إنعقدت اليوم السبت بمدينة باماكو عاصمة جمهورية مالي المباحثات المشتركة بين السودان ومالي، حيث رأس الجانب السوداني رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، فيما رأس جانب جمهورية مالي الرئيس أسيمي غويتا.تركزت المباحثات حول علاقات البلدين وآليات تعزيز التعاون المشترك.وقال الفريق أول الركن البرهان في كلمته أمام جلسة المباحثات المشتركة، إن هناك آليات تم تشكيلها لمتابعة تقوية مجالات التعاون في التعليم والزراعة والصناعة، والعمل على تفعيل دور اللجان الوزارية المشتركة وضرورة التنسيق بين البلدين في محاربة الجماعات الإرهابية والمتمردين.

وأضاف رئيس المجلس السيادي أن هناك حملة إستعمارية تقودها دول ضد السودان.وذلك عن طريق دعم التمرد في السودان بهدف النيل من أمنه وإستقراره، مشيرا إلى العمليات الإرهابية التي ظل يقوم بها المتمردون ضد الشعب السوداني.وطمأن الفريق أول الركن البرهان، رئيس جمهورية مالي بأن النصر على المتمردين سيكون قريباً، مؤكداً عزم السودان على محاربة الإستعمار الجديد، مشيرا إلى التلاحم الشعبي الكبير مع القوات المسلحة والذي كان له القدح المعلى في تحقيق الإنتصارات الآخيرة.من جانبه أكد الرئيس أسيمي غويتا دعم جمهورية مالي للسودان في مواجهة ما يتعرض له من إستهداف، داعيا إلى الصمود والصبر حتى تحقيق النصر على هؤلاء المتمردين.وأشار إلى الخبرات الواسعة التي يتمتع بها السودان في مختلف المجالات، مؤكدا رغبة بلاده في توسيع أطر التعاون مع السودان في العديد من المجالات.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جمهوریة مالی

إقرأ أيضاً:

دين وقضايا المجتمع الراهنة – قراءة في المشهد السوداني المعاصر

زهير عثمان

تعكس الحالة الفكرية السودانية اليوم تعقيدات تاريخية وسياسية واجتماعية متداخلة، يغذيها إرث من الأيديولوجيات المتصارعة والتحديات الراهنة، أبرزها الحرب والتيارات الدينية المتشددة. يتطلب هذا الواقع قراءة معمقة لفهم الجذور والمآلات، خاصة في ظل التباينات بين الطروحات الفكرية وأثرها على تشكيل المجتمع والدولة.
أثر الأيديولوجيات في السودان و انكسار الأحلام الثورية
كما في الدول العربية الأخرى، شهد السودان تجارب حزبية وأيديولوجية استندت إلى رؤى ثورية تحررية. من الحزب الشيوعي إلى الحركات القومية والإسلامية، مرت البلاد بفصول من التنافس الأيديولوجي الحاد. ركزت هذه التيارات على بناء "الدولة الحصينة" أو "الدولة الإسلامية"، إلا أن النتيجة كانت سلسلة من الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
افتقرت هذه المشاريع إلى رؤية تنموية شاملة، مما جعل السودان، رغم موارده الضخمة، يعاني من الفقر والتخلف. في النهاية، أصبحت الأيديولوجيا أداة للسيطرة بدلاً من التحرر، حيث ركزت القوى الحاكمة على البقاء في السلطة بأي ثمن.
الدين والسياسة - علاقة معقدة ومأزومة
علاقة معقدة ومأزومة
منذ استقلال السودان، كان الدين عاملاً رئيسياً في تشكيل الهوية السياسية والثقافية للبلاد. استخدمته بعض التيارات كأداة لتحقيق الهيمنة السياسية، مما أدى إلى استقطاب حاد داخل المجتمع.
الحركات الإسلامية، على وجه الخصوص، قدمت نفسها كبديل للمشاريع العلمانية واليسارية، لكنها عانت من فشل في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية. تفاقمت الأمور مع صعود التيارات المتشددة، التي حولت الدين إلى مشروع أحادي يهدف إلى تهميش الآخر وإقصائه.
ومع ذلك، ظل التصوف الشعبي يمثل ملاذاً روحياً للكثير من السودانيين الذين وجدوا فيه قيم التسامح والتعايش بعيداً عن الصراعات الأيديولوجية. في المقابل، ظهر التصوف الصفوي بين المثقفين كحركة تحاول إعادة تأطير الروحانية السودانية في سياق فلسفي وحداثي، مما أكسبه جمهوراً جديداً بين النخب الثقافية.
وفي السنوات الأخيرة، برزت ظواهر جديدة من بينها الإلحاد كحالة احتجاجية من بعض الشباب ضد هيمنة الخطاب الديني التقليدي. إلى جانب ذلك، شهدت البلاد انتشاراً لفكر "الوجوديين الجدد" الذين تأثروا بالعولمة وأيديولوجيات الانتماء للإنسانية بدلاً من الإيمان برب أو إله، حيث يعتبرون التجربة الروحانية الفردية وسيلة لاستكشاف الذات بعيداً عن القوالب الدينية التقليدية.
الحرب والمجتمع و تمزقات وآفاق
الحرب الحالية في السودان ليست مجرد صراع على السلطة، بل هي نتاج لعقود من السياسات الإقصائية والفشل في بناء دولة وطنية جامعة. الحرب عمقت الانقسامات العرقية والدينية، وأصبحت مسرحًا لتجاذبات إقليمية ودولية.
في ظل هذا الوضع، يجد المجتمع السوداني نفسه عالقًا بين قوى الحرب والتيارات الدينية المتشددة، التي تحاول استغلال النزاع لتعزيز أجنداتها.

أفق الحل-نحو خطاب فكري جامع
تجديد الفكر الديني , لا يمكن تجاوز الأزمة السودانية دون مراجعة الفكر الديني. يحتاج السودان إلى خطاب ديني مستنير يعزز قيم المواطنة والتسامح، ويبتعد عن التوظيف السياسي للدين.

المصالحة الوطنية -يتطلب إنهاء الحرب حوارًا شاملًا يجمع جميع القوى الوطنية، بما في ذلك التيارات الإسلامية المعتدلة، لبناء عقد اجتماعي جديد.

إعادة بناء الدولة -يحتاج السودان إلى دولة مدنية قوية، تعيد الاعتبار للمواطنة وتحقق التنمية الشاملة. يتطلب ذلك تفكيك منظومات الفساد والاستبداد التي أرستها الأنظمة السابقة.

في ظل هذه التحولات، يظل مستقبل السودان مرهونًا بقدرته على تجاوز انقساماته الفكرية والسياسية. الدين، كما الحرب، يمكن أن يكون قوة هدم أو بناء، ويتوقف الأمر على مدى وعي المجتمع وقادته بضرورة بناء دولة حديثة تعترف بتعددية أبنائها وتعزز قيم العدل والمساواة
هذا الطرح ليس مثاليا ولكنه واقعي ومعقول في ظل الظروف الحالية بالسودان .

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • رئيس مالي يؤكد دعم بلاده للسودان
  • كيكل يبلغ البرهان بالسيطرة الكاملة على محلية ود مدني
  • البرهان: فتح جميع معابر ومنافذ إدخال المساعدات في السودان
  • البرهان يشكر الرئيس الأمريكي
  • رداً على حيدر إبراهيم: لماذا كانت الصحوة الإسلامية في جمهورية زرياب ثورية؟
  • البرهان يتوجه إلى جمهورية مالي
  • دين وقضايا المجتمع الراهنة – قراءة في المشهد السوداني المعاصر
  • البرهان يبدأ جولة افريقية ويزور أربع دول
  • محافظ الفيوم يبحث آليات التعاون المشترك بمشروع تطوير سلاسل القيمة المجتمعية للنباتات الطبية والعطرية بالمحافظة