لا غزة ولا لبنان الهم صار في طهران
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
في ذروة التمدد الايراني المثير للمخاوف والقلق في بلدان المنطقة، وفي ذروة تصريحات ومواقف متباهية لمسٶولين إيرانيين بأن إيران في عهد النظام الديني قد تمكنت من الوصول الى البحر المتوسط وهو ما لم يحققه غيرهم على مر التاريخ، في ذلك الوقت حيث كان من المفترض أن يشعر الشعب الايراني بسعادة غامرة من جراء ذلك، فقد انتفض بوجه النظام وردد شعارات معادية ضده وقد كان الشعار الأبرز والاكثر لفتا للنظر هو شعار: "لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران!".
هذا الشعار تحديداً، رسم خطاً فاصلاً ومتقاطعا بين الشعب الايراني والنظام والذي لفت الانتباه أكثر هو إن موقف الشعب من تدخلات النظام في المنطقة كان مشابها لموقف المعارضة الايرانية الرئيسية للنظام"المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" من التدخلات التي يقوم بها في المنطقة، وبطبيعة الحال فإن هذا الموقف الشعبي قد جسد رفضا لنهج وسياسات النظام ولاسيما على المبدأ الذي روج له النظام منذ بداية تأسيسه أي تصدير الثورة، بما يدل إن الشعب الايراني والمعارضة الايرانية يرفضان هذا المبدأ.
غزة ولبنان، إلى جانبهما سوريا، لئن قد جسد قوة النظام وسطوته لكنه لم يكن آخر الطريق بالنسبة له لأن تراجعه يعني وضعه في موقف أقرب ما يكون للعد التنازلي لنهايته، ذلك إنه مثل ذلك الممتطي أسداً ما أن يترجل إلا وقد وجد نفسه بين فكي الأسد! وانحسار الدور والتواجد الايراني في المناطق الثلاثة التي أشرنا إليها مع وجود بوادر ومؤشرات تؤكد أن الدور قادم على العراق واليمن، يضع النظام ليس في موقف محرج أمام شعبه وإنما موقف يمكن وصفه بالمرعب ولاسيما وأن الأعوام الأربعة القادمة هي أكثر الأعوام ضيقا ونكدا منذ تأسيسه وقد تكون فترة صيروته فريسة لأنياب الدهر الذي لا يرحم من عصف به الحال وضاقت به الدنيا.
التحذير النوعي الذي وجهه المرشد الأعلى للنظام لكل من يتحدث عن التأثيرات السلبية لما حدث للنظام في سوريا وفي غزة، ولبنان، لا يبدو أنه كان كافياً لفرض ذلك الحظر الذي يريده خامنئي، حيث أن التصريحات السلبية من جانب المسٶولين في تزايد مستمر أما على الصعيد الشعبي فحدث ولا حرج.
بهروز إثباتي، وهو قائد كبير في الحرس الثوري، كشف في كلمته عن العديد من الجوانب السلبية في أوضاع النظام بعد الذي حصل له في المنطقة أخيراً وبالأخص في سوريا، إذ الى جانب اعترافه "خسرنا بشدة في سوريا" فقد ذكر كلاما مختلفا عن الذي دأب عليه النظام بخصوص سقوط نظام بشار الأسد، فقد أكد أن "الشعب السوري انتفض لإزالة نظام فاسد" والأنكى من ذلك أنه اعتبر أن "روسيا كانت من العوامل الرئيسية في انهيار سوريا والأسد"، لكن الكلام الأهم والأكثر تأكيداً لضعف النظام الإيراني وتخوفه من مجريات الأمور الحالية الحاصلة جاء في توضيحه أن "أمريكا سترد إذا هاجمنا مواقعها وستضرب عشرات المواقع لنا".
كلام هذا القائد في الحرس الثوري، هو الأقرب للواقع في إيران من غيرها من التصريحات المتماهية في ممارستها للكذب والخداع والقفز على الحقيقة، إذ أنه وبعد أن لم يعد هناك من غزة ولا لبنان، فإن الهم كله صار في طهران.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان
إقرأ أيضاً:
سوريا تتمسك بالحوار الداخلي لتحقيق الاستقرار وتحذّر من التدخل الخارجي
مع استمرار الجمود السياسي في سوريا وتفاقم التحديات الإنسانية والاقتصادية، تعود الدعوات إلى الحوار الوطني الشامل لتتصدر المشهد السياسي من جديد. في هذا السياق، جاءت تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لتؤكد على أولوية الحل الداخلي، وترفض أي مقاربات قائمة على التدخل الخارجي، محذرًا من تبعاتها العميقة على مستقبل سوريا ووحدتها.
ففي سلسلة تصريحات جديدة، شدد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على أن الحل السياسي الحقيقي في سوريا لا يمكن أن يُبنى إلا على قاعدة حوار وطني جامع، تشارك فيه كل مكونات الشعب السوري، في ظل احترام كامل للسيادة الوطنية ورفض الإملاءات الخارجية.
وقال الشيباني في تغريدة له: "نحن نؤمن أن الطريق إلى الاستقرار يمر عبر الحوار، والتشارك الفعلي بين جميع مكونات الشعب السوري بعيدًا عن الإملاءات، وتحت سقف السيادة السورية الكاملة، لأن لا أحد أحرص على سوريا من أبنائها."
وفي تحذير واضح من محاولات تدويل الأزمة السورية أو استدعاء الحلول من الخارج، أكد الوزير السوري أن الدعوات للتدخل الأجنبي لا تقود سوى إلى مزيد من التمزق والضعف، قائلاً: "من يدعو إلى مثل هذا التدخل يتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية وسياسية أمام السوريين والتاريخ، لأن نتائج هذه الدعوات لا تنتهي عند حدود الخراب الآني، بل تمتد لعقود من التفكك والضعف والانقسام."
ويأتي هذا الموقف بالتزامن مع زيارة قام بها وفد سوري رسمي إلى واشنطن ونيويورك، التقى خلالها مسؤولين أمريكيين، حيث ناقش الجانبان مستقبل العلاقات الثنائية وملف العقوبات المفروضة على دمشق.
وأعرب الشيباني عن تقديره لما وصفه بـ"النقاشات البناءة" مع الإدارة الأمريكية، لكنه شدد على أن رفع العقوبات بشكل كامل يمثل شرطًا أساسيًا لتمكين الشعب السوري من العيش بكرامة وحرية.
تصريحات الشيباني تعكس توجهًا رسميًا يدعو إلى إعادة تفعيل مسار المصالحة الوطنية، والانفتاح على جميع القوى السورية من دون شروط مسبقة، ضمن ما وصفه بـ"حوار داخلي مستقل" لا ترسم خطوطه القوى الخارجية.
أشكر الإدارة الأمريكية على تسهيل إجراءات زيارة الوفد السوري إلى واشنطن ونيويورك. كما نشكر وفد الإدارة الأمريكية على نقاشاتهم البناءة حول مستقبل سوريا، حيث شددنا على ضرورة رفع العقوبات كاملا وفتح المجال أمام الشعب السوري للعيش بكرامة وحرية. — أسعد حسن الشيباني (@AssadAlshaibani) May 1, 2025
نحن نؤمن أن الطريق إلى الاستقرار يمر عبر الحوار، والتشارك الفعلي بين جميع مكونات الشعب السوري بعيدًا عن الإملاءات، وتحت سقف السيادة السورية الكاملة، لأن لا أحد أحرص على سوريا من أبنائها، ولا يمكن لأي قوة خارجية أن تبني دولة قوية دون إرادة شعبية وطنية حقيقية. — أسعد حسن الشيباني (@AssadAlshaibani) May 1, 2025
وفي ظل التحديات الراهنة التي تواجه سوريا، يبدو أن الرسالة التي تسعى دمشق إلى إيصالها بوضوح هي أن الاستقرار لا يأتي من الخارج، بل من الداخل؛ من إرادة سورية خالصة تتجلى في الحوار والتفاهم بين أبنائها. وبينما تختلف الآراء حول جدية النظام في تبني هذا الخيار، فإن تحذيرات الشيباني من مغبة التدخل الأجنبي تفتح بابًا مهمًا للنقاش حول سبل الخروج من الأزمة دون الارتهان للإرادات الدولية المتضاربة.
وليلة الثلاثاء/ الأربعاء، شهدت منطقة صحنايا بمحافظة ريف دمشق (جنوب)، حيث يتمركز سكان دروز، اشتباكات بين الأمن السوري و"مجموعات خارجة عن القانون"، على خلفية تسجيل صوتي منسوب لدرزي يسيء فيه للرسول محمد صل الله عليه وسلم، ما أودى بحياة 5 أشخاص.
فيما أعلنت وزارة الداخلية، الأربعاء، مقتل 11 من عناصر الأمن، في هجمات شنتها تلك المجموعات صباحا على "نقاط وحواجز أمنية على أطراف" المنطقة، التي تحركت قوات الأمن لضبط الأوضاع الأمنية بها.
وبعد ساعات من توترات أمنية، أعلنت مديرية الأمن العام بريف دمشق، مساء الأربعاء، انتهاء العملية الأمنية في جميع أحياء صحنايا، وانتشار القوات الأمنية لاستعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وجاءت هذه الأحداث غداة اشتباكات مماثلة في حي جرمانا بدمشق، حيث يتمركز أيضا سكان دروز، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، ولاحقا جرى مساء الأربعاء التوصل إلى "اتفاق مبدئي" لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة التوترات الأمنية بالمنطقتين.
وضمن مزاعم دفاعها عن حقوق الدروز في سوريا، شنت إسرائيل الأربعاء، غارات جوية على محيط منطقة أشرفية صحنايا، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".
ومنذ أشهر تتصاعد تحذيرات من داخل وخارج سوريا من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لترسيخ انتهاكاتها للسيادة السورية، بينما تؤكد دمشق أن لجميع الطوائف في البلاد حقوق متساوية دون أي تمييز.
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.