حكم رد الهدية دون سبب شرعي .. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم رد الهدية من دون سبب شرعي؟ فأنا أهديت صديق لي بعض الهدايا ولكنه رفض قبولها، وقد سبَّب هذا لي حزنًا شديدًا، فهل يجوز شرعًا رفض الهدية وعدم قبولها من دون سبب؟ وهل هذا يتفق مع سنة النبي عليه الصلاة والسلام؟
حكم رد الهديةوقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إن الشرع الشريف قد حثَّ على التهادي؛ لأنَّه من بواعث المحبة وزيادتها، وإثبات المودة والوئام بين الناس، وإذهاب الضغائن، وتأليف القلوب، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحضُّ على التهادي ويقبل الهدايا.
واستشهدت دار الإفتاء بما رواه الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ».
وأوضحت أن الذي عليه جمهور العلماء أنَّ قبول الهَدِيّة أمرٌ مستحبٌ؛ يقول الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (7/ 134-135، ط. دار إحياء التراث العربي): [اختلف العلماء فيمن جاءه مال هل يجب قبوله أو يندب؟ على ثلاثة مذاهب: والصحيح المشهور الذي عليه الجمهور: أنه يستحب] اهـ.
النهي عن رد الهديةوقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن رد الهدية إذا لم يكن هناك سبب يدعو لذلك؛ فرَوى الإمام أحمد في "مسنده"، وابن حبان في "صحيحه" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ».
ورَوى الإمام أحمد في "المسند" عن خالد بن عدي الجهني رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ، وَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ».
قال الإمام ابن حبان في "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" (ص: 242، ط. دار الكتب العلمية): [زجر النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وسلَّم في هذا الخبر عَن ترك قبول الهدايا بين المسلمين؛ فالواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية أن يقبلها ولا يردها، ثم يثيب عليها إذا قدر ويشكر عنها، وإنَّي لأستحب للناس بعث الهدايا إلى الإخوان بينهم إذ الهدية تورث المحبة، وتذهب الضغينة] اهـ.
وبناء على ذلك؛ فإنه قبول الهدية أمرٌ مستحبٌ، ويكره ردُّها إلا إذا وُجد مانع شرعي من قبولها، ويستحب لمَن امتنع عن قبول هدية لعذرٍ أن يُبَيِّن عذره للمُهدي؛ تطييبًا لقلبه وجبرًا لخاطره.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الهدايا الهدية التهادي رد الهدية حكم رد الهدية المزيد صلى الله علیه وآله وسلم دار الإفتاء رد الهدیة
إقرأ أيضاً:
المفتي يكشف أسباب نهي النبي عن خروج الأطفال بالطعام
قال الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية، إن عدم أذى الجار أمارة ضمن أمارات الإيمان، موضحا أن هناك يهودي كان يأذي النبي سيدنا محمد صلى عليه وسلم، كل يوم، وعندما اختفى اليهودي، ذهب الرسول له واطمأن عليه رغم أنه كان يأذيه.
وتابع مفتي الديار المصرية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج اسأل المفتي المذاع على قناة صدى البلد، أن الجار الذي له حق واحد، هو الشخص الذي يدين لدين غير الإسلام، ويكون له حق الجيرة.
وتابع أن الجار الذي له حقان، هو الجار المسلم، ويكون له حق الجوار وحق الإسلام، وهناك جار له 3 حقوق، حق القرابة والجوار والإسلام، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يرسل الطعام لجيرانه.
وأردف: "الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن خروج الأطفال بأطعمه أمام الجيران الذين لا يملكون ذلك الطعام".