يعتقد محللان سياسيان أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بدأ حشد الشارع الإسرائيلي ضد بنيامين نتنياهو لإجباره على توقيع اتفاق مع المقاومة لوقف الحرب في قطاع غزة.

وتشير التسريبات إلى أن المفاوضات الجارية منذ أسابيع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية دخلت مراحل متقدمة وسط حديث عن تدخل ترامب بنفسه لحسم الموقف.

ويبدو أن الاتفاق المتعثر قد تم التوصل إلى مرحلته الأولى بشكل نهائي، وأن ما يجري حاليا هو بحث الانتقال إلى المراحل التالية دون عودة إسرائيل للقتال، كما يقول المحلل السياسي الدكتور أحمد الحيلة.

وكان نتنياهو يرفض في السابق التعهد بوقف القتال قبل القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنه غيّر من لهجته مؤخرا وقال إن التوصل لاتفاق شامل أو مرحلي بات ضروريا.

ضغط أميركي حقيقي

ويعكس هذا التحول في حديث نتنياهو الضغوط الأميركية الجادة والتي تنطلق من قناعة ترامب بأن نتنياهو أصبح يرهن المصالح الإسرائيلية والأميركية الكبرى بمصالحه الشخصية، برأي الحيلة.

ولا يعتقد المحلل السياسي أن قوة عظمى يمكنها رهن مصالحها ومصالح أهم حليف بالمنطقة بحسابات شخصية لشخص مهما كانت علاقته بالرئيس الأميركي، وإلا "تحولت السياسة إلى عبث".

إعلان

وقد نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مصادر أن ترامب تدخل في المفاوضات بنفسه خلال اليومين الماضيين، فيما نقل موقع "والا" عن مسؤول إسرائيلي أن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أبلغ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الرئيس المنتخب يريد رؤية اتفاق خلال أيام.

وقال الموقع إن ويتكوف سيبلغ نتنياهو الموقف نفسه خلال لقائهما في تل أبيب اليوم السبت، وإن رئيس الوزراء سيعقد اجتماع تقدير موقف مع المؤسسات الأمنية مساء اليوم.

وبعد لقائه ويتكوف، قال مكتب نتنياهو إن الأخير وجّه بإرسال رئيسي الموساد والشاباك وممثل الجيش في فريق التفاوض إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات.

ويعتقد الحيلة أن هذا التحرك الإيجابي غير المسبوق من الموقف الإسرائيلي يعكس رغبة ترامب في إنهاء ما يحدث في المنطقة، مؤكدا أن نتنياهو "لا يمكنه أبدا مخالفة الرئيس الأميركي لو كان موقفه صلبا وجادا".

وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أميركية مطلعة أن الصيغة المقترحة حاليا لعقد صفقة تبادل "هي أفضل ما يمكن لحماس أن تراه وهي معقولة لكل الأطراف".

وقالت الهيئة إن إسرائيل "سيكون عليها التعهد بعدم العودة للقتال بينما ستتعهد حماس بإعادة كل من تبقى من المخطوفين (الأسرى) في المرحلة الثانية".

جبارين: ترامب بدأ حشد الشارع الإسرائيلي ضد نتنياهو لإجباره على التوصل لاتفاق (الفرنسية) ترامب يحشد ضد نتنياهو

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن حديث نتنياهو عن إرسال رئيس الموساد إلى الدوحة هذه الليلة دليل على أن الصفقة قد تمت بالفعل، لكنه أكد أن هذا الأمر لا يمكن تصديقه ما لم يتم إعلانه رسميا.

ويعتقد جبارين أن واشنطن ووسائل الإعلام الإسرائيلية بدأت حشد المجتمع الإسرائيلي للضغط على نتنياهو، لأن الحديث عن سد 90% من الفجوات ليس جديدا، ولكن الجديد -كما يقول- هو وجود ترامب في المشهد وليس جو بايدن الذي لم يكن يمارس أي ضغط يذكر على تل أبيب.

إعلان

وتبدو الضغوط الأميركية أكثر وضوحا وقوة خلال المفاوضات الحالية، برأي جبارين، الذي يعتقد أن المفاوضات حاليا ربما يكون بشأن آلية الانتقال بين المراحل مع التزام إسرائيل بعدم استئناف القتال.

وعن الأسباب التي تدفع نتنياهو لهذا التراجع، يقول جبارين إن ترامب لديه ما يمكنه منحه لإسرائيل أو منعه عنها في حال لم تلتزم بما يريد، مضيفا "نتنياهو لن يضحي بمشروعه السياسي الكبير وعلاقاته مع السعودية وإمكانية ضرب إيران، من أجل البقاء في غزة".

ولكي يتخلص نتنياهو من غضب ترامب، سيكون عليه إقناعه بأن حماس هي من أفشلت المفاوضات، وهو أمر صعب جدا، كما يقول جبارين، لأن واشنطن تعلم يقينا أن إسرائيل هي من تعرقل الصفقة.

وفي وقت سابق اليوم، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تسجيلا جديدا ردت فيه على مناشدة أسيرة إسرائيلية سابقة بالحصول على مقطع فيديو يُظهر وضع زوجها الذي لا يزال في الأسر.

