يمانيون../
مضى عام من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن الذي بدأ في جمعة رجب 1445هـ الموافق 12 يناير كانون الثاني الموافق 2024م، بهدف حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، غير أن الفشل كان سيد الموقف.

كان الهدف من الدخول المباشر للأمريكيين والبريطانيين هو ردع اليمن، وإيقاف عملياته المساندة لغزة، لكن مع مرور الأشهر تحول العدوان إلى عبء كبير على واشنطن جراء الضربات العسكرية اليمنية المنكلة بالبوارج والقطع الحربية والسفن التجارية التابعة لأمريكا وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.

ويمكن القول إن عاماً من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، قد حول اليمن إلى قوة عسكرية كبرى، تمكنت من اذلال أمريكا في البحار، ما دفع حاملات الطائرات والبوارج والمدمرات للهروب والتواري بعيداً عن مياه البحر الأحمر، واستطاع اليمن أن يتسَّيد على أمواجه المتلاطمة ومياه الدافئة.

بدأت القوات المسلحة اليمنية مهاجمة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر في إطار المساندة لغزة التي تعرض سكانها لحرب إبادة جماعية إسرائيلية وحصار غاشم لا مثيل له في تاريخ الحروب، حيث وضعت شرطاً واحداً لإيقاف عملياتها والمتمثل بإيقاف العدوان والحصار على غزة.

وفي خطاب تاريخي للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في العاشر من أكتوبر تشرين الأول -أي بعد ثلاثة أيام من طوفان الأقصى- أكد السيد عبد الملك أن اليمن لن يقف متفرجاً حول ما يحدث في غزة، وأطلق عبارته الشهيرة “لستم وحدكم”، مؤكداً أن اليمن سيتدخل في إسناد غزة، إذا ما تدخلت أمريكا وساندت العدو الإسرائيلي.

كانت كرة الثلج تتدحرج بسرعة هائلة، حيث دخلت أمريكا بكل ثقلها لدعم العدو الإسرائيلي، وارتكبت مجازر مهولة ضد المدنيين في غزة، ما دفع اليمن للتدخل المتدرج، بدءاً بإطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة باتجاه “ايلات” المحتلة، مروراً بمنع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، والاستيلاء على سفينة “جلاكسي” في 19 نوفمبر تشرين الثاني 2023م، ثم استهداف كل السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية في فلسطين المحتلة.

كل هذه العمليات النوعية وتسارعها أزعج الولايات المتحدة الأمريكية، والتي رأت أنها معنية بدلاً عن “إسرائيل” في تأديب اليمنيين، ومنع عملياتهم في البحر الأحمر، لذلك نشطت واشنطن على كافة الأصعدة، بغية إقناع الدول لتشكيل تحالف عسكري ضد اليمن، حيث صرحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في 6 ديسمبر كانون الأول 2023م بأنها تعمل على إنشاء “قوة بحرية” متعددة الجنسيات لصد ما سمته هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وفي يوم 18 ديسمبر كانون الأول، وأثناء جولة له في الشرق الأوسط أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عقب اجتماع افتراضي له مع وزراء ومسؤولين لأكثر من 40 دولاً، فضلاً عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، عن تشكيل هذا التحالف، الذي أُطلق عليه “حارس الازدهار”- تحت مظلة “القوات البحرية المشتركة” المتعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، و”القوة 153″ التابعة لها، والتي تعمل في مجال مكافحة النشاطات غير المشروعة في البحر الأحمر والقرصنة وتجارة المخدرات، وتأمين حرية الملاحة.

وبعد مرور 3 أيام وتحديداً يوم 21 ديسمبر كانون الأول، أعلن البنتاغون أن أكثر من 20 دولة وقعت على المشاركة في التحالف، ومنها (بريطانيا، وكندا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج، وإسبانيا، والبحرين، وسيشل، واليونان وأستراليا)، إضافة إلى الولايات المتحدة، في حين فضلت دول أخرى عدم الكشف عن مشاركتها، كما نأت الدول العربية بنفسها عن المشاركة في التحالف، لاسيما السعودية، والإمارات.

