العدوان الثلاثي على اليمن.. استعراضُ العجز الاستراتيجي وانعدام الخيارات!
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
يمانيون../
في الوقت الذي تستمرُّ فيه وتيرةُ التصعيد اليمني ضد العدوّ الصهيوني بالتزايُدِ بشكل ثابت ضِمْنَ المرحلة الخامسة من عمليات الإسناد، وتتزايدُ معها وتيرةُ استهداف البحرية الأمريكية، في مشهدٍ يعكسُ سيطرةً واضحةً على مجريات كُـلّ مسارات المواجهة.
جاء الاعتداءُ المتزامِنُ الأولُ على اليمن، الجُمعة، من قِبَلِ ثلاثي معسكر الصهيونية (العدوّ الإسرائيلي، وأمريكا، وبريطانيا) ليبرز المزيد من دلائل فشل وعجز هذا الثلاثي على مستوى كُـلّ طرف فيه وعلى مستوى “التنسيق” بين تلك الأطراف، فعلى عكس صورة “الردع” المزيفة التي كان يأمل العدوّ أن يرسُمُها من خلال العدوان المتزامن والتهديدات التي رافقته، ظل واقع الانسداد السياسي والتكتيكي والعملياتي هو المتصدر لواجهة المشهد، بدءًا بتقييمات العدوان نفسه، وُصُـولًا إلى أصدائه في وسائل إعلامه ومراكز دراساته.
العدوانُ الذي أعلن العدوُّ الصهيوني أنه تم “تنسيقُه تكتيكيًّا” ليتم بشكل متزامن، لم يأتِ في الحقيقة بأي جديد على المستوى التكتيكي والعملياتي المتعلق بأهداف “الردع” التي يريد العدوّ تحقيقها والتي لا تزال على نفس القدر من الاستحالة، فالغارات استهدفت مجدّدًا منشآت خدمية مدنية يريد العدوّ أن يجعل من قصفها ورقة ابتزاز للشعب اليمني وهو مسعى وُلد ميتًا منذ البداية، وأما قصف دار الرئاسة ومحيط ميدان السبعين في صنعاء أثناء موعد الاحتشاد المليوني، فهو وإن مَثَّلَ “تصعيدًا” بحسب ما أكّـد المجلس السياسي الأعلى، فهو تصعيد على مسار ارتكاب الجرائم ضد الشعب اليمني، وليس على مسار إضعاف قدرته على مواصلة المعركة أَو التأثير على قرار قيادته، وهو تصعيد قد تم الرد عليه شعبيًّا بشكل صريح ومهين للغاية للعدو، من خلال التحدي الذي أعلنته الحشود المليونية في ميدان السبعين أثناء الغارات وبعدها، كما أكّـدت القيادة السياسية أنه سيتم الردُّ عليه عسكريًّا.
والحقيقةُ أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ قد تجاوزت أصلًا في سقفِ ومدى وكثافة عملياتها العسكرية مستوى العدوان وأفقدته حتى قيمته الاستعراضية مسبقًا، فالغارات العدوانية جاءت بعد ثلاث ضربات متلاحقة استهدفت “يافا” المحتلّة بثلاث طائرات مسيرة عجزت منظومات العدوّ عن اعتراضها، بالإضافة إلى استهداف مجموعة حاملة الطائرات (هاري ترومان) للمرة الرابعة على التوالي منذ وصولها قبل أسابيع قليلة، وهذه العمليات ترسم معادلة تميل كفتها العملياتية والتكتيكية بشكل واضح لصالح القوات المسلحة اليمنية، على مستوى امتلاك زمام المبادرة أولًا، ثم على مستوى امتلاك الخيارات المتنوعة والقدرة على مواكبة كُـلّ التحَرّكات العدوانية وضرب الأهداف الحساسة بما يؤثر على واقع العدوّ مباشرة، فمجموعة حاملة الطائرات (ترومان) قد اضطرت مجدّدًا للهروب من موقع تمركزها البعيد أصلًا شمالي البحر الأحمر، فيما كشف لجوءُ العدوّ الصهيوني إلى شن غاراته تزامنًا مع العدوان الأمريكي البريطاني عن فشل كبير في تجاوز العقبات العملياتية والاستخباراتية واللوجستية التي يواجهها في اليمن، ومحاولة تعويض ذلك الفشل باستعراضِ “التنسيق” الزماني مع الأمريكيين والبريطانيين.
