توجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بخطاب توسعي على حساب حلفاء بلاده وخصومها المحتملين، وقال إن حدود القوة الأمريكية يجب أن تمتد لتشمل كندا وإقليم غرينلاند الدنماركي، وإلى الجنوب حتى قناة بنما.

واستفز تلميح ترامب  لإعادة ترسيم الحدود الدولية بالقوة إذا لزم الأمر، أوروبا على نحو خاص، حيث تتعارض كلماته مع الحجة التي يحاول قادة أوروبا، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بها.

Trump's Words on Greenland and Borders Ring Alarms in Europe, but Officials Have a Measured Response https://t.co/PK16uCyaLQ

— Military.com (@Militarydotcom) January 11, 2025 ردود فعل حذرة

واتسمت ردود فعل العديد من قادة القارة بالحذر، وتبنى بعضهم "لا يوجد شئ هنا"، بدل الدفاع بقوة عن الدنمارك، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. ورغم ذلك، يقول محللون إن الكلمات من شأنها أن تضر بالعلاقات الأمريكية الأوروبية قبل بداية ولاية ترامب الثانية، في 20 من الشهر الجاري.

وأكدت ردود الفعل الدبلوماسية للعديد من المسؤولين في أوروبا اعتقادهمبأن ترامب لا يعتزم الزحف للاستيلاء على غرينلاند. يشار إلى أن الحكومات الأوروبية تعتمد على الولايات المتحدة بشكل كبير في التجارة والطاقة والاستثمار والتكنولوجيا والتعاون الدفاعي من أجل الأمن.

وقالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني: " اعتقد أنه يمكننا استبعاد أن تحاول أمريكا في السنوات المقبلة اللجوء للقوة من أجل ضم الأراضي التي ترغب فيها".

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس بحذر: "لا يجب تحريك الحدود بالقوة"، دون أن يذكر ترامب. ولاحقاً قال شولتس، خلال المؤتمر العام لحزبه الاشتراكي الديمقراطي، في برلين: "مبدأ حرمة الحدود ينطبق على كل الدول"، مضيفاً "على كل دولة الالتزام بهذا المبدأ، بغض النظر عما إذا كانت صغيرة أو كبيرة، وقوية للغاية".

وسعى الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى الضغط على إدارة ترامب المقبلة، في وقت سابق هذا الأسبوع، لمواصلة دعم أوكرانيا، فقال: "بغض النظر عما يجري في العالم، يريد الجميع أن يتأكد أن بلاده لن تُمحى من على الخريطة". ومنذ أطلق بوتين قواته عبر الحدود إلى أوكرانيا في 2022، يكافح زيلينسكي وحلفاؤه للدفاع عن المبدأ الذي قام عليه النظام الدولي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومفاده أنه لا يمكن للدول القوية، ببساطة، التهام الآخرين.

وقال وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا إنهما لا يتوقعان أن تقدم أمريكا على غزو غرينلاند. ومع ذلك، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تصريحات ترامب بجرس إنذار. وقال: "إذا كان السؤال هل دخلنا حقبة زمنية يكون فيها البقاء للأقوى؟ فإن إجابتي هي نعم".

وقال رئيس وزراء غرينلاند موتي إيغيد إن شعبها لا يريد أن يصبح أمريكياً، لكنه منفتح على مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة.

وغرينلاند منطقة شبه مستقلة في القطب الشمالي، وليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي، ولكن سكانها الـ 56 ألفاً، يعدون من مواطني التكتل، لأنهم جزءاً من الدنمارك. وقال إيغيد: " التعاون يعني الحوار".

ووصفت رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن الولايات المتحدة بـ "أقرب حليف لنا... وعلينا أن نقف معاً".

EU nations push back after U.S. President-elect #Trump hints at military action to claim #Greenland, reviving tensions over his past interest in the autonomous Danish territory https://t.co/8fHdFBQIB4 pic.twitter.com/pn6AfNboQI

— China Xinhua News (@XHNews) January 8, 2025 تصريحات مزعجة

تصريحات ترامب مثيرة للإزعاج، واتفق محللون أمنيون أوروبيون على أنه لا  احتمال لاستخدام ترامب الجيش ضد الدنمارك، وهي حليف لبلاده داخل حلف شمال الأطلسي، ناتو، ولكنهم أعربوا عن قلق عميق، رغم ذلك.

وحذر المحللون من اضطرابات مقبلة في العلاقات عبر الأطلسي، وللأعراف الدولية وللتحالف العسكري الغربي، لدواع ليس أقلها الخلاف المتنامي بين أمريكا وكندا، العضو في الحلف، بعد اقتراح رامب المتكرر أن تصبح ولاية أمريكية.

