يمانيون../
في انتهاك سافر للسيادة اليمنية وتصعيد خطير، أقدم تحالف الصهيونية العالمي، ممثلاً بثلاثي الشر الأميركي- البريطاني- الإسرائيلي، على شن عدوان جديد استهدف العاصمة صنعاء، ومحافظتي الحديدة وعمران.

وبعكس الادعاءات الأميركية والإسرائيلية ومزاعمها استهداف مخازن وقدرات عسكرية، فقد تركزت غارات العدوان الثلاثي على أهداف مدنية، حيوية واقتصادية، وسيادية، تمثلت بميناءين في الحديدة، ومحطة كهرباء واستهداف دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، وأسفرت عن أضرار مادية، وبعض الخسائر البشرية.

فشل معادلات الردع
في الآونة الأخيرة، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً على مطار صنعاء الدولي ومحطة حزيز للكهرباء، فاستهدفت القوات المسلحة بعد ذلك مطار “بن غوريون” ومحطة كهرباء شرق “تل أبيب”، تعطلت على إثره خطط السكك الحديد الرابطة بين بن غوريون والقدس، بل أوصل اليمن صواريخه فرط صوتية إلى ما بعد بعد “تل أبيب”، وصولاً إلى حيفا.

من هنا، فإن استهداف دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، ومحطة حزيز من جديد، وموانئ الحديدة بما تعنيه من استهداف للسيادة، وتصعيد خطير واستهداف لمصالح كل اليمنيين، قد يفتح معادلات جديدة على قاعدة العين بالعين والسن بالسن، وإن كانت العمليات اليمنية أكبر من قواعد الاشتباك هذه، لكن بيان المجلس السياسي الأعلى، بما حمله من رسائل وتحذيرات يوحي بحتمية الرد، ويبدو أن الرد سيكون باستمرار العمليات بتصاعد أكبر مما كان، وبأهداف جديدة مؤلمة وموجعة، وإن كان العدو عاش خلال كانون الأول/ديسمبر أسابيع بلا نوم، قد يدخل في حالة من الأرق المزمن من يدري؟

وينسحب الأمر على الأميركي. عام كامل من العدوان على اليمن، وفي المحصلة، كلف باهظة، فشل في الردع، تهشيم لنظرية التفوق، وهروب مذل لثلاث حاملات طائرات، وأربع عمليات ضد حاملة الطائرات الأخيرة (إس إس هاري ترومان) وفق ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع من ميدان السبعين بعد دقائق من العدوان الثلاثي، وأجبرت على الهروب إلى شمال البحر الأحمر، بل كان تكتيكها الجديد هو كيف تهرب بسرعة أكبر كما كشف السيد القائد في خطاب الخميس الماضي، وترومان اليوم تعيش وطاقمها معادلة صعبة، إن اقتربت ضربت وغرقت، وإن ابتعدت أدخلت القوات البحرية الأميركية أمام مشكلة إذلال جديدة.

فشل معادلات توازن الرعب
ما لفت انتباه الكثير من المراقبين داخل اليمن وخارجه أن بعض غارات عدوان ثلاثي الشر، كانت على مسافة بضعة أمتار من ميدان السبعين، في لحظة تدفق الحشود المليونية إلى ميدان السبعين، ومعلوم أن الهدف من ذلك، كما صرّح مسؤولون صهاينة، هو إرعاب الجماهير المليونية، وفض جموعهم وإفشال المسيرة الأسبوعية المليونية، لكن ما حصل كان على العكس تماماً، فبينما كان العدوان يصب نيران حقده في محيط السبعين، لم يتوقف تدفق الحشود، بل إن من كان في بيوته خرج للالتحاق بالمسيرة، مشكلة مشهدية غير مسبوقة من التحدي، تلك الغارات ما زادت الجماهير المليونية سوى غضب وصمود وإصرار على الموقف، وثبات مع غزة، وهذا يثبت فشل كل خيارات ثلاثي الشر، وهي رسالة تحد شعبية أبهرت الجميع، وصدمت العدو، وأوصلت رسالة عكسية إلى العدوان الثلاثي بأن الشعب اليمني، لا يمكن أن يرتدع أو يرتعب أو يتراجع عن موقفه المساند لغزة.

المفارقة هنا، أن أكثر من أربعين غارة توزعت على العاصمة ومحافظتي عمران والحديدة، لم تدفع فرداً أو حتى طفلاً للهروب من الساحات، فيما صاروخ يمني واحد أو مسيرة يمنية واحدة في سماء “تل أبيب” أو “حيفا” أو غيرها من المغتصبات، كفيلان بأن يدخلا نصف سكان الكيان الغاصب والمؤقت إلى الملاجئ، تحت سابع أرض، مرعوبين في ملاجئهم، في حالة من الأرق بلا نوم، والقلق والخوف الشديد، وهذه المفارقة تسقط معادلة توازن الرعب التي أراد ثلاثي الشر فرضها على اليمنيين.

ما حصل في السبعين، والجماهير تهتف بالتحدي، وتنتفض غضباً، وهي تلوح بسلاحها، ليس سوى أنموذج مصغر للحالة اليمنية التي لم يفهمها هذه الثلاثي على مدى أكثر من عشر سنوات، ويبدو أن هذا التحالف لم يقرأ عن اليمن واليمنيين وتاريخهم الذي دفن الإمبراطوريات، وأحلامها في رمال اليمن المعروف تاريخياً بـ “مقبرة الغزاة”. وبعيداً من التاريخ، كان على ثلاثي الشر أن يأخذ الدروس والعبر من العشرية الماضية، فمثل هذه المشهدية حصلت خلال تشييع الرئيس صالح الصماد، إذ شت غارات في محيط السبعين، لم تهتز معها شعرة مواطن في الميدان بل أكملوا برنامجهم ومسيرتهم وتشييعهم وكأن شيئاً لم يحصل.

وإن كان العدو يراهن على الغارات العدوانية، فعليه أن يقرأ تجربة العشرية الماضية، أكثر من نصف مليون غارة لم تزد اليمنيين سوى صمود وثبات وصلابة، بل خرج من ذلك العدوان قوة إقليمية تستطيع فرض معادلاتها في الإقليم والعالم، وأقرب مثال لهم أنهم يطوون عاماً من الفشل بعد أن شنوا أكثر من ألف غارة منذ أن أعلنوا تشكيل “تحالف الازدهار” في 12 كانون الثاني/ يناير العام الماضي، وهددوا ورفعوا السقوف، في المحصلة ماذا حققوا؟

المحصلة تفكك ذلك التحالف، هروب حاملات الطائرات، انسحاب القطع واحدة تلو أخرى، والأمر ينسحب على العملية الأوروبية “سبيدس”، وقبل هذا وذلك تحالف العدوان الأميركي- السعودي.

اليمن يفشل التحالفات
إن فكرة تشكيل التحالفات فشلت بالتجربة، وستفشل في الميدان بإذن الله أمام بأس اليمنيين وصمودهم وإصرارهم، وبالتالي فإن الشراكة الأميركية- البريطانية- الإسرائيلية في العدوان، بما تحمله من إيحاء بتشكل تحالف، ستفشل حتماً، حتى لو انضم إليها من انضم، تماماً كما فشل تحالف الدفاع عن الملاحة الإسرائيلية باعتراف معظم مراكز الأبحاث، لقد أصبحت أميركا أضحوكة في الصحافة الغربية، لقد كتبوا نهاية تاريخ حاملات الطائرات بناء على العمليات والمعادلات التي فرضها اليمن، اليمن الذي امتلك من بين عدد محدود من الدول تقنيات كسرت نظرية التفوق الدفاعي الإسرائيلي، سواء بالصواريخ الفرط صوتية أو بالطيران المسير.

الأمر الآخر، فكرة الرهان على الحروب بالوكالة التي ظهرت في دعوة بعض قادة المجرمين الصهاينة بتقديم الدعم لما يسميها “حكومة عدن” في إشارة إلى مرتزقة العدوان، وما كشفته صحيفة “التلغراف” البريطانية نقلاً عن مسؤول أمني صهيوني، من أن حكومة المرتزقة بدأت بالفعل، تعمل استخبارياً لجمع معلومات من اليمن لصالح العدو الصهيوني، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية اليمنية من تفكيك وإفشال عدد كبير من شبكات التجسس الأميركية والبريطانية آخرها شبكة تم تجنيدها وتدريبها في السعودية بإشراف ضباط بريطانيين وسعوديين.

ومثلما فشلت التحالفات والحروب العسكرية والاستخبارية، وحروب الوكالة، والحروب الاقتصادية والإنسانية ستفشل أي عقوبات أو تصنيفات محتمل أن يفرضها ترامب في ولايته الجديدة، ولن تنجح كل أساليب الحرب والضغط أمام اليمنيين بإذن الله.

هناك مسار وحيد يمكن أن ينجح في وقف عمليات الإسناد اليمنية، كممر إجباري، وهو وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، وإلا فلا نستبعد أن تحصل عمليات مزلزلة داخل كيان العدوان لم تكن تخطر على بال أحد، ولا نستبعد أيضا أن تغرق ترومان في البحر، وتغرق معها ما تبقى من بقايا هيبة البحرية الأميركية.

الميادين علي ظافر

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ثلاثی الشر أکثر من

إقرأ أيضاً:

8 فبراير خلال 9 أعوام.. استشهاد 3 أطفال وجريحان بغارات العدوان السعودي الأمريكي على المدارس والممتلكات والمساعدات في اليمن

يمانيون/
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، ومرتزقته، يوم الثامن من فبراير خلال الأعوام: 2016 م، و2017م، و2018م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية ضد الإنسانية، بغاراتِه الوحشية، المستهدفة للمدارس والمزارع، والطرقات وشاحنات نقل المساعدات الإنسانية، والمواد الغذائية، في مناطق متفرقة بمحافظتي صعدة، والحديدة.

ما أسفر عن استشهاد 3 أطفال، و2 جرحى، وحرمان مئات الطلاب من حقهم في التعليم، ومعايش وممتلكات الأهالي، وتفاقم الأوضاع المعيشية لعشرات الأسر المنتظرة لوصول المساعدات الإنسانية، ومضاعفة المعاناة، ومشاهد مأساوية تدمي القلوب.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

8 فبراير 2016.. استهداف العدوان لمدرسة أحمد ياسين التعليمية – تدمير لمستقبل الأجيال بصعدة:

في الثامن من فبراير عام 2016م، في تصعيد جديد لاستهداف البنية التحتية التعليمية في اليمن، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، مدرسة أحمد ياسين التعليمية بمنطقة الشوارق في مديرية رازح بمحافظة صعدة، بعدد من الغارات المباشرة، التي أسفرت عن جرح 4 طلاب بجروح متفاوتة، وأضرار مادية لحقت بالمدرسة والمنازل المجاورة، في جريمة حرب مكتملة الأركان تضاف إلى سجل جرائم العدوان بحق الشعبي اليمني.

تداعيات الجريمة مستقبل غامض ينتظر الأجيال، حيث يشكل استهداف المدارس والمنشآت التعليمية في اليمن جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية، هذه الجرائم الممنهجة لا تستهدف فقط البنية التحتية، بل تستهدف بشكل مباشر مستقبل الأجيال الشابة في اليمن.

ولهذه الجريمة آثار مدمرة على قطاع التعليم، والبنية التحتية، حين تسببت الغارات في تدمير وتضرر العديد من المدارس في مختلف أنحاء اليمن، ما أدى إلى حرمان آلاف الطلاب من حقهم في التعليم، ويعاني الطلاب والمعلمون من الخوف والقلق جراء استمرار الغارات الوحشية، ما يؤثر سلباً على العملية التعليمية ويقلل من الإقبال على المدارس.

ويزيد تدمير المدارس من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يفتقر الطلاب إلى بيئة تعليمية آمنة وصحية، ويهدد بضياع جيل كامل من الشباب، ما سيكون له تداعيات خطيرة على مستقبل البلاد.

يقول أحد الأهالي: ” في صباح اليوم استهدف العدوان المدرسة، وقد استهدفت من قبل، وتضررت منازل المواطنين المجاورة، الملعون اللعين سلمان الإسرائيلي دقدق طرف المدرسة الذي كان باقي بعد الغارات السابقة، أطفالنا محرومين من التعليم”.

وأمام هذه الجرائم يناشد الشعب اليمني، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم، وإعادة إعمار اليمن، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، ودعم جهود إعادة بناء المدارس المتضررة وتوفير الدعم النفسي والتعليمي للطلاب والمعلمين.

إن استهداف التعليم في اليمن يشكل تهديداً خطيراً لمستقبل البلاد؛ فبدون تعليم، لا يمكن لليمن أن يتعافى من آثار العدوان والحصار، وانقطاع المرتبات، ويجب على جميع الأطراف المعنية إدراك أهمية التعليم والعمل على حماية المؤسسات التعليمية وضمان حق جميع الأطفال في الحصول على تعليم جيد.

8 فبراير 2017.. ثلاثة أطفال شهداء في جريمة حرب لغارات العدوان على منزل أحد المواطنين بصعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2017م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً هذه المرة منزل أحد المواطنين، بمديرية باقم محافظة صعدة، بغاراته الوحشية التي أسفرت عن استشهاد 3 أطفال، وحولت المنزل البسيط إلى مقبرة جماعية.

عودة إلى الموت: عائلة السيد هادي قائد المقشي، كانت قد نزحت من منزلها في وقت سابق، بعد أن طالته غارات العدوان، وبعد أن هدأت أصوات الطائرات قليلًا، عادت الأسرة لتُرمم ما تضرر من منزلها، وتُعيد إليه بعضًا من الحياة، لكن الموت كان يتربص بهم من جديد.

لحظة قاتلة: خرج الأطفال لسقي مزرعتهم الصغيرة، التي كانت مصدر رزقهم الوحيد، كانوا يلعبون ويمرحون، غير مدركين أن طائرات الموت تُحلّق في السماء، وفي لحظة قاتلة، أطلقت الطائرات قنبلة أمريكية الصنع، لتُنهي حياة ثلاثة أطفال، وتُصيب رابعًا بجروح.

الأب المفجوع: عاد الأب هادي ليجد جثث أبنائه ملقاة على الأرض، مضرجة بالدماء، لم يستطع أن يفعل أي شيء سوى أن يحتضنهم ويبكي بحرقة، حسرة على فقدانهم، وعجزًا عن حمايتهم.

يقول الأب “يا ولد ضربنا سلمان ما عندنا له، قتل أطفالي وهم يقطفون بين القات، والله ما راحت لك يا سلمان، وبا نأخذ الثمن في ميادين الجهاد، والمواجهة”.

أجيال تُباد: هذه الإبادة المتعمدة، وغيرها الكثير، هي شهادة على أن جرائم العدوان وغاراته في اليمن تستهدف كل شيء، حتى الطفولة، أجيال كاملة تُباد، وتُقتل أحلامهم في مستقبل أفضل.

العالم يتفرج: والعالم، بكل ما يملك من قوة، يتفرج على هذه المأساة، وكأنه لا يرى الأطفال يموتون، ولا يسمع صراخ الأمهات الثكالى.

رسالة إلى الضمائر: إلى كل من يملك ضميرًا حياً، إلى كل من يؤمن بالإنسانية، كفى لهذا العدوان الغاشم أن يستمر، كفى لقتل الأطفال، وتدمير الأسر، اليمن يستحق الحياة، وأطفال اليمن يستحقون أن يعيشوا في سلام، والعالم يطالب بمحاسبة مجرمي الحرب.

8 فبراير 2018.. غارات العدوان تدمر مدرسة زيد بن حارثة بصعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2018م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، تستهدف البنية التعليمية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الوحشية، مدرسة زيد بن حارثة في منطقة آل على بمديرية رازح محافظة صعدة، وحوّلها إلى كومة من الركام، وأضاف فصلاً جديداً من فصول المعاناة التي يعيشها أطفال اليمن، ويضع مستقبلهم على محك الجهل والتشرد والحرمان.

تفاصيل مؤلمة عن الجريمة، المكان، مدرسة زيد بن حارثة، صرح تعليمي بسيط كان يحمل أحلام أطفال المنطقة، تحوّل إلى خراب بفعل غارات لا تبقي ولا تذر، في يوم كسائر الأيام، كان من المفترض أن يكون يوماً للدراسة والتعليم، لكنه تحوّل إلى يوم حزين، فكانت النتيجة تدمير كامل المدرسة، وضياع أحلام الطلاب والمعلمين.

تداعيات استهداف المدارس، لم يقتصر على تدمير المنشآت المدنية بل امتد لحرمان آلاف الطلاب من حقهم في التعليم، وضياع فرصتهم في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولوطنهم، وزاد من تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يفتقر الأطفال إلى بيئة تعليمية آمنة وصحية.

يقول أحد الأهالي : “هذه مدرسة، فيها طاولات ومقاعد وكتب، دمرها العدوان بالكامل، لكن هذا دليل على صمت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية، ما عاد في للشعب اليمني أي حق، يدمرون كل شيء، أين هي حقوق التعليم، وحقوق الأطفال، وحقوق الإنسان ..”.

8 فبراير 2018.. جرح سائق شاحنة محملة بالدجاج إثر قصف طيران العدوان في الحديدة:

وفي اليوم والعام ذاته، في مشهد يتكرر يومياً في اليمن، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، بغارته الوحشية المباشرة، التي استهدفت شاحنة محملة بالدجاج المثلج على الطريق العام بين منطقتي الجراحي وزبيد في محافظة الحديدة، أسفرت عن جرح سائقها، وتدميرها.

لم يستهدف القصف قاعدة عسكرية أو موقعاً استراتيجياً، بل شاحنة تقل طعاماً، لمواطن بريء كان يقودها في شريان حيوي يعتمد عليه السكان في نقل المواد الغذائية، ويعيل أسرته، فوجد نفسه ضحية لقصف جوي استهدف رزقه، وأتلف حمولته من الدجاج ودمر شاحنته ورأس ماله في بلد يعاني من أزمة إنسانية حادة.

قصف الغذاء: جريمة حرب

استهداف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، كما حدث في الحديدة، يشكل جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية، هذه الغارات لا تستهدف فقط حياة الأفراد، بل تستهدف أيضاً الأمن الغذائي للسكان، وتزيد من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

يقول شاهد عيان: “طيران العدوان السعودي استهدف دينة محملة دجاج، على طريق الجراحي وزبيد، هذا فشل وتخبط واضح، وهزيمة عسكرية وأخلاقية للعدوان”.

ويعاني اليمن من أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم، حيث يواجه الملايين خطر المجاعة وسوء التغذية، استهداف البنية التحتية، بما في ذلك الشاحنات المحملة بالغذاء، يزيد من تفاقم هذه الأزمة، ويجعل حياة المدنيين أكثر صعوبة.

8 فبراير 2019.. العدوان يقصف المساعدات الإنسانية بصعدة:

وفي جريمة حرب في زمن الجوع، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، يوم الثامن من فبراير عام 2019م، شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية بمنطقة العقيق مديرية كتاف، بمحافظة صعدة، هذه ليست مجرد غارة جوية، بل هي جريمة حرب تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني.

فيما كان الأهالي ينتظرون وصولها، والتخفيف من جوع أطفالهم النازحين في الخيام، كان طيران العدوان يرصد حركة الشاحنة من ساعة خروجها من مخازن الأمم المتحدة، وما أن وصلت منطقة العقيق، حتى باشرتها الغارات، لتحول شاحنة الطعام إلى كومة من الخردة، والأطعمة التالفة، والمحترقة.

ففي هذا اليوم الذي كان يحمل بصيصاً من الأمل، حولته غارات العدوان إلى يوم أسود، على حياة أطفال ونساء، كانوا ينتظرون الحصول على القليل من الطعام لسد بطونهم الخاوية وأمعائهم الجائعة، فكانت النتيجة جوعاً مستمراً وإتلاف المواد الغذائية التي كان من المفترض أن تصل إلى المحتاجين.

معاناة مضاعفة

الأهالي في حالة صدمة، حين تحولت فرحة انتظار المساعدات إلى حزن عميق، وخيبة أمل لا حدود لها، فاستمر الأطفال في بكائهم من الجوع، في مشهد يدمي القلب، أطفال صغار يبكون من الجوع، بعد أن تبخرت أحلامهم بالحصول على وجبة تسد رمقهم، ما يجعل الوضع الإنساني كارثياً، وشحة المساعدات تزيد من معاناة الشعب.

إن استهداف المساعدات الإنسانية جريمة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، هذه الغارات لا تستهدف فقط حياة الأفراد، بل تستهدف أيضاً حقهم في البقاء على قيد الحياة، وتزيد من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

يقول أحد الأهالي: “الظهر طيران العدوان استهدف شاحنة فوق بابور كانت محملة طحين وعدس، وزيت، لأبناء العقيق، وقطع الطريق، وأحرق سيارة مواطن بالجوار، وعليها 2 أطفال، ولا يزال التحليق مستمراً”.

مشاهد الأهالي وهم يحاولن تجميع ما يمكن لهم من العدس والدقيق المحترق فوق التراب ومن بين الزيت، مشاهد تعكس مدى الحاجة وشدة الحصار وتبعاته.

إن ما يخلفه العدوان والحصار السعودي الأمريكي، في اليمن هو مأساة إنسانية بكل المقاييس، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لوقف هذه العبثية التي تستهدف كل ما هو حي في اليمن، وتدعو إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتقديم الدعم اللازم للشعب اليمني لمواجهة الظروف الصعبة.

جرائم العدوان في الثامن من فبراير بلاغ إلى محكمتي الجنايات الدولية والعدل الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمجتمع الدولي بكل مؤسساته ذات الصلة، وهي جزء بسيط من جرائم العدوان على الواقع نظراً لضعف إمكانات التوثيق في زمن الحرب.

مقالات مشابهة

  • 10 فبراير خلال 9 أعوام.. 13 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب موثقة لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • اليمن كلها وأحرار الأمة والعالم ” أنصار الله “وباقي اللقطاء عيال “إسرائيل”
  • بشأن لبنان.. هذا ما تبلغتهُ إسرائيل من أميركا!
  • 9 فبراير خلال 9 أعوام.. 27 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • جرائم “الاغتصاب” بمناطق الساحل الغربي المحتلة شاهد على انحطاط العدو ومرتزقته وتجردهم من الإنسانية
  • إسرائيل: نحارب "محور الشر الإيراني" في الضفة الغربية
  • 8 فبراير خلال 9 أعوام.. استشهاد 3 أطفال وجريحان بغارات العدوان السعودي الأمريكي على المدارس والممتلكات والمساعدات في اليمن
  • قراءة أولية لـ خطة العدو “ب” في مواجهة اليمــن
  • من دروس اليمن لأمريكا و”إسرائيل” (1)
  • 89 شهيداً وجريحاً بنيران العدو السعودي خلال شهر