الثورة نت:
2025-01-12@06:22:42 GMT

اليمن يتحدى ثلاثي الشر

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

 

في انتهاك سافر للسيادة اليمنية وتصعيد خطير، أقدم تحالف الصهيونية العالمي، ممثلاً بثلاثي الشر الأمريكي- البريطاني- الإسرائيلي، على شن عدوان جديد استهدف العاصمة صنعاء، ومحافظتي الحديدة وعمران.

وبعكس الادعاءات الأمريكية والإسرائيلية ومزاعمها استهداف مخازن وقدرات عسكرية، فقد تركزت غارات العدوان الثلاثي على أهداف مدنية، حيوية واقتصادية، وسيادية، تمثلت بميناءين في الحديدة، ومحطة كهرباء واستهداف دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، وأسفرت عن أضرار مادية، وبعض الخسائر البشرية.

فشل معادلات الردع

في الآونة الأخيرة، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً على مطار صنعاء الدولي ومحطة حزيز للكهرباء، فاستهدفت القوات المسلحة بعد ذلك مطار “بن غوريون” ومحطة كهرباء شرق “تل أبيب”، تعطلت على إثره خطط السكك الحديد الرابطة بين بن غوريون والقدس، بل أوصل اليمن صواريخه فرط صوتية إلى ما بعد بعد “تل أبيب”، وصولاً إلى حيفا.

من هنا، فإن استهداف دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، ومحطة حزيز من جديد، وموانئ الحديدة بما تعنيه من استهداف للسيادة، وتصعيد خطير واستهداف لمصالح كل اليمنيين، قد يفتح معادلات جديدة على قاعدة العين بالعين والسن بالسن، وإن كانت العمليات اليمنية أكبر من قواعد الاشتباك هذه، لكن بيان المجلس السياسي الأعلى، بما حمله من رسائل وتحذيرات يوحي بحتمية الرد، ويبدو أن الرد سيكون باستمرار العمليات بتصاعد أكبر مما كان، وبأهداف جديدة مؤلمة وموجعة، وإن كان العدو عاش خلال كانون الأول/ديسمبر أسابيع بلا نوم، قد يدخل في حالة من الأرق المزمن من يدري؟

وينسحب الأمر على الأمريكي. عام كامل من العدوان على اليمن، وفي المحصلة، كلف باهظة، فشل في الردع، تهشيم لنظرية التفوق، وهروب مذل لثلاث حاملات طائرات، وأربع عمليات ضد حاملة الطائرات الأخيرة (إس إس هاري ترومان) وفق ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع من ميدان السبعين بعد دقائق من العدوان الثلاثي، وأجبرت على الهروب إلى شمال البحر الأحمر، بل كان تكتيكها الجديد هو كيف تهرب بسرعة أكبر كما كشف السيد القائد في خطاب الخميس الماضي، وترومان اليوم تعيش وطاقمها معادلة صعبة، إن اقتربت ضربت وغرقت، وإن ابتعدت أدخلت القوات البحرية الأمريكية أمام مشكلة إذلال جديدة.

فشل معادلات توازن الرعب

ما لفت انتباه الكثير من المراقبين داخل اليمن وخارجه أن بعض غارات عدوان ثلاثي الشر، كانت على مسافة بضعة أمتار من ميدان السبعين، في لحظة تدفق الحشود المليونية إلى ميدان السبعين، ومعلوم أن الهدف من ذلك، كما صرّح مسؤولون صهاينة، هو إرعاب الجماهير المليونية، وفض جموعهم وإفشال المسيرة الأسبوعية المليونية، لكن ما حصل كان على العكس تماماً، فبينما كان العدوان يصب نيران حقده في محيط السبعين، لم يتوقف تدفق الحشود، بل إن من كان في بيته خرج للالتحاق بالمسيرة، مشكلة مشهدية غير مسبوقة من التحدي، تلك الغارات ما زادت الجماهير المليونية سوى غضب وصمود وإصرار على الموقف، وثبات مع غزة، وهذا يثبت فشل كل خيارات ثلاثي الشر، وهي رسالة تحد شعبية أبهرت الجميع، وصدمت العدو، وأوصلت رسالة عكسية إلى العدوان الثلاثي بأن الشعب اليمني، لا يمكن أن يرتدع أو يرتعب أو يتراجع عن موقفه المساند لغزة.

