نشطاء وأحرار اليمن في الخارج مشاعل الحقيقة على جدار العزلة
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
الثورة / أحمد الأشعث
بدوافع وطنية حاملين رساله وطنية وأخلاقية، انطلق النشطاء والأحرار في المهجر للدفاع عن وطنهم الأم ومواجهة العدوان السعودي الأمريكي بفضح جرائم العدوان وإيصال مظلومية الشعب اليمني وكان النشطاء والأحرار في الخارج صوت اليمن الحر كما كان للجهود الحثيثة والبارزة التي بذلها نشطاء وأحرار اليمن في الخارج في نقل مظلومية الشعب اليمني خلال أكثر من ثمان سنوات والتي تمثلت تلك الجهود في تنفيذ مختلف الأنشطة والفعاليات كالندوات والمؤتمرات والوقفات الاحتجاجية، وكان لها صدى كبير لدى شعوب اليمن والمسؤولين كالبرلمانيين ومنظمات دولية غير حكومية، كل ذلك جاء في ظل تفعيل دور الدبلوماسية الشعبية عبر الفريق الوطني للتواصل الخارجي الذي أنشاء قاعدة بيانات لمئات النشطاء وأحرار اليمن في الخارج من البرلمانيين والحقوقيين والإعلاميين ،و الذين كان لهم دور في وقف كثير من الإجراءات والصفقات التي تقوم بها حكوماتهم ، كبيع الأسلحة المحرمة دولياً للسعودية والإمارات ، أو من خلال سعيهم الحثيث أمام المحاكم في دول المهجر ذات الطابع الدولي ، وتقديم دعاوى قضائية ضد الحكومات وشركات تصنيع الأسلحة .
كما كان للنشطاء وأحرار اليمن في الخارج خاصة في دول أوروبا دور أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف ، وذلك من خلال المطالبة في دورات مجلس حقوق الإنسان وعقد الندوات على هامش اجتماعات أعضاء مجلس حقوق الإنسان واللجان التعاقدية ،بالإضافة إلى إقامة معارض فوتغرافية أمام بوابة مجلس حقوق الإنسان ، والتي كانت تظهر مدى الانتهاكات والجرائم المرتكبة في اليمن خاصة بحق الأطفال والنساء وكذلك المنشآت الحيوية التي تم تدميرها والتي لا يمكن الاستغناء عنها للبقاء على قيد الحياة.
هذا الدور البارز للنشطاء وأحرار اليمن في الخارج كان ولا بد من عقد ندوة وطنية تبرز ذلك الدور الكبير والفاعل الذي أظهر حجم الانتهاكات والجرائم المرتكبة في حق الشعب اليمني جراء العدوان والحصار ونظم الفريق الوطني للتواصل الخارجي وبحضور عدد من النشطاء الأحرار في صنعاء ندوة وطنية خاصة بذلك والتي هدفت إلى « تعزيز عمل الجبهة الخارجية للدفاع عن مظلومية اليمن خلال المرحلة القادمة» وقد نفذت الندوة تحت شعار « «دور نشطاء اليمن والأحرار في الخارج في فضح جرائم العدوان والحصار»
دور نشطاء وأحرار اليمن في الخارج الفعاليات والأنشطة
تحرك نشطاء وأحرار اليمن في الخارج في الخارج في مختلف دول المهجر خاصة أمريكا وأوروبا وكندا وروسيا بجهود وإمكانيات بسيطة في نقل مظلومية الشعب اليمني لدى شعوب اليمن من خلال تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة والفعالية أبرزها :-
عقد مؤتمرات وندوات في عدد من عواصم الدول الاوروبية وأمريكا وكندا وروسيا هدفت إلى فضج جرائم العدوان ومرتزقتها ، وكذلك ردع كافة المغالطات والأكاذيب التي كانت تصدر من قبل مرتزقة العدوان .
