بوابة الفجر:
2025-01-12@10:10:22 GMT

مؤمن الجندي يكتب: الرحلة الأخيرة

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

في حياةٍ تموج بالتقلبات، هناك لحظة تسبق كل شيء، لحظة نادرة، لكنها أصدق ما يمكن أن يعيشه الإنسان.. هي لحظة الترقب، تلك المسافة الغامضة بين الفكرة وتجسدها، بين الحلم وواقعه، بين ما نريده وما قد يكتبه القدر.

مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة مؤمن الجندي يكتب: 11:59

في تلك اللحظة، تتوقف الأنفاس، يتباطأ الزمن، ويصبح القلب كطبولٍ تقرع في فراغ ممتد، كل شيءٍ يدور، الأفكار، الذكريات، الاحتمالات، حتى الأحلام التي كنا قد نسيناها تعود لتزورنا فجأة، متسللة بين الظلال! هناك في عمق الترقب، كل شيء يبدو ممكنًا، وكل شيء يبدو مستحيلًا.

في لحظات الترقب التي تسبق كل رحلة، تكون الأحلام حاضرة بقوة، والأماني معقودة على الوصول بسلام لتحقيق الانتصارات.. لكن هذه اللحظات نفسها تحمل في طياتها احتمالات أخرى، إذ تتحول أحيانًا إلى ذكريات حزينة ومريرة كما شهدنا في تاريخ حوادث الطائرات التي أنهت مسيرة فرق رياضية كاملة، من كارثة فريق تورينو الإيطالي عام 1949، إلى مأساة مانشستر يونايتد في ميونيخ عام 1958، وحادثة تشابيكوينسي البرازيلية عام 2016، كانت لحظات الترقب في تلك الرحلات مشحونة بالأمل قبل أن تنقلب إلى فاجعة تغير وجه الرياضة والعالم.

اليوم، عادت هذه المشاعر إلى السطح مع حادثة طائرة نادي بيراميدز، التي عاشت بعثته ساعاتٍ عصيبة أثناء عودتها من أنجولا، في لحظاتٍ خطف فيها الخطر الأنفاس، تعرضت الطائرة لمطبات جوية عنيفة وانخفض الضغط الجوي بشكل مفاجئ.. كان الجميع في حالة ترقب مرعب، بين دعاء بالنجاة وخوف من المجهول، قبل أن تتمكن الطائرة من الهبوط الاضطراري بسلام.

تلك اللحظات جسدت هشاشة الحياة، وأعادت إلى الأذهان الكوارث السابقة التي دفعت العالم الرياضي إلى الحزن، والتأمل في نعمة النجاة.

ففي لحظة خفت ضجيج العالم من شدة صوت الداخل.. نسمع أنفسنا كما لم نسمعها من قبل: نبضاتنا، تساؤلاتنا، مخاوفنا، وأحلامنا التي تراوغنا أحيانًا وتعود لتطاردنا أحيانًا أخرى.

أرى الترقب مثل الفجر الذي يسبق الشروق.. هو لحظة الوعد الذي يوشك أن يتحقق، حيث يلتقي الحلم بالضوء. وربما تكون أعظم حكمة في الحياة هي أن ندرك أن الرحلة الأخيرة، بكل قلقها ورعبها، آتية لا محالة، وأن ما بعدها ليس إلا فصلًا آخر في قصة سيكون فيها الحساب عسيرًا.. لذا علينا الاتعاظ.

في النهاية، تظل الحياة مليئة باللحظات التي تجمع بين الأمل والخوف، بين الترقب والصدمة.. لحظات الترقب، التي نشعر فيها بالانتظار، تحمل في طياتها قوة غير مرئية تغير مجرى حياتنا في ثانية أو تنهيها، وبالرغم من هشاشة الحياة وتقلُّبها، يبقى الإيمان بالله وقدره هو ما يجعلنا نستمر.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: طائرة بيراميدز بيراميدز أنجولا حوادث الطائرات مؤمن الجندی کل شیء

إقرأ أيضاً:

شفيونتيك تكشف عن «لحظات الحرج»!

 
ملبورن (د ب أ)

أخبار ذات صلة كيريوس يريد «إحياء التنس»! سابالينكا تتخلص من «عبء التفكير» في «أستراليا المفتوحة»!


