كيف يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في دراسة حركة الطيور المهاجرة وحمايتها
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
تقطع مليارات الطيور مسافات شاسعة عبر القارات والمحيطات كل عام في رحلات هجرة مهمة للحفاظ على التوازن البيئي. فالطيور تؤدي دورًا مهمًا في تلقيح النباتات، ونشر البذور، والسيطرة على الآفات، مما يساهم في الحفاظ على النظم البيئية. لكن هذه الطيور تواجه تحديات كبيرة مثل: فقدان الموائل الطبيعية، والتغيرات المناخية، والتمدن المتسارع.
في الماضي، كانت دراسة حركة الطيور المهاجرة تعتمد على أساليب تقليدية بطيئة ومحدودة النتائج. وأما اليوم، فقد أتاح الذكاء الاصطناعي تطوير أدوات مبتكرة يمكنها تحليل أصوات الطيور ورصد مسارات هجرتها بدقة وسرعة غير مسبوقة. وهذه الأدوات تُحدث تحولًا جذريًا في الأبحاث البيئية، مما يساهم في حماية الطيور والحفاظ على التنوع البيولوجي.
أهمية هجرة الطيور في التوازن البيئي:
تعد الطيور المهاجرة عنصرًا أساسيًا في النظم البيئية، وأعدادها تستخدم كمؤشرات على صحة البيئة. على سبيل المثال: يشير انخفاض أعداد طائر السنونو في أمريكا الشمالية إلى قلة الموائل الطبيعية وانخفاض أعداد الحشرات. ومن ناحية أخرى، تساعد هجرة طائر الخرشنة القطبية (Arctic tern) التي تمتد لمسافة قدرها 40 ألف كيلومتر، العلماء في فهم صحة النظم البيئية في المناطق القطبية والمحيطات.
ولأن معظم الطيور تهاجر ليلًا، أصبحت المراقبة الصوتية وسيلة فعالة لدراسة حركتها؛ إذ يتميز كل نوع من الطيور ببصمة صوتية فريدة تتيح للباحثين تحديد أنواع الطيور المهاجرة دون الحاجة إلى رؤيتها. فمن خلال تسجيل أصوات الطيور، يمكن للعلماء تتبع حركتها وتعرّف أنواعها وفهم سلوكياتها.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث الصوتية للطيور:
مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، طُوّرت أدوات مثل BirdVoxDetect و BirdNET التي أحدثت نقلة نوعية في دراسة حركة الطيور المهاجرة. وتُستخدم هذه الأدوات لتحليل كميات كبيرة من البيانات الصوتية بدقة عالية.
يمكن لأداة BirdVoxDetect التي طُورت بالتعاون بين مختبر كورنيل لعلم الطيور (Cornell Lab of Ornithology) وجامعة نيويورك تحديد أصوات الطيور في الليل وتصنيفها، حتى في البيئات المليئة بالضوضاء وذلك بالاعتماد على نظام ذكاء اصطناعي مخصص. وتتميز بقدرتها على تصفية الأصوات في الخلفية مثل: صوت المطر وأصوات السيارات، وتعزيز وضوح أصوات الطيور. وقد ساعدت هذه الأداة العلماء في تحليل آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية، وتحديد مئات الآلاف من أصوات الطيور، كما قدمت بيانات دقيقة عن أعداد الطيور وأنواعها بتكلفة منخفضة.
تتميز BirdVoxDetect بمرونتها، إذ يمكن تكييفها مع مناطق جديدة باستخدام بيانات تدريب محدودة. وقد أتاح ذلك استخدامها لدراسة الطيور في بعض المناطق النائية مثل غابات الأمازون. كما ساهمت في تسهيل إجراء دراسات واسعة النطاق من خلال أتمتة عمليات جمع البيانات وتحليلها.
وأما أداة BirdNET، فهي موجهة للعلماء وهواة الطيور على حد سواء، فهي تتيح لهم تسجيل أصوات الطيور باستخدام هواتفهم الذكية. وخلال فعالية Global Big Day لعام 2024، ساعدت الأداة المشاركين في تعرف أكثر من 900 نوع من الطيور لحظيًا، مما يشجع المشاركة المجتمعية في جهود الحفاظ على البيئة.
الذكاء الاصطناعي وحماية الطيور:
ساعدت بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي في تحسين إستراتيجيات الحفاظ على الطيور. على سبيل المثال: استخدمت أنظمة ذكاء اصطناعي لتنفيذ برنامج “إطفاء الأنوار” في بعض المدن الكبيرة في أثناء مواسم الهجرة، للحد من اصطدام الطيور بالمباني العالية. وقد أثبت هذا البرامج نجاحه في مدينة شيكاغو، حيث تراجعت حوادث اصطدام الطيور بنحو ملحوظ.
