في أول زيارة رسمية لـ سوريا منذ 2010.. ما هي نتائج المباحثات بين ميقاتي والشرع؟
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
في أول زيارة رسمية له إلى سوريا، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.
وتأتي زيارة ميقاتي، بحسب بيان الحكومة اللبنانية، استجابة لدعوة الشرع، في وقت يسعى فيه البلدان إلى تحسين العلاقات الثنائية وسط المشهد السياسي المتغير بسرعة في المنطقة.
وقال قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، عقب محادثاتهما إن اللقاء تناول، مشاكل التهريب والودائع السورية المتراكمة في المصارف اللبنانية وترسيم الحدود بين البلدين".
وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الشرع: يجب ضبط بعض الأنشطة على الحدود بشكل كامل، وخاصة عند المعابر غير الشرعية، من أجل وضع حد لكل عمليات التهريب بين لبنان وسوريا، وتحدث أيضاً عن ضرورة معالجة وضع اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا من لبنان.
وأوضح ميقاتي أنه يتمنى أن لا يطغى التعاون على هذه الجبهة على الحاجة المستمرة إلى تسوية "قضية ترسيم الحدود"، وأعلن أنه سيتم تشكيل "لجنة لبنانية سورية" من أجل "إيصال هذه العملية إلى خاتمة ناجحة".
وقال الشرع، إنه يعتقد أيضًا أن "قضية الحدود تشكل أولوية مطلقة". لكنه أشار أيضًا إلى أن الحكومة السورية الجديدة لم تتول مهامها إلا منذ شهر واحد، وأنها ستضطر إلى التعامل مع "العديد من القضايا" وتحتاج إلى "الوقت".
وقال خلال المؤتمر الصحفي إن "الأولوية الحالية في سوريا هي الوضع الداخلي والوضع الأمني وضبط السلاح من قبل الدولة ومن ثم طمأنة الدول المجاورة".
وأضاف "نحن ما زلنا في الاجتماع الأول ونأمل أن نلتقي بشكل متكرر إن شاء الله، ويجب مناقشة العديد من المواضيع في الأيام القليلة المقبلة، وقضية الحدود هي الأولوية القصوى".
وعندما سئل الرجلان عن قضية مزارع شبعا المتنازع عليها، والتي تعتبرها الأمم المتحدة جزءاً من مرتفعات الجولان السورية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي حالياً، تجنب الرجلان الرد على السؤال. فقال ميقاتي إن مزارع شبعا جزء من قضية الحدود، وقال الشرع إنه من المبكر جداً مناقشة هذا الأمر.
سوريا ستبقى على مسافة متساوية من الجميعوأكد الشرع، أن القيادة السورية الجديدة لن تمارس "تدخلات سلبية" في لبنان، وقال: "في سوريا سنبقى على مسافة واحدة من الجميع في لبنان وسنحل المشاكل بالتشاور والحوار".
وعن الرئيس اللبناني المنتخب حديثا جوزيف عون، قال الشرع إن حكومته "أعلنت بالفعل دعمها.. .رغم أننا لا نعرفه ولم تكن لنا أي علاقات معه حتى الآن".
وتابع "أعتقد أنه ستكون هناك علاقات استراتيجية طويلة الأمد، ولدينا مصالح مشتركة كبيرة جداً مع لبنان، ونأمل أن يكون الوضع في لبنان مستقراً بوجود الرئيس جوزيف عون أو نجيب ميقاتي إذا أعيد تعيينه".
وأضاف الشرع "إننا نمنح أنفسنا الفرصة لبناء علاقة دائمة في الفترة المقبلة، على أساس سيادة لبنان وسوريا، وستكون هناك علاقات استراتيجية دائمة ذات مصالح مشتركة كبرى".
وقال ميقاتي "هذه الزيارة رائدة وما شاهدته في ما يتعلق بالعلاقة بين بلدينا يطمئنني".
قوة سورياكانت سوريا قوة سياسية وعسكرية مهيمنة في لبنان لمدة ثلاثة عقود، حيث تدخلت أثناء الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وتورطت في اغتيال العديد من الشخصيات السياسية. وفي عام 2005، سحبت سوريا قواتها تحت ضغط دولي في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ومنذ بدء العمليات العسكرية في سوريا والتي أدت إلى سقوط نظام الأسد، شهدت منطقة الحدود سلسلة من الاشتباكات والحوادث بين الجماعات المسلحة وقوات الحكومة الجديدة في دمشق.
وبدأت المواجهات في محافظة طرطوس الساحلية، معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع، ثم اشتدت في وقت لاحق حول بلدة تلكلخ السورية في محافظة حمص، على بعد أقل من خمسة كيلومترات من الحدود اللبنانية.
كما قصف الجيش الإسرائيلي منطقة الحدود عدة مرات، على الرغم من الاتفاق الذي من المفترض أن ينهي عدوانه على لبنان.
