على طريقة الاستعمار القديم، وأساليبه البالية العتيقة، هدد الرئيس الأميركي السابق واللاحق ترامب أنه لا يستبعد استعمال: 1- القوة العسكرية، 2- العقوبات الاقتصادية، لتحقيق السيطرة الأميركية على: 1- جزيرة جرينلاند الدنماركية، 2- قناة بنما البنمية، مثلما يطالب 3- بضم كندا إلى الولايات المتحدة، و4- وبشأن غزة قال: « إذا لم يُفرج عن المحتجزين قبل أن أتولى منصبي، سيكون هناك جحيم» .
وزير خارجية بنما خافيير مارتينيز أتشي، رد على ترامب قوله: « إن السيادة على قناتنا غير قابلة للتفاوض»، وفي الدنمارك ردوا على ترامب: « إن الجزيرة ليست للبيع، ويجب احترام سيادة السكان والدول»، واستهجنت كندا تصريحات ترامب الاستفزازية التوسعية، رغم أنها دولة صديقة وجارة للولايات المتحدة.
أما بشأن فلسطين، فالجحيم الذي يُعاني منه أهل قطاع غزة، غير مسبوق بالعنف والقتل والتدمير، ومع ذلك ترد الولايات المتحدة الأميركية على كافة المؤسسات الدولية: محكمة الجنايات، محكمة العدل، آمنيستي، أن المستعمرة لا تستعمل التطهير العرقي ولا يوجد إبادة جماعية لأهالي قطاع غزة، على يد قوات المستعمرة وجيشها وأجهزتها.
سياسة ترامب، وإن اختلفت مظاهرها، وأشكالها ولكنها لا تختلف في مضمونها، عن سياسة بايدن ودعمه للمستعمرة، وتقديم كافة أشكال الدعم والتغطية العسكرية والمالية والتكنولوجية للمستعمرة حتى تواصل تفوقها، وسياستها التوسعية الاستعمارية في فلسطين ولبنان وسوريا، وعلى حساب العرب.
منطق ترامب أن سيطرة الولايات المتحدة على منطقة القطب الشمالي وعلى قناة بنما ضرورة للاقتصاد الأميركي وأمنه، أما سيادة الدول ومن المفترض أنها صديقة للولايات المتحدة، ومن معسكرها، ليس لها الاعتبار ولا قيمة لمنطق الاحترام المتبادل بين الدول، خاصة حينما تكون صديقة لبعضها البعض.
منطق ترامب تجاري استعماري توسعي في حقيقته، وهو لا يُبشر بالخير للعالم وللأمن وللاستقرار الدولي، فهو يحرص على بقاء هيمنة السياسة الأميركية ومصالحها على السياسة الدولية، منذ نتائج الحرب الباردة عام 1990، حيث تمكنت الولايات المتحدة من هزيمة المعسكر الاشتراكي وتمزيقه، وتراجع دوره ومكانته.
الصراع اليوم، بين روسيا والصين من طرف، والولايات المتحدة وأدواتها من طرف آخر، يعود إلى أن البلدين يتطلعان إلى استعادة مكانتهما الدولية، وإعادة التوازن للسياسة الدولية، وإنهاء التفرد الأميركي في السيطرة والهيمنة على السياسة الدولية.
المستعمرة هي أحد أدوات سياسة الهيمنة والتسلط في منطقتنا العربية، وما سياسة التناغم والتنسيق والتعاون الأميركي البريطاني الإسرائيلي، إلا التعبير الرسمي المقيت على منع العرب في الحصول على حقهم في الحرية والاستقلال والسيادة.
مظاهر البطش والتطاول الإسرائيلي، على كل سلبياته ولكن يُحقق ظاهرة إيجابية جديدة متجددة تُشير إلى أن العرب، كل العرب في خندق واحد، مهما بلغت درجات التفاوت بينهم، ولكنهم في خندق واحد ضد العدو الوطني القومي الديني الإنساني: ضد المستعمرة الإسرائيلية.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الصين الاحتلال بوتين الإستعمار ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ملفات الساخنة.. هل تقود سياسة ترامب إلى حروب جديدة؟
سلط مايكل روبن، زميل بارز في "معهد أمريكان إنتربرايز" وخبير في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، الضوء على الصراعات المحتملة التي قد تشكل فترة رئاسة دونالد ترامب الثانية، متناولاً نقاط الاشتعال الوشيكة، بما في ذلك الصراعات في الشرق الأوسط والقوقاز وإفريقيا وتايوان، والتي قد تختبر عزم ترامب في السياسة الخارجية.
الانخراط الاستباقي والاستشراف الاستراتيجي حاسمَان لمنع هذه الصراعات
وأوضح روبين في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية أن الحروب غير المتوقعة غالباً ما حددت إرث السياسة الخارجية لرؤساء الولايات المتحدة، فواجه جورج بوش الأب غزو العراق للكويت، وتولى بيل كلينتون إدارة التدخلات في البوسنة وكوسوفو، ورد جورج دبليو بوش على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) بشن حروب في أفغانستان والعراق.
وتميزت رئاسة باراك أوباما بالتورط المستمر في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا.
وتشكلت السياسة الخارجية لجو بايدن من خلال الحرب الأوكرانية، إلى جانب تحديات أخرى مثل الصراع بين إسرائيل وحماس والحرب الأهلية في السودان.
