مهما قصف العدوّ لن نفرِّطَ بالقضيّة الفلسطينية
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
عدنان علي الكبسي
مع الغارات المكثّـفة للعدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي للبلد، ومع تكثيف الغارات على محيط ميدان السبعين تزامنًا مع توافد الشعب بكل فئاته للحضور في مظاهراته الأسبوعية مساندة للشعب الفلسطيني، خرج الشعب اليمني في ميدان السبعين وكافة الساحات أثناء القصف شامخ الرأس، رافع الهامة، ليعلنها وبكل وضوح، وهو يقول كما قال قائده العظيم السيد المولى يحفظه الله: (لسنا قومًا مدللين، نحن معتادون للصراع، نحن أبناء الصراع، نحن قومٌ نقاتل ونجاهد ونحارب، ومتعودون على مواجهة المشاكل والتحديات مهما كان حجمها).
لن تخيف الشعب غاراتكم أيها الأنذال؛ لأَنَّه شعب متعود أن يعيش كُـلّ المشاكل، ونشأ بين المشاكل، عاش الحروب، وعاش كُـلّ الظروف.
نقول للأعداء: نحن الحمد لله متعودون جِـدًّا، وهذا التعود أفادنا ربما لهذه المرحلة، عشنا خلال المرحلة الماضية وأدواتكم وبدعم منكم تقصف وتدمّـر وتقتل وتفتك، أذنابكم قتلوا الآلاف من أطفالنا ونساءنا، دمّـروا منازلنا، قصفوا كُـلّ البنية التحتية، وما تقصفوه اليوم هو الذي قصفتموه عبر أدواتكم.
قصف العدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي للبلد لم يأت لنا بجديد، لم ننصدم بغاراته، ولم نتفاجأ بعدوانه، بل نحن متعودون لكل شيء، ما من جديد بالنسبة للشعب اليمني، معتادون على التضحية نحن أهل التضحية وحاضرون للتضحية، نحن قوم نحمل أرواحنا على أكفنا.
إذا كان الآخرون من حكومات وزعامات وطوائف وأحزاب من أبناء الأُمَّــة الإسلامية تسعى لتحول كُـلّ جهدها وطاقاتها وتصبها في خدمة “إسرائيل”، إذَا كانوا في سبيل أمريكا و”إسرائيل” يضحون ويخسرون ويقدمون المليارات استرضاء للإسرائيلي والأمريكي، فنحن حاضرون أن نقدم التضحيات في سبيل التحرّر من التبعية لأعداء الأُمَّــة، لأمريكا ولـ “إسرائيل”، شرف لنا أن نضحي في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان في غزة العزة.
شاء البعض من أبناء الأُمَّــة لأنفسهم في هذه المرحلة الحسَّاسة والتاريخية والمصيرية لأمتنا أن تكون جهودهم، وأن تكون اهتماماتهم، أن تكون خسائرهم البشرية والمادية، وأن تكون تضحياتهم لصالح أمريكا و”إسرائيل”، وشاء البعض أن يتفرج على جرائم العدوّ الصهيوني، وأن يغمض عينيه تجاه مشاهد المجازر الوحشية في قطاع غزة؛ فاليمنيون شاءوا لأنفسهم أن يكون موقفهم هو الموقف المشرف، الموقف المساند للمستضعفين، لا يقبلون بأن يتفرجوا ولا يحركون ساكنًا، أبوا إلا أن يواجهوا الاستكبار العالمي مهما كانت حجم التضحيات، وشرف كبير بأن يضحي في سبيل الله، أن يضحي في مواجهة العدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.
الشعب اليمني يخرج في المسيرات المليونية تحت القصف الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي، ليقدم رسالة قوية مفادها أننا سائرون على هذا المبدأ الأَسَاسي المساند للشعب الفلسطيني، لا فكاك عنه.
الشعب أصدر قراره الحاسم والذي لا يمكن أن يتراجع عنه مهما كانت حجم التحديات والتضحيات، لم ولن يتزحزح ومعنوياته عالية، فلا القصف يخيفه، ولا التدمير يوهن من عزمه، ولا القتل يضعف من قوته.
