يحمل دخول الجيش السوداني، أمس السبت، مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط) بعد نحو عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها، إمكانية حدوث مزيد من التغييرات الإستراتيجية بالأيام المقبلة.

إذ تتعزز بهذه الخطوة، وفق تقرير لوكالة الأناضول، قبضة الجيش على مدينة إستراتيجية تُعتبر حلقة وصل بين مختلف مناطق البلاد، فضلا عن أن وجوده بها قد يسهل من سيطرته لاحقا على العاصمة الخرطوم، التي تحاذيها من الجنوب، وتسيطر عليها قوات الدعم السريع حاليا.

وبعد سيطرة الجيش السوداني على مدينة ود مدني والمدن والقرى المحيطة بها، بسط نفوذه على معظم أجزاء شرق وجنوب وغرب ولاية الجزيرة.

كذلك تراجعت قوات الدعم السريع إلى مناطق محدودة، أبرزها مدن الحصاحيصا والكاملين وجياد، إضافة إلى بعض البلدات في وسط وشمالي الجزيرة.

مكاسب للجيش

ومعلقا على هذه التطورات العسكرية، قال الخبير الإستراتيجي أسامة محمد أحمد -في حديث لوكالة الأناضول- إن دخول الجيش السوداني ود مدني كان نتيجة خطط عسكرية نُفذت عبر 4 محاور.

وأضاف أن سيطرة الجيش السوداني على مدن في محيط ود مدني في ولاية سنار (جنوب الجزيرة) مكّنته من دخول ود مدني.

واعتبر الخبير الإستراتيجي أن استعادة السيطرة على ود مدني تحمل مكاسب عسكرية عديدة للجيش، مشيرا إلى أنها في تسهيل العمليات العسكرية بالخرطوم، نظرا لقرب المسافة بين المدينتين.

إعلان

وأوضح أن تمركز الطيران المروحي في ود مدني سيتيح إسنادا سريعا للقوات البرية في معارك الخرطوم.

موقع إستراتيجي

أيضا تكمن أهمية السيطرة على ود مدني في موقعها الإستراتيجي حيث تتوسط البلاد، مما يجعلها حلقة وصل حيوية بين مختلف ولايات البلاد.

إذ تربط هذه المدينة بين ولايات سنار والنيل الأزرق جنوبا، والقضارف وكسلا وبورتسودان شرقا، والنيل الأبيض وكردفان ودارفور غربا، بالإضافة إلى نهر النيل والشمالية والخرطوم شمالا.

كما تُعتبر ود مدني مركزا اقتصاديا مهما بفضل احتضانها لمشروع الجزيرة، أكبر مشروع زراعي في أفريقيا، والذي يمتد على مساحة 2.2 مليون فدان.

مواقع السيطرة

وحاليا، يسيطر الجيش السوداني على معظم أجزاء أم درمان، باستثناء مناطق محدودة جنوب وغرب المدينة لا تزال تحت قبضة قوات الدعم السريع.

وفي بحري، يُحكم الجيش قبضته على شمال المدينة، باستثناء مصفاة الجيلي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بالإضافة إلى أجزاء من شمال وشرق المدينة.

وفي الخرطوم، يسيطر الجيش على منطقة المقرن، إضافة إلى مقار عسكرية مهمة مثل القيادة العامة ومقر سلاح المدرعات، والأحياء المحيطة بها مثل اللاماب والشجرة وجزء من منطقة جبرة.

أما قوات الدعم السريع فتسيطر على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي، وأحياء في جنوب وشرق المدينة.

وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش دخول ود مدني ومواصلة قواته العمل على "تطهير جيوب المتمردين" داخل المدينة، وفق وصفه.

وفي أول تعليق له على استعادة ود مدني، تعهد رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان، أن يسترد الجيش "كل شبر" في البلاد سيطرت عليه قوات الدعم السريع.

في المقابل، قال قائد قوات الدعم السريع (ونائب رئيس مجلس السيادة سابقا) محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أول تعليق له على سيطرة الجيش السوداني على ود مدني: "الحرب كر وفر، والحرب جولات. اليوم خسرنا جولة، لكننا لم نخسر المعركة".

إعلان

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش السودانی على قوات الدعم السریع ود مدنی

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن تقدمه في محور ود مدني بولاية الجزيرة 

تداول جنود من الجيش السوداني مقاطع فيديو  من داخل مدينة ود مدني، وأظهرت لقطات عبورهم لجسر حنتوب من الناحية الغربية المتاخمة للمدينة. 

الخرطوم: التغيير

أعلن الجيش السوداني اليوم السبت تحقيق تقدم كبير في محور مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، مشيراً إلى تكبيد قوات الدعم السريع خسائر فادحة.

ووفقاً لبيان مقتضب على قناته بتطبيق (تليغرام)، قال الجيش إن القوات النظامية الأخرى تشارك معه في العمليات وتتحرك بثبات نحو إحكام السيطرة على المنطقة.

وتداول جنود من الجيش السوداني مقاطع فيديو من داخل مدينة ود مدني، وأظهرت لقطات عبورهم لجسر حنتوب من الناحية الغربية المتاخمة للمدينة.

وفي سياق متصل، شهدت عدة مدن سودانية خاضعة لسيطرة الجيش، على رأسها بورتسودان، مسيرات فرح احتفالاً بدخول القوات إلى مدينة ود مدني.

من جهة أخرى، لم يصدر أي تصريح رسمي من قوات الدعم السريع بشأن هذه التطورات.

وتأتي هذه التطورات ضمن الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل الماضي.

ويُعد محور ود مدني استراتيجياً بسبب موقع المدينة في وسط السودان وأهميتها كعاصمة لولاية الجزيرة، التي تمثل مركزاً زراعياً واقتصادياً مهماً.

وتشهد مناطق عدة في السودان مواجهات عنيفة ألحقت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وأدت إلى نزوح ملايين المدنيين.

ود مدني ظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اواخر ديسمبر 2023، حينما انسحب الجيش من قيادة الفرقة الأولي بالمدينة.

 

الوسومالجيش السوداني حرب الجيش والدعم السريع مدينة ود مدني ولاية الجزيرة

مقالات مشابهة

  • هذا ما تعنيه سيطرة الجيش السوداني على ود مدني
  • الجيش السوداني يعثر على أسلحة إماراتية في ود مدني بعد طرد الدعم السريع
  • ما أهمية استعادة الجيش السوداني لود مدني عاصمة ولاية الجزيرة؟
  • الجيش السوداني يعلن دخول عاصمة ولاية الجزيرة الخاضعة لسيطرة الدعم السريع  
  • الجيش السوداني: أحرزنا تقدما في استعادة مدينة ود مدني من ميليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني ينجح في استعادة مدينة «ود مدني» من ميليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن تقدمه في محور ود مدني بولاية الجزيرة 
  • بعد معركة قوية.. الجيش السوداني يعلن السيطرة على ود مدني
  • الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور قرب ود مدني