وكانت شارون كونيو -وهي أسيرة إسرائيلية تم تحريرها في صفقة التبادل الأولى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2023- ناشدت المقاومة الفلسطينية في رسالة مصورة وجهتها إليها بث تسجيل فيديو يُظهر وضع زوجها ديفيد كونيو الذي لا يزال أسيرا في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

حديث إسرائيلي عن تقدم بالمفاوضات وترامب يريد اتفاقا خلال أيام

#سواليف

أفادت مصادر إسرائيلية بإحراز بعض التقدم في #المحادثات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) وإسرائيل والرامية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، في وقت قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو إرسال وفد إلى الدوحة للمشاركة في #المفاوضات.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر وصفتها بالمطلعة أنه تم بالفعل سد 90% من الفجوات في #صفقة_تبادل_الأسرى والمحتجزين.

وقالت المصادر المطلعة إن هناك خلافا بشأن الانتقال من المرحلة الأولى للصفقة إلى المرحلة الثانية، وأشارت إلى أن هناك جدلا بين الأطراف بشأن الصياغة القانونية للصفقة، وكل طرف يصر على حرية عمل خاصة به.

مقالات ذات صلة السفارة الأمريكية للأردنيين: انتظار الفيزا أقل من 75 يوما 2025/01/11

ويبذل الوسطاء جهودا جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع #غزة وإيجاد صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل، وذلك قبل تولي ترامب منصبه يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قطر نقلت رسالة إيجابية من حركة حماس إلى إسرائيل لإحراز تقدم في المفاوضات، وأشارت إلى أن الرسالة تتعلق بقائمة #الأسرى ونقاط الخلاف الأخرى بين الجانبين.

كما قالت هيئة البث إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا عاجلا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس وفريق المفاوضات إثر الرسالة الإيجابية من حماس.

ترامب يريد اتفاقا

من جهتها، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن نتنياهو يجتمع مساء اليوم السبت مع مبعوث #ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وذكر موقع والا عن مسؤول إسرائيلي أن مبعوث ترامب أبلغ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن ترامب يريد رؤية اتفاق بغضون أيام، وأشار إلى أنه من المتوقع أن ينقل مبعوث ترامب الرسالة نفسها خلال لقائه نتنياهو اليوم.

ونقلت القناة الـ12 عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ترامب بدأ في اليومين الماضيين بالتدخل شخصيا في قضية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
الضغوط تتزايد على نتنياهو بهدف التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى مع حماس (الفرنسية)
وفد إسرائيلي للتفاوض

من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو أجرى اجتماعا مع وزير الدفاع وقادة المؤسسة الأمنية والعسكرية.

وأشار المكتب، في بيان، أن نتنياهو وجّه رئيسي الموساد والشاباك ومستشاره السياسي وممثل الجيش للسفر إلى الدوحة.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي -لم يسمه- إن رئيسي الموساد والشاباك سيتوجهان الليلة إلى الدوحة للانضمام إلى مفاوضات الصفقة.

وقال المسؤول إن توجه رؤساء فريق التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة يعني أن التوصل إلى اتفاق ممكن.

في حين نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤول إسرائيلي آخر أن قرار إرسال الوفد إلى الدوحة جاء “بسبب التقدم والتطورات الجديدة في المفاوضات”.

وأمس الجمعة، نقلت قناة “كان” الإسرائيلية عن مصادر أجنبية مطلعة لم تسمّها قولها إنّ “تل أبيب وافقت على التقدم في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، بهدف ضمان استمرارية العملية حتى إطلاق سراح جميع الأسرى”.

ورغم أن معالم المرحلتين الأولى والثانية من الصفقة المحتملة لا تزال غير معلنة، فإن وسائل إعلام إسرائيلية من بينها هيئة البث الرسمية تقول إن المرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن كبار السن والمرضى، في حين أن المرحلة الثانية تتضمن الإفراج عن عسكريين.

نقاط خلافية

ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى، التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمالي قطاع غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.

من جانبها، تصر حركة حماس على مبادئها التي أعلنتها منذ بداية التفاوض بضرورة انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة، ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.

وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وبينما تقدر وجود 99 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: الجيش الإسرائيلي يوافق على انسحاب سريع من غزة مع تقدم المفاوضات
  • ترامب يضغط قبل ساعات الحسم في صفقة الرهائن
  • حديث إسرائيلي عن تقدم بالمفاوضات وترامب يريد اتفاقا خلال أيام
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يجتمع مع مبعوث ترامب لمناقشة آخر التطورات في المنطقة
  • بمشاركة نتنياهو.. مناقشات مكثفة في إسرائيل بشأن صفقة الرهائن
  • قبل تنصيب ترامب.. إسرائيل تجهز لـ"خطة بديلة" في غزة
  • كاتس يأمر الجيش الإسرائيلي بتقديم خطة لـ"هزيمة حماس بالكامل"
  • ترامب يصف نتنياهو بـ"السافل العميق"
  • خبراء: نتنياهو يعطل صفقة الأسرى رغم تدخل ترامب