الجزيرة:
2025-01-11@20:55:47 GMT

لماذا تحلم بأنك مطارد؟ اكتشف التفسير النفسي

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

لماذا تحلم بأنك مطارد؟ اكتشف التفسير النفسي

تخيل أنك تجري بلا توقف، وقلبك ينبض بقوة وكأنك في سباق حياة أو موت، تلتفت خلفك لتجد شيئا أو شخصا يلاحقك بلا هوادة، العرق يتصبب من جبينك، والخوف يسيطر على كل خلية في جسدك حتى تستيقظ فجأة.

تكتشف حينها أنك كنت في قلب حلم مزعج، مجرد مطاردة في عالم الأحلام، لكنها تركتك منهكا وكأنك خضت المطاردة بالفعل.

لماذا نحلم بهذه الأحلام؟ وما الذي يجعلها تطاردنا حتى بعد الاستيقاظ؟ الأهم من ذلك، هل يمكننا التخلص منها أو منع حدوثها؟

ماذا يعني حلم المطاردة؟

حلم "المطاردة" من الأحلام الشائعة والمزعجة التي قد يمر بها الكثيرون، وربما تكون قد اختبرتها مرة أو مرات عدة.

ووفقا لدراسة نشرت عام 2013، يعد حلم "المطاردة" من أكثر الأحلام انتشارا عالميا، وإن كانت ردة فعل الشخص تجاهه تختلف باختلاف الثقافات.

وقارنت الدراسة بين الحالمين من الثقافتين التبتية والصينية (الهان)، وشارك فيها 569 شخصا، بينهم 278 طالبا جامعيا من التبت و291 طالبا من الهان.

وأظهرت النتائج أن 90% من المشاركين مروا بتجربة حلم "المطاردة"، كما أن أكثر من 95% منهم عانوا من مشاعر سلبية أثناء الحلم، أبرزها الخوف.

التفسير النفسي لحلم المطاردة

أوضحت دراسة نشرت عام 2003 أن الأحلام هي انعكاس لما يحدث خلال اليوم.

إعلان

وأجريت الدراسة على 29 شخصا كانوا يسجلون مذكرات عن يومهم وأحلامهم، وخلصت إلى أن 65% مما يحدث في أحلامهم كان مرتبطا بأحداث يومية أو خبرات يقظة.

وأشارت إلى أن الأخبار والأحداث الواقعية والدراما وما نشاهده من أفلام أو مسلسلات قد تؤثر على مضمون أحلامنا.

وترتبط هذه الظاهرة بنشاط أنظمة الذاكرة أثناء النوم، إذ يدعم النوم الذاكرة والتعلم، وفي الوقت ذاته يساهم في توليد الهلوسات التي تظهر بالأحلام.

كما أن إعادة تشغيل الذكريات العرضية خلال النوم قد تسهم في ظهور مشاهد حلمية مختلفة، مثل مشاهد المطاردة.

تأثير العوامل اليومية

تُدعم هذه الفكرة بمراجعة أجريت عام 2019 أشارت إلى أن ما نتعرض له يوميا من أحداث إخبارية ومعتقدات دينية أو حتى أفلام وروايات يمكن أن ينعكس في أحلامنا، فحتى لو كانت حياتك اليومية مستقرة وخالية من المشكلات والصدمات قد تجد نفسك تحلم بأنك مطارد بسبب مشاهدة فيلم رعب أو التعرض لموقف بسيط يثير التوتر.

لكن حلم المطاردة ليس بالضرورة مؤشرا على مشكلات عميقة، بل قد يكون مجرد انعكاس لتجارب أو مشاهدات يومية تثير استجابات عاطفية في العقل الباطن.

ووفقا لموقع سيكولوجي توداي، فإن الإحساس بالمطاردة في الحلم يعيدنا إلى غرائزنا البدائية المرتبطة بالخوف والرغبة في الهروب.

