كشف الرئيس العماد جوزاف عون، عن وجهته الخارجية الأولى، مؤكدا أن السعودية ستكون أول مقصد له في زياراته الخارجية إيمانا بدورها التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه، وتأكيدا لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الإقليمي، ويأتي ذلك بعد تلقي الرئيس عون دعوة لزيارة المملكة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، علماً أن وفداً سعودياً رفيعاً سيصل إلى بيروت الاثنين أو الثلاثاء، لتهنئة رئيس الجمهوريّة وتسليمة دعوة رسمية لزيارة الرياض.



إن جهود المملكة تجاه لبنان لم تبدأ بالمفاوضات التي قادتها ضمن" اللجنة الخماسية" لانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً، فاتفاق الطائف خير دليل على اهتمام المملكة الكبير في دعم لبنان واستقراره، وإن كانت قد انكفأت في السنوات الماضية بعد تحول لبنان إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية وتوسع النفوذ الإيراني.

واعتبرت مصادر سعودية لـ"لبنان24" أن انخراط المملكة في الملف اللبناني مرده أن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل، وأن الشغور الرئاسي شكل معضلة للمجتمع الدولي خصوصاً مع التغييرات الجيوسياسية التي حصلت في المنطقة وفي سوريا. وتبدي المملكة، بحسب مصادر سياسية لبنانية، اهتماماً كبيراً بلبنان وهي حريصة على أن يستعيد لبنان أمنه واستقراره وأن تبسط الدولة سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية وأن يتم حصر السلاح بالقوى العسكرية والأمنية الشرعية وهي حريصة أيضاً على عودة العلاقات الاقتصادية والسياحية وتوقيع 22 اتفاقية تنظم العلاقات بين البلدين بكافة جوانبها.

وتشير المصادر السياسية إلى أن دعوة الرئيس عون لزيارة المملكة ليست إلا دليلا على أن السعودية ستقف إلى جانب لبنان بكل ما يحتاجه ليستعيد عافيته. والرئيس عون هو أكثر من يعلم ما هي احتياجات لبنان من معدات عسكرية ودعم للقوى الأمنية اللبنانية لتنفيذ القرار 1701 وليتمكن الجيش من الدخول إلى كافة القرى والبلدات الحدودية مع فلسطين المحتلة لعدم إعطاء العدو الإسرائيلي أي عذر لعدم انسحابه من القرى التي قام باحتلالها. وطبعا لن تتخلى المملكة عن أبناء الجنوب والبقاع وكل المناطق التي تضررت جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، متوقعة أن تسفر هذه الزيارة عن عودة تصدير المنتجات اللبنانية إلى المملكة وعن رفع حظر مجيء السعوديين إلى لبنان والاستثمار فيه مجدداً.

وتقول المصادر السعودية إن لبنان محاط بحقل ألغام ويجب حمايته بعد كل التغييرات التي حصلت، وعودته إلى الحضن العربي تحت قيادة وجيش موحد أمر مهم للغاية وسيلاقي كل الدعم من قبل السعودية التي لطالما كانت وستبقى سندا مهما للغاية للبنان . المهم بالنسبة للمملكة، بحسب مصادرها أنه لا يمكن لأي دولة أن تشهد جيشين على أرضها، والجيش اللبناني سيجد دعماً كبيراً من خماسية باريس وأن على حزب الله الانضواء في العمل السياسي بعد كل الخسائر التي مني بها.

وعلى الصعيد الحكومي، شددت المصادر على أهمية تأليف حكومة سريعاً، معتبرة أن أمام رئيس الجمهورية مهمة تشكيل حكومة متجانسة بالتعاون مع الرئيس الذي سيكلف لتأليف الحكومة، وذلك من أجل مواجهة التحديات في المرحلة المقبلة،معتبرة أن من المهم أن تكون الحكومة حكومة تكنوقراط خالية من الثلث المعطل، لكن التركيبة السياسية سوف تقف عائقاً أمام تحقيق هذا الهدف. ويبقى الأهم واللافت في هذا السياق، ما أشارت إليه المصادر السعودية لجهة أهمية أن ينتزع رئيس الجمهورية صلاحيات دستورية إلى أن يحين موعد الانتخابات النيابية في العام 2026، فرئيس الجمهورية بعد انتهاء مرحلة خطرة، وبدء مرحلة الانقاذ مع انتخابه، لا بد أن تكون له كلمة الأساس وأن يتمتع بصلاحيات واسعة في ملف التعيينات والوظائف الكبرى والأساسية، لا سيما وأنه يحظى بدعم مطلق من الخماسية.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وفد سعودي في بيروت مطلع الأسبوع.. وغطاء دوليّ وعربيّ لعودة ميقاتي

تستمر حركة الموفدين التي بدأت قبل انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً، حيث يصل وفد سعودي رفيع المستوى إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل لتهنئة رئيس الجمهورية وتسليمه دعوة لزيارة المملكة.     توازياً، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس زيارته للبنان السبت المقبل للبحث في برنامج عمل المنظّمات الدّوليّة في المرحلة المقبلة ، فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّه سيزور لبنان قريباً.   وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري، تلقى اتصالاً هاتفياً من ماكرون هنأه فيه بانتخاب رئيس جديد الجمهورية.     وأثنى ماكرون على دور بري وجهوده بإنجاز الوعد الذي قطعه في سبيل إتمام الاستحقاق في لحظة تاريخية للبنان. وأكد ماكرون "التزام فرنسا الإستمرار بدعم لبنان في كل المجالات لا سيما الجيش اللبناني والحرص على تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان واعداً بزيارة لبنان في القريب العاجل".     وشدّد بري من جهته، على أهمية الالتزام بوقف النار ووقف الخروقات الاسرائيلية وانسحاب إسرائيل ضمن مهلة الـ60 يوماً من كل الأراضي اللبنانية.   وفي ثاني يوم له في قصر بعبدا، شدد الرئيس عون على أنّه "ليس هناك غالب ولا مغلوب، بل لدينا فرصة كبرى إما نربحها او نخسرها". وأمل في ان يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن لكي يتم وضع الأمور على السكة الصحيحة، لنبدأ ببناء جسور الثقة مع الخارج .    وكانت رئاسة الجمهورية حددت يوم غد الاثنين موعدًا للاستشارات النّيابيّة الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لتسمية الرّئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة.   وأشارت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى  أنّه "من حق كل نائب تسمية من يشاء في الإستشارات النيابية المقررة يوم الإثنين لتشكيل حكومة جديدة واتخاذ الموقف الذي يراهُ مُناسباً".     وقالت المصادر إنه "المضحك أن من يتلطون خلف شعار المعارضة يستخدمون شعارات رنانة مثل الحديث عن رفض دولي وعربي لتولي ميقاتي رئاسة الحكومة، وكأنهم  باتوا ينطقون باسم مجتمع عربي ودولي عجز عن اقناعهم على مدى اشهر بالقيام بواجبهم".   وتتطلع  أوساط سياسية الى اهمية عدم وضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة التي تنتظرها تحديات كبيرة تتصل بالتعيينات لبعض المراكز الأمنية والإدارية والقضائية، فضلاً عن الخطة الإنقاذية والإصلاحية، وتشير الأوساط إلى ان توجه الثنائي الشيعي واللقاء الديمقراطي وتكتّل الاعتدال والوطني المستقل لتسمية الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة، في حين قرّر نواب قوى المعارضة دعمهم ترشيح النائب فؤاد المخزومي وتزكيته في الاستشارات النيابية الملزمة يوم الاثنين المقبل.    ومع ذلك ترى الأوساط أن الرئيس ميقاتي يحظى بغطاء عربي واقليمي ودوليه لعودته الى رئاسة الحكومة.   ومن دمشق، أكد رئيس الحكومة بعد لقائه قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع أنه بات ملحاً لمصلحة البلدين معالجة أزمة النزوح السوري وعودة النازحين إلى سوريا التي بدأت تستعيد عافيتها"، مشيراً إلى أنّه لمس استعداد سوريا لمتابعة ملف النزوح. وأكد ميقاتي أنّه بحث ملف الحدود "وتم التأكيد على حماية أمن البلدين".   وتابع ميقاتي قائلاً: "نتطلع إلى علاقات ودية وندية بين لبنان وسوريا قائمة على التعاون"، مشدداً على أنّ "سلم الأولويات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا، وسيكون لهذا الأمر لجنة مختصة وسنعمل على ضبط الحدود البرية بشكل كامل لوقف أي عملية تهريب وسنتعاون في هذا الأمر".   ولفت إلى أنّ "الجانب السوري يقوم بدوره الكامل لإنشاء هيئة خاصة بالأمور الجنائية والبحث عن كافة المفقودين، وسنُزوّد الإدارة السورية الجديدة بأسمائهم".   وبحسب المعلومات، تم البحث في ضرورة تنظيم حركة المعابر الشرعية بين البلدين، واقفال المعابر غير الشرعية ومنع أعمال التهريب  ومكافحة المخدرات، كما جرى البحث في ترسيم الحدود البرية بين الدولتين، ومن بينها مزارع شبعا المحتلة، وأظهر الرئيس ميقاتي استعجالا في  انجاز هذا الملف.     كذلك، تم الاتفاق على نقل السجناء السوريين من غير العناصر الإرهابية من السجون اللبنانية إلى بلدهم، ومتابعة محاكمتهم في دمشق، وتم التأكيد على متابعة قضية العهد المالية المفقودة للسوريين في البنوك اللبنانية، وتشكيل لجان مشتركة على كافة المستويات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية.   وكان حصل اجتماع بين المسؤولين الأمنيين اللبنانيين: المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب مدير جهاز أمن الدولة العميد حسن شقير مع رئيس جهاز الاستخبارات السورية أنس خطاب. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • عن وزارة المالية سابقاً.. ماذا قال الرئيس سليمان؟
  • تحذير عاجل من الأرصاد السعودية لـ 10 مناطق في المملكة
  • وفد سعودي في بيروت مطلع الأسبوع.. وغطاء دوليّ وعربيّ لعودة ميقاتي
  • الرئيس اللبناني: السعودية ستكون زيارتي الرسمية الأولى
  • محمد بن سلمان يهنئ هاتفيا الرئيس اللبناني الجديد ويدعوه لزيارة السعودية
  • ما هي أبرز التحديات التي تواجه الرئيس اللبناني الجديد؟
  • نجم أتلتيك بيلباو عن اقامة السوبر الاسباني في المملكة العربية السعودية "عار"
  • خطوات دستورية لتشكيل حكومة لبنانية متناغمة| تفاصيل
  • جوزيف عون: سأمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كحكم عادل بين الأطراف السياسية