اليمن: صمود يُعيد رسم ملامح المواجهة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
ماجد حميد الكحلاني
بينما كانت القناة 14 العبرية تعلن عن مشاركة “إسرائيل” في قصف صنعاء، كانت القوات اليمنية تُجهز “المسيّرات” بإحكام، استعدادا لإرسال رسائلها النارية إلى حيفا ويافا.
مشهد قد يبدو بسيطا، لكنه يكشف عن تناقض كبير؛ تحالفات تمتلك أعتى الأسلحة تخوض حربا غير متكافئة ضد خصم شريف يعتمد على الله وصمود شعبه وتفننه في الصبر والإبداع.
في الأيام الأخيرة، نفذت القوات المسلحة اليمنية هجوما دقيقا استهدف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان”، مما أجبرها على الانسحاب من البحر الأحمر كصياد أضاع سلاحه..هذا ليس مجرد حدث عسكري؛ بل إعادة تعريف للصراع، حيث تفرض الطائرات المسيّرة قواعد جديدة على معارك البحر والجو.
وفي يافا المحتلة، توقف كل شيء للحظات أمام ثلاث طائرات مسيّرة يمنية، لتثبت أن كل تلك الدفاعات المتطورة ليست سوى عوائق بلا جدوى. وكأن صنعاء تقول لتل أبيب: “من جبالنا تُعاد صياغة موازين القوة”.
رد التحالف الأمريكي-البريطاني-الإسرائيلي جاء بشن غارات مكثفة الجمعة الفائته على صنعاء، استهدفت محطة كهرباء حزيز ودار الرئاسة. النتيجة؟ بضعة جرحى وأضرار طفيفة. بالنسبة لليمنيين، هذا ليس سوى ضجيج عابر، لا يعوقهم عن مواصلة طريقهم في التحررمن الوصاية ونصرة غزة.
رغم القصف، احتشد ملايين اليمنيين في ميدان السبعين تضامنا مع غزة. رسالة واضحة بأن الغارات لا تهز شعبا اعتاد مواجهة التحديات. “قصفكم كالهواء الملوث؛ قد يُزعج، لكنه لا يمنع التنفس”، هكذا يبدو لسان حالهم.
هذه المواجهة تؤكد حقيقة واحدة: الإيمان بالقضية أقوى من أي ترسانة عسكرية. كل طائرة مسيّرة يمنية تضيف فصلا جديدا في كتاب الصمود، وكل غارة تزيد من عناد شعب لا يعرف الانكسار.
يافا، حيفا، و”ترومان”، باتت شواهد على ضعف من ظنوا أنفسهم فوق المواجهة. الرسالة من صنعاء واضحة: “نحن نصنع التاريخ، وأنتم مجرد متفرجين عاجزين”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
غارات تحصد عشرات الأرواح في اليمن.. واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية للشرق الأوسط
أفادت وسائل إعلام يمنية، صباح اليوم الجمعة، “بأن طائرات أمريكية شنت 11 غارة جوية على العاصمة اليمنية صنعاء”، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الأمريكي أن “حاملة طائرات ثانية وصلت إلى المنطقة لحماية التدفقات التجارية”.
وقالت قناة المسيرة: “عدوان أمريكي استهدف مديرية بني حشيش بـ5 غارات، وجبل نقم شرقي العاصمة صنعاء بغارة”، وأضافت القناة: “استُهدفت منطقة فج عطان بمديرية معين جنوب غرب العاصمة صنعاء بـ3 غارات، ومنطقة الحاوري جنوب المعمر بمديرية همدان استُهدفت بغارتين”.
ووفقا لمسؤول عسكري أمريكي، “ضربت الولايات المتحدة أكثر من 100 هدف في اليمن منذ إطلاق حملتها الجوية الأخيرة ضد الحوثيين في منتصف مارس”.
بدوره، أعلن الجيش الأمريكي، الخميس، “أن حاملة طائرات ثانية أرسلتها الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط لحماية التدفقات التجارية قد وصلت إلى المنطقة”.
وقالت القيادة الأمريكية المشتركة للشرق الأوسط في بيان على منصة إكس، إن “حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسون وجناحها الجوي الذي يضم مقاتلات إف-35 سي لايتنينغ الثانية تعمل جنبا إلى جنب مع حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس. ترومان في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية”.
Aircraft Carrier USS Carl Vinson (CVN 70) with its air wing consisting of F-35C Lightning IIs works alongside the USS Harry S. Truman (CVN 75) in the U.S. Central Command area of responsibility. pic.twitter.com/c2p4yxmBpj
— U.S. Central Command (@CENTCOM) April 10, 2025ومنذ أكتوبر 2023، دخلت “أنصار الله” في خط المواجهة الإقليمية المرتبطة بالحرب في غزة، عبر إعلانها استهداف سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها في البحر الأحمر وبحر العرب، في محاولة للضغط على تل أبيب ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة”.
وردا على ذلك، “أطلقت أمريكا وبريطانيا عمليات عسكرية تحت مسمى حماية حرية الملاحة، تمثّلت في سلسلة غارات جوية وصاروخية استهدفت مواقع استراتيجية تابعة للجماعة داخل اليمن، خصوصًا في صنعاء، الحديدة، صعدة، ذمار ومؤخرا محافظة إب”.
وتقول واشنطن إن “هذه الضربات تهدف إلى شلّ قدرات الحوثيين على تهديد الملاحة الدولية، بينما تعتبر الجماعة أن ما تقوم به هو رد مشروع على “العدوان الإسرائيلي” وتواطؤ الغرب في “تجويع الشعب الفلسطيني”.
ومنذ 15 مارس الماضي، “قتل 116 مدنيا وإصوأصيبابة 224 آخرين، بينهم أطفال ونساء، حسب بيانات جماعة “أنصار الله- الحوثيين”، ولا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة”، وفق وكالة الأناضول.