ويقول فليمينغ سبليدسبول هانسن، وهو متخصص في السياسة الخارجية وروسيا وغرينلاند لدى المعهد الدنماركي للدراسات الدولية: "بالطبع هناك احتمال أن يكون هذا مجرد مأمور جديد في المدينة من شأنه إجراء تغييرات...أشعر ببعض الارتياح لأنه يصر الآن على ضرورة ضم كندا إلى الولايات المتحدة، ما يشير إلى أن هذا مجرد نوع من التبجح السياسي".

وأضاف "ولكن الضرر حصل بالفعل..في الحقيقة، لا يمكنني أن اتذكر واقعة مماثلة لهذه، يهدد فيها حليف في هذه الحالة الحليف الأهم ، الدنمارك أو دولة أخرى عضو في ناتو".

وأعرب هانسن عن مخاوف من أن يتداعى حلف الأطلسي، حتى قبل تنصيب ترامب. وقال :"يساورني القلق  على فهمنا للغرب الجماعي.ماذا يعني هذا الآن؟ وماذا قد يعني بعد عام واحد، أو عامين، أو على الأقل بنهاية رئاسة ترامب الثانية؟ ماذا ستكون النتائج"؟.

France and Germany on Wednesday warned Donald Trump against threatening "sovereign borders" after the US president-elect refused to rule out military action to take Greenland, an autonomous territory of European Union member Denmark ➡️ https://t.co/oR1uFuxywV pic.twitter.com/JB7PzWCk7Z

— AFP News Agency (@AFP) January 8, 2025 مخاوف أمنية 

ويرى دبلوماسيون ومحللون خيطاً مشتركاً في تطلع ترامب إلى كندا وإلى قناة بنما وغرينلاند، وهو: تأمين الموارد والممرات المائية لتعزيز قوة الولايات المتحدة ضد خصومها المحتملين. وتقول المحللة أليكس فرانغول ألفيس، في باريس، إن لغة خطاب ترامب "كلها جزء من نهجه، جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". وأشارت إلى وجود معادن نادرة ضرورية للتقنيات المتقدمة والخضراء، في غرينلاند،وتهيمن الصين على الإمدادات العالمية من هذه المعادن الثمينة، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى خطراً أمنياً".

وأوضحت الفيس، التي تركز على السياسات الأمريكية لصالح صندوق مارشال الألماني "تأتي أي سياسة تتبناها واشنطن من خلال منظور المنافسة مع الصين". وقال مراقبون إن أساليب ترامب تحفها المخاطر.

ويقول المحلل الأمني ألكسندر خارا إن ادعاء ترامب بأننا "في حاجة إلى غرينلاند من أجل الأمن القومي"، يستدعي لديه تعليقات الرئيس الروسي بوتين عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية الاستراتيجية في البحر الأسود، عندما استولت روسيا عليها بالقولة في 2014.

وأضاف خارا، وهو مدير مركز استراتيجيات الدفاع في العاصمة الأوكرانية كييف، إن الإيحاء بأن الحدود ستصبح مرنة "سابقة خطيرة تماماً". وحذر قائلاً: "نمر بمرحلة انتقالية من النظام القديم القائم على المعايير والمبادئ. ونتجه إلى مزيد من الصراعات ومن الفوضى والغموض".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية التعاون مع الولايات المتحدة تأمين الموارد عودة ترامب كندا الناتو الحرب الأوكرانية الدنمارك الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تراجع حاد في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة بسبب تصعيد ترامب

كشفت صحيفة "بوليتيكو" عن تراجع ملحوظ في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة، في ظل توتر سياسي واقتصادي متزايد بين البلدين نتيجة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفرضه رسوما جمركية قاسية.

وبيّنت الصحيفة في تقرير لها، أن منظمي الرحلات السياحية في كندا ألغوا الحافلات إلى مدينة نيويورك، وتضاءلت رحلات التسوق اليومية عبر الحدود، كما شهدت وكالات السفر انخفاضا حادا في الحجوزات.

وأوضحت أن مجموعة السفر في فانكوفر سجلت تراجعا بنسبة 90 بالمئة في الحجوزات المستقبلية، فيما أوقفت شركة "ترافاك تورز" رحلاتها إلى الولايات المتحدة حتى تموز /يوليو، وانخفضت أعمال شركة "مابل ليف تورز" بنسبة 70 بالمئة إلى 80 بالمئة.

وقالت كريستين جيري، مؤسسة "مابل ليف تورز" السياحية، في مقابلة مع الصحيفة،  "لطالما كانت أوقاتنا سعيدة، سواءً كنا نذهب إلى ميرتل بيتش أو فلوريدا أو بوسطن أو كيب تاون. والآن، يسود القلق والتوجس والتوتر".