كان يفترض أن تسعى واشنطن لوقف الحرب ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، بدلاً من تحشيد الدول لضرب اليمن الذي يجيز له القانون الدولي بالتدخل الإنساني لمناصرة غزة، وربما كانت واشنطن تعتقد أن هذا الإعلان وتشكيل التحالف سيرعب اليمنيين، وسيجبرهم على التوقف، وعدم مساندة غزة، لتصبح بعد ذلك المنطقة العربية في خانة المتفرجين أمام حرب الإبادة الأمريكية الصهيونية في القطاع.

لكن اللافت أن بوادر الفشل الأمريكي كانت جلية وواضحة منذ بداية تشكيل “تحالف الازدهار”، فالدول العربية نأت بنفسها عن الانضمام والمشاركة، ولا سيما السعودية والإمارات، خشية من تعرضهما لضربات انتقامية من اليمن الجريح الذي عانى لعشر سنوات من القصف السعودي الإماراتي الوحشي، أضف إلى ذلك أن الكثير من الدول خرجت من التحالف، ولم يتبق مع أمريكا سوى 10 دول، ثم تضاءل العدد، لتصبح أمريكا وبريطانيا فقط هما المتصدرتان للمشهد.

جمعة رجب.. بداية العدوان

مضت أمريكا وبريطانيا إلى الأمام، واختارت واشنطن جمعة رجب لتكون انطلاقة لتنفيذ الغارات المباشرة على اليمن، والتي كانت عشية 12 يناير كانون الثاني 2024م، حيث استيقظ اليمنيون على هذه الأنباء، والنشوة الأمريكية بقصف ما سمته مواقع للحوثيين في الحديدة وصنعاء، مدشنة بذلك فصلاً جديداً من فصول العدوان والمؤامرة على اليمن، بعد أن كانت في أوقات سابقة تتخذ من الدول العربية ولا سيما السعودية مطية، وواجهة في الحرب على اليمنيين، وإلى جانبهم المرتزقة والعملاء اليمنيين.

تجاهلت واشنطن الإصغاء للنصائح بعدم المغامرة في اليمن، ومنها نصيحة الباحثة في مؤسسة “راند” ألكسندرا ستارك، ومؤلفة كتاب “نموذج اليمن” التي كتبت مقالاً في مجلة “فورين أفيرز” تحت عنوان:” لا تقصفوا الحوثيين.. فالدبلوماسية الهادئة كفيلة بوقف الهجمات في البحر الأحمر”.

وخلال عام من العدوان على اليمن، لجأت أمريكا وبريطانيا إلى استخدام أسلحة متنوعة في قصف المواقع العسكرية والحيوية لليمن، حيث بلغ عدد الغارات 931 غارة وقصفاً بحرياً، كما بلغ عدد الشهداء 106 شهيداً، وعدد المصابين 314، وفق لما ذكره السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطاب له يوم الخميس 2 يناير الماضي.

من ضمن ما لجأت إليه واشنطن استخدام قاذفات بي2 في 17 أكتوبر تشرين الأول 2024م، حيث استهدفت بهما محافظة صعدة وصنعاء، وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حينها إن القوات الجوية الأميركية نفذت ضربات دقيقة على 5 مواقع لتخزين الأسلحة تحت الأرض بمناطق يسيطر عليها “الحوثيون” باليمن، موضحاً أن الضربات تمت بموافقة الرئيس بايدين وشاركت فيها قاذفات “بي2”.

والواقع أن استخدام هذا النوع من القاذفات من طائرات شبح أمريكية له الكثير من الرسائل والدلالات، لا سيما وأن الولايات المتحدة ليس لديها إلا نحو 15 قنبلة من هذا النوع، وكان تصنيعها مرتبطاً منذ البداية بالتهديدات التي تشكلها المنشآت النووية لكوريا الشمالية وإيران، بما في ذلك موقع “نطنز” الشهير، جنوب طهران، المحفور جزئياً تحت الجبل.

مأزق حاملات الطائرات أمام القدرات اليمنية

دخلت واشنطن في حرج كبير، وبعد مرور عام من عدوانها على اليمن، أدركت خطورة ما أقدمت عليه، ومغبة تجاهل النصائح، فالغارات والقصف الجوي على اليمن، لم يؤثر عليه اطلاقاً، بل ساهم في تطوير القدرات العسكرية اليمنية.

