قراءات إسرائيلية في تهديدات ترامب في حال عدم إنجاز صفقة تبادل أسرى
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
تزداد قناعة المحافل السياسية الاسرائيلية بأن أداء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال فترة ولايته سيكون غير متوقع، مع أن سياسته في الشرق الأوسط سوف تتحدد من خلال الطريقة التي سيتعامل بها في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، لاسيما تهديده الأخير لها بفتح أبواب الجحيم في حال لم يتم إعادة المحتجزين.
آفي شيلون الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكد "أننا أمام تهديد فارغ، لأنه لم يتبق شيء أمام ترامب ضد حماس لم يفعله جيش الاحتلال الذي دمّر قطاع غزة، وفكّك حماس، حتى أصبحت بموقف دفاعي، وتشرد معظم سكان غزة من منازلهم. وفي هذه الحالة لن يكون واردا أن ترسل الولايات المتحدة طائراتها لقصف غزة. وبالتالي فإن صفقة التبادل الكاملة لا يمكن تنفيذها إلا إن غيّرت إسرائيل سياستها، ووافقت على إنهاء الحرب، لأنها فعلا بحاجة لذلك".
صفقة القرن
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "صفقة التبادل أول اختبار مهم لسياسة ترامب في الشرق الأوسط، وهنا تبرز أربعة احتمالات: أولها اتضاح أن تهديداته لا معنى لها، فحماس ليس لديها ما تخسره، ولن تتنازل رغم التهديدات، وسيتبين أن الحماس الإسرائيلي لرئاسة ترامب مجرد وهم؛ وثانيها أن حضوره في الملف الفلسطيني لن يكون له تأثير؛ وثالثها أننا سنكون أمام اتفاق جزئي يتمثل بعودة جزء فقط من المختطفين؛ ورابعها أن ترامب يضغط من وراء الكواليس على إسرائيل للموافقة على وقف كامل للحرب، بحيث يتم تقديم وقفها المؤقت لأسباب بنيامين نتنياهو الحزبية، لكنها فعلياً ستكون مقدمة لصفقة القرن".
وأشار إلى أن "ما يدعو إلى لتفاؤل أن حماس لن تتخلى عن خيارها المتمثل بوقف الحرب بشكل كامل، وهذا السبب الحقيقي وراء موافقتها على إطلاق سراح المختطفين، أما ترامب فمن الصعب أن نفكر في رئيس ستكون سياسته فترة ولايته غير متوقعة، ما يجعل من دولة الاحتلال أمامه ليست سوى ممثل مساعد في مسرحية شخص آخر".
الجنرال تامير هايمان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، والرئيس الحالي لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أن "تهديدات ترامب الأخيرة المتعلقة بضرورة إنجاز صفقة تبادل الأسرى تزيد من صعوبات التنبؤ بتحركاته المستقبلية، رغم أن عودته للبيت الأبيض قد تغير الصورة في غزة، بزعم أن حماس ستواجه فعلا كابوسا حقيقياً بسبب تهديدات الرئيس الجديد-القديم، خاصة أن الساعة الرملية لحياة المختطفين في ظل ظروفهم القاسية آخذة في النفاد".
حجب المساعدات الإنسانية
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أنه "قبل أن نحلل العقبات والفرص المتاحة في تهديدات ترامب، يجدر أن نذكر بأن المفاوضات يتم إجراؤها حالياً مع تغيير لافت حدث في جانب الاحتلال، حيث أوصت المؤسسة الأمنية بصفقة شاملة منذ فترة طويلة، أما في الأسابيع الأخيرة، فإن المؤسسة السياسية بقيادة نتنياهو خفّفت من حدّة التصريحات المعارضة لهذه الصفقة، فيما تستعد حماس لتنفيذها".
وأشار إلى أن "تهديدات ترامب تزامنت مع تأكيد حماس على مطالبها الأساسية: وقف الحرب، والانسحاب من غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وإعادة إعمار القطاع، وهو المطلب الأكثر إثارة للاهتمام، فيما سيكون الاحتلال مستعداً للتنازل عن المطالب الثلاثة الأولى، وبثمن باهظ، دون أن يكون قادراً على تحقيق إعادة إعمار القطاع فعلياً، وسيواجه صعوبة بالالتزام بخطوة تعني ضمان عدم عودة حماس لحكم غزة".
وأوضح أن "ما سيحدث فعليّاً إذا لم تتنازل حماس عن مطلبها الرابع، أن الإسرائيليين بأسرهم سيصبحون أسرى لحماس، ويستمرون بدفع الثمن بالدم، لأن زيادة الضغط العسكري عليها فكرة لم تعد فعالة في النهاية، لأنه وصل إلى حدّه الأقصى، والتدمير الممنهج لأحياء شمال القطاع لم ينجح في تغيير قرارات الحركة، وسيكون من الصعب للغاية الضغط على الفلسطينيين لما هو أبعد من الضغط الحالي، لأن توسيع الجهود العسكرية لمواقع إضافية سيعرّض حياة المختطفين للخطر بشكل كبير".
ولفت إلى أن "الإسرائيليين يحاولون تفسير تهديدات ترامب حول "الجحيم" بأنه "أسوأ سيناريو محتمل"، لكن أي محاولة لتوقع تحركاته تتناقض مع أبرز سماته، وهي عدم اليقين بشأنها، لكن قد يكون "الجحيم" الذي يتحدث عنه مرتبطاً بالضغط الإنساني على الفلسطينيين، لأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل شيئاً حقيقياً على الجانب العملياتي العسكري لم تفعله إسرائيل مع حماس، التي قتلت كل كبار قادتها تقريبًا، ودمرت معظم بنيتها التحتية، وحلّت كل كتائبها تقريبًا، وقامت بتسوية مناطق بأكملها بالأرض، خاصة في شمال القطاع".
