علاقات فنجال القهوة: بين عمق الماضي وسطحية الحاضر
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
كانت العلاقات العميقة قديمًا معنى يتجاوز الزمن حيث تُبنى على أسس متينة من التفاهم، والاحترام، والمشاركة الحقيقية.
لم تكن الوسائل التكنولوجية الحديثة تشغل الناس عن بعضهم البعض، بل كان اللقاء اليومي أو الأسبوعي حول فنجان قهوة يحمل الكثير من الدفء والود.
أرسطو قال: “الصديق روح واحدة في جسدين”، معبّرًا عن عمق العلاقة التي تتجاوز المصالح المؤقتة.
أما جان بول سارتر فقد وصف الصداقة بأنها “عقد اجتماعي يقوم على الحب والتفاهم”.
في الماضي، كانت العائلة تجتمع حول فنجان القهوة مساءًا، يتشاركون الحديث ويستمعون لبعضهم البعض، والأصدقاء كانوا يلتقون لساعات يناقشون أحلامهم ومشاكلهم، وكانت الروابط أكثر حميمية.
ومع المدنية والعصرنة أصبحت السطحية تسود العلاقات.
فمع التطور التكنولوجي وتسارع وتيرة الحياة، بدأت العلاقات تأخذ منحىً سطحيًا.
التكنولوجيا التي كان يُنتظر منها تقريب الناس أصبحت أحيانًا سببًا لتباعدهم.
حيث ترى في المطاعم الزوج منشغلًا بهاتفه، والزوجة توثّق اللحظة لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
حتى في الجمعات العائلية، تجد الجميع منشغلين بهواتفهم بدلاً من التفاعل مع بعضهم.
ولكل شيء سبب، وبالتأكيد هنالك أسباب عديدة وراء هذه السطحية من مظوري الشخصي فقد يكون:
1. الإفراط في استخدام التكنولوجيا: فالاعتماد الكبير على الهواتف ووسائل التواصل أضعف التواصل الحقيقي.
2. الانشغال المفرط: ضغوط العمل وسرعة الحياة اليومية جعلت الوقت المتاح للعلاقات محدوداً.
3. الفردية المتزايدة: مع الحداثة، أصبح الإنسان أكثر انشغالاً بنفسه وبمصالحه الشخصية.
4. الثقافة السريعة: عصر السرعة جعل الناس يفضلون التفاعل السطحي السريع بدلاً من التواصل العميق.
ولا ننسى أن السطحية لها تأثير على الفرد والمجتمع
فالفرد يشعر كإنسان بالوحدة والفراغ العاطفي رغم كثرة “الأصدقاء” على وسائل التواصل، مما أدى إلى تدهور جودة العلاقات وتأثيرًا يؤثر سلبيًا على الصحة النفسية.
أما على المجتمع فقد ضعف الترابط الاجتماعي، مما أدى إلى مجتمعات تفتقر إلى التماسك والتضامن.
ولكي نعود إلى العمق في العلاقات نحتاج إلى:
1. إعادة النظر في استخدام التكنولوجيا: من خلال تخصيص أوقاتًا يومية أو أسبوعية للقاءات خالية من الأجهزة الإلكترونية.
2. التواصل الوجداني: من خلال التركيز على الحديث العميق مع من تحب، وأهتم بمشاعرهم وأفكارهم.
3. الأنشطة المشتركة: من خلال القيام بمشاركة أنشطة كالمشي أو الطبخ أو مشاهدة الأفلام لتعزيز الروابط.
4. الشعور باللحظة: فبدلاً من توثيق اللحظة لنشرها، عش اللحظة بصدق.
5. إحياء التجمعات التقليدية: بجعل للعائلة والأصدقاء أولوية، وتخصيص وقتًا أسبوعيًا لجلسة حول فنجان قهوة بعيداً عن الهواتف.
6. تعلم الإنصات: فالإنصات الفعّال هو أحد أهم طرق بناء علاقات عميقة ومستدامة.
7. تعزيز الوعي المجتمعي: وهذا دوما كأخصائيين من خلال الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي بنشر الوعي بأهمية العلاقات العميقة وخطورة السطحية على الفرد والمجتمع.
أخيرًا وليس آخرًا فنجال القهوة رمز للعودة للعمق
فمن خلاله نستطيع اليوم إستعادة عمق العلاقات، لنُعد له دوره الحقيقي كجسر للحديث الصادق والتواصل الحي بعيدًا عن الشاشات، فالعلاقات الحقيقية هي ما تمنح الحياة معناها وجمالها، وهي ما يستحق أن نبذل لأجله الجهد والوقت.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
“الشارقة لريادة الأعمال” 2025 يجمع أكثر من 300 متحدث من 45 دولة في قطاعات التكنولوجيا والتمويل وتطوير الأعمال
يجمع “مهرجان الشارقة لريادة الأعمال” 2025 نخبة من أكثر قادة ريادة الأعمال تاثيراً على مستوى العالم، ويستضيف أكثر من 300 من كبار الشخصيات العالمية من 45 دولة في فعاليات دورته الثامنة، من بينهم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، وصاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد بن سعود آل سعود، و”رجل الثلج” ويم هوف، ومحمد جودت، وعمار قنديل، إلى جانب مجموعة من صناع التغيير العالميين والخبراء في مجالات التكنولوجيا والتمويل والفنون والإعلام وتطوير الأعمال وغيرها من القطاعات.
وضاعفت هذه الدورة الموسعة من المهرجان، الذي ينظمه مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) يومي 1 و2 فبراير، برنامجها باستضافة أصوات عالمية ستسهم في إلهام وتنوير آلاف الحضور في 10 مناطق و5 منصات، ليؤكد حضوره كأكبر حدث من نوعه في المنطقة يقام في الشارقة.
معارف قيمة لإحداث التغيير الإيجابي
وفي تعليقها على قائمة الضيوف والمتحدثين، قالت سعادة سارة عبد العزيز بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع): ” يضع المهرجان على قائمة أولوياته وأهدافه توفير بيئة داعم للابتكار والريادة وتحفيز الطاقات المبدعة التي تملك فرص المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بكافة أبعادها، لذلك يحرص المهرجان على أن يكون منصة محلية وعالمية لاستفادة الجمهور من خبرات ورؤى أفضل القياديين والرواد والمؤثرين في العالم، حيث تسهم كل شخصية من المتحدثين في إلهام المجتمع وتحفيز أفراده على التفكير بشجاعة والعمل بعزيمة وإصرار وإحداث التأثير الإيجابي الهادف، وفي الوقت نفسه توسيع معارف الحضور وتعزيز ثقتهم وعلاقاتهم، بما يساعدهم على تجسيد رؤاهم على أرض الواقع، وهذا ما يجعل المهرجان حدثاً استراتيجياً بارزاً لتبادل المعرفة والتجربة في عالم ريادة الأعمال وصناعة التغير الإيجابي المنشود.”
الابتكار الفني في عالم الأعمال
تسهم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة ورئيسة “مؤسسة الشارقة للفنون”، في تعزيز مكانة الشارقة كمركز عالمي للفن المعاصر والثقافة، إذ تمثل جهودها الملموسة ومهاراتها القيادية دوراً محورياً في مد الجسور بين عالم الإبداع والأعمال، موفرة لرواد الأعمال رؤى سباقة حول دمج الابتكار الفني في الأعمال.
التنمية العالمية والتعليم
تقدِّم صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد بن سعود آل سعود، الأمين العام وعضو مجلس أمناء مؤسسة الوليد الإنسانية، نموذجاً للعمل الخيري والقيادة، حيث يسهم التزامها الحثيث بالقضايا الإنسانية في تغيير حياة الكثيرين من خلال مبادرات تدعم التنمية العالمية، والتعليم، والتبادل الثقافي، وسيوفر خطابها في “مهرجان الشارقة لريادة الأعمال” 2025 أفكاراً رائدة في القيادة والمسؤولية والالتزام الراسخ.
نهج شامل ومرن
ويعيد الرياضي الهولندي ومدرب جودة الحياة ويم هوف، المعروف عالمياً بـ”رجل الثلج” إعادة تعريف الإمكانات البشرية لجمهور المهرجان، حيث استطاع من خلال أساليبه الفريدة في التحمّل والتعرّض للبرد التي لاقت انتشاراً عالمياً، أن يرفع وعي العالم بأساليب الحفاظ على الصحة، وسيشكل حضوره في المهرجان تجربة ملهمة للحضور تدفعهم لتبني نهج شامل ومرن في حياتهم الشخصية والمهنية.
تكنولوجيا متطورة
يعد محمد جودت، الرئيس التنفيذي السابق لقسم الأعمال في “إكس مونشوت فاكتوري”، Google X سابقاً، من أبرز الخبراء في مجال التكنولوجيا والابتكار وجودة الحياة النفسية والعقلية، والذي ألهم الملايين حول العالم، مما يجعله واحداً من أكثر المتحدثين تأثيراً في صناعة التكنولوجيا، كما أنه مؤلف لمجموعة من الكتب الأكثر مبيعاً، وصانع ومقدم برامج بودكاست، وستسهم رؤاه في تسليط الضوء على أهمية تقليص الفجوة القائمة بين الإمكانات البشرية والتطور التكنولوجي، موفراً خارطة طريق لإنشاء مشاريع مؤثرة.
تأثير مجتمعي ورحلات ملهمة
عمار قنديل من مصر، هو المؤسس المشارك لـ YES Theory، وهي علامة تجارية لوسائل التواصل الاجتماعي أُنشِئت كقناة على اليوتيوب، وشكلت حركة ألهمت المشاهدين للخروج من منطقة الراحة التي يشعرون فيها بالأمان والطمأنينة في وظائفهم وأعمالهم الروتينية، والتفكير خارج الصندوق، وعدم الخوف من المخاطرة لتأسيس مشاريع خاصة بهم، والتواصل الهادف مع الآخرين من خلال التجارب المشتركة، وأسهم شعاره “ابحث عن عدم الراحة” في تمكين رواد الأعمال من التحلي بالشجاعة كأساس للنجاح.
أما الصحفية الفلسطينية بليستيا العقاد فتستخدم منصتها للكشف عن قصص غير معروفة أو منسية، مؤكدة أهمية السرد القصصي ودوره في صناعة التغيير الهادف وترسيخ التواصل. في حين تجسد سحر راستي، أول قبطانة بحرية إماراتية، والرئيس التنفيذي لمجموعة “إس جي آر” المتخصصة في الأعمال الملاحية، المرونة والقيادة، وتفتح مسارات جديدة في الخدمات الملاحية البحرية، وتشكل نموذجاً لجيل جديد من القياديات.
رواد الإعلام والرقمي
ويستضيف المهرجان محمد سعيد حارب، المخرج وفنان الرسوم المتحركة الإماراتي ومبتكر “فريج”، أول مسلسل تلفزيوني كرتوني ثلاثي الأبعاد ينتج في الشرق الأوسط، ويشارك مع الجمهور نجاحاته في فتح مسارات جديدة لهذا المجال في المنطقة.
كما يستضيف المهرجان شيلي فروست، مؤسسة ومديرة شركة “ذا فريدج” The Fridge الترفيهية الرائدة المتخصصة في تنظيم الفعاليات في دولة الإمارات، والتي لعبت دوراً أساسياً في إثراء مشهد الفعاليات والحفلات الموسيقية على صعيد المنطقة، وستشارك تجربتها في دعم المواهب المحلية وإنشاء منصات ثقافية شاملة.