وبدلاً من إيلام اليمنيين في هذه المعركة، وردعهم عن مساندة غزة، استطاع اليمن من خلال قدراته العسكرية أن يحول البحرين الأحمر والعربي، إلى جحيم للبوارج والقطع الحربية الأمريكية، وحاملات الطائرات.

ويؤكد السيد القائد عبد الملك الحوثي أن اليمن تحدى أمريكا ببارجاتها وأساطيلها الحربية في البحار بعد أن أعلنت عليه العدوان وثبت ولم يتراجع عن موقفه أبداً، وأن اليمن استهدف حاملات طائرات أمريكا التي ترهب الكثير من الدول والأنظمة والحكومات وكانت تخيف بها من ينافسها من القوى الدولية، مشيراً إلى أن اليمن استهدف حاملات الطائرات بدءاً “بايزنهاور” التي هربت من البحر الأحمر منهزمة ذليلة مطرودة ومستهدفة، كما أن حاملة الطائرات “ابراهام لينكولن” أصبحت خائفة من أن تبقى في بحر العرب، وعادت أدراجها من حيث أتت.

وأمام الجرأة اليمنية في استهداف حاملات الطائرات الأمريكية والبوارج والمدمرات، اضطرت “ايزنهاور” للهروب، بعد هجمات واسعة في يونيو حزيران الماضي، ولم تتمكن “روزفلت” من الدخول إلى البحر الأحمر، لأن السيد عبد الملك الحوثي أكد أنها ستكون قيد الاستهداف إذا دخلت إلى البحر الأحمر.

ثم هربت الحاملة “ابراهام لينكولون” من موقعها في البحر العربي، بعد استهدافها بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة أثناء تحضير أمريكا لتنفيذِ عملياتٍ معاديةٍ تستهدفُ اليمن في 12 نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

لكن أمريكا لم تستوعب الدرس أبداً، فأرسلت حاملة طائرات جديدة إلى البحر الأحمر “هاري ترومان”، وبدأت غاراتها على اليمن، فاضطرت القوات المسلحة اليمنية استهدافها 3 مرات، وإفشال هجوم جوي كبير على اليمن.

في الهجوم الأول نفذ الجيش اليمني في 22 ديسمبر كانون الأول هجوماً بـ 8 صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيرة على “ترومان” ونجحت القوات اليمنية في إسقاط طائرة إف 18 وذلكَ أثناءَ محاولةِ المدمراتِ التصديَ للمسيراتِ والصواريخِ اليمنية.

أما الهجوم الثاني، فقد استهدف الحاملة “ترومان” في 31 ديسمبر كانون الأول بعدد كبير من الطائراتِ المسيرةِ والصواريخِ المجنحةِ أثناءَ تحضيرِ القواتِ الأمريكيةِ لشنِّ هجومٍ جويٍّ كبيرٍ على اليمن، ثم استهدفت القوات اليمنية الحاملة “ترومان” بصاروخين مجنحين وأربعِ طائراتٍ مسيرةٍ شماليَّ البحرِ الأحمرِ وذلكَ أثناءَ تحضيرِ العدوِّ الأمريكيِّ لشنِّ هجومٍ جويٍّ كبيرٍ على اليمن، وقدْ أدتِ العمليةُ بفضلِ اللهِ إلى إفشالِ الهجوم، وذلك في 6 يناير كانون الثاني من العام الجاري 2025م.

ومن الإنجازات للقوات المسلحة اليمنية خلال عام من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن اسقاط 14 طائرة مسيرة من نوع MQ9 ، إضافة إلى اغراق عدد من السفن البريطانية.

صدى البلاد الأسبوعية – نوال النونو

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: دیسمبر کانون الأول الولایات المتحدة أمریکا وبریطانیا حاملات الطائرات فی البحر الأحمر من العدوان عبد الملک على الیمن أن الیمن عام من

إقرأ أيضاً:

القبائل اليمنية: نفير عام وتفويض مطلق ورسائل تحدٍ لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني

يمانيون../
في مشهدٍ تعبوي غير مسبوق، شهدت مختلف المحافظات اليمنية لقاءات قبلية مسلحة وموسعة، أعلنت من خلالها قبائل اليمن النفير العام، مجددةً العهد والولاء والتفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي- يحفظه الله.

