بوابة الفجر:
2025-05-02@06:52:46 GMT

مؤمن الجندي يكتب: الرحلة الأخيرة

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

في حياةٍ تموج بالتقلبات، هناك لحظة تسبق كل شيء، لحظة نادرة، لكنها أصدق ما يمكن أن يعيشه الإنسان.. هي لحظة الترقب، تلك المسافة الغامضة بين الفكرة وتجسدها، بين الحلم وواقعه، بين ما نريده وما قد يكتبه القدر.

مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة مؤمن الجندي يكتب: 11:59

في تلك اللحظة، تتوقف الأنفاس، يتباطأ الزمن، ويصبح القلب كطبولٍ تقرع في فراغ ممتد، كل شيءٍ يدور، الأفكار، الذكريات، الاحتمالات، حتى الأحلام التي كنا قد نسيناها تعود لتزورنا فجأة، متسللة بين الظلال! هناك في عمق الترقب، كل شيء يبدو ممكنًا، وكل شيء يبدو مستحيلًا.

في لحظات الترقب التي تسبق كل رحلة، تكون الأحلام حاضرة بقوة، والأماني معقودة على الوصول بسلام لتحقيق الانتصارات.. لكن هذه اللحظات نفسها تحمل في طياتها احتمالات أخرى، إذ تتحول أحيانًا إلى ذكريات حزينة ومريرة كما شهدنا في تاريخ حوادث الطائرات التي أنهت مسيرة فرق رياضية كاملة، من كارثة فريق تورينو الإيطالي عام 1949، إلى مأساة مانشستر يونايتد في ميونيخ عام 1958، وحادثة تشابيكوينسي البرازيلية عام 2016، كانت لحظات الترقب في تلك الرحلات مشحونة بالأمل قبل أن تنقلب إلى فاجعة تغير وجه الرياضة والعالم.

اليوم، عادت هذه المشاعر إلى السطح مع حادثة طائرة نادي بيراميدز، التي عاشت بعثته ساعاتٍ عصيبة أثناء عودتها من أنجولا، في لحظاتٍ خطف فيها الخطر الأنفاس، تعرضت الطائرة لمطبات جوية عنيفة وانخفض الضغط الجوي بشكل مفاجئ.. كان الجميع في حالة ترقب مرعب، بين دعاء بالنجاة وخوف من المجهول، قبل أن تتمكن الطائرة من الهبوط الاضطراري بسلام.

تلك اللحظات جسدت هشاشة الحياة، وأعادت إلى الأذهان الكوارث السابقة التي دفعت العالم الرياضي إلى الحزن، والتأمل في نعمة النجاة.

ففي لحظة خفت ضجيج العالم من شدة صوت الداخل.. نسمع أنفسنا كما لم نسمعها من قبل: نبضاتنا، تساؤلاتنا، مخاوفنا، وأحلامنا التي تراوغنا أحيانًا وتعود لتطاردنا أحيانًا أخرى.

أرى الترقب مثل الفجر الذي يسبق الشروق.. هو لحظة الوعد الذي يوشك أن يتحقق، حيث يلتقي الحلم بالضوء. وربما تكون أعظم حكمة في الحياة هي أن ندرك أن الرحلة الأخيرة، بكل قلقها ورعبها، آتية لا محالة، وأن ما بعدها ليس إلا فصلًا آخر في قصة سيكون فيها الحساب عسيرًا.. لذا علينا الاتعاظ.

في النهاية، تظل الحياة مليئة باللحظات التي تجمع بين الأمل والخوف، بين الترقب والصدمة.. لحظات الترقب، التي نشعر فيها بالانتظار، تحمل في طياتها قوة غير مرئية تغير مجرى حياتنا في ثانية أو تنهيها، وبالرغم من هشاشة الحياة وتقلُّبها، يبقى الإيمان بالله وقدره هو ما يجعلنا نستمر.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: طائرة بيراميدز بيراميدز أنجولا حوادث الطائرات مؤمن الجندی کل شیء