The Wars That Could Define The Donald Trump Presidency https://t.co/qiTTl6JLra #TwitterKurds #Turkiye #Armenia #Azerbaijan #China
— Michael Rubin (@mrubin1971) January 8, 2025وتجنبت ولاية ترامب الأولى الاشتباكات العسكرية الكبرى، لكن روبين يحذر من أن الرئيس الأمريكي قد لا يستطيع عزل دولته إلى هذا الحد في ولايته الثانية، حيث تلوح في الأفق العديد من الأزمات العالمية، مما يهدد بتورط الولايات المتحدة، بغض النظر عن تفضيلات ترامب.
1. تركيا وسوريا ضد الأكرادوأدى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا إلى خلق فراغ في السلطة، مما مكن "هيئة تحرير الشام"، وهي جماعة إسلاموية سنية مدعومة من تركيا، من السيطرة.
وأشاد ترامب بإجراءات تركيا، ووصف إسقاط الأسد بأنه عمل "ذكي" و"دون خسارة الكثير من الأرواح".
ومع ذلك، ينتقد روبين هذا التقييم، مشيراً إلى المخاطر التي لم يتم حلها.
ويسعى زعيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع إلى الاعتراف الدولي، الذي من شأنه أن يمنحه حق الوصول إلى مليارات الدولارات من أموال إعادة الإعمار السورية.
ومع ذلك، تشكل علاقات النظام بتركيا تهديدات كبيرة للمناطق الكردية في سوريا، مما قد يدفع تركيا لاجتياحها وزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر، الأمر الذي قد يتمخض عنه إطلاق سراح الآلاف من سجناء داعش، وإشعال شرارة أزمة مهاجرين أخرى، مما يمنح الرئيس أردوغان نفوذاً للضغط على أوروبا.
2. أذربيجان ضد أرمينياوأشار الكاتب إلى الوضع المتدهور في القوقاز. في عام 2020، استغل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تشتت انتباه الولايات المتحدة لمهاجمة إقليم ناغورنو قره باغ، وهي منطقة عرقية أرمنية.
وعلى الرغم من توسط روسيا في وقف إطلاق النار، جددت أذربيجان هجومها في عام 2023، مما أدى إلى تهجير السكان الأرمن بالكامل في المنطقة.
ومع فشل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في إدانة تصرفات أذربيجان بوصفها تطهيراً عرقياً، شعر علييف بالجرأة على التصعيد أكثر، وتهديد سيادة أرمينيا.
‘No president gets to choose the major crises that shape their legacies. Here are a few that may shape Donald Trump’s’. https://t.co/6aKcQcSnZG
— Charbel Antoun (@Charbelantoun) January 9, 2025وأضاف الكاتب: إذا سقطت أوكرانيا في يد روسيا، فقد يحول بوتين التركيز إلى أرمينيا، ويعاقبها على محورها الموالي للغرب.
وتلوح تهديدات مماثلة في مولدوفا وجورجيا، مؤكداً ضرورة أن يقرر ترامب ما إذا كان سيواجه هذه التحديات أو يقبل عودة ظهور مجال نفوذ شبيه بالاتحاد السوفييتي.
3. حروب الصين بالوكالة في إفريقياوتشكل الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لأفريقيا تحدياً آخر. ويوضح روبن بالتفصيل النفوذ المتزايد للصين في القارة، بما في ذلك قاعدتها البحرية في جيبوتي والسيطرة على احتياطيات المعادن النادرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وهذه الموارد، التي تعد ضرورية لتقنيات مثل بطاريات الليثيوم أيون، تشكل أهمية بالغة للاقتصاد في القرن الحادي والعشرين.
وسلّحت الصين نظام الرئيس فيليكس تشيسكيدي لحماية استثماراتها. ويحذر روبن من أن فساد تشيسكيدي وعدم كفاءته قد يؤديان إلى صراع مع رواندا المجاورة، وهي دولة موالية للغرب.
ونوّه الكاتب إلى أنشطة الصين في أرض الصومال، وهي منطقة ديمقراطية مؤيدة لتايوان في القرن الإفريقي. ودعا الكاتب ترامب إلى الاعتراف بأرض الصومال ومواجهة نفوذ بكين لحماية المصالح الأمريكية.
4. الصين ضد تايوانيعد غزو الصين لتايوان الصراع المحتمل الأكثر أهمية. ويوضح روبن أن الأهمية الاستراتيجية لتايوان تمتد إلى ما هو أبعد من جزيرتها الرئيسة، لتشمل الأراضي النائية في مضيق تايوان. ويقول الكاتب إن هذه المناطق، التي لا يحميها "قانون العلاقات مع تايوان"، قد تصبح هدفاً للعدوان الصيني.
وانتقد روبن الافتراضات القائلة بأن الصين ستشن غزواً واسع النطاق، محذراً من شن هجمات تدريجية على جزر أصغر لاختبار عزم الولايات المتحدة. وهو يرى أن استقلال تايوان أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع الصين من تحقيق الهيمنة.
الاختيارات الاستراتيجية لترامبلفت الكاتب النظر إلى تعقيد هذه التحديات، وقال: "سواء كان الأمر يتعلق بمعالجة الحكم الذاتي الكردي في سوريا، أو الدفاع عن أرمينيا، أو مواجهة نفوذ الصين في أفريقيا، أو الاستعداد لأزمة تايوان المحتملة، فإن قرارات ترامب سوف تشكل إرثه".
وسوف يكون الانخراط الاستباقي والاستشراف الاستراتيجي حاسمَين لمنع هذه الصراعات من تشكيل رئاسة ترامب بطرق قد لا يتوقعها. ويؤكد روبن أنه في حين تجنب ترامب الحروب خلال ولايته الأولى، فإن ولايته الثانية من المرجح أن تختبر قدرته على التنقل في مشهد عالمي متقلب على نحو متزايد.