ومن منظور نفسي لا يعبر هذا الحلم فقط عن تجنب مواجهة الصراعات أو المشاعر غير المحلولة، بل قد يكون أيضا رمزا لمواجهة داخلية.

ويرى كارل يونغ عالم النفس السويسري ومؤسس علم النفس التحليلي أن حلم المطاردة يمثل لقاء مع "الظل" في شخصياتنا، وهو الجانب المظلم أو المكبوت الذي يطالب بالاعتراف به.

وتوضح لوري لوينبيرج محللة الأحلام المعتمدة أن الحلم بالمطاردة لا يشير بالضرورة إلى وجود خطر جسدي أو تهديد حقيقي.

وبدلا من ذلك، ترى لوينبيرج أن هذا النوع من الأحلام يعكس رمزية واضحة، فتقول "الحلم بالمطاردة قد يعني أنك تهرب من أمر يحتاج إلى انتباهك بدلا من مواجهته".

إعلان

وتشير إلى أن هذا الأمر قد يكون مشكلة لم تحل أو مشاعر مكبوتة تخشى مواجهتها، مضيفة "عندما تتجنب قضايا معينة في حياتك اليومية فقد تظهر على هيئة مطاردة في أحلامك وكأن عقلك الباطن يحاول لفت انتباهك إليها".

المطاردة كرمز للضغوط اليومية

وتشير لوينبيرج أيضا إلى أن أحلام المطاردة قد تعكس مصادر التوتر والضغوط في حياتنا، مثل الفواتير المتراكمة والمواعيد النهائية والتوقعات العالية، أو التحديات الشخصية التي تبدو ساحقة لدرجة تدفعك إلى تجنبها.

وتؤكد أن الأشخاص الذين يميلون إلى سلوك التجنب قد يعانون من هذه الأحلام بشكل متكرر، وتقول "كلما لجأت إلى الهروب بدلا من المواجهة قد تجد أن هذا الحلم يتكرر كتحذير ضمني من عقلك الباطن".

وفي المجمل، يعكس حلم المطاردة صراعات داخلية وضغوطا يومية، ويشير إلى الحاجة لمواجهة ما نتجنب التعامل معه في الواقع، سواء كان ذلك مشكلات حياتية أو مشاعر دفينة.

كيف يمكنك تجنب أحلام المطاردة؟

لتقليل احتمالية رؤية حلم المطاردة يمكنك البدء بفهم معناه، حاول التفكير في الأسئلة التي قد تساعدك على تفسير الحلم، مثل: هل تشعر بأنك مطارد في حياتك الواقعية؟ هل هناك شيء تخشاه أو تحاول تجنبه؟ هل تواجه موقفا أو شخصا يسبب لك التوتر؟ أو ربما هناك ذكريات مؤلمة من الماضي تؤثر على حالتك النفسية؟ التعامل مع هذه المشكلات الأساسية أو المخاوف التي قد تكون سببا للحلم يمكن أن يكون الخطوة الأولى لتجنبه.

ومن المهم أيضا عدم تجاهل الحلم عند حدوثه، وبدلا من ذلك حاول الانتباه إلى تفاصيله والمشاعر التي شعرت بها أثناء الحلم.

هذه التفاصيل قد تكشف عن مخاوف أو قلق مخفي لم تكن على دراية به، وإدراك هذه المشاعر وتحديدها هو الخطوة الأولى نحو معالجتها بفاعلية.

التوتر قبل النوم يعد عاملا شائعا يؤدي إلى أحلام مثل المطاردة، ولتقليل هذا التوتر تجنب الأنشطة المرهقة قبل النوم بساعة على الأقل، مثل تناول الطعام الثقيل أو ممارسة الرياضة.

إعلان

وبدلا من ذلك حاول الاسترخاء بممارسة أنشطة مهدئة، مثل التنفس العميق أو قراءة كتاب أو التأمل، كما يُنصح بترك العمل والأجهزة الإلكترونية خارج غرفة النوم لتوفير بيئة هادئة ومريحة للنوم.

