قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في بيت حانون شمال قطاع غزة تعد نوعية من حيث التخطيط والتنفيذ، وأكد أن توقيتها يحمل دلالات إستراتيجية مهمة.

وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت بمقتل 4 جنود من لواء ناحال وإصابة ضابط وجندي بجروح خطيرة خلال معارك في شمال قطاع غزة.

فيما نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن منصات تابعة للمستوطنين قولها إن 7 جنود إسرائيليين قتلوا وأصيب نحو 30 آخرين بجراح، بينهم 11 إصاباتهم خطيرة وصعبة.

وأوضح حنا في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة أن هذه العمليات تُبرز قدرة المقاومة على إدارة معارك معقدة في بيئة جغرافية صعبة تحت سيطرة جيش الاحتلال.

وأشار إلى أن منطقة بيت حانون شهدت خلال الأيام الماضية معارك ضارية، وأن هذه العملية الأخيرة التي استهدفت دورية إسرائيلية وأدت إلى مقتل 4 جنود من لواء ناحال وإصابة آخرين، تعكس تكتيكا عسكريا دقيقًا يعتمد على استغلال نقاط الضعف في انتشار القوات الإسرائيلية.

وقت حساس

وأضاف أن العملية جاءت في وقت حساس، حيث يستعد جيش الاحتلال لإعادة تقييم إستراتيجياته العسكرية في غزة وسط حديث عن انسحاب تدريجي من بعض المناطق.

إعلان

وأوضح الخبير العسكري أن بيت حانون تمثل منطقة ذات أهمية جغرافية وإستراتيجية كبيرة في الشمال الشرقي لقطاع غزة، وأن العمليات التي تنفذها المقاومة هناك تسلط الضوء على تحديات قتال المدن التي تواجه الجيش الإسرائيلي.

وقال إن جيش الاحتلال عادة ما يعتقد أنه قام بتطهير المناطق من المقاومة، لكنه يواجه كمائن تعيد خلط الأوراق وتكبده خسائر بشرية ومادية.

وأكد حنا أن المعارك في غزة تتسم بطابع استنزافي، إذ إن المقاومة الفلسطينية تعتمد على تكتيكات قائمة على استغلال الفجوات الأمنية والميدانية.

ولفت إلى أن تكرار الهجمات الإسرائيلية على مناطق مثل جباليا وبيت حانون يعكس عدم قدرة الاحتلال على السيطرة الدائمة على تلك المناطق، مما يضطره للعودة إليها عدة مرات.

وحول الأساليب القتالية للمقاومة، قال حنا إن ما يحدث يعكس نمطا مدروسا من قتال المدن الذي يتطلب قدرات تخطيطية وتنفيذية عالية، والمقاومة تدخل إلى مناطق يعتقد الاحتلال أنها آمنة، وتنفذ عملياتها وتنسحب، ثم تعيد بناء قدراتها بشكل سريع.

تحد كبير

وأوضح أن هذا الأسلوب يشكل تحديا كبيرا للجيش الإسرائيلي الذي يعتمد على تدمير البنية التحتية للمقاومة دون تحقيق تقدم إستراتيجي حاسم.

وأكد أن استخدام تكتيكات مثل الكمين المزدوج، الذي تضمّن تفجير لغم وإطلاق النار على القوة الإسرائيلية، يعكس احترافية المقاومة وقدرتها على الابتكار الميداني.

وفيما يتعلق بالوضع السياسي والعسكري الحالي، أشار حنا إلى أن الحديث عن انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من مناطق في غزة يطرح تساؤلات حول كيفية تنفيذه وتأثيره على الطرفين.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديًا كبيرًا في الحفاظ على ما يصفه بالأمن الميداني، إذ إن عمليات المقاومة المستمرة تُظهر أن الاحتلال لا يستطيع فرض سيطرة دائمة على المناطق التي يدخلها.

إعلان

وخلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أقر الاحتلال حتى اليوم بمقتل 835 ضابطا وعسكريا، إضافة إلى آلاف الجرحى والمعاقين جسديا ونفسيا جراء الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: خسائر متزايدة للجيش ببيت حانون وانتقادات لاستمرار الحرب

أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر جديدة في صفوفه خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسط تصاعد الانتقادات الداخلية لاستمرار الحرب وعدم تحقيق أهدافها المعلنة.

وأفاد مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 الإسرائيلية أور هيلر بمقتل 3 جنود إسرائيليين في بيت حانون شمال قطاع غزة، إثر انفجار ألغام زرعتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في دبابة ميركافا.

وأشار هيلر إلى أن هذه الحادثة رفعت عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي في بيت حانون إلى 6 خلال أسبوع واحد.

وفي تحليل للوضع، قال محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12 أمنون أبراموفيتش إن الشهر الماضي وحده شهد مقتل 16 جنديا إسرائيليا، دون احتساب المصابين بجروح خطيرة.

ووصف أبراموفيتش العمليات العسكرية بأنها "مطاردة وراء أشباح"، مشيرا إلى صعوبة القضاء نهائيا على كل عناصر حماس.

فشل الحرب

وفي سياق متصل، وجّه رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت انتقادات حادة لإدارة الحرب، معتبرا أن عدم تحقيق أهداف الحرب في غزة بعد مرور سنة و3 شهور يعد "إخفاقا" و"مؤشرا على خلل في خطة الحرب".

وأكد أن الأهداف المعلنة للحرب، والمتمثلة في تحقيق النصر المطلق وإزالة التهديدات والقضاء على القدرات العسكرية لحماس واستعادة المخطوفين، لم تتحقق بعد.

إعلان

وفي مشهد يعكس حالة الانقسام داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، كشف مراسل الشؤون السياسية في قناة كان 11 ميخائيل شيمش عن مشادة كلامية حادة بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس الأركان هرتسي هاليفي خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني والسياسي، حول توصيف عناصر حماس وحزب الله إذا ما كانوا "إرهابيين أو ناشطين".

وفي سياق الانتقادات المتصاعدة، قالت متحدثة من حركة "غيشة" في "مؤتمر رفض الحرب" إن الاستخدام الواسع للمواد المتفجرة والخارقة من قِبل إسرائيل أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في غزة، بما في ذلك عائلات متعددة الأجيال، مشيرة إلى حجم الدمار غير المسبوق تاريخيا.

وفي شهادة لافتة، كشف شاحر زهيرو، قريب أسير إسرائيلي قُتل في غزة، عن تحول الجيش الإسرائيلي إلى ما وصفه بـ"جيش مليشيات"، مشيرا إلى انتشار الشعارات الدينية المتطرفة بين صفوف الجنود.

وانتقد زهيرو سياسة الجيش في التعامل مع المدنيين، متسائلا عن التناقض في المعايير بين ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما يحدث في غزة.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مقتل 4 جنود وإصابة 10 آخرين من لواء ناحال في كمين ببيت حانون
  • مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك ببيت حانون.. ووزير الدفاع: مساء صعب للغاية
  • قائد ميداني يكشف للجزيرة نت أسباب تصاعد عمليات المقاومة شمال غزة
  • إعلام إسرائيلي: خسائر متزايدة للجيش ببيت حانون وانتقادات لاستمرار الحرب
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي وجه إنذارات لـ سكان بيت حانون بالنزوح نحو غزة
  • خبير عسكري: الردع والغموض وراء إعلان القسام بشأن أسرى شمال غزة
  • ماذا يعني تزايد المقاومة في بيت حانون الحدودية؟ خبير يجيب
  • مقــ.ـتل 10 جنود إسرائيليين في العمليات العسكرية ببيت حانون
  • خبير عسكري: عمليات المقاومة بغزة تخدم إستراتيجية بعيدة المدى