وفي تأكيدٍ على الجهوزية الكاملة لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني، ومؤامراته ضد اليمن وفلسطين، شهدت اليمن خلال الساعات الـ 48 الماضية، استنفارًا قبليًّا مسلحًا، في مختلف المحافظات اليمنية، قدموا من خلالها العديد من رسائل التحدي والثبات.

تم رصد جموع المحتشدين، ووثق معظم اللقاءات، وتناول مختلف البيانات والرسائل، التي جاءت في صوتٍ واحد وموقفٍ واحد، بإعلان أبناء القبيلة اليمنية لوثيقة الشرف القبلي، تأكيدًا على ثبات الموقف الداعم لتوجهات القيادة والمناصر لغزة.

من مديرية صنعاء الجديدة بمحافظة صنعاء، وفي لقاءٍ قبلي مسلح، أعلنت القبائل البراءة التامة من الخونة والعملاء، وأكدت أنها ستقابل التصعيد بالتصعيد، معلنة التوجه للمشاركة الفاعلة في دورات “طوفان الأقصى” التعبوية، في تعبير عن استعدادها العملي للمواجهة.

كما أعلنت قبائل أرحب، اليوم الأربعاء، في لقاءٍ مسلح جهوزيتها العالية والنفير العام لمواجهة العدوان الثلاثي على اليمن، والتصدي بقوة للمرتزقة والخونة والعملاء، معلنين البراءة منهم وكل من يمت للعدوين الأمريكي والإسرائيلي بصلة، مؤكدين وقوفهم صفًا واحدًا خلف القيادة، داعين القوات المسلحة إلى تنفيذ المزيد من العمليات.

وفي محافظة صعدة، عقدت قبائل همدان بن زيد، اليوم الأربعاء، لقاءًا قبليًّا مسلحًا، إعلانًا لوثيقة الشرف القبلية وحالة النفير والبراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل، مؤكدين أن قبائل همدان بن زيد في أوج قوتها وحاضرة لكل ما يتطلب في سبيل اسناد غزة والدفاع عن يمن الجهاد.

بدورهم قبائل آل يزيد في مديرية منبه أعلنوا النفير العام، والبراءة من عملاء أمريكا و”إسرائيل”، مؤكدين في اللقاء المسلح، ثباتهم على الموقف المساند مع غزة ومواجهة العدوان الأمريكي، وجددوا التفويض المطلق للسيد القايد.

وفي محافظة تعز، نظمت قبائل مديرية مقبنة لقاءً قبليًّا مسلحًا وبارزًا أعلنت خلاله التوقيع على وثيقة الشرف القبلية، وموجهة رسائل شديدة اللهجة للعملاء، مؤكدة موقفها الثابت في نصرة غزة ومقاومتها الباسلة.

كما أعلن لقاءان قبليان مسلحان ومنفصلان لأبناء مديرية ماوية والمربعين الشرقي والجنوبي بمديرية التعزية، للنفير العام والجاهزية العالية لمواجهة العدوان الصهيو أمريكي على اليمن والبراءة والتصدي بقوة للمرتزقة والعملاء، مؤكدين رفع يد الحماية عن كل خائن يشارك العدو في جرائمه ويعبث بأمن الوطن واستقراره.

وإلى محافظة إب، حيث احتشدت قبائل “السبرة، يريم، وريف إب” في لقاءاتٍ قبلية مسلحة منفصلة، أمس الثلاثاء، أكدت خلالها البراءة من عملاء الداخل والخارج، ونددت بجرائم العدوان الأمريكي، مجددة التفويض للقيادة الثورية في اتخاذ كل الخيارات الرادعة.

واليوم الأربعاء، أعلنت قبائل مديرية الشعر في لقاءٍ قبلي مسلح النفير العام، مجددين العهد والولاء والتفويض للسيد القائد، والتأكيد على ثبات الموقف محذرين كل من يتورط بالتعاون مع العدو الأمريكي، وداعين الجهات الأمنية للضرب بيدٍ من حديد كل من تسول له نفسه من الخونة والمنافقين.