مشاركة تجربتك مع الآخرين يمكن أن تكون مفيدة أيضا، إذا كنت ترى حلم المطاردة بشكل متكرر أو تشعر بالقلق بسببه فتحدّث مع شخص مقرب مثل شريك حياتك أو صديق أو فرد من العائلة، قد يساعدك الحديث على فهم ما يزعجك ومعالجته بفاعلية.

وأخيرا، إذا أصبحت أحلامك مصدرا للقلق الشديد أو أثرت على جودة نومك وحياتك اليومية فقد يكون من الضروري اللجوء إلى مختص نفسي.

ويمكن للمعالج مساعدتك في فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الأحلام وتقديم الأدوات المناسبة للتعامل معها، وإن معالجة مشكلاتك اليومية بشكل مباشر هي المفتاح لتحقيق نوم هادئ وخالٍ من الأحلام المزعجة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قد یکون من ذلک إلى أن

إقرأ أيضاً:

الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية

يقول المشاركون في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا إن الروبوتات باتت تنافس الإنسان في مجالات أوسع من حياتنا اليومية بعد أن كانت تقتصر، إلى حد كبير حتى الآن، على القطاع الصناعي.
وقال مارك ثيرمان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة الروبوتات العملاقة "بوسطن ديناميكس"، خلال حلقة حوارية، إن التقدم التكنولوجي وانخفاض تكلفة هذه المنتجات "ستمهد على الأرجح الطريق أمام روبوتات المرافقة بحلول نهاية العقد الحالي".

روبوت لتنظيف المنزل مزود بذراع لإزالة الأشياء من طريقه

وتوضح كريس غاردنر، نائبة رئيس جمعية المتقاعدين الأميركية (AARP)، وهي جهة نافذة نظمت هذه الحلقة الحوارية، أن "الأفراد سيمتلكون روبوتات شبيهة بالبشر قادرة على فعل كل شيء، بالطريقة نفسها التي يمتلكون بها سيارة".
في لاس فيغاس، قدمت شركة "أوبن درويدز" OpenDroids، الناشئة في سان فرانسيسكو، جهاز "ار 2 دي 3" R2D3، الذي استوحي اسمه من "ار 2-دي 2" R2-D2 في أفلام "حرب النجوم".
هذا الروبوت، الذي يُتوقع بيعه بمبلغ 60 ألف دولار أميركي بمجرد دخوله مرحلة الإنتاج على نطاق واسع، قادر على أداء مجموعة واسعة من الأعمال المنزلية.

أخبار ذات صلة تكنولوجيا جديدة لتدريب الروبوتات "إنفيديا" تدرب الروبوتات والسيارات

يجري بالفعل اختبار هذا النظام في مراكز إعادة التأهيل لتخفيف العبء عن الموظفين المرتبط بالمهام المتكررة.
كما لفتت الانتباه نماذج أخرى لا تتمتع بالمظهر البشري مثل R2D3، ولا سيما الجيل الجديد من المكانس الكهربائية المستقلة، والتي أصبحت الآن مجهزة بذراع ميكانيكية للقيام بمهام تتخطى مجرد إزالة الغبار.
يقول تقرير، صادر عن جمعية رواد الأعمال Abundance360، إن التقديرات المرتبطة بالبعد المركزي الذي سيشغله الروبوت في السنوات المقبلة "مخففة إلى حد كبير".
يشير التقرير إلى أن الاستخدام الواسع النطاق للروبوتات يمكن أن يبشر بـ "عصر من الوفرة غير المسبوقة"، وذلك من خلال خفض التكاليف والسماح للبشر "بالتركيز على الأنشطة الإبداعية والممتعة".