المفارقة هنا، أن أكثر من أربعين غارة توزعت على العاصمة ومحافظتي عمران والحديدة، لم تدفع فرداً أو حتى طفلاً للهروب من الساحات، فيما صاروخ يمني واحد أو مسيرة يمنية واحدة في سماء “تل أبيب” أو “حيفا” أو غيرها من المغتصبات، كفيلان بأن يدخلا نصف سكان الكيان الغاصب والمؤقت إلى الملاجئ، تحت سابع أرض، مرعوبين في ملاجئهم، في حالة من الأرق بلا نوم، والقلق والخوف الشديد، وهذه المفارقة تسقط معادلة توازن الرعب التي أراد ثلاثي الشر فرضها على اليمنيين.

ما حصل في السبعين، والجماهير تهتف بالتحدي، وتنتفض غضباً، وهي تلوح بسلاحها، ليس سوى أنموذج مصغر للحالة اليمنية التي لم يفهمها الثلاثي على مدى أكثر من عشر سنوات، ويبدو أن هذا التحالف لم يقرأ عن اليمن واليمنيين وتاريخهم الذي دفن الإمبراطوريات، وأحلامها في رمال اليمن المعروف تاريخياً بـ “مقبرة الغزاة”. وبعيداً من التاريخ، كان على ثلاثي الشر أن يأخذ الدروس والعبر من العشرية الماضية، فمثل هذه المشهدية حصلت خلال تشييع الرئيس صالح الصماد، إذ شنت غارات في محيط السبعين، لم تهتز معها شعرة مواطن في الميدان بل أكملوا برنامجهم ومسيرتهم وكأن شيئاً لم يحصل.

وإن كان العدو يراهن على الغارات العدوانية، فعليه أن يقرأ تجربة العشرية الماضية، أكثر من نصف مليون غارة لم تزد اليمنيين سوى صمود وثبات وصلابة، بل خرج من ذلك العدوان قوة إقليمية تستطيع فرض معادلاتها في الإقليم والعالم، وأقرب مثال لهم أنهم يطوون عاماً من الفشل بعد أن شنوا أكثر من ألف غارة منذ أن أعلنوا تشكيل “تحالف الازدهار” في 12 كانون الثاني/ يناير العام الماضي، وهددوا ورفعوا السقوف، في المحصلة ماذا حققوا؟

المحصلة تفكك ذلك التحالف، هروب حاملات الطائرات، انسحاب القطع واحدة تلو أخرى، والأمر ينسحب على العملية الأوروبية “سبيدس”، وقبل هذا وذلك تحالف العدوان الأمريكي- السعودي.

اليمن يفشل التحالفات

إن فكرة تشكيل التحالفات فشلت بالتجربة، وستفشل في الميدان بإذن الله أمام بأس اليمنيين وصمودهم وإصرارهم، وبالتالي فإن الشراكة الأمريكية- البريطانية- الإسرائيلية في العدوان، بما تحمله من إيحاء بتشكل تحالف، ستفشل حتماً، حتى لو انضم إليها من انضم، تماماً كما فشل تحالف الدفاع عن الملاحة الإسرائيلية باعتراف معظم مراكز الأبحاث، لقد أصبحت أمريكا أضحوكة في الصحافة الغربية، لقد كتبوا نهاية تاريخ حاملات الطائرات بناء على العمليات والمعادلات التي فرضها اليمن، اليمن الذي امتلك من بين عدد محدود من الدول تقنيات كسرت نظرية التفوق الدفاعي الإسرائيلي، سواء بالصواريخ الفرط صوتية أو بالطيران المسير.

الأمر الآخر، فكرة الرهان على الحروب بالوكالة التي ظهرت في دعوة بعض قادة المجرمين الصهاينة بتقديم الدعم لما يسميها “حكومة عدن” في إشارة إلى مرتزقة العدوان، وما كشفته صحيفة “التلغراف” البريطانية نقلاً عن مسؤول أمني صهيوني، من أن حكومة المرتزقة بدأت بالفعل، تعمل استخبارياً لجمع معلومات من اليمن لصالح العدو الصهيوني، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية اليمنية من تفكيك وإفشال عدد كبير من شبكات التجسس الأمريكية والبريطانية آخرها شبكة تم تجنيدها وتدريبها في السعودية بإشراف ضباط بريطانيين وسعوديين.

ومثلما فشلت التحالفات والحروب العسكرية والاستخبارية، وحروب الوكالة، والحروب الاقتصادية والإنسانية ستفشل أي عقوبات أو تصنيفات محتمل أن يفرضها ترامب في ولايته الجديدة، ولن تنجح كل أساليب الحرب والضغط أمام اليمنيين بإذن الله.