أما في أمانة العاصمة، فقد نظّم أبناء مديريات “معين، الصافية، والتحرير”، لقاءات حاشدة أعلنوا فيها الجاهزية الكاملة، وفوّضوا القيادة الثورية في الرد المناسب على العدوان، موجهين التحية للقوات المسلحة اليمنية على عملياتها النوعية نصرة لغزة.

وفي لقاءين قبليين منفصلين لأبناء مديريتي “السبعين وشعوب”، أعلن النفير العام، مجددين تفعيل وثيقة الشرف القبلية، والبراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل، ومباركين عمليات القوات المسلحة، مؤكدين دعمها بكل ما يستطاع من مالٍ ورجال، داعين المجتمع اليمني للتعاون مع الأجهزة الأمنية في حماية الجبهة الداخلية.

وفي محافظة ذمار، نظم مشايخ ووجهاء وأعيان مديرية وصاب السافل، اليوم الأربعاء، لقاءَا قبليًّا مسلحًا، إعلانًا للنفير العام، مؤكدين براءة القبيلة ورفع يد الحماية عن كل خائن يشارك العدو في جرائمه ويعبث بأمن واستقرار اليمن، مؤكدين استمرارهم في أنشطة التعبة العامة ودورات طوفان الأقصى اسنادا لغزة وانتصار لمظلوميتها.

وفي محافظة حجة، عقدت قبائل ومشايخ ووجهاء مديريات حجة لقاءًا موسعًا ومسلحًا، لإعلان وثيقة الشرف القبلية، مؤكدين أن ساحاتهم لن تكون مرتعًا وملجأ لأي عميل خائن يُشارك العدو جرائمه الوحشية.

بدورهم؛ استنفر أبناء قبائل “مديرية عبس، ومديرية أفلح اليمن، وقبائل أنهم الشرق والغرب بمديرية كشر”، في لقاءاتٍ قبلية مسلحة منفصلة اليوم الأربعاء، معلنين وثيقة الشرف القبلية، والبراءة من العملاء والخونة، مؤكدين أنهم سيتعاملون معهم كمجرمين كتعاملهم مع العدو الأمريكي والإسرائيلي.

وإلى محافظة عمران، حيث استنفرت قبائل “مديرية ظليمة، وقبائل مديرية صوير”، في لقاءين منفصلين، معلنين النفير العام والجهوزية العالية للتصدي للعدوان، وتفعيل وثيقة الشرف القبلية، مؤكدين البراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل، ومجددين الولاء والتفويض المطلق للسيد القائد.

وإلى محافظة ريمة، حيث أعلنت قبائل مديرية مزهر، النفير العام، مجددين البراءة من العملاء والخونة، مؤكدين الجاهزية العالية للتصدي لأي تصعيدٍ قد يقدم عليه المرتزقة خدمة للكيان الصهيوني، مجددين العهد والتفويض للسيد القائد في تنفيذ كل الخيارات الخاصة بمواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي البريطاني الصهيوني.

وإلى محافظة البيضاء، حيث عقد لقاءين قبليين مسلحين منفصلين، لقبائل مديريتي “ذي ناعم والملاجم”، أعلن المستنفرون في اللقاءين، الاستعداد الكامل والنفير العام والجهوزية العالية، لمواجهة الأعداء والعملاء والخونة، مؤكدين تفعيل وثيقة الشرف القبلية والاستمرار بكل أنواع الدعم والمساندة رسميًا وشعبيًا بالتعبئة العامة والمقاطعة الاقتصادية.

رسائل اللقاءات القبلية المسلحة في عموم المحافظات :