"اضطرابات مجتمعية"
مع ذلك، تعترف جمعية Abundance360 بأن العديد من القطاعات من المتوقع أن تمر بمرحلة من انكماش العمالة بسبب التحول إلى الروبوتات، مشيرة على وجه الخصوص إلى الصناعة والزراعة والجراحة.
وقال التقرير "إن السرعة، التي يتقدم بها الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، عوامل تنذر باضطرابات في سوق العمل واضطرابات مجتمعية".
وقد لفت الملف الأخير المرتبط بعمال الموانئ الأميركيين الانتباه إلى هذه القضية، إذ حصل اتحاد عمال الموانئ الدولي على موافقة شركات الشحن على تركيب الرافعات شبه المستقلة في الموانئ شرط أن يترافق ذلك مع عمليات توظيف.
كانت الثورة جارية في القطاع منذ فترة طويلة بالفعل، لكن الأمور تتسارع.
عرضت شركة R2C2 من هونغ كونغ في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية روبوتاتها القادرة على القيام بعمليات تفتيش في محطات الطاقة أو إجراء الصيانة في القطارات.
ويقول سان وونغ  رئيس الشركة إن روبوتاته ستحل مشكلة التناوب بين فنيي السكك الحديدية، الذين قد يتعبون من "البيئة القذرة والخانقة، حيث تنتشر الشحوم في كل مكان".

روبوت من إنتاج شركة "أوكشوش"

كما لجأت شركة "أوشكوش" الأميركية العملاقة لتصنيع المركبات الخدمية، إلى الأتمتة في بعض الأنشطة التي تتطلب مجهودا بشريا، بما في ذلك إنجاز تصنيع شاحنات الإطفاء الذي يسبب اضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي.
ونُقل الموظفون المتأثرون إلى وظائف أخرى، بينها ما يرتبط باللحام، لكن جون فايفر رئيس الشركة لا يستبعد أن تتم أتمتتها أيضا "يوما ما".
ويقول "هذه هي الطريقة التي تطور بها الاقتصاد على مدى 250 عاما"، مضيفا "يتطلع الناس إلى تحسين الإنتاجية للمساعدة في النمو".

وفي معرض الإلكترونيات الاستهلاكية أيضا، عرضت شركة "جون ديري"، المصنعة للجرارات والمعدات الزراعية، مركباتها ذاتية القيادة، والتي تقول الشركة إنها تعالج النقص في العمال الزراعيين.
وتقول ديانا كوفار رئيسة قسم الزراعة في شركة جون ديري "نحن بحاجة إلى التأكد من أن مهارات موظفينا وعملائنا تتطور حتى يتمكنوا من الاستفادة من هذه التقنيات، وليس اعتبارها تهديدا".
وتوضح كريس غاردنر من منظمة AARP أن الخدمات الموجهة للأفراد تواجه أيضا نقصا في العمالة، مع احتمال زيادة عدد كبار السن إلى معدلات غير مسبوقة.
وتحذر من أن "الطلب سيكون هائلا"، و"لا يمكن للبشر وحدهم تغطيته".

المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية
  • “حفر الباطن” من محطة عبور إلى وجهة الأحلام.. ومن أطراف الخريطة إلى قلب المستقبل
  • رهف القحطاني تهاجم أحد المشاهير وتصفه بـ"المريض النفسي".. من يكون؟
  • أكلات سهلة وسريعة بالطاجن الفخار.. اكتشف روعة الطهي مع نكهات مميزة
  • خوارزمية تكشف ارتباط نوع من الأحلام بمرض باركنسون
  • خطر يهدد صحتك: لماذا يجب تجنب النوم بجانب الهاتف المحمول؟
  • تفسير حلم الحفرة في المنام وعلاقته بفقدان الثقة والقلق من المستقبل
  • اكتمال المشروع الحلم تزنيت الداخلة بافتتاح آخر مقطع طرقي
  • أهم النصائح لتجنب آلام الظهر في حياتك اليومية