هناك مسار وحيد يمكن أن ينجح في وقف عمليات الإسناد اليمنية، كممر إجباري، وهو وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، وإلا فلا نستبعد أن تحصل عمليات مزلزلة داخل كيان العدوان لم تكن تخطر على بال أحد، ولا نستبعد أيضا أن تغرق ترومان في البحر، وتغرق معها ما تبقى من بقايا هيبة البحرية الأمريكية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عمليات اليمن العسكرية ترهق العدو الصهيوني وتفقد البحرية الأمريكية هيبتها كقوة أولى للولايات المتحدة

يمانيون../
لم يعد خافيا مستوى التأثير الكبير للعمليات العسكرية اليمنية على العدو الإسرائيلي وما تحققه من نتائج استراتيجية، أبرزها إسقاط مفهوم الأمن الجماعي لدى كيان العدو، وكذا ما سببته من إحراج كبير للبحرية الأمريكية أفقدها هيبتها بعد أن كانت بمثابة العصى الغليظة والقوة الأولى للولايات المتحدة.

فعلى صعيد النتائج اللحظية التي تحققها هذه العمليات ضد العدو الإسرائيلي، تؤدي كل عملية إلى دوي صافرات الإنذار في أكثر من نصف مساحة فلسطين المحتلة وفي قلبها “تل أبيب” وهروب نصف المستوطنين إلى الملاجئ، كما تجعل قطعان الصهاينة في حالة قلق وترقب لأي هجوم خصوصا في الساعات الأخيرة من الليل.

على المستوى الاستراتيجي نجحت العمليات اليمنية -بفضل الله- في إسقاط مفهوم الأمن الجماعي في كيان العدو الإسرائيلي، حيث يثبت يوما بعد آخر فشل المنظومات الدفاعية الجوية بطبقاتها المتعددة بما في ذلك منظومة ثاد الأمريكية التي أرسلتها الولايات المتحدة لمعالجة فشل المنظومات الإسرائيلية الأخرى.

وخلال الأيام الأخيرة حاول الكيان الإسرائيلي استخدام أكثر من صاروخ اعتراضي من منظومة السهم للتصدي للصاروخ اليمني الواحد، ومع ذلك لم ينجح، وتم اللجوء إلى منظومة ثاد التي يكلف الصاروخ الواحد منها ما يزيد عن عشرين مليون دولار، ومع ذلك فشل بشكل ذريع حيث وصلت الصواريخ اليمنية إلى عمق أراضي فلسطين المحتلة.

وبالتوازي مع فشل الدفاعات الجوية، تعمل سرعة الصواريخ اليمنية على إسقاط أهمية شبكة الإنذار المبكر التي قامت الولايات المتحدة الأمريكية ببنائها مع دول المنطقة لصالح حماية الكيان، حيث لا تكفي الفترة ما بين انطلاق الصواريخ ووصولها إلى أهدافها لكي ينتقل المستوطنون الصهاينة بأمان إلى الملاجئ، ونتيجة لذلك يحدث تدافع في مداخل الملاجئ، ويعترف العدو رسميا بسقوط ضحايا نتيجة لهذا التدافع.

إلى جانب ذلك يأتي فشل الردع، ليفقد المجتمع الصهيوني في فلسطين المحتلة الثقة في قدرة كيان الاحتلال على حمايته وتوفير الأمن له وهو ما بات يشجع الصهاينة على الهجرة العكسية.

اقتصاديا وعكس رغبة الكيان في تطبيع الأوضاع، فإن استمرار العمليات اليمنية عزز فقدان الثقة لدى المستثمرين بأمان الاستثمار في الأراضي التي يحتلها الكيان، ومنع عودة الكثير من شركات الطيران إلى مطار اللد (بن غوريون)، وعزز تدهور قطاع السياحة الذي يعتبر موردا مهما للعدو.

وعن فاعلية وتأثير العمليات العسكرية اليمنية وما تشكله من حرب نفسية على العدو الصهيوني يصف الإعلام الإسرائيلي والأمريكي عمليات إطلاق الصواريخ اليمنية في ساعات الليل الأخيرة والصباح الباكر بأنه “أداة استراتيجية متطورة مصممة لخلق حالة من الإرهاق النفسي التراكمي، حيث تعمل كل عملية على تكثيف الشعور بالقلق والضعف”.

