تزداد قناعة المحافل السياسية الاسرائيلية بأن أداء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال فترة ولايته سيكون غير متوقع، مع أن سياسته في الشرق الأوسط سوف تتحدد من خلال الطريقة التي سيتعامل بها في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حماس، لاسيما تهديده الأخير لها بفتح أبواب الجحيم في حال لم يتم إعادة المحتجزين.



آفي شيلون الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أننا "أمام تهديد فارغ، لأنه لم يتبق شيء أمام ترامب ضد حماس لم يفعله جيش الاحتلال الذي دمّر قطاع غزة، وفكّك حماس، حتى أصبحت بموقف دفاعي، وتشرد معظم سكان غزة من منازلهم، وفي هذه الحالة؛ لن يكون واردا أن ترسل الولايات المتحدة طائراتها لقصف غزة، وبالتالي فإن صفقة التبادل الكاملة لا يمكن تنفيذها إلا إن غيّرت إسرائيل سياستها، ووافقت على إنهاء الحرب، لأنها فعلا بحاجة لذلك".


صفقة القرن
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "صفقة التبادل أول اختبار مهم لسياسة ترامب في الشرق الأوسط، وهنا تبرز أربعة احتمالات: أولها اتضاح أن تهديداته لا معنى لها، فحماس ليس لديها ما تخسره، ولن تتنازل رغم التهديدات، وسيتبين أن الحماس الإسرائيلي لرئاسة ترامب مجرد وهم، وثانيها أن حضوره في الملف الفلسطيني لن يكون له تأثير، وثالثها أننا سنكون أمام اتفاق جزئي يتمثل بعودة جزء فقط من المختطفين، ورابعها أن ترامب يضغط من وراء الكواليس على إسرائيل للموافقة على وقف كامل للحرب، بحيث يتم تقديم وقفها المؤقت لأسباب بنيامين نتنياهو الحزبية، لكنها فعلياً ستكون مقدمة لصفقة القرن".

وأشار إلى أن "ما يدعو للتفاؤل أن حماس لن تتخلى عن خيارها المتمثل بوقف الحرب بشكل كامل، وهذا السبب الحقيقي وراء موافقتها على إطلاق سراح المختطفين، أما ترامب فمن الصعب أن نفكر في رئيس ستكون سياسته فترة ولايته غير متوقعة، مما يجعل من دولة الاحتلال أمامه ليست سوى ممثل مساعد في مسرحية شخص آخر".

الجنرال تامير هايمان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، والرئيس الحالي لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أن "تهديدات ترامب الأخيرة المتعلقة بضرورة إنجاز صفقة تبادل الأسرى تزيد من صعوبات التنبؤ بتحركاته المستقبلية، رغم أن عودته للبيت الأبيض قد تغير الصورة في غزة، بزعم أن حماس ستواجه فعلا كابوسا حقيقياً بسبب تهديدات الرئيس الجديد- القديم، خاصة وأن الساعة الرملية لحياة المختطفين في ظل ظروفهم القاسية آخذة في النفاد".


حجب المساعدات الإنسانية
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أنه "قبل أن نحلل العقبات والفرص المتاحة في تهديدات ترامب، يجدر أن نذكر أن المفاوضات يتم إجراؤها حالياً مع تغيير لافت حدث في جانب الاحتلال، حيث أوصت المؤسسة الأمنية بصفقة شاملة منذ فترة طويلة، أما في الأسابيع الأخيرة، فإن المؤسسة السياسية بقيادة نتنياهو خفّفت من حدّة التصريحات المعارضة لهذه الصفقة، فيما تستعد حماس لتنفيذها". 

وأشار إلى أن "تهديدات ترامب تزامنت مع تأكيد حماس على مطالبها الأساسية: وقف الحرب، والانسحاب من غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وإعادة إعمار القطاع، وهو المطلب الأكثر إثارة للاهتمام، فيما سيكون الاحتلال مستعداً للتنازل عن المطالب الثلاثة الأولى، وبثمن باهظ، دون أن يكون قادراً على تحقيق إعادة إعمار القطاع فعلياً، وسيواجه صعوبة بالالتزام بخطوة تعني ضمان عدم عودة حماس لحكم غزة".

وأوضح أن "ما سيحدث فعليّاً إذا لم تتنازل حماس عن مطلبها الرابع، أن الإسرائيليين بأسرهم سيصبحون أسرى لحماس، ويستمرون بدفع الثمن بالدم، لأن زيادة الضغط العسكري عليها فكرة لم تعد فعالة في النهاية، لأنه وصل حدّه الأقصى، والتدمير الممنهج لأحياء شمال القطاع لم ينجح بتغيير قرارات الحركة، وسيكون من الصعب للغاية الضغط على الفلسطينيين لما هو أبعد من الضغط الحالي، لأن توسيع الجهود العسكرية لمواقع إضافية سيعرّض حياة المختطفين للخطر بشكل كبير".

ولفت إلى أن "الإسرائيليين يحاولون تفسير تهديدات ترامب حول "الجحيم" بأنه "أسوأ سيناريو محتمل"، لكن أي محاولة لتوقع تحركاته تتناقض مع أبرز سماته، وهي عدم اليقين بشأنها، لكن قد يكون "الجحيم" الذي يتحدث عنه مرتبطاً بالضغط الإنساني على الفلسطينيين، لأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل شيئاً حقيقياً على الجانب العملياتي العسكري لم تفعله إسرائيل مع حماس، التي قتلت كل كبار قادتها تقريبًا، ودمرت معظم بنيتها التحتية، وحلّت كل كتائبها تقريبًا، وقامت بتسوية مناطق بأكملها بالأرض، خاصة في شمال القطاع". 

وحذر من أن "تقليص نطاق المساعدات الإنسانية للفلسطينيين قد يفرض ضغوطًا بالفعل على الاحتلال، رغم أن ترامب سيكون أكثر "تسامحاً" في هذا المجال، لكن عواقب هذه الضغوط أمام بقية العالم ستكون ملقاة على عاتق الاحتلال، مما يستدعي الحذر من الاستجابة لهذه الضغوط، رغم أن دخول ترامب للبيت الأبيض يضمن للاحتلال الدعم الكامل، الذب سيتلقى مزيدا من الأسلحة اللازمة، والدعم لزيادة الضغط المدني على غزة، وإمكانية عودته للحرب متى أراد، وهذه درجة مهمة من الحرية يجب استغلالها".


ضم شمال غزة
عاميت سيغال مراسل الشئون السياسية بالقناة 12، أشار أن "تهديدات ترامب بالجحيم تتطلب منه اتخاذ خطوات مختلفة وأكثر صدى، أهمها وأكثرها إلحاحاً هي ضرورة وقف المساعدات الإنسانية للقطاع بشكلها الحالي، بزعم أنها تساعد بالحفاظ على حكم حماس، لأنه على مدى 15 شهرًا، ساعدت إدارة الرئيس جو بايدن الحركة على البقاء من خلال إجبار الاحتلال على مواصلة تقديم المساعدات، رغم الوعد الصريح الذي قطعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بداية الحرب بأنها ستتوقف إذا تبين أنها تقع في أيدي حماس".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "إذا أوفى ترامب بوعد بلينكن، وسمح بتسليم المساعدات عن طريق جنود الاحتلال أو شركات خاصة، فستنهار حماس في غضون أسابيع لأنها لن تتمكن من دفع رواتب موظفيها، وتهدد الفلسطينيين بالجوع".

وأشار إلى أن "الخطوة الاستراتيجية المتوقعة من ترامب هي مساعدة الاحتلال بالقضاء على حماس من خلال السماح له بضم أجزاء من قطاع غزة، بزعم أن الأمر الأكثر إيلاما في الشرق الأوسط هو فقدان الأراضي التي تعتبر العملة الأكثر قيمة واستقرارا في المنطقة، ومثل هذه الخطوة ستجد صدى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لأنه عقب حرب 1948، ورفض العرب قبول وجود دولة يهودية وفقًا لقرار الأمم المتحدة، اعترف العالم باحتلال 2400 ميل مربع مخصصة للفلسطينيين، وفي 1967، اعترف العالم متأخراً بضم مرتفعات الجولان".

وأوضح أن "ترامب أشار بالفعل في صفقة القرن 2020 لاستعداده لإعادة التفكير في الشرق الأوسط، عندما اعترف بضم الجولان، والسماح بتطبيق الضم على مستوطنات الضفة الغربية، كما سمح بايدن، بصمته، باستيلاء الاحتلال على أجزاء من جنوب سوريا، والآن لدى ترامب الفرصة للقيام بنفس الشيء في شمال غزة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ترامب حماس المحتجزين تهديداته دولة الاحتلال حماس تهديدات دولة الاحتلال المحتجزين ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق الأوسط تهدیدات ترامب إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف تفاعلت المنصات مع تهديد ترامب حماس بـأبواب الجحيم؟

