جيش على الورق.. الأسماء الوهمية تبتلع رواتب وزارة الدفاع اليمنية و "التعيينات التربوية" تخترق الجيش
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
نخر الفساد جسد الجيش اليمني بعد أن تغلغل في أعماقه وشلّ توازنه. ومع ذلك، تظل الأجهزة الرقابية والمحاسبية في الحكومة المعترف بها دوليًا، التي يُفترض أن تكشف الستار عن هذا الثقب الأسود، تتجاهل الأمر؛ إما نتيجة ضغوط، أو بسبب مصالح مشتركة تعيق قيامها بواجبها.
كشفت تقارير عن وجود عشرات الآلاف من الأسماء الوهمية والمتغيبين في كشوفات الرواتب الخاصة بوزارة الدفاع اليمنية المعترف بها دوليًا.
انعكس هذا الوضع بشكل خطير على سير المعارك في جبهات القتال؛ إذ أدى غياب الأجهزة الرقابية الحكومية، التي تواجه عراقيل مستمرة، إلى تعطيل جهود المواجهة خاصة في جبهات مأرب، الجوف، تعز، صعدة، وحجة.
التلاعب بالمخصصات
تشير التقارير إلى وجود آلاف الجنود والضباط المتغيبين في الكشوفات، بينما تتستر قيادات بارزة في الجيش على هذا الفساد، مستغلة العائدات المالية لتقاسمها فيما بينها.
كما تضم هذه الكشوفات أسماء جنود وضباط محسوبين على قيادات عسكرية بارزة غير قادرين على الحضور، خاصة بسبب وجودهم في مناطق تحت سيطرة الحوثيين.
وفي المناطق المحررة، تفيد مصادر عسكرية بأن رواتب الغائبين تُقتطع منها نسب تتراوح بين (20 و50) بالمئة كشرط للسماح لهم بالغياب.
أفادت مصادر مطلعة أن بعض الألوية، التي يقدر عدد أفرادها بين 3 و4 آلاف جندي، لا يزيد عدد الجنود الفعليين فيها عن 300 إلى 500 جندي فقط. وتستغل القيادات مخصصات التغذية لبيعها في السوق المحلية، محققة أرباحا طائلة.
ورغم وضوح هذا الفساد، لم تتخذ لجنة الرقابة والمحاسبة أي إجراءات جدية، ما يشير إلى وجود تواطؤ أو ضغوط سياسية تعمّق الفجوة داخل وزارة الدفاع وتعيق جهود تحرير البلاد واستعادة المؤسسات من سيطرة الحوثيين المدعومين إيرانيًا.
معاناة الجرحى
لا يمكن تجاهل معاناة الجرحى وذوي الشهداء، الذين دفعوا أثمانا باهظة من أجل الوطن، حيث أظهرت تقارير عديدة تهميش هذه الفئة، لا سيما من يحتاجون إلى علاج في الخارج، ما دفعهم إلى تنفيذ اعتصامات، كان اخرها في أغسطس/آب 2024 أمام مقر المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب.
كما كشف عن فساد في اللجنة الطبية العسكرية، حيث أبرمت عقودًا مع مستشفيات داخلية بأسعار مبالغ فيها، وعرقلت علاج بعض الجرحى، ما أجبرهم على بيع ممتلكاتهم لتلقي العلاج. كما تركت مئات الحالات تعاني حتى انتهى بها الحال إلى بتر أطراف أو الوفاة بسبب الإهمال.
جرائم استخباراتية
تحدثت تقارير استخباراتية عن تورط قيادات رفيعة في وزارة الدفاع في التخابر مع مليشيا الحوثي، حيث تم نقل معلومات حساسة عن تحركات القيادات العسكرية ومواقع استراتيجية. وأدى ذلك إلى استهداف مواقع عسكرية وخسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وعرض فيلم وثائقي بعنوان "خيوط العمالة"، نشرته الفضائية اليمنية الرسمية في أغسطس/آب 2022، أدلة تثبت تورط قيادات مثل العميد الركن خالد الأمير.
وأفاد ضابط عسكري بأن مواقع عسكرية تابعة للجيش تعرضت لهجمات صاروخية بناء على معلومات جواسيس داخل الجيش نفسه.
ونتيجة لهذه الخيانات، أكد الضابط لوكالة "خبر" مقتل مئات القيادات وآلاف الأفراد، وخسر الجيش مواقع استراتيجية ومساحات شاسعة ميدانياً.
تعيينات سياسية
في تعز، أضافت التقارير بعداً جديداً للفساد، حيث تم إغراق المؤسسة العسكرية والأمنية بتعيينات سياسية ومدنية، من بينها تعيينات لتربويين في مناصب عسكرية وأمنية حساسة.
على سبيل المثال، تم منح رتبة "مقدم" للقيادي في حزب الإصلاح والموجه التربوي عادل عبدالعزيز، وتعيينه أواخر 2019 مديراً لقسم شرطة صينة في تعز، بينما لا يزال يمارس عمله كمدير مدرسة.
وتعيين الموظف في كلية العلوم الإدارية التابعة جامعة تعز الحكومية، موسى عبدالعزيز شداد المخلافي، مديرا عاماً لإدارة مكافحة الإرهاب بالمحافظة، بعد أن تم منحه رتبة مقدم في وقت سابق.