وبقدر ما تحققه هذه العمليات من أهداف عسكرية فقد باتت تشكل حربا نفسية تقوض الشعور بالأمن وتزايد الشعور بالتهديد لدى الصهاينة، كما تعمل أيضا على تقويض العلاقة بين الجمهور وقيادته، وزيادة الانتقادات الداخلية إزاء فشل قيادات العدو في تحقيق الأمان للإسرائيليين.

وبحسب صحيفة “إسرائيل اليوم” فقد كانت إسرائيل تعتقد في مطلع شهر ديسمبر الماضي أنها ستكون خالية من صفارات الإنذار جراء الغارات الجوية، والاعتراضات المدوية وتأثيراتها المميتة التي أصبحت عذابًا مستمرًا منذ السابع من أكتوبر 2023م، إلا أن الصواريخ والطائرات القادمة من اليمن بددت هذا الحلم خصوصا بعد تصعيد الهجمات الصاروخية بعيدة المدى عالية القوة لتتناسب مع شدة واتساع التهديد الذي كانت تشكله عمليات المقاومة في لبنان.

ورغم بعده عن إسرائيل إلا أن اليمن أثبت فعلا أنه بات يشكل تهديدا حقيقيا وخصما عنيدا لإسرائيل، وأن يحافظ على بقاء جبهة رئيسية ضدها.

في هذا السياق تؤكد وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن إطلاق الصواريخ من اليمن يشكل تهديدا للاقتصاد الإسرائيلي، حيث يمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى الكيان، ويمنعه من إنعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة، كما أدى إلى إغلاق ميناء إيلات، ودفع السفن المتجهة إليه إلى اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول أفريقيا.

وأشارت إلى أن إسرائيل أمام تحد كبير نظرا لبعد المسافة إلى اليمن وما تتطلبه أي مهام جوية من تكاليف باهظة في ظل محدودية ما يمكن أن تحققه من نتائج، خصوصا بعد أن اكتسب اليمن على مدى سنوات من القتال ضد التحالف الذي تقوده السعودية الكثير من الخبرة في كيفية التعافي من الغارات الجوية.

أما صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية فتؤكد أن اليمن بات يشكل تحديا أمنيا فريدا بالنسبة لإسرائيل بسبب بعده عنها، ونقص المعلومات الاستخباراتية عنه، في حين تسبب الضربات الجوية الانتقامية نتائج عكسية ولا تؤدي إلى وقف الهجمات، مثلما فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وبشهادة معهد “دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” أدت العمليات العسكرية اليمنية خصوصا في الآونة الأخيرة إلى زيادة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف حملتها العسكرية في قطاع غزة، في حين تشير تقارير إسرائيلية إلى أن أكثر من 882 إسرائيليا أصيبوا أثناء الهروب إلى الملاجئ خلال فترة الحرب.

ونتيجة لذلك بات العدو الإسرائيلي أمام أزمة ردع، جعلته يقر بفشله في التعامل مع اليمن وانعدام الخيارات المجدية، وأنه أصبح مثل الغريق الذي يحاول التعلق بقشة، فتارة يتم الحديث عن “ضرورة أن يكون هناك تحالف دولي من أمريكا وبعض دول المنطقة، وتارة أخرى أن أمريكا وتحالفها فشلوا وأن الحل يأتي في تحريك المرتزقة من داخل اليمن، وتارة ثالثة يقولون إنه لا بد من الانتظار حتى مجيء الرئيس الأمريكي ترمب، لأن بايدن لم يكن حازما بما يكفي تجاه اليمن” كما يزعمون في وسائل إعلامهم.

وعن فاعلية جبهة اليمن تشير وسائل إعلام العدو إلى أنه ورغم بعد اليمن بنحو ألفي كيلو متر إلا أنهم تمكنوا من مضايقة إسرائيل من بعيد، وأثبت اليمنيون قدرتهم على مقاومة محاولات الغرب لإسكاتهم وعدم رضوخهم لأي ضغوط عسكرية أو اقتصادية أو غيرها.

ووفقا لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي فإن التحدي الذي يشكله اليمن يتطلب من إسرائيل الاعتراف بأن المسافة والصعوبات العملياتية تعني أنه لا يوجد “حل سريع” للحملة الجوية التي تشنها إسرائيل على اليمن، مبينا أن ذلك “يتطلب أن تكون الاستجابة متكاملة ولا تُترك لإسرائيل وحدها، إلى جانب بناء قدرات استخباراتية قوية وزيادة وجودها في منطقة مضيق باب المندب” حد زعمه.

وينتقد مسؤولون إسرائيليون بشدة الإدارة الأمريكية، ويرون أن من المستحيل هزيمة اليمن، مشيرين إلى أن إسرائيل هي من يدفع الثمن.. مطالبين الولايات المتحدة باعتماد سياسة أكثر عدوانية ضد اليمن، وصولا إلى استخدام المساعدات الإنسانية كوسيلة حرب.

ونقلا عن مصدر استخباراتي إسرائيلي أفادت صحيفة “تلغراف” البريطانية أن إسرائيل كانت تكافح لجمع المعلومات عن اليمن الذي كانت تعتقد أنه لا يمثل تهديدا عليها، حتى جاءت هجمات السابع من أكتوبر لتثبت عكس ذلك.. مؤكدة أن جمع المعلومات الاستخباراتية الآن “يبدأ من الصفر”.

وكشفت الصحيفة عن وجود تعاون بين الكيان الصهيوني وحكومة ما تسمى “الشرعية”، والتي يمكن أن تزود إسرائيل بمصادر ومعلومات مفيدة للغاية.

يحاول العدو من خلال مثل هذه التصريحات أن يبرر فشله أمام صلابة الموقف اليمني، وإلا فقد كانت ساحة اليمن أولوية له منذ انطلاق ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، عندما عبر نتنياهو عن ذلك وكان دوره في العدوان على اليمن واضحا.

كما أن العدو الإسرائيلي كان له اهتمام كبير باليمن منذ ستينيات القرن الماضي وقام باحتلال جزيرة زقر اليمنية في بداية السبعينيات، وأرسل جواسيس إلى اليمن في تلك الفترة، حيث كان يعتبر السيطرة على مضيق باب المندب أولوية استراتيجية، كما لعبت الولايات المتحدة دورا كبيرا في تحقيق المصالح الإسرائيلية من خلال وصايتها على اليمن قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.

وإزاء حالة التخبط الصهيوني تبرز بين الحين والآخر تصريحات للعديد من مسؤوليه وقياداته السابقة والتي تحاول إلقاء اللوم على إيران، وترى أن قصف اليمن لن يفيد بل يجب توجيه القصف نحو إيران، إلا أنهم سرعان ما يقولون عكس ذلك في أوقات أخرى، في تناقض واضح يكشف حالة الفشل التي وصل إليها العدو.

فيما يرى البعض الآخر أن على إسرائيل بناء تحالف إقليمي بقيادة الولايات المتحدة مع دول الخليج، بما في ذلك السعودية والإمارات والذي قد يتطلب منها تقديم تنازلات صعبة مع الفلسطينيين، ما يعني أن على إسرائيل توريط السعودية والإمارات في حرب لا ناقة لهما فيها ولا جمل بل.

على الصعيد الأمريكي وبعد عام من العدوان الأمريكي على اليمن والذي كان يهدف إلى إيقاف الإسناد اليمني لغزة تحول هذا العدوان هو الآخر إلى ورطة لأمريكا وبات يؤثر على صورتها التي رسختها منذ عقود كقوة مهيمنة على البحار في العالم

إذ لم يعد يقتصر الأمر على فشل البحرية الأمريكية في إيقاف العمليات العسكرية اليمنية وحسب، بل أيضا تكبدها خسائر كبيرة في الجانب المادي والجاهزية للقتال في أي معركة أخرى إضافة إلى فقدانها لهيبتها وهي التي كانت تُعتبر العصى الغليظة والقوة الأولى والأساسية للولايات المتحدة.

فإلى الآن تعرضت حاملات الطائرات الأمريكية لست عمليات هجومية من قبل القوات المسلحة اليمنية، ثلاث منها استهدفت حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان”، وهو الشيء الذي لم تكن تتوقعه البحرية الأمريكية التي قال قادتها “أنهم عندما جاؤوا كان هدفهم استعراض القوة بهدف ردع الآخرين عن مساندة غزة”.

لقد تحول البحر الأحمر إلى عقدة بالنسبة لأمريكا، لدرجة أنها باتت تفضل الصمت والإنكار على ما تتعرض له على أيدي مجاهدي القوات المسلحة اليمنية من عمليات استهداف.

ويصف المسؤولون الأمريكيون وضع البحرية بأنها باتت مرهقة وقدرتها على الردع تتآكل والانتشار لفترات طويلة كما في البحر الأحمر يؤثر على الجنود ويسبب المزيد من الأخطاء ويقلل من أعمار السفن الحربية ويطيل فترة صيانتها.

كما أصبح الأمريكيون يتجنبون الحديث عن عمليات الإسقاط المتكررة لطائرات “إم كيو 9” لأن هذا الأمر أصبح فضيحة بالنسبة لهم، حيث أن الاستهداف المتكرر لحاملات الطائرات والاسقاط المتكرر لطائرات “إم كيو 9” يمثل إسقاطا لعناصر التفوق في سلاح أمريكا وتقنياتها العسكرية.

وفي وصفها للمعركة البحرية مع اليمن تقول نائبة مدير الاستخبارات الوطنية في إدارة ترمب سابقا “بيث سانر” إن مهمة الولايات المتحدة لردع القوات اليمنية وإضعافها لم تنجح حيث تستمر العمليات العسكرية اليمنية بوتيرة عالية ضد البحرية الأمريكية وكذلك ضد إسرائيل”.. لافتة إلى أن التكلفة التي تتكبدها الولايات المتحدة كبيرة، ولم تؤدي إلى تقويض عمليات اليمن بل إن الجاهزية العسكرية الأمريكية وسمعتها هي التي تتآكل.

وفي أغسطس الماضي أكد قائد البحرية الأمريكية “جورج ويكوف” أن الجهود الدفاعية الأمريكية والضربات لن تردع القوات اليمنية، وقال: “الحل لن يأتي بنظام الأسلحة”.. لافتا إلى أن التهديدات الإسرائيلية لن تنهي العمليات التي يقوم بها اليمنيون الذين أصبحوا بعد نحو عقد من القصف من السعودية، محصنين وأكثر قدرة على امتصاص الهجمات المكثفة.

ويشير ويكوف إلى أن ” اليمن يستطيع مواصلة هجماته بالطائرات بدون طيار والصواريخ وتحمُل الهجمات المضادة إلى أجل غير مسمى، بينما تحرق الولايات المتحدة مليارات الدولارات وسنوات من إنتاج الذخائر النادرة التي ستكون ضرورية لخوض حرب في المحيط الهادئ”.

وقدر أن “واشنطن تنفق 570 مليون دولار شهريًا على مهمة فشلت في تحريك الإبرة بشأن التهديد، كما أدت هذه العمليات إلى استنزاف الجاهزية من خلال إجبار السفن وحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية على تمديد عمليات الانتشار، مما يؤدي إلى إصلاحات تستغرق وقتًا طويلاً، وتقليص الأسطول المتاح، وتقصير عمر السفن، كما أن إرهاق الموظفين يخاطر بارتكاب أخطاء، يضاف إلى ذلك أن هذه الحملة فشلت في جذب الدعم من معظم الحلفاء والشركاء أو تحقيق هدفها المعلن ما يجعل واشنطن تبدو عاجزة في أحسن الأحوال”.

وبحسب معهد البحرية الأمريكية فإنه “وعلى مدى أكثر من نصف عام 2024م، كان المشهد بالنسبة للبحارة على متن حاملة الطائرات الأمريكية “دوايت دي أيزنهاور” أو إحدى المدمرات المرتبطة بها هو نفسه إلى حد كبير: الماء، الحرارة الشديدة، الطائرات بدون طيار، الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، حيث شهد معظم الشتاء والربيع هجمات شبه يومية من جانب اليمن شملت مدمرات تابعة للبحرية الأمريكية كأهداف”.

سبأ

مقالات مشابهة

  • شاهد | العدوان المشترك ضد اليمن.. رهانات محدودة على النجاح في أوساط العدو
  • شاهد | طواقم السفن الراسية في ميناء الحديدة يروون لحظة عدوان ثلاثي الشر على الميناء
  • اليمن يتحدى ثلاثي الشر: أميركا وبريطانيا و”إسرائيل”
  • عمليات اليمن العسكرية ترهق العدو الصهيوني وتفقد البحرية الأمريكية هيبتها كقوة أولى للولايات المتحدة
  • العدوان الثلاثي على اليمن.. استعراضُ العجز الاستراتيجي وانعدام الخيارات!
  • الرئيس المشاط: العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن فشل وضرباتنا ستستمر إسناداً لغزة
  • مجلس الشورى: جريمة استهداف محيط ميدان السبعين لن تثني الشعب اليمني عن مناصرة غزة
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين الاعتداءات الصهيونية الأمريكية البريطانية على اليمن
  • “حماس”: العدوان “الثلاثي” على اليمن انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي