما
إقرأ أيضاً:
وائل القباني: من الصعب أن يحصد الزمالك لقب الدوري هذا الموسم.. وزيزو لا يقدم المردود الفني المطلوب
تحدث وائل القباني نجم الزمالك السابق، عن مستوى الأبيض في مباراة أبو قير للأسمدة بمسابقة كأس مصر هذا الموسم.
وقال وائل القباني في تصريحات عبر برنامج ستاد المحور الذي يقدمه الإعلامي خالد الغندور: "زيزو لا يقدم المردود الفني المطلوب مع الزمالك حاليا بسبب انشغاله بأزمة التجديد".
وأضاف القباني: "مستوى ميشالاك لا يرتقي لنادي الزمالك".
وتابع نجم الزمالك السابق: "جوميز كان قادرًا على حل أزمات الزمالك في الملعب عكس جروس، وتولى تدريب الفتح السعودي بحثًا عن الأموال فقط وليس لحصد بطولات".
جوارديولا هو من طلب التعاقد مع مرموش.. وجمهور فرانكفورت لا يمانع بيع اللاعب العضلة الخلفية سبب تغيير أحمد فتوح أمام أبو قيروشدد: "محمد عطية مدرب أبو قير للأسمدة قدم مباراة ممتازة أمام الزمالك، وكان يقوم ببناء اللعب بشكل مثالي وخلق العديد من الفرص".
وواصل: "من الصعب أن يحصد الزمالك لقب الدوري هذا الموسم، وزيزو بعيد عن مستواه في الفترة الحالية وعلى جروس تجربة العديد من اللاعبين".
واختتم: "لماذا لا يعطي جروس محمد عاطف وإيشو الفرصة في ظل تراجع مستوى زيزو وميشالاك؟".