وتعيين التربوي يحيى الريمي، مديراً لشعبة التوجيه المعنوي في قيادة المحور ومنحه رتبة ”عقيد” بعد أن شغل منصب قائد القطاع الثاني في اللواء 22 ميكا.
وتعيين خالد حسن ناجي (مدرس بمؤهل دبلوم معلمين) مديراً لشرطة مديرية المعافر، وقائداً للمنطقة الأمنية في المديرية.
وتشير الوثائق إلى أن هذه التعيينات شملت مئات الأفراد من خارج المؤسسة العسكرية، ما تسبب في ازدواج وظيفي وأثر سلباً على الأمن والاستقرار.
وفي ظل غياب الرقابة والمحاسبة، تحولت المؤسسة العسكرية إلى ثقب أسود يستنزف الدعم الحكومي والدولي. كما أصبحت مأوى لعناصر تعمل وفق أيديولوجيات حزبية ومناطقية بعيداً عن أي ولاء وطني، مما يزيد من حدة الانقسامات ويعزز الصراعات.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي ينشئ 9 مواقع عسكرية دائمة في أراضي سوريا
#سواليف
شيد #الجيش_الإسرائيلي تسعة #مواقع_عسكرية دائمة داخل الأراضي السورية في إطار عملية “سهم الباشان” التي أطلقها الجيش قبل نحو شهرين في الجمهورية العربية السورية.
وتركزت المواقع العسكرية في منطقة تمتد من #جبل_الشيخ السوري حتى مثلث الحدود في جنوب #الجولان، في خطوة جاءت عقب تدمير القوات الجوية الإسرائيلية لمئات الأهداف العسكرية السورية، بما في ذلك الطائرات والأسطول البحري وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ، ما تسبب بحرمان #سوريا من حوالي 80% من قدراتها العسكرية.
ووفقا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن المواقع الجديدة تم بناؤها بشكل يتناسب مع بقاء طويل الأمد للقوات الإسرائيلية في المنطقة، حيث تم تجهيزها بكل ما يلزم لمواجهة الظروف المناخية القاسية، خاصة خلال فصل الشتاء. وأكدت هذه المصادر أن الجيش الإسرائيلي مستعد للبقاء في المنطقة طالما كان ذلك ضروريا، دون تحديد فترة زمنية محددة.
مقالات ذات صلة طاهر العدوان .. ترامب يسحب امريكا الى الدرك الاسفل ويحولها الى ألعوبة بيد الصهيونية 2025/02/09وخلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جبل الشيخ السوري قبل شهر ونصف الشهر، أشار إلى أن الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة سيستمر على الأقل حتى نهاية عام 2025.
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية “الاستباق والتحرك قبل فوات الأوان”، خاصة في ظل الانهيار المفاجئ لنظام الأسد وعدم وضوح “طبيعة العدو” الذي تواجهه إسرائيل في المنطقة.
وتم توزيع المواقع العسكرية التسعة بين منطقتين رئيسيتين: اثنان في جبل الشيخ السوري، وسبعة في منطقة الجولان السوري المحتلتين.
وتشير التقارير إلى أن هذه المواقع تم تصميمها لتكون بمثابة نقاط مراقبة وتأمين للمنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان، والتي أصبحت تشكل شريطا أمنيًا يحمي المنطقة الشمالية الشرقية لإسرائيل.
إلى جانب المهام العسكرية، تقوم القوات الإسرائيلية ببناء علاقات مع سكان القرى السورية المجاورة، مع الحرص على تقليل الاحتكاك المباشر بهم.
وتشمل المهام اليومية للقوات عمليات تفتيش ومداهمات ليلية في المواقع التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري، بالإضافة إلى جمع الأسلحة من القرى المحيطة. وقد قدم بعض السكان الأسلحة بشكل طوعي، بينما لا يزال الجيش يجمع كميات أقل من الأسلحة بعد مرور شهرين على بدء العمليات.
ويحاول الجيش الإسرائيلي تجنب التواجد داخل القرى السورية قدر الإمكان، لتجنب إثارة مشاعر سلبية مشابهة لتلك التي تشهدها الضفة الغربية. كما يتم بذل جهود لتقليل الإزعاج للسكان المحليين، والسماح لهم بممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، دون فرض حظر تجول أو قيود على حركتهم.
ورغم “الرسائل المسالمة” التي يبعث بها زعيم سوريا أحمد الشرع إلى الدول الغربية، إلا أن القوات الإسرائيلية لا تزال تحتفظ بمستوى عالٍ من الاستعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة.
ويأتي هذا القلق في ظل وجود عناصر كانت جزءا من تنظيم “داعش” في المنطقة، مما يزيد من احتمالية حدوث هجمات معادية.
وبينما لا توجد استخبارات ملموسة حول هجمات وشيكة، يؤكد الجيش الإسرائيلي أنه سيستمر في البقاء في المنطقة العازلة حتى يتم فهم أفضل لطبيعة العدو الذي يواجهه، مع الحفاظ على حالة تأهب قصوى.