وجاءت تصريحات ترامب، عقب إعلان كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين المقرر يوم السبت، مما أثار تساؤلات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وجاء قرار تأجيل تسليم الأسرى بسبب ما وصفته حماس بخروقات الاحتلال لبنود الاتفاق، حيث أرسلت للوسطاء قائمة تتضمن تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف الفلسطينيين بالقصف وإطلاق النار، وإعاقة دخول الخيام والبيوت الجاهزة، وتأخير دخول احتياجات المستشفيات.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إعلام إسرائيلي: حماس لا تهتم بالتهديد وهذه رسالتها لترامب وشعبناlist 2 of 4هآرتس: تصريحات ترامب لعب بالنارlist 3 of 4غوتيريش يحذر من استئناف القتال في غزةlist 4 of 4مصادر للجزيرة تكشف عن خروقات الاحتلال للبروتوكول الإنساني بغزةend of list

وفي رد فعل غاضب، هدد ترامب حركة حماس قائلا "إذا لم يتم إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 من يوم السبت، جميعهم معا، وليس الإفراج عنهم بالتنقيط، فسيُلغى اتفاق وقف إطلاق النار، وستُفتح أبواب الجحيم على حماس".

وفي ظل هذه التطورات، رفع جيش الاحتلال حالة التأهب القصوى، وأرسل قوات إضافية إلى حدود غزة، وألغى إجازات الجنود، وزاد الجاهزية لمختلف السيناريوهات، استعدادا لهجوم قوي على القطاع في حال انهيار الاتفاق.

احتفاء وسخرية

ورصد برنامج شبكات (2025/2/11) تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب نافع "قرار حماس بوقف تسليم الأسرى قرار صائب، يجب أن يدرك الغزاة أن يدهم ليست العليا، وأن استمرار الخروقات للاتفاق لن تمر من دون رد".

إعلان

وغرد سامي "تصريح أبو عبيدة جعل جبابرة الأرض في وضع مزري ومهان ثم يحدثونك ويهددونك باقتلاع أهل الأرض بكل بساطة.. صدمهم صدمة مدوية".

في حين علق نبيل محمد ساخرا "ترامب ما حدد بتوقيت مين يوم السبت.. لأنه بتفرق مع أهل غزة مشان يعرفوا يطبخوا مقلوبة ولا يأجلوها.. فاحنا بنطالبه بتحديد توقيت أي بلد هذا الجحيم مشان الناس ترتب حالها".

وكتبت إسراء كامل "السياسة الأميركية تسير على البلطجية ولا علاقة لها بالمنطق السياسي أو حقوق الإنسان"، بينما رأى جلال أن "الطريق الذي يوازن بين القوة والتفاوض هو بعينه ما تفعله المقاومة.. وإعلان التوقف عن تسليم الأسرى بعد الانسحاب من نتساريم هو الضغط الأمثل في هذه المرحلة".

ضغط العائلات

من جانبهم أضرم متظاهرون وعائلات الأسرى النيران أمام مقر وزارة الدفاع، وأغلقوا شوارع رئيسية في تل أبيب، لمطالبة نتنياهو بعدم عرقلة الاتفاق، والاستمرار فيه حتى إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، وناشدوا الوسطاء بتسوية الخلافات مع حماس لاستئناف الصفقة.

بدورها، أوضحت حركة حماس في بيان لها أنها "تعمدت نشر هذا الإعلان قبل 5 أيام من موعد تسليم الأسرى، لإعطاء الوسطاء الفرصة الكافية للضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته، ولإبقاء الباب مفتوحا لتنفيذ التبادل في موعده".

في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين في المفاوضات، أن التقديرات تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستتوصل إلى حل للأزمة مع حماس بحلول يوم السبت القادم، قبل موعد التبادل.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع. لكن حماس اتهمت إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني بالاتفاق.

11/2/2025

مقالات مشابهة

  • كيف تفاعلت المنصات مع تهديد ترامب حماس بـأبواب الجحيم؟
  • هآرتس .. تصريحات ترامب قد تفجر صفقة وقف إطلاق النار
  • هآرتس: تصريحات ترامب قد تفجر صفقة وقف إطلاق النار
  • صفقة التبادل بين التململ الإسرائيلي وخطة ترامب وتصعيد حماس.. فهل تندلع الحرب مجددا في غزة؟
  • ترامب: حماس تدرك ما أعنيه من تهديدات بشأن قطاع غزة
  • لميس الحديدي: تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين جاء ردا على تصريحات ترامب
  • هيئة البث الإسرائيلية: أزمة المساعدات الإنسانية بغزة ستحل السبت المقبل
  • ردود فعل إسرائيلية على إعلان حماس تأجيل تسليم الأسرى
  • وزير مالية الاحتلال يطالب نتنياهو بالتصويت على خطة ترامب لتهجير سكان غزة
  • مصادر داخل الاحتلال: المستوى السياسي يحاول عرقلة صفقة تبادل الأسرى