سودانايل:
2025-02-12@00:57:16 GMT

نحو سودان جديد

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

د. ليلى الضو ابو شمال

هذه الحرب ستنتهي إن لم يكن اليوم أو غدا أو بعد شهر أو سنة فهي لا محالة سيأتي علينا يوم بلا حرب هذه سنة الكون ، النعم لا تدوم والنقم أيضا لا تستمر ، ولكن الحقيقة الماثلة أن شعب السودان شعب صابر بالفطرة يتقبل المصائب

والمحن برضا تام وتجده دوما يردد بأن هذه إرادة الله ولا مرد لها، وعبارة تجري على لسان كل سوداني مؤمن ( الله في) ، وهذه العبارة تجسد معنى حقيقي لعظمة الإيمان ، فما دام أن الله موجود في قلوبنا وفي عقولنا وفي إحساسنا و إدراكنا ، فذاك يعني أننا نؤمن بأنه الرحيم الذي خلقنا فهو الآمن علينا والاخذ لحقنا من كل ظالم ومتكبر، وبالتأكيد ليس كل الشعب السوداني رجل واحد ، حيث تتفاوت معايير الصبر والتقبل .



ولكن السواد الأعظم هو في الإرادة التي تمثل معظم ساكني هذا الوطن النبيل، وقوة الإيمان والصبر والاحتساب ، كيف لهذا الأب أن يصبر كل هذا الصبر على فقد أبناءه الإثنين وهم يدافعون عن شرف الوطن وأعراض النساء ، وحين يأتي إليه من يواسيه يقول بأنه لازال لديه إثنان ليلحقوا باخوانهم .. وكيف لتلك الأم أن يثبت الله عقلها ويرسخ إيمانها ولا تفقد صوابها حين تفقد فلذات أكبادها في لحظة واحدة اثر سقوط دانة عليهم .. إن دل ذلك فإنما يدل على قوة الإيمان بأنك ميت وأنهم ميتون ، عندها تقف عجلة اللهث وراء الدنيا والعشم في البقاء من أجل عمار زائل. يجب علينا أن نتعجل وقف الحرب من أجل ان يقف السعي وراء العيش في الدنيا ببذخ ورغد ومتعة علينا أن نتعجل وقف الحرب لتكون آخرين غيرنا لم نعشهم يقبلون على الدنيا بزاد الآخرة ، نتعجل السعي لوقف الحرب من أجل أن نترك المناصب والكراسي لأجل أنها تكليف وتقييد وحرمان من نعيم الآخرة ، ونعين من كلف بها على نفسه قبل أن نعين الشيطان عليه.. علينا أن نتعجل وقوف الحرب من أجل تفقد من كنا لا نتفقدهم ولا ندري عن حالهم شيئا ، نتعجل وقف الحرب من أجل أن نقول خيرا أو لنصمت.. نتعجل وقف الحرب من أجل أن تجمعنا كلمة سواء فما عادت الأحزاب أداة تجمعنا، ولا أضحت القبيلة مصدر فخرنا ، ولا الولايات عزنا وشرفنا ومكان أماننا .. نتعجل وقوف الحرب لأن الدرس الجديد هو كيف تبنى الأوطان ؟؟؟ ليس كما كنا نظن !!! لا تعمر الأوطان بناطحات السحاب والكباري الطائرة ولا الحدائق الغناء، حيث أن زلزالا واحدا كفيلا بالقضاء على كل ذلك في لحظة ،، وانما تبنى الأوطان بالمحبة والتناغم والولاء والانتماء، وما ضرنا غير كره النفوس وحقد مدسوس في قلوب خلت من محاسبة النفس واتبعت الهوى.

