بينما يتأهب العالم لمواجهة تحدٍ جديد يتمثل في فيروس HMPV، الذي يحمل في طياته أعراضًا خفيّة تتشابه مع نزلات البرد والإنفلونزا، يزعم العلماء أنّهم اكتشفوا علامةً غير متوقعة قد تكون مفتاحًا للكشف المبكر عن هذا الفيروس الغامض، إذ ظهرت تقارير بشأن طفحٍ جلديّ غريب كإشارة أولى على الإصابة، فكيف يُمكن أن تكون هذه العلامة مؤشرًا أوليًا للكشف عن الإصابة؟

علامة غير معروفة لفيروس HMPV

حالات الإصابة بفيروس HMPV البشري، تسببت في إثارة القلق بين الخبراء وسط ارتفاع مستوياته في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ويقال إنّ الفيروس مسؤولًا عن صور غرف الانتظار المكتظة بالمرضى في المستشفيات بالصين، في مشاهد تُشبه الأيام الأولى لجائحة كورونا، إذ يعتقد العلماء أنّ أعراض فيروس HMPV ستكون خفيفة للغاية بالنسبة للغالبية العظمى من المرضى، وتشبه أعراض نزلات البرد، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وعلى الرغم من ذلك تظل بعض الفئات المعرضة للخطر مثل كبار السن، وأصحاب المناعة الضعيفة، والأطفال الصغار، قد لا تستطيع التعايش بسهولة مع فيروس HMPV البشري، وتختلف المضاعفات الناجمة عن ذلك عن تلك الناجمة عن الإنفلونزا، ومع ذلك؛ فإنّ هناك علامة أخرى للإصابة بفيروس الرئة البشري، تختلف عن نزلات البرد أو الإنفلونزا، والتي قد تشير إلى إصابة الأشخاص بفيروس HMPV، إذ يقول الخبراء إنّ الطفح الجلدي قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالعدوى، وفقًا لعدة دراسات أجريت سابقًا.

بحسب تقرير صدر عام 2004، أعده باحثون هولنديون قاموا بتحليل أكثر من اثنتي عشرة دراسة استقصائية ومجموعات دراسية حول فيروس التهاب الرئة البشري، وجد الباحثون أنّ الطفح الجلدي على الجذع ــ الصدر والبطن والحوض والظهر ــ كان أحد أكثر علامات هذه الحالة شيوعًا، كما توصلت دراسة أمريكية أخرى أجريت عام 2013 ونشرت في مجلة طب الأطفال إلى أنّ ما بين 5 و10% من الأطفال يصابون بطفح جلدي أثناء العدوى. 

وفي عام 2016، أشارت دراسة أجراها علماء إيطاليون إلى أن النوبات الحموية، والطفح الجلدي، والإسهال والقيء هي من بين العلامات الشائعة للفيروس، وتشمل العلامات النموذجية الأخرى لفيروس التهاب HMPV أعراضًا مشابهة لنزلات البرد الشائعة، مثل سيلان الأنف أو احتقان الأنف، والتهاب الحلق والحمى التي تختفي بعد نحو 5 أيام.

قد تصل شدة أعراض فيروس HMPV للالتهاب الرئوي

وقد تحدث أعراض أكثر شدة مثل التهاب الشعب الهوائية والتهاب القصيبات الهوائية والالتهاب الرئوي، والتي تصيب عادة الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، حيث يعاني المرضى من ضيق في التنفس أو سعال شديد أو صفير، وقال البروفيسور جون تريجونينج، الخبير في علم مناعة اللقاحات في إمبريال كوليدج لندن، إنّ فيروس الجهاز التنفسي البشري عندما يصيب الأطفال فإنه يبدو مشابهًا لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، وهو فيروس شتوي شائع يسبب عادة أعراضًا خفيفة تشبه أعراض البرد.

وقال الخبير في علم مناعة اللقاحات، إنّ الفيروس المنتشر حاليًا، هو جزء من خليط فيروسات الشتاء التي نتعرّض لها، ومثله كمثل الفيروسات الأخرى، فإنّه ينتقل من خلال السعال والعطس والرذاذ، مُضيفًا أنّه على غرار النصائح المتعلقة بفيروس كورونا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي، يجب على المصابين الالتزام بالراحة ومحاولة عدم نشر الفيروس للآخرين. 

وقال البروفيسور بول جريفين، مدير الأمراض المعدية في خدمات الصحة في ماتر في بريسبا، إنّ التحدي في الوقت الحالي هو أنه ليس هناك الكثير ما يمكننا فعله باستثناء تثقيف الناس بأن الفيروس موجود لتقليل انتقال العدوى، خصوصًا أنّه لا يوجد لقاح أو أدوية مضادة للفيروسات، على الرغم من وجود بعض اللقاحات قيد التطوير.