وأفادت شركة "إكونوميكس" لتحليلات السياحة بأن التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 20 بالمئة في أعداد الزوار الكنديين هذا العام، ما سيؤدي إلى خسائر أمريكية تقدر بنحو 3.4 مليار دولار.

وفي منطقة شمال نيويورك، أظهرت دراسة استقصائية أن 66 بالمئة من الشركات شهدت بالفعل انخفاضا في الحجوزات من كندا.

ولفتت الصحيفة إلى أن التوتر السياسي فاقم الأزمة، بعد تصريحات عدائية من ترامب تجاه كندا، وفرضه تعريفات جمركية بنسبة 25 بالمئة على بعض السلع الكندية. كما أثار احتجاز كنديين وأوروبيين على المعابر الحدودية الشمالية والجنوبية مخاوف إضافية لدى المسافرين.

وأشار التقرير إلى أن المدن الأمريكية، لا سيما تلك الواقعة تحت إدارة ديمقراطية، تبذل جهودا دعائية كبرى لطمأنة الزوار الكنديين، حيث توجه منظمة "زيارة كاليفورنيا" رسالة تقول "أنتم مرحب بكم ومحترمون في كاليفورنيا".

وأكد المدير التنفيذي لتحالف الضيافة في نيويورك، أندرو ريجي، أن "الناس من كندا وأوروبا عموما يعرفون أن مدينة نيويورك مكان مرحب بالناس من جميع أنحاء العالم. لكن الأمر سيتطلب استثمارا لتذكير الناس بأننا نريدكم هنا محليا، وستحظون بتجربة رائعة بغض النظر عن خطابنا الوطني".

وفي السياق ذاته، شددت ماكنزي ماكميلان، مستشارة السفر في مجموعة "ترافل جروب" بفانكوفر، على أن "الكثير من الكنديين يُصارعون الآن فكرة: هل أغادر؟ أم أن هذا أمر يستدعي اتخاذ موقف؟".

وبيّن التقرير أن التأثير الأكبر يلمس في المناطق الحدودية مثل منطقة نورث كانتري في نيويورك، حيث تمثل العلاقات التجارية والسياحية مع كندا جزءا أساسيا من الاقتصاد.

وأوضح المدير التنفيذي لغرفة تجارة المقاطعة، غاري دوغلاس، "نشعر ونقدر بشكل خاص شعورنا بالألم كما يشعر به المرء مع عائلته. ليس لأسباب اقتصادية فحسب، بل لأن تواصلنا الشعبي يحظى بتقدير كبير هنا".


وأظهرت بيانات الجمارك الأمريكية انخفاضا بنسبة 12 بالمئة في عدد المسافرين عبر الحدود الشمالية في شباط /فبراير 2025 مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، مع توقعات بانخفاض أكبر في آذار /مارس.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن "أجندة الرئيس ترامب لجعل أمريكا غنية وآمنة وجميلة من جديد تعود بالنفع على الأمريكيين والزوار الدوليين على حد سواء".

وأضافت في تصريحات سابقة، أن "نيويورك ستحطم الأرقام القياسية في السياحة عندما تنتهي إدارة ترامب من ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين أشعلوا النار في ركاب مترو الأنفاق".

واختتم التقرير بتصريح من كريستين جيري، عبّرت فيه عن تشاؤمها بشأن التعافي القريب لقطاع السياحة، قائلة: "أعتقد أن الأمر سيستغرق أربع سنوات. آمل أن أكون مخطئة، لأنه يُلحق ضررا بالغا بعملي. لكن هناك قلقا كبيرا".

مقالات مشابهة

  • ترامب: انخفاض معدل التضخم في الولايات المتحدة
  • إنفيديا تنقل صناعة رقاقاتها الخارقة إلى الولايات المتحدة بعد رسوم ترامب
  • الهند تسعى إلى تحرير التجارة مع الولايات المتحدة
  • ترامب يحمّل شخصين مسؤولية اندلاع الحرب فى أوكرانيا
  • ترامب يحمّل شخصين مسؤولية اندلاع الحرب في أوكرانيا
  • تراجع حاد في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة بسبب تصعيد ترامب
  • غرينلاند تحت رادار ترامب.. كم تبلغ تكلفة المعيشة بالجزيرة القطبية؟
  • أمريكا ليست وجهتنا..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تحذر: هجوم عميق وكبير إذا فشلت المحادثات النووية مع إيران
  • أوكرانيا تتوعد برد قاس بعد مقـ.تل 34 شخصا في هجوم روسي