إذا كان العدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي منتظرين بغاراتهم إخافة الشعب اليمني ليتراجع عن موقفه المبدئي فلينتظروا المستحيل، والله لأن نتحوَّلَ إلى ذرات تُبعثَر في الهواء أشرف لدينا، وأحب إلينا، وأرغب إلينا، من أن نستسلم لكل أُولئك الأنذال، المجرمين، المفسدين في الأرض، الطواغيت، المتكبرين، من أن نخضع للأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، من أن نسكت عن جرائم العدوّ الإسرائيلي في فلسطين، وهذا هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون.
مهما كان ويكون وعلى الصهاينة والأمريكيون أن يوقفوا عدوانهم على غزة وبدون قيد أَو شرط.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: مهما کان أن تکون فی سبیل
إقرأ أيضاً:
طوقُ الشعب وعيْنُ القائد
خلود همدان
التحالف البريطاني السعوديّ ما بين الفشل العسكري والإخفاق الأمني الذريع، بعد فشل العدوّ الصهيوني من شل حركة الجبهة الكبرى لمُساندة الطوفان الفلسطيني يلجأ الكيان الغاصب لتحريك بعض الأنظمة العميلة لاستهداف الشعب اليمني في تعديً واضحً وصريح ويُحاول المساس بالسيادة اليمنية ومن كُـلّ الجهات يسعى هذا العدوّ لإضعاف هذه الجبهة وإغماد نيرانها المُستعرة سواءً في البحر أَو البر لَكن دون جدوى.
وهَـا هو اليوم أمام فشل مُدوٍّ على الصعيد الأمني، وتتحطم مؤامراته على صخرةٍ صُلبة وعلى أيدي رجال الأمن الشُّرفاء تتكشف كُـلّ المكائد التي أُحِيكت بإشرافً بريطاني وتدريب سعوديّ ويُنفذها عُملاء ومرتزِقة يمنيين باعوا أنفسهم مُقابل الدولار وقدموها قرابين لِقتلة الأطفال والنساء.
تحَرُّكٌ غير المسبوق من قبلِ العدوّ المُتمثل بِثُلاثي الشر غايته حرف بوصلة المواجهة اليمنية في مُساندة القضية الفلسطينية وإغراقهُ في سيناريوهات داخلية وتحقيق قاعدة الاستفراد بِغزة لكن ما نراهُ في الميدان غير ذلك، فاليمن يمتلك الإرادَة والثقة بالله والإيمان الصادق بِنصرته والعزمُ والتصميم على مواصلة المشوار الذي عليه تترتبُ نجاته، وفلاحه، وخلاصه من الخزي، وعذاب الله الألِيم ومن يخشى الله فلا يخشى سواه ومن أراد العزة من غيره أذلَّه الله، فالشعب، والأمن وكل الأحرار في هذا الوطن يمتلكون الوعيَ العالي واليقظة والحسَ الأمني الكبير وهذا ما تتطلبهُ المرحلة في مواجهة أهل الكتاب الذين عُرفوا على مرّ العُصور بالغدر والاستدراج ومن السمات البارزة فيهم تدبير المكائد والخيانة؛ لأَنَّهُم عدوٌّ مُرتبط بالشيطان بالدرجة الأولى.
فلنكن في خندقٍ ومترسٍ واحد قيادةً وشعبًا، وَإلى جانب رجال الأمن البواسل في إفشال المؤامرات والمخطّطات، ولنكن عين القائد في رصد تحَرّكات هذا العدوّ الأرعن الجبان.
ورسالة إلى العدوّ الصهيوني والبريطاني، والأمريكي، والسعوديّ وكلّ من يدور في فلكِهم: أية مؤامرة ضد بلدنا تهدف لإشغالنا عن القضية التي نتحَرّك؛ مِن أجلِها فَــإنَّ خياراتنا مفتوحة وأهدافنا سقفُها عالٍ فوق ما يتوقعه العدوّ والصديق في كُـلّ الميادين وعلى كافة الأصعدة ولن نألوَ جُهدًا في مواجهة أي عدوا يتحَرّك خدمةً للصهاينة كائنًا من كان.
واللهُ حسبُنا وهو ناصِرُنا وهو على كُـلّ شيءً قدير وهو بنصرِنا لَجديرٌ وكان بالمؤمنين رؤوفًا رحيمًا.