اعترفت نجمة التنس البولندية إيجا شفيونتيك بأنها شعرت بالحرج، لعدم قدرتها على الكشف عن الأسباب الحقيقية التي دفعتها للغياب عن عدد من بطولات اللعبة البيضاء. وفشلت البولندية في اختبار للمنشطات في أغسطس الماضي، ونفذت حظراً لمدة شهر بعد قبول الالتماس التي تقدمت به، وكشفت من خلاله أن الدواء الذي كانت تتناوله لمكافحة إرهاق السفر كان ملوثاً.
ولم يتم الإعلان عن هذا الخبر حتى نوفمبر الماضي، عندما تبين أنها غابت عن ثلاث بطولات في الخريف أثناء عقوبة الإيقاف المؤقت، والتي أرجعتها في ذلك الوقت لأسباب شخصية وشعورها بالإرهاق وتغيير المدرب.
وكانت رياضة التنس تلقت ضربة موجعة أخرى لسمعتها، بعدما تم الإعلان قبل 5 أشهر فقط عن فشل الإيطالي يانيك سينر، المصنف الأول عالمياً، في اختبارين للمنشطات في مارس الماضي.
وفي حديثها قبل مشاركتها ببطولة أستراليا المفتوحة، أولى مسابقات (جراند سلام) الأربع الكبرى هذا العام، قالت شفيونتيك: «أعتقد أن الأسابيع الثلاثة الأولى كانت فوضوية للغاية، لم يكن هناك طريقة للحصول على إجابات للأسئلة، ركزنا فقط على إيجاد المصدر».
وأضافت النجمة البولندية: «لكن يجب أن أقول، بالتأكيد لم يكن الأمر سهلاً، ربما كان هذا هو أسوأ وقت مررت به في حياتي، وحقيقة أنني لم يكن لدي أي سيطرة على هذا الموقف برمته، ولم تكن لدي أي فرصة لتجنبه».
وأوضحت شفيونتيك في تصريحاتها، التي أوردتها وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) «لقد كان مجرد الشعور بأن كل ما بنيته يمكن أن يسلب مني بسرعة كبيرة بسبب شيء لا يمكنك التحكم فيه أمراً مجنوناً بالنسبة لي».
وتابعت: «خلال أول أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، كنت أركز على نفسي فقط لأنني لم أكن في وضع جيد، كنت أواجه صعوبة في مجرد التواجد بالملعب، وبعد ذلك، أصبح الأمر محرجاً للغاية، اخترنا في البطولة الأولى أن نقول أسباباً شخصية، لأننا كنا نعتقد بصدق أن الإيقاف سيتم رفعه قريباً».
وقالت: «منذ البداية كان من الواضح أن هناك شيئاً ملوثاً، لأن مستوى هذه المادة في بولي كان منخفضاً جداً، لدرجة أنه كان لا بد أن يكون ملوثاً».
وكشفت شفيونتيك: «نظراً لأننا لم نكن نعرف ما سيحدث لأننا لم يكن لدينا سيطرة على قرار وكالة نزاهة التنس الدولية، لم نتمكن أيضاً من وضع أي خطة منطقية، بدأنا بقضايا شخصية لأنني كنت بحاجة أيضاً وقتاً لمعرفة كل شيء».
وعادت شفيونتيك إلى اللعب في المسابقة الختامية للتنس والأدوار النهائية لبطولة كأس بيلي جين كينج، بعد رفع الإيقاف المؤقت عنها، ولكن قبل أن تخرج تلك الأنباء إلى النور، لكنها اعترفت بأنها كانت خائفة من رد الفعل غير أنها شكرت منافسيها على دعمهم لها.
وأكدت شفيونتيك في ختام حديثها «هناك العديد من اللاعبات المتميزات - لن أذكر أسماءهن - اللواتي يدعمنني حقاً، أنا أقدر ذلك حقاً، لأنه جعلني أشعر بتحسن عندما عدت، ولم أكن أعرف كيف ستسير الأمور».
وتستهل شفيونتيك مسيرتها في منافسات فردي السيدات ببطولة أستراليا بمواجهة التشيكية كاترينا سينياكوفا في الدور الأول للمسابقة، التي تستضيفها مدينة ملبورن.

 

مقالات مشابهة

  • د.عبدالمنعم الجندي يكتب: عطايا الرحمن
  • هذه هي النصائح والتوجيهات التي تحتاجها للسفر بأمان على الطائرة
  • آخر رئيس وزراء يكشف الساعات الأخيرة لنظام الأسد وقرارات بشار التي دمرت الدولة (فيديو)
  • شفيونتيك تكشف عن «لحظات الحرج»!
  • نشأت أبو الخير يكتب: المولود الذي شرف الوجود.. وأنار الحياة والخلود
  • خالد الجندي: عبادة السكوت نتقرب فيها لله في هذا الوقت
  • خالد الجندي: السكوت عن الحق في بعض الأحيان يؤدي إلى اندثاره
  • خالد الجندي: الصمت سنة تحمي الإنسان من الوقوع في الشرور
  • باسيل: الحياة لحظة كرامة