ويعد فيروس HMPV أحد الفيروسات الرباعية الشتوية التي تشكل ضغوطًا على خدمات هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى جانب فيروس نوروفيروس وفيروس المخلوي التنفسي وكوفيد، وتظهر الأعراض عادة بعد نحو يوم إلى 4 أيام من التعرض للفيروس، وتستمر لمدة تصل إلى أسبوع، ولكن الآثار الجانبية بما في ذلك التعب قد تستمر لأسابيع.  

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فيروس HMPV أعراض فيروس HMPV فيروس hmpv كوفيد 19 كورونا فيروس كورونا الصحة العالمية فیروس HMPV أعراض ا

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف عن علاقة بين إصابات الجلد وحساسية الطعام

كشفت دراسة جديدة بقيادة كلية الطب بجامعة ييل أن وجود جرح حديث أو حروق شمس على الجلد عند تجربة طعام جديد لأول مرة قد يزيد من احتمالية الإصابة بحساسية تجاه ذلك الطعام.

وأوضح موقع “ساينس ألرت” أن ثمة أبحاث سابقة كشفت عن أن حساسية الطعام أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بأمراض جلدية مثل التهاب الجلد، مما دفع الفريق إلى استكشاف هذا الارتباط الغامض بشكل أعمق.
وفي تجارب أجريت على الفئران، لاحظ الباحثون أن تقديم أطعمة جديدة لأمعاء الحيوانات بعد تلف الجلد مباشرة تسبب في ظهور ردود فعل تحسسية لديها.
وعززت الإصابات إنتاج الأجسام المضادة المرتبطة بالحساسية، وهي استجابة تعرف باسم “الاستجابة الجسمية”، وهذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها هذا التفاعل المفرط للدفاعات البيولوجية، الذي قد يسبب الحساسية، عملًا عبر أجزاء متباعدة من الجسم بهذه الطريقة.
وكتب الباحثون في دراستهم المنشورة: “في هذا البحث، وجدنا أن تأثيرات التهاب الجلد كافية لبدء استجابات جسمية لمستضدات غير مرتبطة مكانيًا، وهو مفهوم نطلق عليه اسم ‘التحضير عن بُعد'”.

ومن المعروف بالفعل أن المواد المسببة للحساسية يمكنها استغلال إصابات الجلد لاختراق الجسم – وهو ما أطلق عليه الباحثون اسم “التحضير الموضعي” في ضوء اكتشافاتهم الجديدة.
وأظهرت التجارب أن جزيئات تسمى “السيتوكينات” تحفز ردود فعل الأجسام المضادة، مما يشير إلى أن هذه الجزيئات قد تكون خطوة أولى حاسمة في “التحضير عن بُعد”، حيث تنبه الأمعاء عند حدوث إصابة في الجلد.
قد يؤدي ذلك إلى جعل الجسم يلقي بالمسؤولية على الطعام الجديد عند حدوث الإصابة، مما يحفز استجابات مناعية عند تناول ذلك الطعام مرة أخرى.
ولا يزال يتعين تأكيد هذه النتائج على البشر كما هو الحال مع الفئران، لكن الباحثين حريصون على تحديد الخلايا الأخرى المشاركة في تحويل أمعائنا ضد أطعمة معينة، مع عواقب محتملة خطيرة.
ويواصل الباحثون تحقيق تقدم مطرد في فهم المزيد عن حساسية الطعام وتأثيراتها على الجسم، بما في ذلك ما يعتبر حساسية وما لا يعتبر، وتضيف هذه الدراسة الأخيرة رؤى جديدة مهمة.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف عن علاقة بين إصابات الجلد وحساسية الطعام
  • الحقيل: لا تستغرب كثرة الحشرات بعد أيام البرد الماضية
  • الشعاب: حكومة واحدة هي مفتاح الحل في ليبيا
  • مستشفى الثورة العام بالحديدة يدشن حملة الكشف المبكر والمجاني لسرطاني الثدي
  • تحذيرات من الغبار: الكمامة ضرورة لحماية جهازك التنفسي
  • المدن المهجورة حول العالم.. أسرار غامضة!
  • القصة الكاملة لأب قتل طليقته وإبنته ذبحا بمدينة مفتاح
  • علامات تؤكّد إصابة الهاتف بـ«فيروس».. نصائح هامّة للحماية
  • الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار الحضارات القديمة
  • “يا غايب”.. وثائقي جديد يكشف أسرار حياة فضل شاكر