مشاركة نشطاء وأحرار اليمن في الخارج في اجتماعات وجلسات مجلس حقوق الإنسان واللجان التعاقدية ، واستعراض انتهاكات وجرائم العدوان المرتكبة في اليمن والتي أثرت بشكل كبير على إعمال مبادئ وقواعد حقوق الإنسان في اليمن .
دفع النشطاء لمندوب هولندا في تقديم مشروع قرار مجلس حقوق الإنسان يتضمن تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جرائم وانتهاكات دول تحالف العدوان ومرتزقتهم في اليمن .
إنشاء منظمات وجمعيات ومراكز يمنية في كلً من أمريكا وأوروبا ومنها منظمة إنسان للحقوق والحريات في المانيا ، منظمة حقوق أطفال اليمن في بريطانيا ، الجمعية اليمنية السويدية لمأزرة اليمن في السويد، المركز الأمريكي لحقوق الإنسان في أمريكا، منظمة أروى للحقوق والحريات في أمريكا ( والحاصلة على الصفة الاستشارية بمجلي حقوق الإنسان )
مشاركة نشطاء وأحرار اليمن في الخارج وظهورهم في مختلف وسائل الإعلام الدولي والداخلي ومختلف وسائل التواصل الاجتماعية باللغتين العربية والإنجليزية .
تنفيذ وقفات احتجاجية ومظاهرات جماهيرية في عدد من عواصم الدول الأوروبية وأمريكا وكندا وروسيا ، أمام مجالس البرلمانات ، وسفارات دول تحالف العدوان .
تعزيز الشراكة مع منظمات المجتمع المدني في دول المهجر وتنفيذ عدد من البرامج والأنشطة المشتركة لإظهار مظلومية الشعب اليمني ، وعلى سبيل المثال منظمة أوقفوا الحرب البريطانية وفروعها في أوروبا وأمريكا والتي بذلت جهوداً كبيرة جداً عبر ندوات ومؤتمرات أقيمت في لندن وامريكا .
تنفيذ معارض صور تظهر انتهاكات وجرائم العدوان في حق أطفال ونساء اليمن والأعيان المدنية المختلفة في عواصم دول أوروبا ومراكز ومكاتب الأمم المتحدة خاصة مجلس حقوق الإنسان ، تزامناً مع دورات مجلس حقوق الإنسان واللجان التعاقدية.
دور الإعلام الوطني والتفاعل مع فعاليات النشطاء في الخارج
يولي النشطاء اهتمام كبير لدور الإعلام في الخارج عبر الظهور الاعلامي في القنوات الأجنبية والقنوات العربية لكشف الحقيقة وتعريه قنوات وإعلام العدو الأمريكي السعودي ومقارعه الماكنة الإعلامية التي تنفق عليها أموال طائله لتضليل الراي العام العالمي ودعم مشروع الاحتلال وشرعنه عدوانهم الغاشم.
تمكن النشطاء من قلب الطاولة الإعلامية وفضح الكثير من التقارير المزيفة والمضللة، عبر تسليط الضوء على حقائق وادله دامغه وتقارير حصل عليها النشطاء الأحرار من خلال الفريق الوطني للتواصل الخارجي والتي تعكس ما روجت له قنوات العدو وأبواقها المرتزقة التي تستعين بهم للظهور ومواجهة النشطاء الأحرار .
رغم قلة عدد النشطاء الذي لديهم خبره وقدره في الظهور الإعلامي، إلا أن ثمرة جهودهم عظيمة استطاعت تغطية الكثير من الحلقات والبرامج بنسبة 80% في القنوات العربية أو الناطقة باللغة العربية.
