صحيفة الاتحاد:
2025-01-11@23:49:30 GMT

مكتبات الإمارات والثورة الصناعية الـ 4

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

هزاع أبوالريش
تعد المكتبات في دولة الإمارات العربية المتحدة جامعات للتنوع الثقافي المعرفي، وموقعاً ريادياً لصقل المهارات العقلية والفكرية، بما تقدمه من محتويات ثقافية وأدبية وعلمية للقارئ، والباحث. وفي ظل التطور التقني والتقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، يحضر سؤال مهم حول مدى استفادة مكتبات الدولة من منجزات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية، وإلى أي مدى وصلت إليه اليوم.

بداية يؤكد الدكتور محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد، أن المكتبة نجحت في دمج أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي بشكل متكامل في جميع عملياتها، بما أسهم في تحسين تجربة الزوار وتعزيز الخدمات الرقمية، وعزز مكانة المكتبة كمنارة للمعرفة والإبداع في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. موضحاً، أن المكتبة وظفت الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع، عن طريق مبادرات وخدمات متنوعة، في مقدمتها مبادرة «عالم بلغتك»، التي تهدف لإزالة الحواجز بين الثقافات من خلال تقديم مجموعة من محتويات المكتبة المعرفية في مختلف التخصصات بأكثر من 8 لغات عالمية، منها الصينية والروسية والفرنسية، بما يتيح للقراء والباحثين الوصول إلى محتوى متخصص يدعم احتياجاتهم الأكاديمية والثقافية، ويتم توفيره بلغتهم الأم.

ويضيف المزروعي: «توفر المكتبة مجموعة من الخدمات الذكية التي تتيح للجمهور الوصول السهل والسريع إلى مصادر المعلومات والكتب التي يرغبون في قراءتها، وذلك عبر أنظمة البحث الذكية، والمستودع الذكي، والأرفف الذكية؛ مشيراً إلى تقديم مختبر «رقمنة الكتب» خدمات متميزة وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية الخاصة برقمنة المواد المعرفية، سواء الكتب النادرة أو الوثائق والمخطوطات». 
بوابة المعلومات 
من جانبه أطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية أحدث المنصات الرقمية للمكتبة الوطنية، والمتمثلة ببوابة المعلومات، وذاكرة الإمارات الرقمية على موقعه الإلكتروني nla.ae، وتندرج هاتان المنصتان ضمن استراتيجية الأرشيف والمكتبة الوطنية الهادفة إلى جمع الإنتاج المعرفي والفكري والثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإتاحة الوصول إلى كافة مصادر المعلومات على اختلاف وسائطها إلى جميع فئات المستفيدين داخل الدولة وخارجها على مدار الساعة.

أخبار ذات صلة شباب مبتكرون يدعمون شعار «صُنع في الإمارات» تكنولوجيا تحسين الإنسان!

يقول حمد الحميري، مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية: تأتي هاتان المنصتان ضمن سلسلة من مشاريع المكتبة الوطنية، وتمثلان همزة وصل بين المكتبة الوطنية ومجتمع المستفيدين، إذ تعد كل واحدة من المنصتين طريقاً سريعاً للوصول إلى المعلومات. ويضيف: سيشهد العام الجاري تطورات كثيرة وكبيرة جداً على صعيد المكتبة الوطنية، إذ يجري الاستعداد لإطلاق تطبيق الإيداع القانوني، والببليوغرافيا الوطنية، والفهرس الموحد الإماراتي، وستسهم هذه التطورات في بناء النظام الوطني للمعلومات الذي يحثّ عليه القانون الاتحاد رقم 7 لعام 2008 بشأن الأرشيف والمكتبة الوطنية.
ويتابع الحميري: هذا وقدم الأرشيف والمكتبة الوطنية ورشتين سلط الضوء فيهما على بوابة المعلومات، وعلى ذاكرة الإمارات الرقمية، فأوضحت الورشة الأولى أن بوابة المعلومات، هي منصة خاصة بالباحثين، حيث يمكنهم الاستفادة مما تقدمه البوابة من خدمات رقمية، وتعريف بما وصل إلى المكتبة الوطنية حديثاً، وبالأكثر مشاهدة فيما تعرضه المكتبة الوطنية، ويجيب على الأسئلة الشائعة التي تشغل الباحثين والمستفيدين. وسلطت الورشة الثانية الضوء على ذاكرة الإمارات الرقمية التي تعد خدمة سحابية تتطلب وجود الإنترنت والمتصفح فقط للاستفادة منها، وهي مستودع رقمي خاص بالمكتبة الوطنية، يحتوي على مصادر المعلومات المتنوعة، وتعكس هذه المنصة هوية الأرشيف والمكتبة الوطنية، والتي تتيح بحثاً موسعاً في مختلف مقتنيات المكتبة الوطنية، ويمكن الوصول إلى هاتين المنصتين عبر الموقع الإلكتروني للأرشيف والمكتبة الوطنية، أو عبر الرابط الخاص بكل واحدة منهما. مختتماً، ويواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية العمل من أجل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي الخاص بالمكتبات وتطبيقاته، وذلك بعد استكمال الخدمات الأساسية والخاصة بالمكتبة الوطنية.
يذكر أن المكتبة الوطنية خصصت برنامجاً تثقيفياً لمنتسبي الأرشيف والمكتبة الوطنية ولرواده، ومن أبرز فعالياته المحاضرات التالية: دور مؤسسات الترجمة في تعزيز التلاقح الثقافي وحوار الحضارات، وكتابة السيناريو للقصص القصيرة، وأندية القراءة.. التجربة والتأسيس والمستقبل، وواقع المكتبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبوظبي في أعقاب الحقبة البرتغالية، والعديد من الورش الخاصة بشؤون المكتبة الوطنية.

عبدالرحمن كلبت: «دبي للثقافة» تتبنى الحلول المبتكرة والخدمات الإلكترونية لتلبية متطلبات الجمهور
من ناحيته يؤكد عبدالرحمن كلبت، مدير إدارة المكتبات العامة في «دبي للثقافة» إلى حرص الهيئة على تعزيز مساهمة مكتبات دبي العامة في إثراء المشهد الثقافي المحلي، عبر ما تقدمه من مبادرات وبرامج ثقافية متنوعة، ويأتي ذلك في سياق جهود الهيئة بتحقيق الريادة في قطاع المكتبات. قائلاً: تحولت مكتبات دبي العامة إلى حاضنات إبداعية للكثير من البرامج والتجارب الثقافية والتعليمية الشاملة التي تقدمها «دبي للثقافة»، وتهدف من خلالها إلى توسيع آفاق زوار المكتبات وتهيئة بيئة تعليمية جاذبة للمبدعين والباحثين وأصحاب المواهب من كافة الأعمار، بفضل ما تمتلكه من مصادر غنية بالمعلومات، وما تقدمه من خدمات مبتكرة جعلت منها نموذجاً يحتذى به على مستوى المنطقة العربية.
ولفت كلبت إلى أن الأنشطة الأدبية والثقافية التي تنظمها المكتبات ضمن مبادرة «مدارس الحياة» و«صندوق القراءة» و«حديث المكتبات» وغيرها، تحظى بإقبال جماهيري لافت، حيث تعكس مدى اهتمام الهيئة بتحفيز أفراد المجتمع على تطوير مهاراتهم الثقافية والحياتية وصقل خبراتهم، وتشجيعهم على القراءة؛ مؤكداً، أن مكتبات دبي العامة صُممت وفقاً لأفضل المعايير العالمية الخاصة بقطاع المكتبات، عبر تبنيها للحلول المبتكرة وإلى تطوير منظومة عمل المكتبات وطرق إدارتها وتوفير مجموعة متنوعة من الخدمات الإلكترونية والذكية القادرة على تلبية متطلبات الجمهور على اختلاف فئاتهم، وتمكين الطلبة والباحثين والمتخصصين وعشاق القراءة للاستفادة منها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات المكتبات الثقافة التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فی دولة الإمارات العربیة المتحدة الأرشیف والمکتبة الوطنیة المکتبة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس – دي): نموذج عالمي للابتكار يدعم استراتيجية الإمارات الوطنية للفضاء

 

أصبحت الأقمار الاصطناعية النانوية من أهم الابتكارات التي أحدثت تحولاً جذرياً في قطاع تكنولوجيا الفضاء خلال العقد الأخير، حيث تتسم هذه الأقمار بحجمها الصغير وقدرتها على أداء وظائف متقدمة تشمل مراقبة الأرض والاتصالات، ودعم تطبيقات متنوعة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.
ويعكس برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس – دي) التزام الهيئة بالابتكار والاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتحسين العمليات التشغيلية لشبكات الكهرباء والمياه. ومنذ إطلاق القمرين الاصطناعيين النانويين “ديوا سات -1″ في يناير 2022 و”ديوا سات -2” في إبريل 2023، حققت الهيئة نقلة نوعية في تعزيز الكفاءة التشغيلية والتحكم في أنظمة الكهرباء والمياه باستخدام تقنيات حديثة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.
ترسيخ مكانة دولة الإمارات في قطاع الفضاء
قال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: “نستلهم برامجنا ومبادراتنا من الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة التي تسعى لترسيخ المكانة الريادية لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الفضاء وبناء قدرات علمية متقدمة للدولة في هذا المجال. ويجسد برنامج الهيئة للفضاء (سبيس – دي) التزامنا بتبني أحدث التقنيات العالمية لتكون دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة على مستوى العالم، حيث تسهم الأقمار الاصطناعية النانوية في تعزيز شبكة إنترنت الأشياء الأرضية، ما يفتح آفاقاً جديدة لتطبيقات مبتكرة في قطاع المؤسسات الخدماتية، انسجاماً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030 التي تهدف إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات في قطاع الفضاء.”
وأضاف معالي الطاير: “نهدف من خلال برنامج “سبيس – دي” إلى أن تكون تقنية الأقمار الاصطناعية النانوية مكملة لشبكة اتصالات إنترنت الأشياء لرفع كفاءة وفعالية عمليات الهيئة، إضافة إلى نقل المعارف والخبرات وتدريب الكوادر المواطنة في الهيئة، ونتطلَّع لتحقيق المزيد من الإنجازات بسواعد باحثي الهيئة الإماراتيين الذين أثبتوا تميزهم في تطوير وتشغيل القمرين الاصطناعيين النانونيين “ديوا سات- 1” و “ديوا سات- 2″ في مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.”
الأولى في استخدام الأقمار النانوية على مستوى العالم
مع إطلاق برنامج “سبيس – دي”، أصبحت هيئة كهرباء ومياه دبي أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم تطلق وتشغل أسطولها الخاص من الأقمار الاصطناعية النانوية لتحسين عمليات وصيانة وتخطيط شبكات الكهرباء والمياه. وتستخدم الهيئة البيانات التي يوفِّرها القمرين الاصطناعيين في مجموعة متنوعة من التطبيقات تشمل مراقبة درجة ملوحة مياه البحر والمد الأحمر وتسربات النفط بالقرب من محطات تحلية المياه، إلى جانب تقييم البنية التحتية. كما يتيح القمران الاصطناعيان بيانات تسهم في تحسين دقة التوقعات بحجم إنتاج الطاقة في محطات الطاقة الشمسية من خلال نماذج متطورة لتوقّع حالة الطقس.
ابتكار بإدارة إماراتية
يتم تشغيل البرنامج بواسطة فريق من الكوادر الإماراتية المؤهلة وفق أعلى المعايير العالمية، ما يعكس رؤية الهيئة لتطوير مهارات الشباب المواطن وتعزيز دورهم في قيادة مستقبل الابتكار في قطاع الفضاء. وتعتمد عمليات القمرين الاصطناعيين والتحكم بهما وإدارة البيانات التي يوفرانها على أحدث تقنيات الحوسبة السحابية المتقدمة ومحاكاة المدار وتكنولوجيا محطة الأقمار الاصطناعية الأرضية الحديثة.
نحو مستقبل أكثر استدامة
يدعم برنامج “سبيس – دي” رؤية هيئة كهرباء ومياه دبي لتعزيز استدامة خدماتها وابتكار حلول ذكية لدعم مدن المستقبل. ومن خلال هذا المشروع الطموح، تقدم الهيئة نموذجاً عالمياً يُحتذى به في استخدام تقنيات الفضاء لتعزيز الكفاءة ودعم الاستدامة البيئية لمستقبل أكثر إشراقاً واستدامة لنا ولأجيالنا القادمة.


مقالات مشابهة

  • المكتبة المدرسية
  • ماهيتها أهدافها ومقر انعقادها.. أبرز المعلومات عن "قمة المليار متابع"
  • سلطة وحكومة الجولاني في سوريا تفرض حذراً إقليمياُ أبرزها الإمارات التي تتبع سياسة التريث
  • رئيسة الجمعية الوطنية الصربية لـ«الاتحاد»: الإمارات تدعم جهود صربيا في تبني التقنيات المتطورة
  • «السيد القصير»: حزب الجبهة الوطنية سيعارض في الأمور التي لا تحقق صالح المواطن والدولة
  • تفاصيل الإطلاق الكامل للمنصة الوطنية الموحدة للطائرات بدون طيار في الإمارات
  • الجروان: منخفضات جوية متوقعة على الإمارات في هذه الأيام
  • برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس – دي): نموذج عالمي للابتكار يدعم استراتيجية الإمارات الوطنية للفضاء
  • مشيرب: «اغنيوة» داعم للوطن والثورة ومدافع عن كل حر تعرض للظلم