الخلاصة:
يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة لدراسة حركة الطيور المهاجرة وحمايتها. ومن خلال أدوات متقدمة مثل BirdVoxDetect وBirdNET، أصبح من الممكن جمع بيانات دقيقة عن الطيور وتحليلها بسرعة، مما يعزز حماية الموائل الحيوية والحفاظ على التوازن البيئي. وهذه الأدوات لا تقتصر استخداماتها على دراسة حركة الطيور فقط، بل طُورت لدراسة أنواع أخرى من الحيوانات، مثل: الخفافيش والحيتان.
البوابة العربية للأخبار التقنية
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الذكاء الأصطناعي الطيور الهواتف الذكية الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
«وزير الاتصالات»: نستهدف تدريب أكثر من 30 ألف متخصص في الذكاء الاصطناعي
عقد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اجتماعًا مع بيتر موليما، سفير هولندا لدى القاهرة، على هامش فعاليات مؤتمر علوم البيانات والذكاء الاصطناعي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ختام فعاليات النسخة الثانية لمؤتمر علوم البيانات والذكاء الاصطناعى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2025 فى جامعة مصر للمعلوماتية بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة والذى نظمته واستضافته الجامعة بشراكة استراتيجية مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات" ايتيدا"، وشركة Ntervento وسفارة هولندا بالقاهرة تحت شعار "تمكين مجتمع الذكاء الاصطناعى" خلال الفترة من 10 إلى 12 أبريل بمشاركة أكثر من 1500 شخص، و90 متحدثًا يمثلون نخبة من صناع القرار وقادة الصناعة والمتخصصين والمجتمع الأكاديمى والمبتكرين ورواد الأعمال للمساهمة فى صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حضر فعاليات المؤتمربيتر موليما سفير هولندا لدى القاهرة، وقيادات جامعة مصر للمعلوماتية.
وفى مستهل كلمته، نعى الدكتور عمرو طلعت الدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية التى وافتها المنية منذ أيام قليلة، مشيدا بتاريخها العلمى الوضاء، ودورها فى المساهمة فى تأسيس الجامعة وما اتسمت به من رؤية واضحة تجاه دور الجامعة ورسالتها، إلى جانب ما تميزت به من خصائص نادرة حيث جمعت بين العلم والتفانى فى العمل والرؤية والقدرة على تحقيقها، مشيرا إلى أن ذكراها ستظل حاضرة فى عقول ووجدان كل من عرفها وعمل معها، معلنا عن أنه تم الاتفاق مع مجلس أمناء الجامعة على اطلاق اسم الراحلة على القاعة الرئيسية بالجامعة.
كما أشار الدكتور عمرو طلعت إلى حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على استضافة هذا المؤتمر الاقليمى للعام الثانى على التوالى فى ضوء تزايد الاهتمام العالمى بهذه التقنيات.
وأضاف أن مصر بدأت منذ 2019 فى الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعى من خلال إنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي الذي يضم الجهات المعنية بهذا المجال، فضلا عن إصدار الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وإطلاق الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول، مؤكدا أن هذه التقنيات لم تعد محل اهتمام المجتمع المعلوماتي فقط، بل محط اهتمام جميع مؤسسات الدولة من قطاع حكومى، وجامعات ومؤسسات علمية، والمجتمع المدنى، والقطاع الخاص من أجل الاستفادة من امكانياتها.
واستعرض الاجتماع سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر وهولندا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تم تسليط الضوء على جهود وزارة الاتصالات في تنمية صناعة التعهيد وبناء القدرات الرقمية ودعم الإبداع الرقمي وريادة الأعمال.
ودعا الدكتور عمرو طلعت السفير الهولندي لزيارة مراكز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" للتعرف على الأنشطة المقدمة من الوزارة لإعداد الكوادر الرقمية ورعاية الشركات الناشئة.
ومن جانبه، أثنى السفير الهولندي على التطورات التي تشهدها مصر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرًا إلى أهمية توافر كوادر مدربة، خاصة مع احتياج هولندا للمهارات الرقمية.
أهداف الاستراتيجية المصرية للذكاء الاصطناعي:توفير بنية تحتية معلوماتية وحوسبية: لبناء منظومات الذكاء الاصطناعي وإتاحة الموارد للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة.
البيانات: تحقيق التوازن بين حماية خصوصية البيانات وإتاحتها للشركات المعنية بالذكاء الاصطناعي.
بناء التطبيقات: توفير حلول لمجابهة التحديات في مختلف القطاعات.
توسيع قاعدة المهارات: إطلاق مبادرات تدريبية لتمكين المواطنين من الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي.
خلق بيئة داعمة للإبداع: تشجيع الشركات الناشئة ورعايتها ضمن برامج مراكز إبداع مصر الرقمية.
الحوكمة: وضع أطر تنظيمية وتشريعية قادرة على تنظيم صناعة الذكاء الاصطناعي.
مؤشرات رقمية مستهدفة:تدريب أكثر من 30 ألف متخصص في الذكاء الاصطناعي خلال الفترة من 2025 حتى 2030.
دعم ما لا يقل عن 250 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
تمكين أكثر من ربع القوى العاملة من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ¹.