12 يناير، 2025

بغداد/المسلة: شهدت الحدود العراقية السورية تحصينات أمنية مكثفة بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وهروبه إلى موسكو.

و تسعى بغداد لتأمين حدودها الشرقية الممتدة على طول 400 كلم، حيث جرى إنشاء سور إسمنتي، وأسلاك شائكة، وخنادق بعرض 3 أمتار، مدعومة بكاميرات مراقبة حرارية ونقاط مراقبة عسكرية.

ويعكس هذا المشروع مخاوف بغداد من تدفق العناصر الإرهابية، والتهريب المتفشي، في ظل التحولات الجيوسياسية في سوريا بقيادة إدارة جديدة برئاسة أحمد الشرع.

وتوجه وفد أمني عراقي بقيادة رئيس المخابرات حميد الشطري إلى دمشق لبحث سبل التعاون مع الإدارة الجديدة، فيما أكدت الحكومة العراقية أن تعزيز الحدود ضرورة لمنع تسلل الإرهابيين ووقف عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وغيرها من الأنشطة غير القانونية. ورغم أهمية هذه الإجراءات، يرى بعض الخبراء أن الطرق التقليدية، مثل الجدران الإسمنتية، غير كافية لمواجهة التحديات الأمنية الحديثة التي تتسم بالعابرة للحدود.

و تمثل مناطق الفراغ الأمني بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة تحديًا أمنيًا كبيرًا، حيث تُعد هذه المناطق بؤرة لعمليات تنظيم داعش الإرهابية. تمتد هذه المناطق بطول 650 كلم من ديالى شرقًا إلى نينوى غربًا، وتتسم بوعورتها الجغرافية وغياب التجمعات السكانية، ما يجعلها بيئة مثالية لنشاط التنظيم.

و أدت الخلافات السياسية بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان إلى ترك هذه المناطق دون حماية كافية، حيث أخفقت الجهود المشتركة في تشكيل ألوية عسكرية موحدة بسبب التحديات الإدارية واللوجستية. ووفقًا لمراقبين، فإن غياب التنسيق الأمني بين الطرفين يُعطي تنظيم داعش فرصة لإعادة تنظيم صفوفه وتنفيذ عمليات إرهابية.

و تتقاطع التحديات الأمنية في العراق مع الأوضاع الإقليمية. يشهد مخيم الهول السوري، القريب من الحدود العراقية، نشاطًا خطيرًا لعناصر تنظيم داعش، ما يُفاقم المخاوف من تسللهم إلى العراق. كما يُضاف إلى ذلك خطر التهريب من إيران على الحدود الشرقية، مما يستلزم تعزيز الأمن في جميع المنافذ الحدودية.

وفي خطوة لتعزيز دفاعاته، يسعى العراق لشراء منظومات دفاع جوي متطورة من كوريا الجنوبية وطائرات هليكوبتر فرنسية. ويرى الخبراء أن هذه التحركات تأتي استجابةً لتحديات أمنية، خاصة مع تقليص وجود القوات الدولية في البلاد.

ويتطلب الوضع الأمني في مناطق الفراغ تفعيل الاتفاقات السابقة بين بغداد وأربيل، وتشكيل قوات مشتركة قادرة على ملء الفراغ الأمني.
وبحسب تحليلات امنية فان يجب توظيف تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي لتعزيز فعالية المراقبة الحدودية.
و تعد المشاكل الأمنية انعكاسًا للخلافات السياسية، مما يستدعي حوارًا بناءً لحل النزاعات حول إدارة المناطق المتنازع عليها.
 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

بين الحذر والانقسام: بغداد تتأنى في التحرك نحو دمشق

11 يناير، 2025

بغداد/المسلة: مع تصاعد وتيرة الزيارات الدبلوماسية العربية والإقليمية إلى سوريا بعد التغييرات السياسية الأخيرة، لا تزال الحكومة العراقية تتعامل بحذر مع الحدث السوري، رغم القرب الجغرافي والاجتماعي بين البلدين.

تشير مصادر تحليلية إلى أن الحكومة العراقية، رغم تأكيدها على دعم الشعب السوري، تمارس نوعاً من الحذر والانكفاء في التعامل مع الوضع السوري. ورغم الحديث عن مبادرات دبلوماسية قدمتها بغداد، كـ”ورقة العقبة”، إلا أن طبيعة هذه المبادرات بقيت غامضة ولم يتم الكشف عن تفاصيلها بشكل موسع.

يرى محللون أن أحد أسباب هذا الحذر يعود إلى الإرث الأمني المعقد بين البلدين، حيث يثير وجود عناصر من الفصائل السورية المسلحة التي كانت ناشطة في العراق بعد 2003 مخاوف داخلية. هذه الفصائل ما زالت محط شكوك لدى الرأي العام العراقي، مما يجعل اتخاذ خطوات إيجابية تجاه الحكومة السورية الجديدة أمراً يتطلب معالجة هذا الملف بحذر شديد.

إلى جانب المخاوف الأمنية، يشير خبراء إلى أن حالة الانقسام داخل القوى السياسية العراقية، وخصوصاً داخل “الإطار التنسيقي”، تمثل عقبة إضافية أمام اتخاذ موقف موحد. فبينما تدعم بعض الأطراف تعزيز العلاقة مع الحكومة السورية الجديدة، تعارضها أطراف أخرى مرتبطة بمواقف أكثر تحفظاً تجاه التغيير في سوريا.

و على الرغم من هذا الحذر، يتوقع المراقبون أن تضطر بغداد قريباً لاتخاذ خطوات نحو تعزيز العلاقات مع دمشق، خصوصاً في ظل الإشارات الإيجابية التي ظهرت في تصريحات المسؤولين العراقيين. ومع ذلك، قد يبقى هذا التحرك مشروطاً بضمانات سياسية وأمنية تعالج المخاوف الداخلية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • كيف يؤثر استعادة ود مدني على مستقبل الحرب في السودان؟
  • العالم يترقب افتتاحه.. 25 صورة ترصد المتحف المصري الكبير من الداخل والخارج
  • من النفط إلى الرواتب: اختبار حاسم للعلاقة بين بغداد وأربيل
  • عائلة العراقي المعتقل في غوانتانامو تناشد واشنطن عدم إرساله إلى بغداد
  • بين الحذر والانقسام: بغداد تتأنى في التحرك نحو دمشق
  • أسعار صرف الدولار في العراق
  • بين بغداد وأربيل.. من يدفع ثمن غياب التنسيق الأمني؟
  • انخفاض اسعار النفط العراقي في السوق العالمية
  • جهاز الأمن في أربيل يصدر تنويها يخص المسافرين إلى خارج البلد