من النفط إلى الرواتب: اختبار حاسم للعلاقة بين بغداد وأربيل
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
12 يناير، 2025
بغداد/المسلة: مع استمرار تصاعد التوتر بين أربيل وبغداد حول أزمة الرواتب، تعيش حكومة إقليم كردستان أوقاتًا صعبة نتيجة التحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة، والتي تلقي بظلالها على الوضع الداخلي والخارجي للإقليم.
و أعلنت رئاسة إقليم كردستان أن رئيس الإقليم، نيجرفان بارزاني، سيزور بغداد لبحث القضايا الخلافية، في وقت صعّد رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، لهجته، معتبرًا أن “تعامل بغداد مع الإقليم لم يعد مقبولًا”.
و بينما ترى أربيل أن الرواتب استحقاق غير قابل للتفاوض، تعتبر بغداد أن الالتزام المالي مشروط بتسوية القضايا العالقة، وهو ما أدى إلى تبادل الاتهامات بين الطرفين وتعميق الخلاف.
و رغم رغبة أربيل في مواجهة بغداد بموقف موحّد، تعاني حكومة الإقليم من انقسامات سياسية داخلية تهدد قدرتها على الضغط. الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل طالباني، إضافة إلى معارضة أحزاب صغيرة مثل حزب العدل الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني، تعكس حالة التشظي السياسي داخل الإقليم.
على سبيل المثال، رفضت هذه الأحزاب حضور اجتماع حكومة الإقليم الذي وصف بـ”غير العادي”، مشيرةً إلى أن الأزمة الحالية تعود لسوء إدارة حكومة الإقليم نفسها وعدم التزامها بقرارات المحكمة الاتحادية.
و تُعد أزمة الرواتب من أبرز الإشكاليات التي تواجه الإقليم، حيث باتت تمثل اختبارًا سياسيًا صعبًا للحكومة الكردية.
و على الرغم من قيام بغداد بإرسال مبالغ مالية على نحو دوري، لم تُحل الأزمة جذريًا بسبب عجز أربيل عن تأمين التزاماتها المالية الكاملة.
الملف أُعقِد أكثر بفشل البرلمان في تمرير قوانين مرتبطة بحقوق الأكراد مثل قانون العفو العام وقوانين الأحوال الشخصية والعقارات.
و هذا الفشل يعكس تعقيدات العلاقة بين بغداد وأربيل، والتي تتسم بعدم الثقة والتجاذبات السياسية.
وهناك سيناريوهات محتملة في مسار المفاوضات منها الاتفاق المشروط اذ قد تسفر زيارة نيجرفان بارزاني عن اتفاق محدود مع بغداد يشمل استئناف تدفق الرواتب مقابل تنازلات من أربيل بشأن إدارة النفط والمنافذ الحدودية.
و يمكن أن تلجأ أربيل إلى التلويح بورقة انسحاب الكتل الكردية من الحكومة الاتحادية، لكنها قد تواجه تحديًا في حشد إجماع داخلي بسبب الانقسامات السياسية.
و في حال فشل الطرفين في التوصل إلى تسوية، ستستمر الأزمة الراهنة، ما يزيد من الضغط على الحكومة الكردية داخليًا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: حکومة الإقلیم
إقرأ أيضاً:
محافظ أربيل يوجه رسالة الى المعلمين المحتجين: لن نستقبلكم
9 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: أكد محافظ أربيل، الاحد، عدم تقدم أي جهة بطلب للحصول على إذن لتنظيم مسيرات أو تظاهرات مساندة للمعلمين المضربين في السليمانية.
وقال محافظ أربيل أوميد خوشناو، بمؤتمر صحفي بإن “المظاهرات والاحتجاجات لها إجراءاتها القانونية الخاصة”، مشيرا الى، انه “لم يطلب أحد الإذن بالتظاهر أو الإضراب في أربيل”.
وأضاف خوشناو، أن “أربيل كانت دائما مضيافة، لكنها لا تستطيع اليوم أن تتحمل استقبال مثل هؤلاء الضيوف”.
وأشار إلى أنه “صحيح أن شعب وموظفي إقليم كردستان غير راضين ولا يمكن إنكار ذلك، لكن مصدر الاحتجاج هو الحكومة العراقية التي تقمع إقليم كردستان منذ سنوات طويلة”.
وبين، ان “من الأفضل للأحزاب السياسية أن تحل مشاكلنا في بغداد، بدلا من الدخول في مساومات سياسية مع المضربين، لأن دعم المضربين هو حل المشاكل”.
ورأى محافظ أربيل أنه “من الضروري أن يتحد جميع أبناء الشعب والأحزاب السياسية لدعم حكومة إقليم كردستان في مواجهة القمع”.
واقدمت السلطات الأمنية في أربيل عاصمة إقليم كردستان، الاحد، على منع موظفي السليمانية المتظاهرين، من دخول المحافظة.
ومنع محافظ اربیل اومید خوشناو عبور اي معتصم الی الحدود البلدیة لاربیل”، مشيرا الى “انتشار رجال الامن في سيطرات اربیل والسلیمانیة لمنع عبور المتظاهرین الی اربیل.
وتكدست عشرات العجلات والمواطنين المتظاهرين القادمين من السليمانية، في سيطرة ديكله بمدخل أربيل”.
وكان المتظاهرون والمعتصمون من موظفي السليمانية، قد توجهوا بعشرات الحافلات صوب أربيل، بعد مرور 12 يوما على اعتصامهم واضرابهم عن الطعام في السليمانية مطالبين بحل ازمة الرواتب بشكل نهائي، واطلاق العلاوات والترفيعات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts