صنعاء تُعيد تشكيل معادلات الردع وتزلزل هيبة الأسطول الأمريكي
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
يمانيون../
في تطور عسكري واستراتيجي لافت، أعلنت القوات المسلحة اليمنية الليلة ١١ يناير عن تنفيذ عملية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” وعدداً من القطع الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر.
هذه العملية جاءت لتؤكد قدرة اليمن على اختراق الهيمنة العسكرية الغربية، وتبعث برسالة واضحة إلى العالم: صنعاء لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار العدوان والحصار.
بيان القوات المسلحة اليمنية حمل في طياته أبعاداً سياسية وعسكرية متعددة. من خلال ربط العمليات بالمظلومية الفلسطينية، عززت صنعاء موقعها في محور المقاومة، مشيرة إلى أن معركتها ليست فقط دفاعاً عن اليمن، بل جزء من نضال شامل ضد الهيمنة والاحتلال.
الهجوم على حاملة الطائرات الأمريكية يحمل أبعاداً استراتيجية دقيقة. اهمها أولاً، يعكس تطوراً نوعياً في القدرات العسكرية اليمنية، من حيث استخدام الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة بكفاءة. ثانياً، يغيّر بشكل جذري قواعد الاشتباك، حيث لم تعد العمليات محصورة جغرافياً، بل باتت تصل إلى عمق المياه الدولية. ثالثاً، يوجه تحذيراً مباشراً لإسرائيل وحلفائها بأن مصالحهم الحيوية في المنطقة لم تعد بمنأى عن الخطر.
هذه الرسائل المتشابكة توضح أن اليمن بات يمتلك أدوات ردع فعالة، قادرة على فرض وقائع جديدة في الميدان. التصعيد الأخير يثبت أن صنعاء تتحرك وفق استراتيجية مدروسة، تستهدف تقييد تحركات الخصوم وفرض واقع سياسي وعسكري لا يمكن تجاوزه.
من الناحية السياسية، تستغل صنعاء هذه العمليات لزيادة الضغط على القوى الدولية لإعادة النظر في سياساتها تجاه اليمن. هذه التحركات تؤكد أن صنعاء لا تعتمد فقط على قوتها العسكرية، بل تدير معركتها أيضاً بذكاء سياسي، مستفيدة من التأييد الشعبي المتزايد داخل المنطقة وخارجها.
مع استمرار العدوان والحصار، من المتوقع أن تتصاعد حدة المواجهة. قد تلجأ الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر، أو تصعيد هجماتها لاحتواء التهديد المتنامي. لكن القوات اليمنية، كما يظهر من بيانها، مستعدة للرد على أي تحركات عدائية، بما يعزز موقعها في مواجهة التحالف الغربي.
لاشك ان الهجمات الأخيرة تمثل لحظة مفصلية في مسار الصراع الإقليمي. وصنعاء أثبتت أنها ليست مجرد طرف ضعيف، بل قوة صاعدة قادرة على قلب المعادلات وفرض معايير جديدة للردع.
كما ان الرسائل الموجهة اليوم ليست فقط للولايات المتحدة وحلفائها، بل للعالم أجمع: زمن الاستضعاف قد ولى، واليمن مصمم على نيل حقوقه مهما كلف الأمر. فهل ستستوعب القوى الكبرى هذه الرسالة قبل فوات الأوان؟ الأيام المقبلة ستكشف الكثير.
—————————————-
ماجد الكحلاني
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
عدوان ثلاثي لأول مرة على اليمن.. والحوثي تنفذ سلسلة من العمليات (شاهد)
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، عدوانا جديدا على اليمن استهدف عددا من المواقع في كل من منطقة صنعاء والحديدة، وذلك بالتزامن مع ضربات نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا، حسب وسائل إعلام محلية.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما على "أهداف خاصة" في اليمن بعد أن أتمت الولايات المتحدة وبريطانيا تنفيذ ضربات على مواقع أخرى على الأراضي اليمنية.
وقالت القناة "13" العبرية، إن الهجمات في اليمن استهدفت مواقع تحت الأرض بينها مستودعات للصواريخ الباليستية والمسيّرات، في حين كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن تنفيذ 3 موجات من الضربات في اليمن على يد الاحتلال الإسرائيلي والتحالف الدولي خلال الساعة الأخيرة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإنه للمرة الأولى يتم تنفيذ هجوم مشترك في اليمن ضد أهداف تابعة لجماعة أنصار الله "الحوثي" بين الاحتلال والتحالف الدولي.
في المقابل، أفادت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي، بوقوع عدوان على محيط ميدان السبعين في العاصمة صنعاء بالتزامن مع التوافد للمشاركة في مظاهرة مناصرة لفلسطين تحت عنوان "جهادا في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنواجه كل الطواغيت".
???? بالفيديو | عدوان يستهدف محيط #ميدان_السبعين في العاصمة #صنعاء بالتزامن مع التوافد الجماهيري لمليونية (جهادا في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنواجه كل الطواغيت)#عام_من_الفشل_الأمريكي #مع_غزة_حتى_النصر #معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/wTPGSGSmwF — قناة المسيرة (@TvAlmasirah) January 10, 2025
وأضافت القناة اليمنية أن "عامل في محطة كهرباء حزيز المركزية أصيب بجروح، في حين تضرر عدد من المنازل نتيجة قصف العدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني لمحطة الكهرباء".
وأشارت إلى أن ميناء رأس عيسى تعرض لسلسة من الغارات في محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن، وذلك بالتزامن مع تعرض ميناء الحديدة لـ6 غارات جوية أخرى.
عمليات جديدة للحوثيين
في سياق متصل، كشفت جماعة أنصار الله "الحوثي" عن سلسلة من العمليات العسكرية ضد حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس هاري ترومان" شمالي البحر الأحمر، وأهدافا وسط دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة اليمنية، يحيى سريع، "نفذت القوات المسلحة اليمنية خلال الـ 48 ساعة الماضية عدة عمليات عسكرية كان أبرزها استهداف حاملةِ الطائراتِ الأمريكية يو أس أس هاري ترومان، وعدد من القطع الحربية التابعة لها في منطقة شمالي البحرِ الأحمرِ بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة".
بيان القوات المسلحة اليمنية من #ميدان_السبعين بشأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وعدد من القطع الحربية التابعة لها شمال البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والمسيرات واستهداف عدد من الأهداف في منطقة يافا المحتلة.
10 رجب 1446هـ 10 يناير 2025م
pic.twitter.com/kVsW8Zurco — العميد يحيى سريع (@army21ye) January 10, 2025
وأضاف أن "العملية نجحت في إفشالِ هجومٍ جوي جديدٍ ضد بلادِنا انطلاقا من تلك الحاملةِ التي أجبرت مع القطع الحربية التابعة لها على مغادرة منطقة شمالي البحرِ الأحمر".
وفي السياق، كشف سريع عن شن الجماعة اليمنية "عملية استهداف لعدد من الأهداف التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بثلاث طائرات مسيرة"، مشيرا إلى أنها "تمكنت من الوصول إلى أهدافها بنجاح بفضل الله".
وأشار إلى أن العمليات المشار إليها تأتي "انتصارا لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطيني ومجاهديه وردا على المجازرِ بحق إخوانِنا في غزة، وضمن المرحلةِ الخامسةِ من مراحلِ الإسنادِ في معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدس".
وشدد على أن جماعة الحوثي "مستمرة في تأدية واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم"، مشيرا إلى أن "عملياتها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة".