د. عصام محمد عبد القادر يكتب: تأسيس الجمهورية الجديدة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
فكرة جمهوريتنا الجديدة أسست على فلسفة تدشين مشروعات قومية قامت بها الدولة بقرار جريء تحملته القيادة السياسية دون غيرها؛ لتصبح مصر مستحقة لجغرافية صالحة للاستثمار والتنمية وقبلة للتنمية في مجالاتها المتعددة؛ وليؤكد التاريخ أن أبناء المحروسة لم يدخروا جهدًا في العمل على إعمارها وتقدمها وازدهارها ونهضتها؛ وليشهد العالم بأسره أن شعب مصر العظيم تحمل من أجل نهضة الوطن واستقراره ونماؤه لتجد الأجيال تلو الأخرى طريقها الممهد لاستكمال المسار القويم.
المضي نحو تأسيس الجمهورية الجديدة استلزم عقيدة راسخة ووعي بالتحديات وصمود وإصرار على تحقيق الغايات النبيلة، وهذا ما توافر لدى القيادة السياسية ومؤسسات الدولة الوطنية؛ فأضحى السابق نحو الإنجازات التي تتدفق يومًا تلو الأخر بمثابة الحافز الذي لم يسمح للجميع بالالتفات للخلف أو العبء لما يطلق من بحور شائعات مغرضة تستهدف تقويض الهمة وإضعاف العزيمة، وهنا أضحى الشعب بطلًا ملهمًا، وباتت القيادة السياسية قادرة على العطاء المستدامة.
لقد غير الرئيس عبد الفتاح السيسي من منطق فرضته فترة شابها الضباب وأسست عبرها مفاهيم مغلوطة تقوم على مبررات غير صحيحة ولا تتسق مع ما نؤمن به من قيم وما يتبناه مجتمعنا من أخلاق ومبادئ محمودة؛ فبدأت مسيرة الدولة تجاه القضاء على براثن الفساد على قدم وساق؛ حيث وجه الرئيس إلى تفعيل وسن التشريعات التي تحمي مقدرات الدولة وتعيد الثقة بين المواطن ومؤسسات وطنه؛ فألقيت المصالح والمطامع الخاص في بئر سحيق، ودشنت جسور النزاهة والأمانة التي تخلق المناخ الموات للبناء والإعمار والنهضة.
وما سعى الرئيس لتعضيده في مستهل قيام الجمهورية الجديدة العمل بحزم على تطبيق مبدأ العدالة والمساواة والتي ترجم لمعان يصعب حصرها؛ حيث توفير الرعاية الصحيحة لجموع الشعب، وتدشين الطرق الآمنة التي تحفظ الأرواح والمقدرات، وتهيئة المناخ التعليمي بخلق مؤسسات تعليمية متنوعة ومتعددة الصيغ بغية إيفاء الطلب عليها، وجهزت البنية التحتية التي ساهمت في جذب الاستثمارات المباشرة الأجنبية منها وغير الأجنبية، وهيأ أمر التصنيع ليبدأ في مجالات كثيرة.
وهنا لا نتحدث عن صور الإنجازات؛ فهذا أمر يصعب تناوله في مقام مقالة أو العديد من المقالات؛ حيث يستلزم ذلك مجلدات يثقل حملها؛ لكنني أود الإشارة إلى عرض الفلسفة التي قامت في خضمها جمهوريتنا الجديدة في عهد قيادة رشيدة مخلصة لوطنها محبة لشعبها تخشى ربها وتدعوه ليل نهار طالبة التوفيق والسداد من أجل بقاء وطن غال ورفعة شأنه وعلو رايته يحتضن شعب عظيم يمتلك الإيمان ومحبة الأوطان.
ونعي أن تأسيس الجمهورية الجديدة يقوم على فكرة الشمولية؛ فلا مجال التفضيل أو الاختيار الذي يتمخض عنه إهمال أو تجاهل لمناطق أو جغرافية بعينها، وهنا ندرك أهمية الخطة التي تبنتها القيادة السياسية ومؤسسات الدولة الوطنية في الإعمار وتدشين مشروعاتها القومية؛ حيث يرى الناظر بعين البصيرة أنها حوت كافة ربوع الوطن شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا؛ فقد أضحت الخريطةٍ واضحةٍ المعالم ومراحل الاستراتيجيةٍ استهدفت التنمية المستدامة في شتى المجالات العلمية والعملية والمعيشية، ابتداءً من بنيةٍ تحتيةٍ متطورةٍ، وانتهاءً بوسائل الرفاهية التي تلبي طموحات وتطلعات الإنسان.
وفي خضم تأسيس الجمهورية الجديدة أرى أن هناك درسًا مستفاد يؤكد على فكر رشيد لقائد مسيرة النهضة؛ حيث لم يلتفت لأبواق وأفعال وممارسات جماعات الضلال ولمن لا يقبلون باستمرارية المسار التنموي في بلادنا الحبيبة؛ فمضى الرجل في طريقة مستعينًا بالله – عز وجل- مرتكنً على شعب أبي ومؤسسات وطنية وسواعد مخلصة؛ فصار الدفع بمسيرتي الصلاح والإصلاح دون توقف؛ فأينعت الثمار بإنجازات غير مسبوقة، ندعي أنها أبهرت العالم كله.
ومن مقومات العمل على تأسيس الجمهورية الجديدة الحفاظ على الأمن القومي للدولة؛ ومن ثم عمد فخامة الرئيس إلى تعظيم مقدراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتقنية، وهذا مجتمعًا يؤدي قطعًا إلى حماية النسق القيمي لشعبنا صاحب الثقافة والريادة والحضارة العريقة، ناهيك عن شمعة حوار وطني مستدامة تناقش ما يستجد على الساحة لتتفتح آفاق الفكر والتفكر وتنهمر الأفكار البناءة التي تصب في بوتقة مصلحة الوطن.
وأرتأى أن بناء الجمهورية الجديدة لم يكن قاصرًا على الجانب المادي فقط؛ لكن أسس الرئيس للفضيلة ورسخ لدعائم دولة تقوم على شرف الكلمة وقوة الموقف واحترام المواثيق والثقافات والعقائد، وتؤكد على أهمية التعايش السلمي وتحض على السلام، والعمل على تعزيز روح التعاون والشراكة الفاعلة بين الجميع دون استثناء، وهذا ما ساهم في اصطفاف الجميع خلف القيادة السياسية؛ حيث صدق النوايا والدعوة للرباط والتماسك وفق ترابط ومحبة وتراحم وتكافل بين أطياف الشعب العظيم.
وإيماننا بالمرأة المصرية ودورها الفاعل في بناء الوطن والحفاظ على مقدراته، بل وحمايته، جعل القائد الحكيم للمرأة مشاركات غير مسبوقة في مناشط الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والصحية، والتعليمية، والبيئية، دون تمييزٍ أو فاصلٍ أو حدٍ معينٍ، وأرى أن هذا ساهم في تسريع وتيرة التقدم والإنجاز، كونها شريك مآزر ومصنع لتربية الرجال ومعززة للولاء والانتماء بلا حدود.. ودي ومحبتي لوطني ولرئيسي وللجميع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيسي الرئيس السيسي الجمهورية الجديدة المزيد القیادة السیاسیة
إقرأ أيضاً:
برلماني: استضافة مصر «قمة عربية طارئة» تعكس دعم القيادة السياسية لحقوق الشعب الفلسطيني
أشاد النائب الدكتور علي مهران، عضو لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، إعلان مصر استضافة قمة عربية طارئة يوم 27 فبراير لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية.
وقال مهران، في بيان له، أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأوضح عضو صحة الشيوخ، أن هذه القمة تأتي في توقيت حاسم يشهد فيه العالم والمنطقة تطورات متسارعة بشأن القضية الفلسطينية، مما يستدعي تعزيز الجهود العربية المشتركة لتحقيق السلام العادل والشامل.
وأكد النائب الدكتور علي مهران، أن انعقاد القمة في مصر يعكس ثقة الدول العربية في الدور الريادي المصري وفي قدرة القاهرة على جمع الأطراف وتعزيز الحوار البناء للوصول إلى توافق عربي يمكن من مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل التصعيدات الأخيرة والانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار عضو صحة الشيوخ، إلى أهمية القمة في توحيد الموقف العربي لمواجهة التطورات المتسارعة والعمل على بلورة رؤية موحدة تدعم الحقوق الفلسطينية في ظل الظروف الراهنة.
وشدد النائب الدكتور علي مهران، على أن دعم القضية الفلسطينية يمثل جزءاً لا يتجزأ من التزام مصر تجاه الأمة العربية.
واختتم عضو صحة الشيوخ، بيانه بالتأكيد على أن مصر ستظل دائماً داعمة ومساندة للشعب الفلسطيني، وستواصل جهودها لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة من خلال الحلول السياسية والدبلوماسية التي تحفظ حقوق الشعوب وتحترم سيادة الدول.
اقرأ أيضاًبدء مؤتمر «اتحاد كتاب مصر» لدعم القضية الفلسطينية ورفض مخطط التهجير
«خبير»: مصر شاركت في أكثر من حرب للدفاع عن القضية الفلسطينية «فيديو»
«شيماء الكومي»: القضية الفلسطينية تواجه أخطر تحدياتها