باحث: سيطرة الجيش السوداني على ود مدني تحول إستراتيجي كبير
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
قال الكاتب والباحث السياسي ضياء الدين بلال إن سيطرة الجيش السوداني على مدينة ود مدني تمثل تحولا إستراتيجيا كبيرا في الصراع الدائر مع قوات الدعم السريع.
وأوضح، خلال حديثه لقناة الجزيرة، أن أهمية ود مدني تتجاوز موقعها الجغرافي لكونها تربط بين 5 ولايات سودانية، كما تعد المدينة الاقتصادية الأولى والثانية من حيث الكثافة السكانية، إلى جانب رمزيتها التاريخية التي ارتبطت باستقلال السودان عبر مؤتمر الخريجين.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، أعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على مدينة ود مدني حيث أفاد قائد العمل الخاص بمحور سنار، فتح العليم الشوبلي، بأن القوات المسلحة تجري عمليات تمشيط واسعة بعد فرار قوات الدعم السريع باتجاه شمال ود مدني.
وأضاف ضياء الدين بلال أن سقوط ود مدني سابقا في يد قوات الدعم السريع مثّل انتصارا معنويا واسعا للمليشيا، ما أتاح لها فرصة تحقيق مكاسب معنوية وسط انتقادات وُجهت للجيش وقيادته آنذاك.
ولذلك، فإن استعادة السيطرة اليوم تُعد انتصارا كبيرا يعكس تغيرا في موازين القوى، ويعبر عن حالة فرح وطني تعم السودان، بما في ذلك مظاهرات في الداخل والخارج.
وأشار بلال إلى أن هذا الإنجاز العسكري ليس وليد اللحظة، بل نتيجة لجهود مستمرة منذ أكثر من 6 أشهر، حيث بدأت مليشيا الدعم السريع في التراجع منذ هزيمتها بجبل موية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إعلانويرى أن مليشيا الدعم كانت تعتمد بشكل كبير على مرتزقة من خارج السودان، لكنها عانت مؤخرا من سلسلة انهيارات متتابعة أفقدتها القدرة على شن هجمات أو الحفاظ على المناطق التي كانت تسيطر عليها.
عواملويرجع بلال عوامل الصمود الطويل لمليشيا الدعم السريع، إلى الدعم الإقليمي الكبير والتواطؤ من بعض دول الجوار، التي قدمت لها الممرات والعتاد العسكري، حسب قوله.
لكنه يؤكد أن الجيش السوداني استطاع بفضل خبرته الممتدة لأكثر من 100 عام وتكتيكاته الإستراتيجية تفكيك القوى الرئيسية للمليشيا، ما أدى إلى تراجعها بشكل متسارع.
وحول الدعم الإقليمي، أوضح بلال أن هناك تغيرا في المواقف الدولية، حيث فرض حصار دبلوماسي على المليشيا، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائدها حميدتي، واتهمتها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في الجنينة.
وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة للجيش السوداني بارتكاب انتهاكات، أكد بلال أن هناك فرقًا بين الانتهاكات العرضية الناتجة عن سوء تقدير عسكري والانتهاكات الممنهجة التي تهدف لتطهير عرقي أو إبادة جماعية، مشيرًا إلى أن المليشيا تمارس سياسة ممنهجة من الجرائم، وفق التقارير الدولية.
وعن الخطوات المقبلة، شدد بلال على أن استعادة ود مدني لا تعني نهاية الحرب بشكل كامل، لكنها تمثل نقطة تحول كبيرة تفتح الباب لإنهاء كابوس المليشيا. وأكد أن الحالة الوطنية التي تجمع السودانيين حول الجيش تُعد قوة أساسية في هذا الصراع، معتبرًا أنها حالة غير مسبوقة في تاريخ السياسة السودانية.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث أنجزته جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش السودانی الدعم السریع ود مدنی
إقرأ أيضاً:
الجيش يحرر معتقلين مدنيين من قبضة الدعم السريع في مدني
وَفْقاً لـمصادر عسكرية فإن الجيش السوداني حرر عشرات المعتقلين المدنيين من قبضة قوات الدعم السريع كانت تحتجزهم في ظروف إنسانية سيئة
مدني – كمبالا: التغيير
حرر الجيش السوداني، اليوم السبت، عشرات المعتقلين المدنيين من قبضة قوات الدعم السريع بعد سيطرته على حاضرة ولاية الجزيرة “ود مدني”.
وسيطر الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه على مدينة ود مدني نحو (190) كيلومترًا جنوب الخرطوم، بعد حصار محكم على قوات الدعم السريع من عدة محاور.
وقالت مصادر لـ(التغيير) إن الجيش السوداني والمقاتلين المتحالفين معه حرروا عشرات المعتقلين المدنيين من قبضة قوات الدعم السريع، كانت تحتجزهم داخل غرف ضيقة بلا أي منفذ للتهوية مع ظروف احتجاز سيئة، وحرمانهم من الأكل والشرب لفترات طويلة.
وتحتجز قوات الدعم السريع آلافًا من المعتقلين المدنيين في عشرات المواقع بمدن ولايات السودان المختلفة، في ظل أوضاع إنسانية سيئة حسب منظمات حقوقية.
واستولت قوات الدعم السريع على ود مدني منتصف ديسمبر من العام 2023، ومارست أبشع الانتهاكات في حق المواطنين، ووجدت تلك الانتهاكات إدانات واسعة من منظمات محلية ودولية.
ونشر جنود من الجيش وقوات متحالفة معه مقاطع فيديو لمجموعة من المعتقلين لدى الدعم السريع، وهم يعانون من سوء التغذية بسبب حرمانهم من الأكل والشرب لفترات طويلة.
ويكفل القانون الدولي الإنساني حماية الأشخاص الذين حرموا من حريتهم بسبب النزاعات المسلحة، وبسبب المعاملة السيئة توفي عشرات المدنيين داخل معتقلات طرفي الصراع نتيجه التعذيب وعدم توفر الغذاء والدواء.
وأدى القتال بين الجيش والدعم السريع إلى مقتل أكثر من 18 ألف سوداني وفرار أكثر من 11 مليون شخص من منازلهم. كما تسبب في أزمة إنسانية أثرت على أكثر من 25 مليون شخص، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
الوسومأسرى الدعم السريع الجيش مدني