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}



فى حديثى أمس عن حتمية الإتجاه غربًا !! أى الإتجاه إلى وادينا القديم !! نعم إسمه الحقيقى "الوادى القديم"، حيث كان هو الأهم من حيث البنيه الأساسية مثل طرق التجارة العالمية والمدن المنشأه على طوله من الجنوب وحتى شمال البلاد فى سيوة، حيث كانت البلاد المعروفه بطيبة ( الأقصر ) (ومنف) الجيزة، " وهليوبوليس "، جنوب الدلتا وشمال القاهرة، كل هذه المدن كانت تقع وسط " احراش "من فيضان النيل الذى  كان يغطى كامل مسطح وادى النيل شمالًا وجنوبًا، وكانت " ترتع فيه التماسيح "، فكانت الطرق المحميه بالطبيعة هى تلك المارة بواحات مصر الغربية، لذا هو " الوادى القديم " أما " وادينا الجديد " فى الحقيقة هو وادى النيل وما نراه ونعيش فيه وعليه اليوم.
أما الإطلاق لإسم " الوادى الجديد " على " واحات مصر الغربية " فكان ( مجازًا ) للمستقبل كما ( أطلق عليه ) زعيمنا العظيم الراحل "جمال عبد الناصر" !!
ظهرت كل عناصر النجاح بعد الإهتمام بالتنمية فى الوادى، وصدَّر الوادى الجديد لمصر، وللعالم (البطيخ النمسى) والأزر المصرى الممتاز والمعروف فى العالم كله، والفول والعدس، والذرة والقمح وكما قلت أمس كانت باكورة إنشاء المصانع التى تقوم على الزراعة وتوقفت برامج التنمية والإهتمام بالوادى نظرًا لظروفنا مع الإحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء، " ولخدش " الكرامة الوطنيه، والإصرار المصرى على رد تلك الكرامة مهما كان الثمن، فتوقفت برامج التنمية، وبعد إنتصار أكتوبر كان الإهتمام بالوادى إهتمام يكاد يكون شبه منعدم !!حيث إتجه الإقتصاد إلى الغرب، إلى ما سمى بالإنفتاح والإستيراد فكانت عوامل الإقتصاد هو الحصول على توكيلات أجنبيه لكل المنتجات الإستهلاكية، من طعام ومواد إستفزازيه فى الغذاء، مع الإهتمام بأن يعيش المصريون حياة البذخ، الغير مسنود على موارد حقيقية حيث لا إنتاج، ولا زراعة، ولا صناعة، وأصبح القطاع العام الذى بناه "جمال عبد الناصر" طيلة سبعة عشر عامًا، مجالًا " للنهب والتربح " من ذوى السلطة والمحسوبية، وظهر إقتصاد يقوم على العمولات، وإنتهى إقتصاد القيمة المضافة، فأصبحنا نُصَدِرْ الخامات، ونستوردها مصنعه، ففقدنا أهم شيىء فى حياتنا وهى الرغبة فى العمل، وإهتم الإقتصاد بالسمسرة والعمولات، وجلب البضائع المستفزة لعامة شعب مصر، ولكن كان النصر الذى أحرزته القوات المسلحة المصرية فى أكتوبر 1973، وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة، والإحساس بعودة الكرامة المصرية، بل الكرامة العربية هى التى تتوج الموقف المصرى فى جميع مجالات الحياة السياسية، ورغم الخطأ العظيم الذى وقع فيه الرئيس "السادات"، وهى حربة المعلنة على حقبة زعامة "جمال عبد الناصر" ( سرًا ) وفى العلانية فهو سيمشى على ( خطى جمال عبد الناصر ) هكذا قال أمام مجلس الشعب، وخرجت النكتة المصرية لكى تستكمل الجملة (بالاستيكة !! ) وكان تشجيعه للجماعات الإسلامية للوقوف ضد ماكان يطلق عليهم أصحاب "قميص عبد الناصر"، وإستفحل الأمر، فأخرج الإخوان للحياة السياسية ودعمهم بكل الوسائط فى مؤسسات الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية إلى أن أغتالوه فى يوم عمره كله، يوم نصره، يوم عزته وعزة "مصر" كلها، يوم 6 أكتوبر 1973، أغتيل وهو يستعرض قواته المسلحة، شامخًا وسط جنوده، وإذ بأحدهم أو ببعضهم يقتلوه لكى ندخل فى نفق أخر من نظام حكم بدء مساء 23 يوليو 1952وتوالى على قيادته زعامات إعتنقت سياسات للأسف مختلفة عن بعضها البعض فكان ما وصلنا إليه !!                                                                         وللحديث بقيه.........
[email protected]

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: الوادى الجديد "والحرمان" !!{3}
  • حملة "دوووس"..لعبة الحياة التي تُعيد القيم المفقودة للشباب المصري من طلاب إعلام عين شمس
  • اليوم.. المعارضة الاستئنافية للمتهمين بفبركة سحر مؤمن زكريا
  • د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
  • ترانزيت الحياة
  • "في ظِلال الحياة"
  • مايكون: النصر نادٍ كبير عشت فيه لحظات لا تُنسى
  • لقطات توثق لحظات ودية بين وزير الخارجية ونظيره العماني.. صور
  • مغطى بخام الحديد..أسترالي يلتقط صورًا على متن قطار الصحراء في موريتانيا
  • رحلة مهاجرين محفوفة بالمخاطر تنتهي بانفجار في اليمن