صحيفة صدى:
2025-01-12@10:18:39 GMT

عيشوا بساطة الحياة

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

عيشوا بساطة الحياة

“لا تدقق” قاعدة نفسية جميلة ومريحة تحقق لك السعادة والراحة النفسية ، فإن أردت أن تسعد وترتاح لا تقف عند كل محطة ، ولا تجعل من كل موقف معركة ، ولا تدقق على من حولك ، فليس كل شيء قابل للفحص والتحليل ، وعامة تصرفات الناس عفوية وتلقائية، فلا تفتح ما أُقفل ، ولا تداهم النوايا ، ولا تحرص على معرفة كل التفاصيل ، ولا تفسر كل شيء ، ولا تدقق بكل شيء ، ولا تحلل كل شيء استمع ، ثم ابتسم ، ثم تجاهل ، خذ من الناس ما ظهر لك منهم من خير، لا تبحث عن عيب في الناس دع الخلق للخالق ودع الحياة تسير.


قال الشاعر:

الوقت هذا لا تدقق على الناس كانك تبي بالفعل راحة ضميرك

راحت حياتك بين همٍّ وهوجاس تشيل مع همك همومٍ لغيرك

الى متى ذا الحال يا طيّب الراس الله من صدوف الليالي يجيرك

لا تعش قَلِقاً على المستقبل ، عش ساعياً في رضى الله جل وعلا ولا تقلق ، فالمستقبل بيد الله عز وجل وحده ، فإنه قد تكفل لك بالرزق وطلب منك العمل.

قال تعالى: (وَما تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا).

رزقك لن يأخذه غيرك ، ولكن عبادتك لن يقوم بها غيرك ، فتأمل واعتبر واعمل ولا تهتم أو تغتم.

اجعل لك قلباً من الناس تتكئ عليه ويتكئ عليك ، تفقدوا بعضكم كل حين فليس شيء أبهج للنفس من شعور صاحبها أن مكانه في قلوب المحبين ما زال محجوزاً.

لا تنطقوا بين الناس إلا تفاؤلاً وأملاً، وإلا فأريحوا الناس من أحجار كلامكم ، صادقوا أولادكم ، واستنطقوهم ، فما امتلأت صدورهم كبتاً وضيقاً إلا لأن آباءهم انشغلوا باللقمة عن اللمة ، فشبعت الأبدان وجاعت القلوب ، ترقبوا المتعففين من الخلق.

تصدقوا واطعموا الفقراء والمساكين ولا تنكفئوا على أنفسكم تنالوا رحمة الله تعالى.

أعيدوا لجيران الحي ، وصحبة المسجد ، ورفقة الدراسة، واجتماع العائلة رونقهم ولو على كوب من الشاي ، عيشوا بساطة الحياة وابتعدوا عن التكلف.

لا تقطعوا أرحامكم بدعوى القلة والفقر وضيق ذات اليد ، فمنذ قل التواصل بالأخوة والأخوات والعمات والخالات وأبناء العم والخال ازددنا ضيقاً.

أكثر سبب وأكبر مصيبة تمنع الإنسان من صلة الأقارب والأرحام والأصدقاء هو سوء الأخلاق والكبر فلا يوجد تبرير لسوء الخلق إطلاقاً لا نفسية سيئة ولا مزاج متعكر ولا ضغط ولا سكر ولا غيره والمحترم الخلوق مهما مر بظروف صعبة يبقى محترماً خلوقاً حتى وإن أساء يوماً تراجع واعتذر .
إن الكرام وإن ضاقت معيشتهم دامت فضيلتهم والأصل غلاب.

إنما الإنسان أثر فأحسنوا مآثركم ، دع الأماكن تذكُرك بخير ولو نسوك البشر فكلنا راحلون ، في كل خطوة من خطواتك اجعلها ذكر لله تعالى تشهد لك يوم القيامة ، اترك أثرًا طيبًا يبقى من بعدك يكون لك إرثًا ممتدًا عبر الأزمان وعبر القلوب.

قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة).

إن زرعت الشجر ربحت الظل والثمر، وإن زرعت طيب الأثر حصدت محبة الله ثم البشر.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: کل شیء

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: القرآن أمرنا بالرجوع والتوبة عند ارتكاب الخطأ

التوبة والرجوع إلى الله.. قالت دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار، إن النصوص الشرعية الكريمة من الكتاب والسنة المطهرة اتضح أن من ارتكب ذنبًا أو إثمًا عليه أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، كما عليه أن يكثر من الاستغفار وتلاوة القرآن والصلاة والصدقة: ﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 39].

حكم التوبة والرجوع إلى الله

وأوضحت الإفتاء أنه ورد أن هذه القربات تمحو الخطايا، داعية الله تعالى قبول التوبة من التائبين وأن يهدينا جميعًا الصراط المستقيم.

حكم التوبة والندم من القرآن الكريم والسنة
قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53].

وقال جل شأنه: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 133-135].

وقال عز من قائل: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70].

وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام البخاري: «وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».

دعاء التوبة
اللهم أنت وربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين. اللهم إني أذنبت ذنبًا كثيرًا فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد اغفر لي خطيئتي كلها. استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.

دعاء الاستغفار والتوبة
«اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ».

 

وفي خطبة جمعة سابقة، ألقى فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق خطبة بتاريخ 12-8-2005، تناول فيها أهمية خطبة الحاجة التي استهل بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلامه، مشيرًا إلى ما رواه عبد الله بن مسعود: "كان يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا القرآن"، دلالة على أهميتها ومكانتها في الإسلام.

الآية العظيمة: دعوة للاستمرار على ذكر الله

استشهد فضيلة الدكتور بالآية الكريمة من سورة آل عمران:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾.


وأوضح أن هذه الآية تعد من أعظم آيات القرآن من حيث العمل؛ إذ تدعو المسلم للبقاء على ذكر الله وطاعته حتى يأتيه الموت وهو على الإسلام. فالإنسان لا يعلم متى يموت، ولذا يجب أن يكون دائم الذكر والعبادة، دون غفلة أو نسيان.

وأشار فضيلته إلى أن الغفلة عن الله سبحانه وتعالى هي عائق بين العبد وربه، وأن هذا النقص البشري يدعو المسلم إلى الاستغفار والتضرع لله ليغفر له هذه الغفلة.

تحويل العادات إلى عبادات: جوهر الإصلاح

ناقش فضيلة الدكتور أهمية تحويل العادات اليومية إلى عبادات بنية صالحة خالصة لله تعالى، محذرًا من أن تحول العبادة إلى عادة هو أول طريق الفساد. فالصلاة، على سبيل المثال، إذا أداها المسلم دون خشوع أو تركيز، تتحول إلى عادة لا تؤدي وظيفتها التي أرادها الله لها، وهي النهي عن الفحشاء والمنكر كما جاء في قوله تعالى:
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

السلف الصالح: القدوة في الإخلاص والعبودية

أشاد جمعة بالسلف الصالح الذين استطاعوا تحويل العادات إلى عبادات من خلال تطبيق حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". فكانوا يخلصون النية في جميع أفعالهم وأقوالهم، حتى في أبسط أمور حياتهم اليومية، فصاروا عبادًا ربانيين يستجيب الله لدعائهم.

استعدادًا لرمضان: دعوة للتقوى والإخلاص

اختتم الدكتور الخطبة بدعوة المسلمين لاستثمار شهر رجب الفرد كتهيئة روحية لشهر رمضان، وتحقيق معنى التقوى في قوله تعالى:
﴿ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾.
وحثهم على نقل أنفسهم من دائرة الغفلة إلى دائرة رضا الله، وتحويل عباداتهم إلى إخلاص كامل، وعاداتهم إلى عبادات تقربهم من الله سبحانه وتعالى.

 

إن خطبة الجمعة هذه تحمل دعوة واضحة لإحياء القلوب بالذكر، وتحقيق معنى العبودية لله سبحانه وتعالى، والسعي لأن تكون كل لحظة في حياة المسلم فرصة للتقرب إلى الله، استعدادًا لمواسم الخير والطاعة.
 

مقالات مشابهة

  • فضل دعاء الأم
  • رمضان عبد المعز: الحكمة تعني وضع الشئ في موضعه الصحيح
  • أفضل آية للفرج .. رددها يفتح الله لك الأبواب المغلقة
  • فعل نهانا عنه المولى وحذرنا منه النبي .. علي جمعة يوضحه
  • كيفية التعامل في الأزمات وأهمية القضاء بالله وقدره
  • مكانة عقد الزواج وخطورته في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • الإفتاء: القرآن أمرنا بالرجوع والتوبة عند ارتكاب الخطأ
  • حكم قول زمزم بعد الوضوء.. الإفتاء توضح
  • الإفتاء: الزوج مسؤول عن حجاب زوجته