وحذر من أن "تقليص نطاق المساعدات الإنسانية للفلسطينيين قد يفرض ضغوطًا بالفعل على الاحتلال، رغم أن ترامب سيكون أكثر "تسامحاً" في هذا المجال، لكن عواقب هذه الضغوط أمام بقية العالم ستكون ملقاة على عاتق الاحتلال، ما يستدعي الحذر من الاستجابة لهذه الضغوط، رغم أن دخول ترامب للبيت الأبيض يضمن للاحتلال الدعم الكامل، الذي سيتلقى مزيدا من الأسلحة اللازمة، والدعم لزيادة الضغط المدني على غزة، وإمكانية عودته للحرب متى أراد، وهذه درجة مهمة من الحرية يجب استغلالها".
ضم شمال غزة
عاميت سيغال مراسل الشؤون السياسية بالقناة 12، أشار إلى أن "تهديدات ترامب بالجحيم تتطلب منه اتخاذ خطوات مختلفة وأكثر صدى، أهمها وأكثرها إلحاحاً هي ضرورة وقف المساعدات الإنسانية للقطاع بشكلها الحالي، بزعم أنها تساعد في الحفاظ على حكم حماس، لأنه على مدى 15 شهرًا، ساعدت إدارة الرئيس جو بايدن الحركة على البقاء من خلال إجبار الاحتلال على مواصلة تقديم المساعدات، رغم الوعد الصريح الذي قطعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بداية الحرب بأنها ستتوقف إذا تبين أنها تقع في أيدي حماس".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "إذا وفى ترامب بوعد بلينكن، وسمح بتسليم المساعدات عن طريق جنود الاحتلال أو شركات خاصة، فستنهار حماس في غضون أسابيع لأنها لن تتمكن من دفع رواتب موظفيها، ما يهدد الفلسطينيين بالجوع".
وأشار إلى أن "الخطوة الاستراتيجية المتوقعة من ترامب هي مساعدة الاحتلال بالقضاء على حماس من خلال السماح له بضم أجزاء من قطاع غزة، بزعم أن الأمر الأكثر إيلاما في الشرق الأوسط هو فقدان الأراضي التي تعتبر العملة الأكثر قيمة واستقرارا في المنطقة، ومثل هذه الخطوة ستجد صدى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لأنه عقب حرب 1948، ورفض العرب قبول وجود دولة يهودية وفقًا لقرار الأمم المتحدة، اعترف العالم باحتلال 2400 ميل مربع مخصصة للفلسطينيين، وفي 1967، اعترف العالم متأخراً بضم مرتفعات الجولان".
وأوضح أن "ترامب أشار بالفعل في صفقة القرن 2020 إلى استعداده لإعادة التفكير في الشرق الأوسط، عندما اعترف بضم الجولان، والسماح بتطبيق الضم على مستوطنات الضفة الغربية، كما أن بايدن سمح بصمته، باستيلاء الاحتلال على أجزاء من جنوب سوريا، والآن لدى ترامب الفرصة للقيام بنفس الشيء في شمال غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ترامب حماس المحتجزين تهديداته دولة الاحتلال حماس تهديدات دولة الاحتلال المحتجزين ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق الأوسط تهدیدات ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
القسام ترد على أسيرة إسرائيلية سابقة طلبت معلومات عن زوجها
نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسجيلا جديدا ردت فيه على مناشدة أسيرة إسرائيلية سابقة بالحصول على مقطع فيديو يُظهر وضع زوجها الذي لا يزال في الأسر.
وكانت شارون كونيو -وهي أسيرة إسرائيلية تم تحريرها في صفقة التبادل الأولى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2023- ناشدت المقاومة الفلسطينية في رسالة مصورة وجهتها إليها بث تسجيل فيديو يُظهر وضع زوجها ديفيد كونيو الذي لا يزال أسيرا في غزة.
وبدأ مقطع القسام بجزء من رسالة الأسيرة ومشاهد لها مع زوجها وطفلتيهما، ثم مشاهد أثناء تحريرها والطفلتين خلال صفقة التبادل.
وتضمّن المقطع بعدها رد القسام الذي جاء باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية، وكتبت فيه "ديفيد بعدما خرجت وزاد الضغط العسكري إما أن يكون قتل أو أصيب أو بصحة جيدة، ونتنياهو لم يقرر بعد".
وكانت القسام نشرت قبل هذا المقطع بساعات مقطعا تمهيديا قصيرا تضمّن رسالة الأسيرة وكتبت فيه باللغات الثلاث أيضا "قريبا.. الوقت ينفد".
ويتصاعد شعور اليأس بين عائلات المحتجزين الإسرائيليين مع استمرار عرقلة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوصل إلى صفقة تعيد أبناءها، وسط استمرار مظاهراتها المطالبة باتفاق تبادل.
إعلانوفي الأشهر الماضية نشرت كتائب القسام وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فيديوهات لأسرى إسرائيليين يطالبون حكومتهم بإبرام صفقة تعيدهم إلى منازلهم، محملين نتنياهو مسؤولية مصيرهم.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت أمس الجمعة عن مصادر أجنبية قولها إن إسرائيل وافقت على التقدم في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة، بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، وسط استمرار حرب الإبادة في القطاع، في ظل تواصل المفاوضات بالدوحة.
وكانت حركة حماس أعلنت في ديسمبر/كانون الأول الماضي مقتل 33 أسيرا إسرائيليا كانوا محتجزين لديها، إذ قضى معظمهم بقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق مختلفة من قطاع غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تُجرى بوساطة قطرية مصرية أميركية جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر ومعبر رفح، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
في المقابل، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب بغية القبول بأي اتفاق.