وأكثرُ من ذلك، فقد كشف لجوءُ العدوّ الصهيوني إلى مزامنةِ عدوانه الجديد على اليمن مع العدوان الأمريكي البريطاني عن فشل سياسي أَيْـضًا في مساعي التحشيدِ الدولية والإقليمية التي يمارسُها العدوُّ منذ فترة بشكل معلَن؛ مِن أجلِ إشراك العالم والمنطقة في استهدافِ اليمن، حَيثُ بات واضحًا من خلالِ العدوان الثلاثي أن “إسرائيل” لم تجد سوى الأطراف المنخرطة مسبقًا في مساندتها ضد اليمن، وهو ما كان قد انعكس من خلال فضيحةٍ إعلامية مُنِيَ بها العدوُّ قبل أَيَّـام عندما حاولت وسائلُ إعلامه الترويجَ لشائعات بشأن تحضيرات مصرية مزعومة للتحَرّك ضد اليمن قبل أن تنفيَ مصر صحةَ تلك الشائعات تمامًا، وبالتالي فَــإنَّ مزامنةَ الاعتداءاتِ على اليمن للاستعراض بوجود “تحالف” ما، لا قيمةَ لها؛ لأَنَّ صنعاءَ تواجِهُ بالفعل هذا “التحالف” منذُ مدة، ومُجَـرّد مزامنة الغارات لا يغيِّرُ شيئًا من واقع الفشل والعجز المعلَن والمعترف به بشكل متكرّر من قِبَلِ كُـلّ طرف من أطراف هذا “التحالف” الصهيوني، وهذا ما أكّـدته بوضوح طبيعة أهداف العدوان الثلاثي.
الأصداءُ داخلَ جبهة العدوّ أثناء وقبل وبعد العدوان الثلاثي كانت هي أَيْـضًا تؤكّـدُ ذلك، حَيثُ أكّـدت وسائلُ الإعلام العبرية وجودَ حالة استنفار قُصوى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة؛ تحسُّبًا لضربات يمنية، وهو ما يُمَثِّلُ تأكيدًا واضحًا على إدراك العدوّ لحقيقة أن الاعتداءاتِ على اليمن “منسَّقةً” كانت أم متفرقة، لن تؤثرَ على قرارِ مواصلة وتصعيد عمليات الإسناد واستهداف العمق الصهيوني، وهو أَيْـضًا ما أكّـدته تحليلاتٌ عبرية جديدةٌ حاولت الالتفافَ على حقيقة “استحالة ردع اليمن” فقط لتعودَ إلى الاعتراف بها، حَيثُ كتب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في كيان العدوّ، ومدير منظمة “مايند إسرائيل” الاستشارية، عاموس يادلين، إن “الردع ضد الحوثيين ليس هدفًا نهائيًّا، وَإذَا اختارت “إسرائيل” تعريف الردع ووقف إطلاق النار كهدف، فلا بد أن يكون هذا مصحوبًا بجُهْدٍ طويلِ الأمد لإسقاط النظام تحتَ ضغوطٍ عسكرية واقتصادية وتنظيمية هائلة” حسب وصفه، معتبرًا أن “إهمال هذا الموضوع بعد تحقيق ردع مؤقَّت هو وصفةٌ لمفاجأة أُخرى من عدوٍّ أثبت بالفعل قدرتَه على المفاجأة”.
بعبارة أوضح، فَــإنَّ ما يقولُه “يادلين” هنا هو إنه لا يمكنُ ردعُ اليمن فقط بالضربات العسكرية مهما بلغ حجمها، وإنه هدف “الردع” الفعلي لن يتحقّق حتى إن توقفت العمليات اليمنية مؤقتًا، وهو إنجازٌ افتراضي أصلًا ولا يزال مستحيلَ التحقّق بدون وقف الإبادة الجماعية في غزة، الأمر الذي يعني أنه حتى بعد القفز على الواقع ومحاولة الهروب نحو وهم تحقيق “ردع مؤقت” في المستقبل، فَــإنَّ المشكلة ستبقى قائمة طالما لم يتم التخلص تمامًا من “النظام” في اليمن، وهو هدف أكثر استحالة قياسًا على استحالة تحقيق الردع المؤقت أولًا، وهو ما أكّـدته اقتراحاتُ “يادلين” التي تضمنت الاستعانةَ بحكومة المرتزِقة ومحاولة التغلب على “عقيدة” اليمنيين و”وعيهم” ومحاربة نشاطِهم الإعلامي، فهذه الاقتراحاتُ تذكّر بنفس المأزق الذي واجهته الولاياتُ المتحدة عندما بدأت عدوانها المباشِرَ على اليمن قبل عام كامل، حَيثُ تحدث المسؤولون الأمريكيون بصراحة عن الحاجة إلى ما وصفوه بـ “تحدي الرواية” اليمنية إعلاميًّا، وحاولوا عمليًّا تحريكَ المرتزِقة، بلا جدوى.
والحقيقةُ أن كُـلَّ ما تنشُرُه وسائلُ إعلام العدوّ حولَ كيفيةِ التعامل مع اليمن يمثِّلُ تكرارًا لانعكاساتِ المأزِق الأمريكي والبريطاني الذي لم يتغير منذ عام كامل، بل أصبح أسوأ، سواء من ناحية الافتقار إلى معلومات استخباراتية أَو الفشل في التحشيد الإقليمي والدولي والمحلي، وُصُـولًا إلى الفشل في كسب معركة “الرواية” الإعلامية؛ الأمر الذي يؤكّـد الانسداد المسبق لكل الآفاق التي يحاول محللو العدوّ ومراكز أبحاثه استكشافَها.
وفي هذا السياق أَيْـضًا فقد نشر مركَزُ “ستراتفور” الأمريكي الاستخباراتي تقييمًا مطوَّلًا لخيارات العدوّ الصهيوني في مواجهة الجبهة اليمنية، ووجد أن مساعيَ التصعيد العسكري وتحشيد الحلفاء الدوليين والإقليميين لن تواجهَ فقط العقبات العملياتية والاستخباراتية بل ستواجه مخاطرَ اشتعال حريق أوسعَ في المنطقة، خُصُوصًا إذَا تورطت دُوَلٌ خليجية أَو أطراف محلية، كما وجد المركَزُ أن سياسَةَ “الاغتيالات” التي لا ينفَكُّ قادةُ العدوّ الصهيوني عن التهديد بها، لن تؤتيَ إلا “نتائجَ عكسية” بحسب تعبير المركز، بما في ذلك تعزيز القوة السياسية الوطنية لصنعاء التي يأمل العدوّ تقويضَها من خلال هذه الاستراتيجية.
ووفقًا لكل ما سبق، فَــإنَّ لجوءَ العدوّ الصهيوني إلى مزامنة عدوانه على اليمن مع الاعتداءات الأمريكية البريطانية لا يمثل سوى تتويجٍ لواقع انعدام الخيارات العسكرية والسياسية وأوراق الضغط الفاعلة ضد جبهة الإسناد اليمنية، وهو واقع يتشاركُ فيه الصهاينةُ مع الأمريكيين والبريطانيين بحِصَصٍ متساويةٍ في العجز ومتفاوتة في الخسائر.
