زيارة رئيس وزراء اليابان تكشف أسباب اهتمام بلاده بجنوب شرق آسيا
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
جاكرتا- اختتم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا مساء اليوم السبت أول زيارة له إلى منطقة جنوب شرق آسيا منذ توليه منصبه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي كان قد ابتدأها بماليزيا والتقى برئيس الوزراء أنور إبراهيم في العاصمة الإدارية الماليزية بوتراجايا.
وجاء اختيار ماليزيا كمحطة أولى لزيارة إيشيبا -التي تعد الأولى في إطار الدبلوماسية الثنائية بعيدا عن المؤتمرات الدولية التي حضرها قبل ذلك- نظرا لأهمية ماليزيا في الحضور الياباني، كما أن كوالالمبور تترأس هذا العام دورة قمة "آسيان"، والتي تعد أهم الآليات الدبلوماسية الإقليمية وتتمتع اليابان بشراكة معها منذ عشرات السنين.
وأشارت صحف يابانية عدة إلى أن الزيارة تأتي في توقيت لافت، أي قبل أيام من بداية عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما يعني مناقشة الترتيبات الأمنية والاقتصادية إقليميا مع الولايات المتحدة من جهة ودول جنوب شرق آسيا من جهة أخرى.
وعلقت صحيفة "جابان تايمز" على حديث رئيسي وزراء البلدين بشأن تعزيز التعاون الأمني بينهما بأن ذلك يأتي "مع أخذ بعين الاعتبار التوسع البحري المتزايد للصين"، إضافة إلى اتفاق الزعيمين على التعاون الاقتصادي في مجالات عدة، مثل إمدادات الطاقة وإزالة الكربون.
إعلانواستذكر رئيس الوزراء الياباني في مقال له بمناسبة زيارته متانة العلاقة بين بلاده وماليزيا، مشيرا إلى ما عُرفت في ماليزيا منذ عام 1982 بسياسة "التوجه نحو الشرق"، والتي أثمرت تقاربا وتعاونا بين البلدين، ومن ذلك أن 28 ألف طالب ماليزي درسوا في اليابان منذ ذلك العام، ناهيك عن التعاون بين مؤسسات التعليم العالي للبلدين خلال 4 عقود مضت.
اليابان تعد شريكا إستراتيجيا مهما بالنسبة لإندونيسيا في ظل تنافس إقليمي بمنطقة جنوب شرق آسيا (مواقع التواصل) شركاء إستراتيجيونوبعد ماليزيا توجه رئيس الوزراء الياباني إلى إندونيسيا التي تمتد العلاقات الدبلوماسية معها إلى نحو 60 عاما، والتقى بالرئيس برابوو سوبيانتو، واتفقا على تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين في مختلف المجالات.
وكان من بين المحاور الرئيسية للاجتماع تعزيز التعاون في مجالين وهما الاقتصاد والطاقة، وتحدث إيشيبا عن استعداد بلاده لدعم إندونيسيا في ضمان إمدادات مستقرة من الطاقة، بما في ذلك تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، مثل محطات الطاقة الحرارية الأرضية والهيدروجين والأمونيا.
كما دار حديث بين قادة البلدين عن دعم اليابان برامج التصنيع في إندونيسيا، خاصة في مجال الموارد الطبيعية.
وفي قطاع الدفاع، اتفق البلدان على إنشاء منتدى للنقاش على مستوى الخبراء، لتعزيز التعاون في مجال الأمن البحري في المياه التي تقع بينهما، ووافق رئيس الوزراء الياباني على توفير زوارق دوريات فائقة السرعة لإندونيسيا، كشكل من أشكال الدعم لتأمين المياه الإندونيسية ذات الأهمية الإستراتيجية في الملاحة الدولية.
وتشمل الاتفاقية توفير الزوارق من خلال برنامج المساعدات الأمنية الرسمية لليابان لإندونيسيا، وبمتابعة من وزيري الدفاع والخارجية في البلدين، سعيا للحفاظ على استقرار منطقة المحيطين الهندي والهادي وسط التغيرات الجيوسياسية العالمية.
إعلانوكان من الواضح اهتمام البلدين بتعزيز التعاون الدفاعي بينهما، والذي يشمل نقل التكنولوجيا المتعلقة بأنظمة الدفاع الرئيسية ومعداتها، إذ سبق أن وقّع خفر السواحل الإندونيسي في وقت سابق اتفاقية للحصول على منحة من الحكومة اليابانية لتشييد سفينة دوريات بحرية من قبل شركة ميتسوبيشي اليابانية، بتمويل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، كما اقترحت اليابان مؤخرا تطويرا مشتركا للفرقاطة من فئة موغامي.
أوجه تشابهوقال الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في مؤتمر صحفي مشترك عقد في القصر الرئاسي بمدينة بوغور جنوب العاصمة جاكرتا إن "إندونيسيا لديها الرغبة في الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع دول العالم ومختلف الكتل الاقتصادية، حتى تتمكن من المساهمة في خلق مناخ يمكن أن يخفف التوترات بين الدول الكبرى".
وخلال اجتماعه بإيشيبا سلط برابوو الضوء على العديد من أولويات الحكومة الإندونيسية تحت قيادته، كتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والطاقة، ونقل الموارد الطبيعية وتصنيعها، وتعزيز القدرات الدفاعية، وقال "نحن منفتحون إذا رغبت اليابان بالمشاركة في التنمية الاقتصادية لإندونيسيا في المستقبل".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الياباني على أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين اليابان وإندونيسيا، باعتبارهما جزيرتين تجاريتين، وأنهما تتوسطان دولا كبرى كالولايات المتحدة الأميركية والصين "ولذلك فنحن بحاجة إلى النظر في توازن السياسات الدبلوماسية"، حسب قوله.
وأضاف إيشيبا أنه "مع دخول عام 2025 أصبح الوضع الدولي معقدا بشكل متزايد، ومع ذلك تظل جنوب شرق آسيا مركزا عالميا للتنمية في تحقيق النماء الاقتصادي المستقر".
وقال إن "زيادة التعاون مع منطقة جنوب شرق آسيا تشكل قضية ذات أولوية في الدبلوماسية اليابانية".
كما أشار إلى أن إندونيسيا -التي تقع عند نقطة التقاء بين المحيطين الهندي والهادي وتعد رائدة في التنمية الاقتصادية- تعتبر "شريكا إستراتيجيا وشاملا يتقاسم القيم والمبادئ نفسها مع اليابان، وبهذا النحو فإن إندونيسيا تدفع العالم نحو التعاون من خلال إستراتيجية حرية وانفتاح المحيطين الهندي والهادي"، وهو ما يعرف بـ"تصور رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي".
إعلانوكان إيشيبا قد صرح في طوكيو قبل مغادرته بأنه "في مجتمع دولي يتزايد فيه عدم اليقين أريد أن أعلق أهمية أكبر من أي وقت مضى على علاقاتنا مع جنوب شرق آسيا".
وتأكيدا لذلك قال بشكل واضح في المؤتمر الصحفي بجاكرتا إن "طوكيو تريد تعزيز التعاون مع صديقتنا القديمة إندونيسيا"، مضيفا "كلانا يؤكد مجددا أهمية الحفاظ على نظام دولي حر ومنفتح على أساس سيادة القانون".
ولا يقل البعد الإنساني والاجتماعي بين الشعبين أهمية عن كل تلك الأبعاد الأمنية والدفاعية والاقتصادية، وقد ذكر رئيس الوزراء الياباني في مقال له نشر في إندونيسيا بمناسبة زيارته أن عدد الإندونيسيين المقيمين في اليابان اليوم قد بلغ نحو 170 ألفا، إضافة إلى بلوغ عدد الزوار من إندونيسيا إلى اليابان في عام 2023 ما يقارب 430 ألف زائر وسائح، وهو ما اعتبره رقما قياسيا.
وأضاف أن للطلاب الإندونيسيين الحصة الكبرى من الطلبة الأجانب الذين يدرسون في اليابان بمنحة من الحكومة، كما ينشط الإندونيسيون أيضا في اليابان بمؤهلات متنوعة أخرى، مثل المتدربين الفنيين والعمال المهرة ومقدمي الرعاية الصحية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المحیطین الهندی والهادی رئیس الوزراء الیابانی تعزیز التعاون جنوب شرق آسیا فی الیابان
إقرأ أيضاً:
رسميا.. انضمام إندونيسيا لمجموعة “بريكس”
البرازيل – أعلنت البرازيل الرئيسة الدورية لمجموعة “بريكس” لعام 2025، انضمام إندونيسيا رسميا إلى المجموعة بعضوية كاملة.
وفي بيان صادر عنها، هنأت الحكومة البرازيلية إندونيسيا على انضمامها كعضو كامل إلى “بريكس”، بحسب ما نقلته صحيفة “جاكرتا بوست” الإندونيسية.
وأضاف البيان أن إندونيسيا، التي تتمتع بأكبر عدد من السكان وأكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، أصبحت الآن عضوا كاملًا في مجموعة بريكس.
وتشكلت مجموعة “بريكس” من البرازيل وروسيا والهند والصين في عام 2009، وانضمت جنوب أفريقيا في عام 2010. وفي العام الماضي، توسع التكتل ليشمل إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات.
وتقدمت تركيا وأذربيجان وماليزيا رسمياً بطلبات للانضمام للمجموعة، وأعربت دول أخرى عن اهتمامها.
وقبل انضمام إندونيسيا، كان التكتل يمثل نحو 45 في المائة من سكان العالم و35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مقاساً باستخدام تعادل القوة الشرائية.
الأناضول