تفويض مطلق للقيادة الثورية السياسية والعسكرية في اتخاذ أي قرار تصعيدي ضد أمريكا و”إسرائيل”، مؤكدين أن رهانه على شعبه وقبائله لن يخيب وسيكونون أهلًا لهذا الرهان.
البراءة القبلية التامة من العملاء والخونة والمرتزقة والمتواطئين مع العدو أو يعملون على خدمته.
المباركة الكاملة لعمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وعمق العدو، ودعمها بكل ما يستطاع من مالٍ ورجال وعُدة وعتاد.
تجديد الصلح العام بين مختلف القبائل، وفعيل وثيقة الشرف القبلي، وتوحيد الصف الداخلي للحفاظ على الجبهة الوطنية الداخلية من أي اختراق.
الاستنفار العام والتحرك التعبوي الاسنادي والدفاعي المنظم استعدادًا لأي مواجهة محتملة مع قوى الاستكبار العالمي، واستمرار البرامج والأنشطة والفعاليات ودورات التعبئة العامة دعمًا لغزة.
توجيه رسائل التحدي والثبات والصمود للمعتوه ترامب والعدو الصهيوني.
الدعوة إلى تفعيل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.
عدم التهاون والسماح مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن.
ثبات الموقف الإيماني والأخلاقي المناصر والداعم للقضية الفلسطينية ولمظلومية أهلنا في غزة.
إدانة استمرار المجازر الصهيونية المروعة بحق أهالي غزة، وكذا الجرائم الأمريكية البريطانية بحق اليمنيين، واستنكار الصمت العربي والدولي المطبق إزاء هذه المجازر.
التأكيد على أنهم سيكونون عونًا للدولة والجهات الأمنية في حماية الجبهة الداخلية وملاحقة خلايا الرصد والتجسس.
ولإخوة الجهاد في غزة وعدت القبيلة اليمنية أنّ اليمن وقائده وجيشه وشعبه وقبائله معهم والله معهم ولن نترككم وحدكم.
رسائل تعكس عظمة الانتماء للهوية الإيمانية وتجسيد نخوة القبائل ونجدتها وأعرافها.
تفعيل وثيقة الشرف القبلي:

وفي مشهدٍ يجسد رمزية الوحدة الوطنية، لم تغب وثيقة الشرف القبلية عن هذه الفعاليات، إذ أُعلن توقيعها في جميع اللقاءات، ما يعكس تماسك القبيلة اليمنية في وجه العدوان.

وتمثّل الوثيقة إعلانًا جماعيًا لكل أبناء القبيلة اليمنية عن البراءة والالتزام، وترسيخًا لقيم التضامن والكرامة الوطنية.

تشير كل هذه الفعاليات المتزامنة إلى أن الموقف الشعبي والقبلي لم يعد في إطار ردة الفعل، بل بات في حالة مبادرة واعية ومنظمة، تتماهى مع التحرك السياسي والعسكري لليمن في الساحات الخارجية، خصوصاً في ظل الانخراط العميق في معركة “طوفان الأقصى”.

كما أن حجم التنسيق بين المحافظات والمديريات يعكس مستوى عالياً من الانسجام الوطني والوعي الجمعي، ويؤكد أن مشروع العدوان الأمريكي الإسرائيلي لن ينجح في تفكيك الجبهة الداخلية اليمنية، بل يواجه اليوم أعنف موجة رفض شعبي وقبلي مسلح منذ بدء العدوان.

الرسائل التي بعثتها هذه اللقاءات القبلية المسلحة واضحة ومباشرة، تؤكد أن اليمن قبلياً وشعبياً في كامل جهوزيته، ولا مكان للحياد في معركة المصير، وفي وجه التصعيد الأمريكي الصهيوني، فإن النفير العام اليوم لا يُترجم فقط في الساحات، بل يمتد إلى ميادين الجهاد، ووراء قرار قائد الثورة الذي فُوِّض تفويضاً مطلقاً من قبائل اليمن قاطبة.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي يمدد نشر حاملة الطائرات هاري ترومان بالبحر الأحمر
  • هل سقطت «إف-18» فقط.. أم سقطت معها هيبة أمريكا في البحر الأحمر؟
  • اعلام بريطاني: نحن نتبع أمريكا في اليمن مثل “الكلب”
  • الرواية اليمنية لسقوط الـ«F-18»… ضربة عسكرية ورسالة استراتيجية تعمّق الورطة الأمريكية
  • القبائل اليمنية: نفير عام وتفويض مطلق ورسائل تحدٍ لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني الـ10 عن آثار العدوان على اليمن
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني العاشر عن آثار العدوان على اليمن
  • جماعة “أنصار الله” تعلن منع مرور السفن البريطانية في البحر الأحمر
  • بعد إسقاط طائرة “إف 18”.. وسائل إعلام صينية تسخر من فشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • وزارة العدل اليمنية: 2303 شهداء وجرحى منهم 214 طفلاً و67 امرأة جراء العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن