يمانيون../
أصبح الفساد ونهب المال العام والمضاربة بالعملة هو سيد الموقف داخل المحافظات المحتلة التي يعيش أبناءها موتاً بطيئاً جراء صعوبة الوضع المعيشي والاقتصادي وانعدام أبسط مقومات الحياة.

هذا الوضع المزري مغايراً لمعيشة العملاء والمرتزقة الذين يعيشون حياة الترف والرغد مع عائلاتهم خارج اليمن وحصولهم على مبالغ ضخمة تصرف لهم بالدولار شهرياً دون توقف مركزي عدن الذي كاد أن يشهر افلاسه وعجزه عن دفع رواتب الموظفين البسطاء في مناطق سيطرة العدوان.

وفي انهيار كارثي وخطير للاقتصاد يكشف حقيقة الوديعة السعودية، سجل الريال اليمني داخل مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، تدهوراً جديداً ومتسارعاً بعد أن تخطى قيمة الدولار الواحد، في تعاملات، السبت، حاجز الـ 2200 ريال.

وبحسب مصدر في البنك المركزي التابع لحكومة المرتزقة بعدن المحتلة، فإن العملة المحلية بمناطق سيطرة تحالف العدوان والاحتلال دخلت مرحلة جديدة وخطيرة، قد تصبح المسمار الأخير في نعش الاقتصاد.

دخول الاقتصاد في المحافظات الجنوبية، ناجم عن فشل وعجز حكومة المرتزقة عن اتخاذ أي إجراءات للحد من الانهيار الكارثي للعملة، بالرغم من إعلان الاحتلال قبل أيام، تقديم دعم جديد لأدواتها من أجل تحسين الوضعين الاقتصادي والمالي.

وعلى الرغم من اعلان الرياض عن تقديم وديعة جديدة لمرتزقتها مقدارها 500 مليون دولار، إلا أن ذلك لم يوقف الانهيار المتسارع للريال أمام العملات الأجنبية بعد أن تجاوز الدولار حاجز الـ 2200 ريال، بينما ظلت أسعار الصرف ثابتة بدون تغيير في مناطق حكومة صنعاء، حيث يستقر سعر صرف الريال اليمني أمام الدولار عند 538 ريالاً، والريال السعودي عند 140,20ريال يمني.

وكانت السعودية قد أعلنت مطلع الأسبوع الماضي، تقديم دعم جديد لحكومة الفنادق مبلغ نصف مليار دولار كدفعة واحدة، حيث تتضمن وديعة بقيمة 300 مليون دولار لدى البنك المركزي في عدن، تحسيناً للوضعين الاقتصادي والمالي، و200 مليون دولار لمعالجة عجز الموازنة.

من جانبه قال رئيس حكومة المرتزقة أحمد بن مبارك، إن إطلاق السعودية، الدفعة الرابعة من دعم الموازنة العامة وكذلك الدعم الجديد للبنك المركزي في عدن، ستمكن مركزي عدن من دفع مرتبات موظفي الدولة المتوقفة منذ شهور، أما محافظ البنك المركزي في عدن المحتلة الخائن أحمد غالب المعبقي، فقد أكد أن الوديعة السعودية جاءت في ظروف اقتصادية حرجة واستثنائية ومن شأنها أن تسهم في تخفيف حدة الأزمة المالية.

ورغم التصريحات المبشرة للعملاء والخونة، إلا أن تواصل انهيار العملة المحلية في عدن والمحافظات المحتلة أمام العملات الأجنبية بشكل متسارع، تكشف عن زيف وكذب تلك التصريحات الجوفاء التي لم يستفيد سكان عدن والمحافظات الجنوبية، شيئاً منها، بل على العكس فقد أدى التدهور الحاصل للريال إلى ارتفاع مخيف لأسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، وضاعف من معاناة وأعباء الأهالي، ناهيك عن انعدام الخدمات الضرورية والأساسية للمواطن وعلى رأسها الكهرباء، التي تنقطع لأكثر من 16 ساعة في اليوم الواحد.

من جانبه اعتبر المحلل الاقتصادي ماجد الداعري، تجاوز الدولار حاجز الـ2200 ريال في المناطق المحتلة، مؤشراً خطيراً على بدء مسلسل الانهيار الكارثي، متوقعاً تدهور متسارع يلقي بثقله على شتى مناحي الحياة المعيشية والاقتصادية، وسط ارتفاع مخيف لنسبة المجاعة في صفوف المواطنين.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه عدن المحتلة منذ سنوات أزمة اقتصادية حادة بعد انهيار العملة المحلية أمام بقية العملات الأجنبية الأخرى، في ظل استمرار الفساد داخل حكومة الفنادق المتورطة في نهب المال العام والمضاربة بالعملة، وفشلها في احتواء الأزمة وإيجاد حلول جذرية للتدهور الاقتصادي.

يذكر أن انهيار الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغياب الخدمات وانقطاع المرتبات دفع إلى انتفاضة شعبية غاضبة في مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة، وسط تجاهل الاحتلال وادواته لمعاناة المواطنين وعدم الاكتراث بما يحدث نظراً لتواجد جميع الوزراء والمسئولين المرتزقة خارج اليمن برفقة عائلاتهم.