ضرار الطيب المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الثلاثی على مستوى على الیمن من خلال ف ــإن
إقرأ أيضاً:
«سقوط الهيبة الأمريكية في سماء اليمن».. أربع طائرات MQ-9 خلال أسبوع يفتح بوابة تحول استراتيجي في موازين الردع الجوي
يمانيون../
في مشهد يعكس تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك ومسار الصراع المفتوح بين اليمن وقوى العدوان، تلقّت الولايات المتحدة الأمريكية صفعة موجعة جديدة في اليمن تمثلت بإسقاط أربع طائرات مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper خلال أقل من أسبوعين. ليس الحدث عابرًا في توقيته ولا في رمزيته، بل يحمل بين طياته دلالات استراتيجية عميقة تكشف حجم الانهيار في منظومة الردع الأمريكية التقليدية، خاصة في الفضاء الجوي للمنطقة الذي كان حتى الأمس القريب يُوصف بأنه ساحة حصرية للهيمنة الأمريكية.
نقلاً عن تقرير تحليلي نشرته صحيفة «تسارغراد» الروسية للكاتب ألكسندر أرتامونوف، فإن هذه العمليات اليمنية الناجحة لا تعد فقط تطورًا تكتيكيًا على المستوى الميداني، بل تمثل نقطة انعطاف مفصلية في توازنات القوة، وسابقة عسكرية تضع الإدارة الأمريكية أمام معادلات جديدة في التعامل مع الملف اليمني، ومع قدرات أنصار الله المتسارعة.
الطائرة MQ-9 Reaper.. العمود الفقري للهيمنة الجوية الأمريكية
الطائرة التي طالتها صواريخ الدفاعات اليمنية أربع مرات خلال أيام، ليست مجرد طائرة تجسس أو استطلاع عادية. بل هي إحدى أخطر أدوات الحرب الأمريكية الحديثة، يُطلق عليها اسم “الحاصدة” Reaper لأنها مخصصة للقتل عن بعد، والتجسس طويل الأمد، ومزودة بأحدث الأنظمة في مجال الذكاء الصناعي والطيران دون طيار.
تكلفة الطائرة الواحدة تتجاوز 30 مليون دولار، ويمكنها أن تحمل ما يصل إلى 14 صاروخًا موجهًا من نوع Hellfire، وتطير على مدى أكثر من 14 ساعة متواصلة على ارتفاع شاهق يصل إلى 50 ألف قدم. وهي في العادة تُدار من قواعد أمريكية عبر الأقمار الصناعية، وتُعتبر جزءاً من منظومة “الحرب الذكية” التي تعتمدها الولايات المتحدة في عملياتها حول العالم.
لكن ما لم تُدرجه البنتاغون في حساباته، أن هذه الطائرات المتطورة قد تسقط على يد رجال في اليمن لا يملكون تقنيات غربية، بل عقولًا يمنية وأيديًا صاغتها سنوات الحصار والتجربة.
أربع عمليات إسقاط في أقل من أسبوعين: تصعيد مدروس أم تحول استراتيجي؟
يرى الكاتب الروسي أرتامونوف أن العدد وحده يحمل رسائل تتجاوز الحسابات الرقمية. فخسارة أربع طائرات بهذا المستوى خلال فترة وجيزة يكشف عن تطور هندسي واستخباراتي يمني دقيق، ناهيك عن أن عمليات الإسقاط لم تكن مجرد ضربة حظ أو استهداف استعراضي، بل عمليات محسوبة تمّت بدقة عالية، ما يعكس امتلاك الدفاعات اليمنية تقنيات قادرة على كشف، تتبع، ثم إسقاط هذه الطائرات.
هذا ما دفع الكاتب إلى القول إن “أنصار الله لا يسقطون آلات فقط، بل يسقطون منظومة أمنية جوية كاملة، ويُحدثون خللاً بنيوياً في العقيدة القتالية الأمريكية”، وهي عبارة لا تأتي من فراغ، بل تستند إلى إدراكٍ متزايد داخل الدوائر الغربية بأن الفضاء الجوي في اليمن لم يعد متاحًا كما كان في السابق.
التكنولوجيا اليمنية الصاعدة.. من سرية الظل إلى فعالية العلن
يؤكد أرتامونوف أن هذه الإنجازات اليمنية ليست مفاجئة لمن تابع تطور الأداء الدفاعي على مدى السنوات الماضية. فما بدأ كحرب تقليدية دخل اليوم مرحلة الحرب التقنية، حيث أظهرت منظومات الدفاع الجوي اليمنية قدرتها على اصطياد أهداف عالية التحليق، مجهزة بأنظمة تشويش وتخفي متقدمة.
ما جرى – بحسب التقرير – هو نتاج عمل دؤوب استمر لسنوات، بعيدًا عن أعين العالم، من قبل مهندسين يمنيين طوروا تقنيات محلية الصنع، واستفادوا من دعم تحالفات إقليمية تركز على بناء بنية تحتية عسكرية مستدامة، تقوم على الاكتفاء الذاتي والابتكار الدفاعي الذكي، بعيدًا عن النمطية الغربية.
سقوط الطائرة.. سقوط للهيبة
الرمزية هنا ليست في سقوط الطائرة بحد ذاتها، بل في منطق الردع الذي كانت تمثله. إذ لطالما اعتمدت الولايات المتحدة على ما يُعرف بـ”الهيبة الجوية”، باعتبارها سلاحاً نفسياً قبل أن يكون ميدانياً. الطائرات المسيّرة كانت جزءًا من رسائل الترهيب والردع الاستباقي. ومع كل إسقاط جديد، يتآكل هذا الرصيد، وتُكسر تلك الهالة تدريجيًا.
من وجهة نظر أرتامونوف، فإن واشنطن لا تخسر فقط طائرات، بل تخسر معها القدرة على التخويف، وهي خسارة باهظة الثمن على مستوى السياسة الدولية.
انعكاسات إقليمية وعالمية.. من اليمن إلى البنتاغون
لم تعد خسائر MQ-9 مجرد مسألة محلية، بل تحوّلت إلى موضوع حيوي داخل أروقة القرار العسكري الأمريكي. ويُشار إلى أن تقارير استخباراتية داخل البنتاغون بدأت تُعبّر عن قلق متزايد إزاء فعالية تلك الطائرات في بيئة عمليات مثل اليمن، حيث لا تتطابق المعايير الأمريكية التقليدية للسيطرة الجوية.
هذا الانكشاف العسكري قد يفتح الباب على مرحلة جديدة في استراتيجية المواجهة، وقد يدفع واشنطن إلى إعادة تقييم دور الطائرات المسيّرة في مثل هذه الساحات، أو حتى إلى تطوير جيل جديد من الطائرات أكثر حصانة من أنظمة الدفاع المحلي.
منطقة حظر أمريكية.. أم منطقة ردع يمني؟
يذهب التقرير الروسي إلى أبعد من ذلك في استنتاجاته، حيث يرى أن سماء صنعاء وشمال غرب اليمن باتت – فعلياً – منطقة حظر غير معلنة للطائرات الأمريكية، ليس بحكم إعلان قانوني دولي، بل بحكم الردع الفعلي الذي فرضته الدفاعات اليمنية.
وبحسب التقرير، فإن كل طائرة تُسقط في سماء اليمن، ترسم “خطًا أحمرًا” جديدًا في معادلة الاشتباك، وتؤكد أن الزمن الذي كانت فيه واشنطن تطير دون حساب أو مقاومة، قد ولى إلى غير رجعة.
ختامًا: طائرات MQ-9 ليست نهاية السقوط الأمريكي
ربما لا تكون MQ-9 آخر ما ستخسره أمريكا في هذا المسار، لكن المؤكد أن اليمن اليوم يخطّ معادلة جديدة تقول للعالم: إن التفوق لا يُقاس بما تملكه من أدوات، بل بما تملكه من إرادة وفكر وكرامة.
وإذا كانت أمريكا تُحارب بطائرات بلا طيار، فاليمنيون يواجهونها بأرواح عامرة بالإيمان، وبعقول تصنع سلاحها من ركام الحصار والنسيان.
ولعلّ الرسالة الأهم التي أوصلتها الدفاعات اليمنية للعالم أجمع، أن السماء لم تعد حكراً على أحد، وأن زمن الاستفراد الأمريكي بسماء الشعوب الضعيفة قد بدأ في الأفول.. من سماء اليمن.