حكم توزيع الصدقات على الفقراء في المقابر.. دار الإفتاء ترد
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم توزيع الصدقات عند زيارة المقابر؟ فأنا خرجت في أوَّل يوم من رجب -على عادتي السنوية- إلى المقابر لزيارة أقاربي فقمت بتوزيع بعض الصدقات عند القبر، فأنكر عليَّ بعض الناس.
وقالت دار الإفتاء إنه من المقرَّر شرعًا جواز الصدقة عن الميت ووصول ثوابها إليه؛ وقد وردت جملة من الأحاديث النبوية الشريفة تدلُّ على ذلك؛ منها: ما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْهَا» متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ سعد بن عبادة رضي الله عنه توفِّيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» أخرجه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا، وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» أخرجه مسلم.
وقد أجمع الفقهاء على جواز الصدقة عن الميت ووصول ثوابها للمتوفَّى ولم يُعرف بينهم خلاف فيه.
أما بالنسبة لعادة بعض الناس في إخراج تلك الصدقة في زمان معين أو مكان محدد؛ وذلك نحو ما يفعله البعض من توزيع الصدقات في شهر رجب عند زيارة قبور الأقارب المتوفّين، وذلك بنية وهب ثواب إخراج الصدقة عند الميت، فهذا لا حرج فيه شرعًا، ويرجى وصول ثواب هذه الصدقة إلى المقصودين؛ وذلك لأن النصوص الواردة في جواز الصَّدقة عن الميت جاءت مطلقة، فيعم الجواز كل الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال ما لم يرد ما يُقيِّده، فإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة العموم أو الإطلاق فإنَّه يؤخذ على عمومه وسَعَته ولا يصح تخصيصه ولا تقييده بوجه دون وجه إلَّا بدليل، وإلَّا كان ذلك بابًا من أبواب الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وذكرت أن الصدقة في الأيام والشهور الفاضلة مستحبة شرعًا، فقد روي عن محمد بن مَسْلَمَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط".
وأوضحت أنه من المعلوم أنَّ شهر رجب من الأشهر الحرم التي رغَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناس في الإقبال على الطاعات فيها، وبالأخص ما يكون نفعه متعديًا؛ كالصدقات وإطعام الطعام.. ونحو ذلك.
فعن نُبَيْشَةَ رضي الله عنه قال: نادى رجل وهو بِمِنًى فقال: يا رسول الله، إنا كنا نَعْتِرُ عَتِيرَةً في الجاهلية في رجب، فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «اذْبَحُوا فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ، وَبَرُّوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَطْعِمُوا» أخرجه النسائي في "سننه".
وعن لقيط بن عامر رضي الله عنه أنَّه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إِنَّا كُنَّا نَذْبَحُ ذَبَائِحَ فِي رَجَبٍ فَنُطْعِمُ مَنْ جَاءَنَا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا بَأْسَ» قال وكيع: لَا أَتْرُكُهَا أَبَدًا. أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار".
وتابعت: في سر إطعام الطعام في هذا الشهر الحرام، وتقرير النبي صلى الله عليه وآله وسلم لثواب هذه العادة الماضية؛ لاستبقاء ما فيها من خير وثواب يناله كل مَن يطعم الناس وبالأخص الفقراء في هذا الوقت الفضيل.
وذكرت أن هذا أصلٌ في اختصاص شهر رجب بمزيد من الفضل والخير والبركة والأجر لمن زاد فيه من عمل الطاعات، وخاصة العبادات التي يكون النفع منها متعديًا للغير؛ كالصدقات.
وبناءً على ذلك: فالصدقة عن الميِّت جائزة ومستحبة شرعًا ويصل ثوابها له، سواء أكان التصدق عن الميت في شهر رجب، أو في غيره من الشهور، وهي في رجب وغيره من الأوقات الفاضلة أرجى ثوابًا، ولا حرج أيضًا في توزيع هذه الصدقات عند القبر أو في أي مكان يتوارد عليه المساكين والفقراء وذوو الحاجة؛ لأن الجواز يعمُّ جميع الأزمنة والأحوال والأماكن متى روعيت الضوابط والآداب، وليس ثمة دليلٍ شرعي يدل على تخصيص هذا الجواز، فقصره على زمن دون زمن، أو على حال دون حال، أو على مكان دون مكان يعدُّ تضييقًا لما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ويجب الالتزام مع ذلك بآداب زيارة القبور من عدم رفع الصوت، وكذا مراعاة المعايير الصحية والطبية في توزيع الصدقات إن كانت طعامًا أو شرابًا، ونحو ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الميت الصدقات المقابر القبور توزيع الصدقات المزيد النبی صلى الله علیه وآله وسلم توزیع الصدقات رضی الله عنه الصدقة عن عن المیت شهر رجب
إقرأ أيضاً:
دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب
ينبغي على كل مسلم إنّه يحرص على الدعاء وقت السحر أو عند الفجر، لإنه وقت تُرجى فيه الإجابة بإذن الله، سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لأمتي في بكورها"، وكان دائمًا يبدأ يومه بعد الفجر وما ينامش بعدها، وهذا يعني أن السعي للرزق من بداية اليوم يكون فيه بركة من الله سبحانه وتعالى.
ونصح النبي عليه الصلاة والسلام، ابنته السيدة فاطمة، وقال لها: "قومي يا فاطمة اشهدي رزق ربك، ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس"، وهذا الحديث الحديث رواه البيهقي.
ومن أجمل الأدعية اللي ممكن يدعي بيها المسلم وقت الفجر طلبًا للرزق:
دعاء الفجر للرزق
اللهم اغنني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمّن سواك.
اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، وافتح لي أبواب رزقك من غير تعب ولا كد.
اللهم بشرني بما يسرني، وادفع عني ما يضرني، وأبعد عني كل أذى.
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، إنا إلى الله راغبون.
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير.
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت.
دعاء الفجر للرزق والفرج
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين.
اللهم اقض دَيني، واغنني من الفقر، واكتب لي الفرج القريب والرزق الحلال الطيب.
دعاء للرزق قوي جدًا
اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كد، ولا تحملني ما لا طاقة لي به.
اللهم يا رازق السائلين، ويا أرحم الراحمين، ويا ذا القوة المتين، اجعل لي من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا، ومن كل بلاء عافية.
اللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين، ووفقني لما تحب وترضى، واغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين.
دعاء الفجر مستجاب
اللهم يا مسهل الشديد، وملين الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في شأن جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق.
اللهم بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بك.
يا رب لا تردني خائبًا، ولا تكلني إلى نفسي، وارزقني من فضلك العظيم، واغفر لي، فإنك أنت الغفور الرحيم.
أذكار الفجر:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"،
و"اللهم أجرني من النار" 7 مرات بعد صلاة الفجر، فإنها بإذن الله حرزٌ من النار إن مات العبد في يومه.
احرص على هذه الأدعية، فإنها مفتاح للرزق والفرج، ووسيلة للثبات والسكينة في يومك.