أما الدور الإعلامي للنشطاء في القنوات الأجنبية كان فيه مشاكل وعراقيل أهمها عدم وجود الكوادر المتمكنة في الظهور بشكل كامل لتغطية جميع البرامج والحلقات التي وجهت إلينا دعوات للمشاركة من القنوات وكان هناك تعطش لظهور إعلاميين تابعين لصنعاء تتحدث عن ملفات قوية وكانت مشاركتنا بنسبة 10% ولكن هذا لم يكن عائقاً لنا في كشف الحقيقة بنفس الدور والجهود في القنوات العربية ومن خلال فتح خطوط تواصل وعلاقات قوية مع قنوات أجنبية استطاع النشطاء بالاستعانة بتقارير وفيديوهات مترجمة تم تزويد القنوات بها، ولكنها في الحقيقة لم تكن كافية وتغطي كثير من القضايا المهمة وهذا ما ركز عليه النشطاء في خطه عملهم المستقبلية إلى تطوير العمل الإعلامي وتجهيز قضايا رئيسية تعزز من كشف وفضح جرائم العدوان وإيصال مظلومية الشعب اليمني وتعرية أبواق وقنوات العدوان والعمل على إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية وإنتاجها بطريقه احترافية لا تختلف عن عمل مراسلي القنوات الأجنبية وهذا ما سوف يعزز العلاقة والتواصل مع القنوات الأجنبية وتوفير الكثير من الأموال عليها في إرسال مراسلين لها إلى اليمن .
كما ركز النشطاء الأحرار بالتعاون مع الفريق الوطني للتواصل الخارجي كمصدر رئيسي لهم في الحصول على المعلومات والبيانات والوثائق ،التواصل المستمر مع شخصيات مشهورة وأعضاء البرلمان والكونجرس المعارضة لدول العدوان وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا ودول أوروبا و تزويدهم بقضايا وتقارير كاملة مترجمة لعدة لغات أجنبية ، وملفات أخرى تحتوى على جرائم وأدله دامغة تظهر تورط حكوماتهم في العدوان من خلال تزويد السعودية والإمارات بالأسلحة المحرمة دوليا واستخدامها في العديد من المجازر والجرائم والانتهاكات ضد المدنيين والأعيان المدنية، تخدم توجههم ونشاطهم في الوقوف ضد حكوماتهم وفضحها أمام الرأي العام الداخلي والعالمي .
ولمس النشطاء ثمرة الجهود الذي تقوم بها القنوات الأجنبية والشخصيات ومن أبرز ثمرة هذه الجهود لنشطاء الأحرار والعلاقات القوية بأعضاء الكونجرس ظهور أحد الأعضاء داخل الكونجرس الأمريكي رافعاً صور وجرائم العدوان التي أخذها عند زيارته لأول معرض صور جرائم العدوان في ولاية نيويورك الأمريكية.
التحديات والصعوبات
رغم التحركات والمساعي التي قام بها نشطاء وأحرار اليمن في الخارج لإظهار مظلومية الشعب اليمني ، إلا أن تلك التحركات والجهود تعرضت لكثير من التحديات والصعوبات ومن أبرز ذلك ما يلي :-
تعرض الكثير من النشطاء الأحرار لمضايقات واعتداءات وتهديدات وبلاغات كاذبة من قبل مرتزقة العدوان المتواجدين في السفارات اليمنية في دول المهجر، هدفت تلك المضايقات والاعتداءات لإسقاط ووقف صوت النشطاء لتحييد أنشطتهم ودورهم المؤثر في فضح دول العدوان في اليمن .
إدراج مجموعة من نشطاء وأحرار اليمن في الخارج في القائمة السوداء ما تسبب في اعتقال بعض منهم أثناء عودتهم إلى ارض الوطن عبر المنافذ التي تحتلها وتسيطر عليها دول تحالف العدوان .
لم يتمكن نشطاء و أحرار اليمن العودة إلى أرض الوطن وذلك لعدم ضمان سلامتهم من المنافذ التي تسيطر وتحتلها دول تحالف العدوان ومرتزقتها
عدم معرفة نشطاء وأحرار اليمن في الخارج بالفعاليات والندوات التي تقام داخل الوطني ليتمكن النشطاء من مواكبتها ونشرها على أوسع نطاق في دول المهجر .