هاني أحمد علي المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المحافظات الجنوبیة فی عدن

إقرأ أيضاً:

لبنان جاهز لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية مع السعودية

حسبما كشف نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري في مقابلة مع "الشرق".

الاتفاقيات التي يصل عددها إلى 22 اتفاقية جاهزة بالفعل للتوقيع، وتم إعدادها والانتهاء من صياغتها، حسب متري.

نائب رئيس الوزراء اللبناني اعتبر أن الدعم السعودي لبلاده هو الخطوة الأولى للدعم الدولي، لكنه لفت إلى تغيرٍ في طريقة تعاطي الجهات المانحة مع لبنان، إذ باتت هذه المساعدات مشروطة بالإصلاحات والشفافية والجدية.

أضاف: "هذا أمرٌ مشروع، وعلينا أن نستحق ثقة الدولة العربية والمجتمع الدولي".

كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استقبل الرئيس اللبناني جوزاف عون في الديوان الملكي بقصر اليمامة في الرياض، حيث بحثا "مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة تجاهها"، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".

وقال عون لدى وصوله إلى الرياض في الزيارة الخارجية الأولى له بها منذ توليه منصبه: "أتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سأجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين"، حسبما ذكرت الرئاسة اللبنانية.

مؤتمر دولي لدعم لبنان حول جهود إعادة الإعمار بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، أوضح متري أن "العمل جار على إنشاء صندوق مستقل عن إدارات الدولة التي تتعاطى قضايا المهجرين بالشراكة مع المؤسسات الدولية حتى يكتسب قدراً كافياً من المصداقية تجاه الجهات المانحة".

تابع: "هناك تردد عند الجهات المانحة، إضافة إلى أسباب عدّة لإحجام الجهات المانحة عن مساعدة لبنان في السنوات الأخيرة".

يحتاج لبنان لنحو 11 مليار دولار لتحقيق التعافي وإعادة الإعمار، وفقاً لتقرير صادر عن البنك الدولي يرصد الأضرار والخسائر والحاجيات في عشر قطاعات رئيسية، تم إعداده بناء على طلب من الحكومة اللبنانية.

وقدرت المؤسسة الدولية أن قطاعات البنية التحتية تتطلب تمويلات من القطاع الحكومي بما بين 3 إلى 5 مليارات دولار، بينما تحتاج قطاعات الإسكان والتجارة والصناعة والسياحة لتمويل من القطاع الخاص يتراوح بين 6 و 8 مليارات دولار.

متري ذكر في سياق متصل أن فرنسا مستعدة لاستضافة مؤتمر لدعم لبنان، مشيراً إلى أن الفرنسيين اقترحوا أفكاراً تهدف إلى اجتماع تحضيري ثم مؤتمر، أو دمج الاثنين معاً في وقت لم يتحدد.

أضاف أن المؤتمر من المرجح أن يغلب عليه طابع المساعدات الإغاثية وإعادة الإعمار، وأن هناك مؤتمراً آخر يتخذ طابعاً استثمارياً من أجل جذب المستثمرين إلى لبنان وإقامة شراكات.

ملف النازحين

البند الأول في أي حوار سوري - لبناني سيكون عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، وفق متري، الذي أشار إلى أن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين، بما في ذلك الحكومة، يؤيدون الإسراع في تأمين عودة النازحين السوريين أو القسط الأكبر منهم إلى بلادهم.

وذكر متري أرقاماً متداولة تفيد بأن مئات الآلاف من السوريين من الممكن تأمين عودتهم السريعة "إن توفر بعض المال"، حسب تعبيره.

كان الرئيس اللبناني أكد في مقابلة خاصة مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن "المواضيع الأكثر إلحاحاً مع سوريا هي ضبط الحدود وعودة النازحين".

 

مقالات مشابهة

  • ضمن مساعيه لمعالجة انهيار العملة.. البنك المركزي يعلن فتح مزاد لبيع 30 مليون دولار
  • حكمت الهجري: حكومة دمشق متطرفة ومطلوبة للعدالة .. فيديو
  • إدراج صكوك بقيمة مليار دولار من حكومة رأس الخيمة بـ«ناسداك دبي»
  • لبنان جاهز لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية مع السعودية
  • ناسداك دبي ترحب بإدراج صكوك بقيمة مليار دولار من حكومة رأس الخيمة
  • انهيار تيسلا في وول ستريت.. كم خسر ماسك منذ تولي ترامب الرئاسة؟
  • قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة في منطقة الخشعة بمحافظة حضرموت المحتلة
  • انهيار حكومة البرتغال بعد خسارة تصويت على الثقة
  • أبناء محافظة حضرموت يحملون حكومة المرتزقة مسؤولية انهيار منظومة الكهرباء
  • الأزمة الاقتصادية في إيران.. حكومة طهران تواجه صعوبات في زيادة الأجور