نتعجل وقف الحرب لنبني سودان جديد خالي من مساحيق التجميل التي أخفت عيوب وندوب لم يتم علاجها .. سودان تعلم شعبه أن هناك فرق بين الطيبة والسذاجة، وبين القوة والضعف، وبين جبر الخاطر والنفاق ، سودان عرف شعبه كيف يعيش وينتصر، وحتما سنغني يوما قريبا

بلادي يا سنا الفجر

وينبوع الشذا العطر

وملهمتي أناشيدي وآيات من الشعر رعتني أرضها طفلا

فكيف أسومها غدري

كيف وكيف أسومها غدري

'leila.eldoow@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وقف الحرب من أجل أجل أن

إقرأ أيضاً:

✒️غاندي إبراهيم يكتب: المعركة القادمة

⭕بحمد الله تمضي قواتنا المسلحة والقوات المساندة لها والمستنفرين، بخطى ثابتة نحو تنظيف وتحرير كل أرض الجزيرة وأرض السودان من دنس الجنجويد الأوباش، ونقترب من مراحل التعافي الكامل من طاعون العصر الجنجويدي الذي تم استخدامه لتدمير دولتنا وطمس هويتنا.
⭕بتحرير الجزيرة سننتقل بإذن الله من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، وهو قيادة حملة البناء والتعمير، ورتق النسيج الاجتماعي لأهل الجزيرة ومداوة كل الجروح التي تسببت بها الحرب.
⭕جهادنا في المرحلة القادمة يبدأ بالاتفاق على ان الجزيرة هي قبيلتنا كلنا نحن مجتمع الجزيرة، تتساوى فيها جميع المكونات في البذل والعطاء، وتتضافر جهودنا جميعا في حماية ارضنا وموروثاتنا، والتصدي لكل من يعمل على شق صفنا.

⭕جهادنا الأكبر ينطلق بأن نكون أولوية عند الحكومة في برامج التنمية والإعمار، وان تكون للجزيرة خصوصيتها في ميزانية الدولة، فالحرب التي مورثت على الجزيرة، استهدفت البنية التحتية من جامعات ومستشفيات ومراكز صحية ومدارس، ومراكز البحوث الخاصة بمشروع الجزيرة.
⭕جهادنا الأكبر يتواصل بمحاربة المتسلقين والانتهازيين من السياسيين الذين هربوا في وقت الشدة واتخذوا من الخارج او بورتسودان مقرا، وظهروا الان ليحدثوننا عن الجزيرة، فمن لم يكن معنا حاضرا في ميدان معركتنا لن يكون قائداً لنا في لحظات سلمنا وامننا.

⭕معركتنا القادمة ضد من ارتموا في حضن كيانات اقليمية وحركات مناطقية، ويريدون ان يدخلوا عبرها لكي يتسلقوا إنسان الجزيرة، خاصة ما يقوم به المدعو سفيان الباشا من محاولته لشراء ذمم بعض ممثلي الإدارات الأهلية واللجان الشعبية بالقرى.

⭕وشكرا لأهلنا في ود اغبيش وعثمان فرح الذين رفضوا في عزة وكرامة واباء ان يستلموا إكرامية ممن أرسلته حركة مسلحة تريد أن تتغلغل وسط مجتمع الجزيرة.

⭕بعد الحرب حزبنا هو الجزيرة وقبيلتنا هي الجزيرة، وستنافس جميعا لكي ننمي أرضنا وتعود لنا جزيرتنا التي نحبها افضل مما كانت.
#ونواصل

غاندي إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • خبراء إسرائيليون: حماس تتفنن بشن الحرب النفسية علينا بمشاهد تسليم الأسيرات في غزة
  • الجمهور يشيد بمسلسل فهد البطل بعد طرح البرومو: «العوضي هيكسر الدنيا» 
  • هل هي الحرب الكبرى أم حافة الهاوية؟
  • خالد الجندي: 3 حالات لضمان الرزق في الدنيا والجنة بالآخرة
  • FT: هكذا يحاول حزب الله تعزيز سلطته بعدما ضعُف بفعل الحرب
  • قرارات مصيرية لبناء سودان ما بعد الحرب
  • المطران عون: علينا الاتكال على الله وعلى ارادة المسؤولين كي لا يخيبوا انتظارات الشعب
  • دعاء ليلة النصف من شعبان.. «ربنا آتنا في الدنيا حسنة» (فيديو)
  • ✒️غاندي إبراهيم يكتب: المعركة القادمة
  • “الدنيا كما هي.. لكننا تغيّرنا”