اقرأ أيضاًخبير في شئون الحركات الإسلامية: سوريا على شفا نزاعات داخلية بين الجولاني وأتباعه «فيديو»
رئيس وزراء اليونان: هناك ارتباط واضح بين تطورات الأوضاع في سوريا وغياب الاستقرار في ليبيا
«مصطفى بكري» يوجه رسالة قوية لنتنياهو: أنتم دخلتم سوريا في غفلة وهذا لن يتكرر مع مصر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: سوريا لبنان نجيب ميقاتي ميقاتي الشرع هيئة تحرير الشام أحمد الشرع السوریة الجدیدة فی لبنان فی سوریا
إقرأ أيضاً:
حملت الطابع الرسمي..هذه أهداف زيارة نواف سلام إلى سوريا
سوريا- خلَّف النظام السوري السابق والحرب التي امتدت لسنوات عددا من الملفات الشائكة بين الجارتين سوريا ولبنان، وعقب سقوط النظام وقعت اشتباكات ومناوشات بين طرفَي حرسَي الحدود اللبناني والسوري، فُتحت على إثرها قنوات التواصل بين البلدين لحل هذه الملفات وإلغاء المشاكل التي كان أبرزها ضبط الحدود وترسيمها وإغلاق المعابر غير الشرعية إضافة لملف المختفين والسجناء.
وفي زيارة تُعد الأولى والرسمية استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام والوفد المرافق له في قصر الشعب بالعاصمة السورية دمشق لبحث عدد من الملفات الشائكة بين البلدين.
وقال مصدر خاص للجزيرة نت إن الزيارة بمثابة فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين سوريا ولبنان وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من بعضهما لبعض "لأن قرار سوريا لسوريا وقرار لبنان للبنانيين لاستعادة الثقة وحسن الجوار".
شعب واحدوأضاف المصدر ذاته أن من أهم الملفات التي بُحثت على طاولة النقاش بين البلدين هي ضبط الحدود وترسيمها برا وبحرا وضبط عمليات التهريب غير الشرعية، إضافة لملف المفقودين والمعتقلين.
وأشار إلى أن ملفات أخرى تمت مناقشتها، بينها فتح خطوط التجارة والتبادل في المجالات التجارية إضافة لاستجرار النفط والغاز وبحث ملف فتح خطوط الطيران المدني بين البلدين.
إعلانبدوره، قال رئيس الهيئة السياسية في محافظة إدلب أحمد بكرو، للجزيرة نت، إن العلاقة بين سوريا ولبنان علاقة "شعب واحد" موزع على بلدين تربطهما ببعضهما علاقات تاريخية وثقافية ويجمعهما نسيج اجتماعي متجانس، و"لكن هناك تحديات أمنية وسياسية واقتصادية بين الدولتين خلفها النظام البائد".
وأضاف بكرو أن هذه الزيارة "مهمة" كونها ستبحث "أهم الملفات"، وهي ترسيم الحدود. وتابع "بمجرد إعادة النظر بالاتفاقية بين البلدين بتبعية هذه المزارع لسوريا سيتم حينها إبطال ذريعة وجود حزب الله في سوريا وعلى الحدود".
ولفت أن سوريين كثيرين في لبنان بحاجة لتهيئة الظروف المناسبة لعودتهم إلى بلدهم سوريا والحفاظ على حقوقهم وسجلاتهم الرسمية، إضافة إلى ضبط الحدود بين البلدين.
وثمة خطر أساسي -حسب بكرو- يستوجب ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية، لأنها مصدر لتهريب الحشيش وتجارة الكبتاغون.
وأوضح أن التنسيق السياسي بين البلدين مهم جدا فيما يتعلق بالعمق العربي والموقف من إسرائيل، إضافة لحفظ الحقوق بين الشعبين في الانتقال وممارسة النشاطات الاقتصادية لقرب البلدين بعضهما من بعض والترابط الشعبي بين البلدين.
من جهته، يرى الباحث السياسي بسام السليمان أن الزيارة تشكل أساسا لعلاقة جديدة متوازنة بين الدولتين والشعبين السوري واللبناني اللذين كانا يشتركان بالضرر من النظام السوري المخلوع، لكن نتائجها لن تكون "فورية" بل تحتاج لوقت طويل بسبب التراكمات التي تركها النظام البائد.
وأضاف للجزيرة نت أن ملف الحدود "شائك جدا" بسبب تداخل الجغرافيا والديموغرافيا، ولا تقنية ستعيق تنفيذ الحلول التي ستوضع بشكل سريع إنما ستأخذ وقتا لحلها، و"لكن وجود الأرضية المشتركة بالاحترام المتبادل دولة لدولة بين الطرفين سيشكل انسجاما ويساهم بحل المشاكل العالقة".
إعلان "عوائق محلية"وأشار السليمان إلى أن ثمة رغبة بين الدولتين لحل المشاكل بشأن ضبط الحدود ومنع التهريب رغم أن "عوائق محلية" ستعمل على خلق مشاكل لبقاء التوتر بين الدولتين .
وفي السياق، قال الباحث السياسي في الشأن السوري رضوان الأطرش، إن زيارة نواف سلام إلى سوريا تُعد "الأولى الرسمية" إلى الحكومة السورية الجديدة التي سبقتها زيارة الرئيس نجيب ميقاتي، ولكنها (هذه الزيارة) تحمل "الطابع الرسمي" وستكون فاعليتها أكثر أهمية.
وأشار الأطرش في حديثه مع الجزيرة نت لوجود مجموعة من المشاكل العالقة بين النظام السابق ولبنان، أبرزها ترسيم الحدود والمجلس الأعلى السوري اللبناني، إضافة إلى عقبات أخرى مثل المعابر غير الرسمية، وملف السوريين النازحين إلى لبنان بسبب الحرب مع ضمان العودة الآمنة والطوعية لهم برعاية المجتمع الدولي والأمم المتحدة.