ويشارك معز الشيخ قصة نجاحه كشريك مؤسس ورئيس تنفيذي لـ”ستارز بلاي” STARZPLAY، ويكشف كيف استطاع بناء منصة بث ناجحة والتغلب على التحديات في قطاع الإعلام، إلى جانب تقديمه رؤى مبتكرة حول القيادة الريادية التي أدت إلى رفع قيمة شركته إلى 420 مليون دولار.
المنتجات والخدمات والتطوير الذاتي
وفيما يتعلق بمنتجات التجميل وقوة العلامة التجارية، تبرز نهى نبيل كرائدة أعمال استطاعت تحويل علامتها “نهى نبيل بيوتي” إلى اسم معروف، وتستعرض دور إنشاء استراتيجية تسويق شخصية وفريدة في تحقيق نجاح كبير للأعمال.
أما نيكي سكين، المبتكر ومستشرف المستقبل المعروف بجولاته العالمية الملهمة، فيمكّن الأفراد باستراتيجيات التميز في سوق مزدحمة تشهد تنافساً كبيراً. في حين يشارك تشارلي رايت، مؤسس شركة “هيومانترا” Humantra، أكبر علامة لمنتجات المكملات الغذائية واللياقة “الإلكتروليات” في دولة الإمارات، قصة نجاحه في مساعدة الناس على التغلب على تحديات الجفاف وجودة الحياة من خلال الابتكار والحلول المدعومة بالدراسات العلمية، إلى جانب وجهة نظره حول توسيع نطاق الانتشار في السوق.
الإبداع وأسلوب الحياة
وتجمع هديل الخطيب بين جودة الحياة التقليدية والمعاصرة مع مسحوق الشاي الأخضر “ماتشا” والتقاليد اليابانية لتحضير الشاي، وستبين كيفية الاستفادة من ريادة الأعمال في إطار الشغف والاهتمامات الشخصية. كما يضفي الفنان والخطاط ضياء علام لمسة إبداعية، ويدمج الخط العربي بفن الجداريات، في خطوة تؤكد المرونة والاعتزاز الثقافي وقوة الأصالة في عالم الأعمال.
تطوير الأعمال والتجارة
ويستعرض محمد الحكيم، الذي تم تعيينه رئيساً لعمليات شركة “كريبتو دوت كوم” Crypto.com في دولة الإمارات، خبرته الواسعة في التطوير الاستراتيجي وتوسيع الأعمال، في حين يناقش راشد العبار، رائد أعمال في قطاع التجزئة الرقمية، والشريك المؤسس لموقع التسوق الرقمي المتخصص بالأزياء “سيفي دوت كوم” SIVVI.com، توسع فرص التسوق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط.
أما علي مختار، الرئيس التنفيذي والشريك الإداري لشركة بلتون لرأس المال المخاطر، فيستعرض أمام الجمهور تجربته في بناء محفظة تتضمن 10 شركات ناشئة وإدارة استثمارات تتجاوز قيمتها 40 مليون دولار، وتستكمل نور سويد، المؤسس والشريك الإداري في “جلوبال فينتشرز” Global Ventures، هذه المجموعة كواحدة من كبار الشخصيات الرائدة في رأس المال الاستثماري المتخصص في التنمية التكنولوجية في الأسواق الناشئة.
احتفاء بالأفكار والتعاون
وتجسد عملية إعادة اختيار شعار “حيث ننتمي” رسالة المهرجان وأهدافه الرامية إلى بناء مجتمع من رواد الأعمال، والمبتكرين، وصناع التغيير، من خلال برنامج متكامل من الخطابات الملهمة، وورش العمل التفاعلية، والجلسات النقاشية، وعروض الشركات الناشئة، والمسابقات، إلى جانب فرص التواصل، وتشكل دورة العام الجاري من المهرجان المناسبة الأبرز التي تساعد رواد الأعمال على التعلم والتواصل والنمو.