صعوبة حصول نشطاء واحرار اليمن في الخارج على تصاريح تنفيذ الفعاليات والأنشطة من قبل أنظمة الدول في المهجر ، بينما مرتزقة العدوان يحصلون عليها في أسرع وقت ممكن.
صعوبة مشاركة نشطاء واحرار اليمن في الخارج في المؤتمرات والمحافل الدولية وإجتماعات مجلس حقوق الإنسان من اجل استعراض قضايا تتعلق بجرائم وانتهاكات دول تحالف العدوان لدى أعضاء مجلس حقوق الإنسان واللجان التعاقدية ويرجع السبب عدم وجود منظمات وطنية لها الصفة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان والتي تسهل المشاركة الفعالية للانشطاء، ما يضطرون إلى الاستعانة بمنظمات وطنية لدول أخرى عربية وأجنبية، ومنح النشطاء جزء بسيطاً من برنامجها لتسليط الضواء على مظلومية الشعب اليمني وإيصال جرام العدوان داخل جلسات مجلس حقوق الإنسان.
عدم تغطية القنوات الإعلامية الوطنية والخارجية ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي لمختلف الفعاليات والأنشطة التي ينفذها نشطاء وأحرار اليمن في الخارج رغم أهميتها وتأثيرها على الرأي ألعام الداخلي والخارجي.
عدم تزويد نشطاء وأحرار اليمن في الخارج بملفات مهمة أولا فأول ، يحتاجون لها ليتمكنوا من تزويد القنوات الأجنبية المعارضة لدول العدوان، مما يعيق النشطاء في البحث والتواصل مع المعنيين في الداخل للحصول على معلومات من مصادر موثوقة تساعد في إعداد تقارير ومواد إعلامية ، على سبيل المثال مشاركة تنظيم القاعدة ضمن قوات تحالف العدوان ، قيام منظمة إنسانية أمريكية بتزويد جماعات إرهابية من تنظيم القاعدة وداعش بالأسلحة المختلفة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
1 مارس خلال 9 أعوام.. 41 شهيداً وجريحاً بقصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في الأول من مارس خلال عامي: 2016م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بسلسلة غاراته الجوية المباشرة، وقصفه المدفعي والصاروخي، على المنازل والممتلكات، وتجمعات المدنيين، والمراعي، في محافظات الحديدة وصنعاء، وصعدة.
أسفرت عن 9 شهداء، و32 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وتشريد وحرمان عشرات الأسر من مآويها، وممتلكاتها، وخرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، وترويع الأهالي، وإعاقة التنقل، وتداعيات إنسانية ومادية ونفسية واسعة.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
1 مارس 2016..33 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على اجتماع صلح قبلي كبير بحيمة صنعاء:
في الأول من مارس عام 2016م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، اجتماعاً قبلياً للتوقيع على وثيقة صلح بمنطقة بني يوسف مديرية الحيمة الداخلية، محافظة صنعاء، بسلسلة غارات وحشية مباشرة أسفرت عن 8 شهداء، و 25 جريحاً، وتدمير عدد من السيارات، وجريمة حرب ومجزرة مروعة، تضاف سجل الجرائم المتواصلة بحق الإنسانية في اليمن، منذ السادس والعشرين من مارس 2015م، واعتداء سافر على القبيلة اليمنية وكل الأسلاف والأعراف والقيم بين القبل العربية، وانتهاك صارخ لكل القيم والمواثيق الدولية.
فيما كانت قبائل الحيمة الداخلية تتوافد للتوقيع على وثيقة الصلح القبلي الخاصة بحل الخلافات بين بيت الفتيني وبيت العاربة، كان العدوان يرصد حركتهم ومستوى تجمعهم، وحين اكتملت وجبته الدسمة، باشرهم بالاستهداف المباشر.
أحد المشاركين في الإسعاف يقول: “كنا ننقذ البعض وشويه ويعاود الطيران يستهدف التجمعات، ويلاحق السيارات، والتحليق مستمر، والمسعفون استهدفتهم الغارات، والناس البعيدين علينا كنا نحاول الاقتراب منهم، ويحلق الطيران ويقصف ونتراجع، وكان الجرحى يستغيثوا ويقرحوا بالبنادق ونقترب منهم ويعاود الطيران لاستهدافهم، جمعنا بعض الجثث أشلاء مقطعة”.
اكتظ المستشفى بجثث الجرحى والشهداء، وتحركت الطواقم الطبية لبذل قصارى جهدها، وسط أجواء من الرعب والخوف والحزن، الذي خيم على المنطقة وكل مديرية الحيمة الداخلية والمناطق المجاورة لها.
أحد الأطباء وهو يخيط رأس أحد كبار السن، يقول: “وصلتنا عشرات الحالات بينهم شهداء وجرحى بجراحات خطيرة الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من أبناء الحيمة، استهدفهم طيران العدوان، الكثير من الحالات خطرة وتتطلب عناية مركزة، وعمليات في الخارج”.
أحد الجرحى من فوق سرير المشفى يروي تفاصيل الجريمة قائلاً: “أول ما اجتمعنا للتوقيع على صلح قبلي، بين بيت الفتيني وبيت العاربة، وبيت محيى الدين النزاري، وقد أحنا نكتب ونوقع على انتهاء الأحكام، وحل القضية، سمعنا حين استهدفنا الطيران الغاشم، بعدد من الغارات المباشرة، نموت بشرف أو نعيش بشرف، إما أن نقبل الذلة لا يمكن، لا يمكن لا يمكن.. العدو يخاف من وحدتنا، ولملمة جراحنا، وحلحلة مشاكلنا الداخلية، هو لا يريد ذلك، وادعو أبناء شعبنا اليمني إلى توحيد الصفوف، ورفد الجبهات، لمواجهة آل سعود الجبناء”.
استهداف تجمعات المدنيين، جريمة حرب مكتملة الأركان، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي، وواحدة من آلاف الجرائم المماثلة التي ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني طوال 9 أعوام، دون أي تحرك أممي لوقف العدوان ورفع الحصار، وإنهاء المعاناة.
1 مارس 2016.. 7 جرحى منهم 3 أطفال و 3 نساء بقصف صاروخي ومدفعي للعدوان السعودي الأمريكي على صعدة:
وفي اليوم والعام ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، بقصفه المدفعي والصاروخي على منازل وممتلكات المواطنين في مناطق متفرقة بمديرية رازح الحدودية بمحافظة صعدة، أسفر عن 7 جرحى منهم 3 أطفال و3 نساء، وأضرار واسعة، ونزوح وتشريد عشرات الأسر من مآويها، ومضاعفة المعاناة، وتخويف النساء والأطفال.
هنا طفل ذو 3 أعوام جرح وهو برفقة والده المزارع على سيارتهم العائدة من السوق القريب منهم، تم نقله إلى أحد المستشفيات، بصعوبة عالية، خيط رأسه، ولا تزال الدماء على جسده وملابسه، ينظر إلى من حوله وكله خوف ورعب لا يهدأ، كأنه ينظر إلى حتفه، في مستوصف رازح تعلو صرخات أطفال ونساء، كلهم جرحى، ومعهم أحلامهم ومخاوفهم، طفلة أخرى ذات عامين أو أقل تصرخ وتنوح والدماء منها نسيل، والأطباء يحاولون عزلها عن حضن والدها، وهي تبكي لا تقبل اللحظة، وتخشى من القادم، والأطباء بأياد رحيمة وكلمات رقيقة يحاولون تهدئتها، وعمل اللازم لها في مشهد يدمي القلوب.
صوتها الصارخ يحطم القلوب والأسماع، ويهيج الدموع، ويشحذ همم الرجال ويستنهض الغضب والعزائم، ويبدي الأهالي استنكارهم الواسع، معلنين جهوزيتهم للتحرك الفوري صوب الجبهات.
يقول أحد الأهالي: “العدوان يستهدف مناطقنا، لا نستطيع التنقل، حياتنا وحياة أطفالنا في خطر، الصواريخ والمدفعية، على منازلنا ومزارعنا، وسيارتنا في الطرقات العامة”.
القصف المتواصل على المناطق الحدودية مستمر منذ اليوم الأول للعدوان، رغم الهدنة وتمديدها، ويقدم المدنيون تضحيات كبيرة، واستشهد وجرح منهم الآلاف، ودمرت مئات المنازل، والمزارع والممتلكات، وتعد صعدة المحافظة اليمنية الأكثر تضرراً وعرضة للقصف الجوي والصاروخي والمدفعي، وحولها العدوان إلى أرض محروقة، ومنطقة عسكرية، إلا أن أهلها أكثر صموداً وثباتاً.
القصف الصاروخي والمدفعي، من وراء الحدود السعودية لا يتوقف! وحياة سكان القرى والمناطق الحدودية على حافة الموت، وما يزيد من المخاطر عليهم هو صعوبة الانتقال إلى أماكن توفير الرعاية الصحية، والخدمات الأساسية.
سكان صعدة وكل أبناء الشعب اليمني يدعون المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتحرك الجدي في وقف العدوان ورفع الحصار، ووضع حدّ لجرائم الحرب، ومحاسبة مرتكبيها، وتقديمهم للعدالة الدولية.
1 مارس 2019.. استشهاد طفل أثناء رعي الأغنام بنيران مرتزقة العدوان وخروقاتهم المستمرة في الحديدة:
في صباح الأول من مارس 2019م، كان الطفل أحمد سعيد نور، خارجاً من منزله لرعي الأغنام كعادته، المطمئنة إلى إعلان وقف إطلاق النار في محافظته الحديدة منذ أكثر من عام، لكنه لا يعلم أن مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، يتربصون به ويريدون قتله، وأن هذا اليوم سيكون الأخير في حياته، وبعد ساعات من توزع ماشيته في مراعي منطقة الريمية بمديرية التحيتا، انطلقت رصاصات الغدر لتخترق جسده الصغير، وتسقطه شهيدًا.
أحمد ذو القلب الطاهر والروح البريئة، لم يكن يدرك أن عدوانًا وحشيًا يستهدف طفولته، لم يكن يعلم أن أيديًا آثمة ستنهي حياته البريئة، لقد كان طفلاً يحلم بمستقبلٍ مشرق، ولكن رصاصات الغدر أنهت كل أحلامه.
يقول والد الطفل الشهيد بصوت حزين، ودموع منهمرة: “طفلي عمره 10 سنوات، استهدف بطلقة رصاص من جهة الدواعش، في منطقة الريمية، وهو يرعى الغنم، الطلقة في ظهره وخرجت من القلب والكبد، وبسبب تأخر وقت الإسعاف استشهد، عملنا له إسعافات أولية ما نفع”.
هذه الجريمةٌ النكراء تُضاف إلى سجل جرائم العدوان، الذي لم يرحم طفولةً أو شيخوخة، لقد استهدفوا براءة أحمد، كما استهدفوا آلاف الأبرياء في اليمن، ورحل عنا أحمد، ولكن ذكراه ستظل خالدة في قلوبنا، سيظل رمزًا للبراءة التي اغتيلت، وللطفولة التي سُلبت، سيظل شاهدًا على بشاعة العدوان، وعلى الظلم الذي يواجهه شعب اليمن.
يا أحمد، نم قرير العين، فقد رحلت إلى جوار ربك، وستظل قصتك تروى للأجيال، لتذكرهم بجرائم العدوان، وبأهمية الدفاع عن الحق والعدالة.
جرائم وخروقات العدوان ومرتزقته في محافظة الحديدة، متواصلة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المشرف عليها، دون أي تحرك لإنهاء هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.