تثبت بلدة بيت حانون البوابة الشمالية لقطاع غزة، مع الأراضي المحتلة عام 1948، المرة تلو الأخرى عبثية عدوان الاحتلال على قطاع غزة وعجزه عن اقتلاع المقاومة، على الرغم من الإبادة التي قام بها، وتحويلها إلى ركام بالكامل، لتخرج له في الوقت الذي تختاره وتفتك بجنوده.

وعادت بيت حانون لثبت مبدأ أن الفلسطيني في أرضه جمر تحت الرماد والركام، بعد الكمين القاتل الذي نفذته المقاومة، وقتل فيه 4 من الضباط والجنود، خلال دورية للواء الناحال في البلدة التي دخلها الاحتلال في اليوم الأول للعدوان بعد قصف مدمر ومجازر واسعة.



وتسبب كمين السبت بصدمة في أوساط الاحتلال، الذي أعلن مرارا خلال 646 يوما، سيطرته على بلدة حانون، لتخرج له بصورة مفاجئة في كل مرة بكمين قاتل، يخضع قبله ضباطه وجنوده، لعملية رصد دقيقة من أصحاب الأرض، قبل الفتك بهم في ساعة الصفر وتكبيدهم خسائر تعيدهم إلى مربع اللحظة الأولى لشن العدوان.



ونستعرض في التقرير التالي، أبرز ما نعرفه عن بلدة بيت حانون، وتاريخها مع الغزاة وأبرز عمليات المقاومة فيها منذ بدء العدوان على غزة:

تقع بلدة بيت حانون في الجزء الشمالي  الشرقي من قطاع غزة، وتعد البوابة الشمالية للقطاع، بسبب وجود معبر بيت حانون "إيرز" فيها، وهو أحد أهم 7 معابر لغزة مع الأراضي المحتلة عام 1948، والذي كان مخصصا بصورة أساسية لتنقل الأشخاص قبل أن يقتحم في عملية طوفان الأقصى ويتم تدميره بشكل كامل وأسر جنوده.

تبلغ مساحة البلدة شبه المستوية قرابة 20 ألف دونم، لكنها كانت من المناطق المكتظة بالسكان في القطاع، بسبب تجاور الأبنية في مساحة تصل إلى 5 آلاف دونم كان يعيش فيها حتى قبل العدوان قرابة 50 ألف نسمة.



بحسب معظم المصادر التاريخية يعود أصل تسمية المدينة بهذا الاسم إلى الملك حانون الآشوري وقد جرت بينه وبين الملك اليافي حروب طويلة حتى أهلكا بعضهما فعملوا له تمثالاً ووضعوه في بيت العبادة فاشتهرت البلدة منذ ذلك الوقت باسم بيت حانون، كما يوجد في المدينة مسجد النصر الذي يرجع تاريخة إلى 637 للهجرة، وكذلك قبة أم النصر التي انتصر فيها المسلمون على الفرنجة.

تعتبر البلدة من أكثر المناطق حساسية لدى الاحتلال، بسبب موقعها المجاور لمستوطنات إيرز ونتيف هسعراه "العين العاشرة"، وسيديروت، ونير عام وكفار عزة وكانت من أهم نقاط الانطلاق في طوفان الأقصى، خاصة مع اكتشاف النفق الكبير الذي اقتحم معبر إيرز بسببه في العملية وكان يمتد إلى جباليا.

احتلت بيت حانون، كحال ما تبقى من قطاع غزة والضفة الغربية، في عدوان الخامس من حزيران/يونيو 1967 بعد هزيمة الجيش المصري، الذي كان يسيطر عليها، وبقيت تحت الاحتلال لمدة 38 عاما، إلى أن انسحب الأخير عام 2005، في ما عرف بخطة فك الارتباط بغزة.

ورغم أن البلدة خاضت مواجهات عديدة مع الاحتلال، على مدار السنوات الماضية، وكان دائما ما يتوغل في أطرافها، إلا أن العدوان الحالي كان الأشرس بحقها، والذي تعرضت فيه للضربة الأولى يوم 27 تشرين أول/أكتوبر 2023، عبر قصف جوي عنيف غير مسبوق مهد لدخول الدبابات وناقلات الجنود.

وصدر البيان الأول من كتائب القسام، لأول كمين يسقط فيه جنود الاحتلال في بيت حانون، بتاريخ 31 من الشهر ذاته، أي بعد 4 أيام من بدء العدوان البري، وكان: "مجاهدو القسام يجهزون على قوة صهيونية بعد دخولها مبنى كمن المجاهدون داخله في بيت حانون، ويستهدفون جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة".



لكن القسام بثت بعدها مقطعا مصورا، قالت إنه وقع يوم 29 من الشهر ذاته، أي بعد يومين من بدء العدوان، لمقاتليها لحظة أغارتهم من أحد الأنفاق على قوة للاحتلال بالقرب من من السياج الفاصل في بلدة بيت حانون في الأمتار الأولى للقطاع.

لكن أبرز الأحداث كارثية لجيش الاحتلال في بيت حانون، كان في ضربة ناقلة الجنود "النمر" والتي كان بداخلها 12 ضابطا وجنديا، من لواء جفعاتي في بداية العدوان البري، والتي نجا منها واحد فقط وتحولت إلى مقبرة للباقين بعد ضربها بقذيفة مضادة للدروع.

ضربات متلاحقة

ومن أبرز الضربات التي تلقاها الاحتلال في بيت حانون، إجهاز مقاتلي القسام على قوة بعد دخولها مبنى كمنوا بداخله واستهدف آلية وجرافة كانتا تؤمنان المكان.

كما استخدمت القسام طائرة مسيرة، ألقت بواسطتها قنبلة على تجمع لجنود الاحتلال في بيت حانون، وانفجرت وسطهم وألحقت بهم خسائر بين قتيل وجريح.

وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين في نفق مفخخ في بيت حانون.

وفي 15 تشرين ثاني/نوفمبر، أعلنت كتائب القسام، أنها دمرت أربع آليات للاحتلال بصواريخ ياسين 105 في بيت حانون.

وخرج الاحتلال في 18 كانون أول/ديسمبر 2023، ليعلن سيطرته بالكامل على بلدة بيت حانون ويزعم تفكيكه لكتيبة بيت حانون التابعة للقسام، لكن ما جرى لاحقا، لم يكن سوى بداية غرق الاحتلال في مستنقع الكمائن الذي أعدته المقاومة في البلدة وثبته زيفه حتى يومنا هذا.

ولم تمض أيام، حتى انسحب الاحتلال من وسط البلدة، وعاد السكان رغم تحذيرات الاحتلال، إلى أنقاض منازلهم ومزقوا أعلام الاحتلال التي وجدوها في البلدة، وعادت الصواريخ لتنطلق من جديد، من بيت حانون تجاه مستوطنات الاحتلال كما فعلت سرايا القدس في وسط كانون ثاني/ يناير 2024.

وقام الاحتلال بتوغلات مجددا بعد ذلك التاريخ، وفي كل مرة كان يواجه كمائن جديدة، في المناطق التي عمل بها، ومن أهمها، الكمين المركب الذي وقعت فيه كتيبة نيتساح يهودا في بيت حانون، والذي استمر بصورة متلاحقة ساعات طويلة، وقتل فيه أحد أبرز الضباط المتطرفين فيه، بعملية قنص مثيرة سقط فيها 3 بطلقتين.

كما بثت القسام مشاهد لتفخيخ منزل في بيت حانون، واستدراج الجنود إليه، وتفجيره بهم، لحظة إزالتهم كاميرا المراقبة التي ترصد تحركاتهم، ومقتل 4 جنود نتيجته.

ونستعرض تاليا أبرز عمليات المقاومة في بيت حانون، منذ بدء العدوان: 

#أبطال
مشاهد من التحام مجاهدي كتائب القسام بالقوات المتوغلة غرب "إيرز" يوم الأحد 29 أكتوبر واشتباكهم معها pic.twitter.com/Qa4sHUM6VV — Safwat Safi???????? (@Safwat_Safi) October 31, 2023

???? مشاهد من إسقاط عبوة مضادة للأفراد على قوة راجلة شرق بيت حانون pic.twitter.com/0TPQtdcasI — د.أيسر Ayser (@aysardm) November 1, 2023

مشاهد من الاشتباكات الضارية التي يخوضها #مجاهدو كتائب القسام مع قوات #العدو في شوارع بيت حانون وتدميرهم لعدد من الآليات.#طوفان_القدس pic.twitter.com/DGjuNSDcgI — إسكندر ???????? (@Iskander21358) November 3, 2023

مشاهد من استهداف قوات صهيونية خاصة متحصنة في عدة مباني في بيت حانون بقذائف "TBG" و "RPG" والاشتباك معها pic.twitter.com/2LiaB9Dubh — راجي الهمص - #فلسطين (@RajiHams) November 4, 2023

كتائب القسام تستهدف منزلاً تحصن فيه جنود الاحتلال شمال بيت حانون

فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ pic.twitter.com/jT9fVsFVjk — Free Palestine ???????? (@M0_Gooner) November 11, 2023

مشاهد لتفخيخ فتحة أحد الأنفاق القسامية في بيت حانون واستدراج قوة من سلاح الهندسة للمكان وتفجيره، وقد اعترف العدو بمقتل 5 جنود بينهم ضابط في العملية #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/sAKrwM6GDg — Yasser (@Yasser_Gaza) November 16, 2023

الله أكبر
مشاهد من استهداف مجاهدي القسام القوات المتوغلة في بيت حانون شمال القطاع #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/sNXb8EEMpT — مصطفى الرنتيسي (@Gazam72) November 17, 2023


#شاهد.. مشاهد من عملية استدراج قوات خاصة لأحد المنازل في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة وتدميره بـ 3 عبوات أفراد وعبوة صدمية وعبوة شواظ ما أدى لوقوع كامل القوة في مقتل #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/O6YK8EClyg — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 26, 2023


عــاجــل | كتائب القسام تنشر مشاهد من عملية قنص ضابط صهيوني شمال بيت حانون شمال قطاع غزة.

#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/PMjOTqgnz4 — رضوان الأخرس (@rdooan) April 24, 2024


لا أحد يصدّق أن هذا الفيديو حصل في الشهر الثامن لحرب الابادة، في منطقة تقع شمال قطاع غزة على الحدود مع مستوطنات غلاف غزة.

بالفيديو: استهداف قوة خاصة صهيونية بعد استدراجها لكمين مسبق وإيقاعها مع قوة النجدة بين قتيل وجريح شمال بيت حانون شمال قطاع غزة pic.twitter.com/1A0ffPxd3K — أحمد سرحان (@ahmadserhann) May 23, 2024




قتلى الكمين الأخير في بيت حانون

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية بيت حانون غزة الاحتلال المقاومة غزة الاحتلال المقاومة بيت حانون المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال فی بیت حانون طوفان الأقصى pic twitter com بیت حانون شمال بلدة بیت حانون شمال قطاع غزة کتائب القسام بدء العدوان مشاهد من على قوة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يعترف بمقـ.ـتل 4 ضباط وجنود في بيت حانون

أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مقتل 4 ضباط وجنود إسرائيليين في معارك ضارية شمال قطاع غزة، تحديدًا في منطقة بيت حانون.

أكدت القناة 12 أن الهجوم كان كمينًا مزدوجًا، حيث تضمن تفجير لغم وأعقبته عملية إطلاق نار استهدفت قوة الاحتلال الإسرائيلية.

وحسب القناة 12، فإن التحقيق الأولي أظهر أن عملية إجلاء الجنود القتلى والجرحى من منطقة بيت حانون كانت معقدة للغاية، حيث جرت تحت نيران المسلحين الذين استمروا في إطلاق النار على قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء عملية الإخلاء.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية أن المنطقة التي تم فيها تنفيذ الكمين في بيت حانون كانت قد تم تدميرها سابقًا من قبل جيش الاحتلال، وكانت تحت سيطرته الكاملة. 

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية استهدفت موكبًا قياديًا كان يضم قائد لواء ناحال، حيث مر الموكب من خلال طريق يُفترض أنه "آمن" تحت سيطرة جيش الاحتلال.

ووفقا للصحيفة فأن جيش الاحتلال يحقق في كيفية وصول المقاومين إلى هذه المنطقة، ويُفحص حاليًا فرضية احتمال استخدام نفق لم يُكتشف بعد.

إلى ذلك، أكدت قناة 14 أن عدد الضباط والجنود الذين لقوا حتفهم في معارك بيت حانون خلال الأسبوع الماضي بلغ 10، بينما أشار جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن 400 ضابط وجندي قد قتلوا في معارك قطاع غزة منذ بدء العملية البرية.

يذكر أن حصيلة القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين منذ بداية شهر يناير الجاري وصلت إلى 13 قتيلًا.

مقالات مشابهة

  • بيت حانون.. بلدة تنكّل بالاحتلال في المتر الأول من غزة على مدار 464 يوما
  • جيش الاحتلال يعترف بمقـ.ـتل 4 ضباط وجنود في بيت حانون
  • هكذا تستثمر القسام رسائل الأسرى لإنجاز الصفقة.. تفاعل واسع
  • نسف منازل وغارات إسرائيلية دموية في غزة.. مجزرة بجباليا (شاهد)
  • نائب رئيس أركان جيش الاحتلال يطلب الإعفاء من مهامه
  • مظاهرات حاشدة تجوب شوارع اليمن والمغرب للتنديد بالإبادة في غزة (شاهد)
  • الاحتلال يقر بمقتل إسرائيلية وابنها بهجوم 7 أكتوبر
  • بالفيديو... طائرة إسرائيليّة تستهدف سيارة في بلدة طيردبا ووقوع إصابات
  • 6 رؤساء لجمهورية لبنان الثانية.. الأول حكم 17 يوما قبل اغتياله