كتب جورج شاهين في "الجمهورية":     يجمع خبراء ديبلوماسيون واقتصاديون وعسكريون انّ البلد دخل مرحلة جديدة بكل المعايير السياسية والإقتصادية والامنية، بحيث انّ مسلسل الأحداث المقبلة بات مرسوماً بدقّة ولا بدّ من عبورها اياً كانت التضحيات المطلوبة من اي فريق كان.   توغل الخبراء في بعض المؤشرات التي قادت إلى ما شهدته جلسةالتاسع من كانون الثاني، فاعتبرت انّ الضغوط الاميركية فعلت فعلها بعدما سقطت سلسلة المبادرات المختلفة التي حاول الخيّرون القيام بها بنيات صادقة وطيبة طوال فترة خلو سدّة الرئاسة، مندون ان تنتج أي تغيير في موازين القوى الداخلية، إلى ان اختار الأميركيون التوقيت الدقيق.

  وبعدما سقطت سوريا في أيدي الثورة السورية التي كانت تراقب تحركاتها مع قوى إقليمية صديقة كتركيا وقطر وغيرها من الدول الراعية للملف السوري، كان القرار بإبعاد لبنان عن مدار الزلازل في المنطقة، ولا بدّ من وجود سلطة تترجم ما أنجزته الآلتان العسكرية والديبلوماسية، فكان الخيار بعد ان أخذت الحكومة علماً بالاتفاق المعقود بين اسرائيل و "حزب الله"، ان يكون في لبنان رئيس يدير العملية من ألفها إلى يائها، فاستعادت الأطراف المشاركة في الخماسية نشاطها وتوزعت الأدوار.   وقياساً على خريطة الطريق التي رُسمت، تقدّم الجانب السعودي الأقدر لقيادة المرحلة الاقتصادية تزامناً مع ما رُسم من مخارج عسكرية وحلول ديبلوماسية. فهو كان قد عبّر عن الرغبة في العودة إلى شرق المتوسط وتحديداً إلى سوريا ولبنان بعد أن أحكم هيبته على البحر الأحمر وجمّد أي مخاطر يمكن ان تتأتى من اليمن وبحر العرب والخليج الفارسي، بعد اتفاقية بكين من اجل استكمال خطته ورؤيته للمنطقة، فتراجع الجميع ومعهم مرشحوهم، ورستالقرعة الدولية على ما يجمع بين اللبنانيين قبل الأفرقاء الإقليميين والدوليين، فأحيت ترشيح قائد الجيش لقيادة المرحلة من موقعه العالم بتفاصيل ما تمّ الاتفاق عليه ومعرفته بموازين القوى وطبيعة الأرض، وما تستدعيه عملية جمع السلاح في لبنان بكامله وليس في جنوب الليطاني وحسب. ذلك انّ تجربته بإدارة مؤسسات الجيش بحجمه الذي يساوي كل القطاع العام، يمكنه ان يؤسس للمرحلة المقبلة، على ان تبقى يد العون موجودة لضمان عبور هذهالمرحلة وتوفير ما يضمن استمراريتها بحكومة ستكون جاهزة في وقت قريب، تعمل على هدي بيان وزاري يقتبس عناوين "خطاب القسم"، وما على اللبنانيين سوى منحها صلاحيات استثنائية تسهّل مهمّتها لإعادة بناء ما تهدّم. فمن قاد إلى مرحلة الدمار لا يؤتمن على اعادة الإعمار من دون تجاهل حصته وما يحتاجه لترميم بيئته والمجتمع الحاضن لها.   عند هذه العناوين يمكن القول انّ واشنطن فازت بالكأس الكبرى، واحتفظ الحلفاء بأدوار مختلفة لا يمكن تجاوزها بحيث انّ المواجهة المقبلة بين هذه القوى رهن قدرتها على خوض غمار المشاريعالإنمائية والإعمارية بما يحفظ مصالح الجميع الحيوية، فهي مصانة تحت سقف ما يُرسم للمنطقة وانّ الجميع يعرفون أحجامهم وهم على الطريق ماضون وجاهزون للمنافسة المحدودة التي تضمن وجود الجميع في دولة تحتضن مصالح الجميع وهي في حاجة اليهم جميعاً.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

‏الرئيس اللبناني يؤكد حرصه على مواصلة ترسيخ العلاقات الثنائية مع الإمارات خلال المرحلة المقبلة

أكد ‏الرئيس اللبناني جوزيف عون، حرصه على مواصلة ترسيخ العلاقات الثنائية مع الإمارات خلال المرحلة المقبلة.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • ‏الرئيس اللبناني يؤكد حرصه على مواصلة ترسيخ العلاقات الثنائية مع الإمارات خلال المرحلة المقبلة
  • لبنان يبلغ اللجنة الخماسية: الزموا اسرائيل بالانسحاب لاستكمال انتشار الجيش
  • رئيس الخماسية يتعهد بتفعيل لجنة المراقبة وجنرال أميركي دائم في لبنان
  • مفاجأة الطقس في لبنان خلال الساعات المقبلة.. هذا ما سيحصل
  • مايكل ليني رئيسًا للجنة الخماسية لمتابعة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
  • المجلس الاعلى للدفاع ينعقد الجمعة ولجنة الرقابة الخماسية تفعّل اجراءاتها العملانية
  • مصدر إطاري:زعماء الإطار سيدخلون الانتخابات المقبلة بعدة قوائم وبعدها الرجوع تحت الإطار
  • مصدر سياسي:مقتدى كل دقيقة له “موقف”يختلف عن الدقيقة التي قبلها وسيشارك في الانتخابات المقبلة
  • سباق بين الدبلوماسية والنار ورئيس اللجنة الخماسية غداً في بيروت
  • وهبي: لا يمكن توفير طبيب شرعي لكل إقليم بسبب ضعف أجور التشريح التي لا تتجاوز 100 درهم