كيف يترقب أهالي قطاع غزة أخبار قرب التوصل إلى وقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
يترقب أهالي قطاع غزة، الذي انقسم لجزئين شمالي وجنوبي بالقوة العسكرية مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكثر من 14 شهرا، الأخبار التي تصدر عن احتمالية وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى، وهو انتظار وصل بهم إلى حالة من "الإحباط والملل".
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة عن وجود تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيرسل وفدا إلى الدوحة، مع الاقتراب من الإعلان الرسمي عن الصفقة التي جرى إنجاز 90 بالامئة منها.
"إلى أين أذهب؟"
يقول محمود (35 عاما) وهو نازح خرج من شمال قطاع غزة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وتنقل بين مختلف محافظات الجنوب (الوسطى وخانيونس ورفح) إنه ملّ من متابعة الأخبار والحديث عن اقتراب الهدنة والتعلق بالأمل إلى حين انتهاء كل شيء بالإعلان عن فشل المفاوضات.
ويؤكد محمود لـ"عربي21" أنه في شهور الحرب الأولى كان يتابع كل ما تتحدث عنه الأخبار من مفاوضات وجهود لوقف إطلاق النار، لاسيما بعد التوصل إلى هدنة مؤقتة في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2023، قائلا: "في ذلك الوقت الجميع اعتقد أن الحرب انتهت طالما إسرائيل بدأت بالتفاوض".
ويضيف "حتى بعد استئناف الحرب حينها ظللنا نطالب بوقف كامل للحرب وليس توقف مؤقت للقتل وعودة بشكل أوسع بعد أيام أو أسابيع قليلة، وهو ما حدث فعلا، لأنه الحرب ما قبل الهدنة مختلف عما بعدها بشكل تام، وحين تركت بيتي في غزة ذهبت إلى بيت في خانيونس، لكن في كانون الأول/ ديسمبر 2023 بدأت أعرف ما هي الخيمة".
ويوضح محمود "اضطررت للعيش لشهور طويلة في الصيف وجربت شهور الحر الشديد والبرد الشديد، والآن تمكنت من استئجار بيت صغير لأسرتي بالشراكة مع بعض الأقارب نظرا لارتفاع الأسعار بشكل مهول، والآن بعدما عرفت كيف هي المعيشة داخل الخيمة ودون أبسط الخدمات، صرت أفكر مرة أخرى بجدوى العودة السريعة إلى غزة".
ويشير إلى معرفته أن تفكيره الحالي هو الذي "يريده الاحتلال بالتحديد، وهو معرفة استحالة أو صعوبة العيش في غزة حاليا"، قائلا: "لم أكن أمتلك بيتا خاصا بي في مدينة غزة إنما شقة مستأجرة ولا أعرف هل العمارة التي فيها الشقة مازالت قائمة أم لا، لكن بكل الأحوال أنا سأبقى في دير البلح حتى أرى ما الذي سيحصل".
"سأعود فورا"
بدوره، يقول كامل (49 عاما) إنه ينتظر اللحظة التي يعلن فيها عن وقف الحرب والسماح بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة حتى يتوجه إلى هناك في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أنه "يتابع أخبار الهدنة والمفاوضات بشكل مستمر رغم الخيارات الكبيرة التي طالما تحدث".
ويوضح كامل لـ"عربي21" أنه يعيش على أمل العودة إلى غزة في أقرب وقت، رغم أنه خسر بيته الذي أنفق على شرائه كامل مدخرات عمله طوال سنوات طويلة، موضحا "عندما أعود إلى غزة وسأعود إن شاء الله سأعمل على تعمير بيتي في أقرب وقت، على الأقل أكون أنفق الأموال على شيء ملكي وليس متاجر يمكن أن أغادره في أي وقت".
ويبين "أنا لست ساذجا.. أعرف أن غزة مدمرة وأعرف أني بيت عمارة عن كوم من الركام، وأعرف أن الكثير من ذكريات هناك لن تعود مع استشهاد العديد من الأشخاص الذين صنعت هذه الذكريات معهم، لكني بحاجة إلى البيت، ولا أقصد أي بيت إنما بيتي الذي أعود إليه بعد يوم تعب طويل".
ويشرح "أنا منذ غادرت بيتي في بداية الحرب لم أشعر بشعور العودة إلى البيت والاستقرار والسعادة والدفئ، وأعرف أنه عندما أعود إلى غزة سأعيش في خيمة وفي ظروف صعبة لكن أعرف وقتها أنني سأكون على طريق أن يكون لدي بيت".
"بيتي المحروق"
من جهتها، تقول آية (41 عاما) أنها لا تتابع أخبار وقف إطلاق النار لكنها تنتظره في كل دقيقة، موضحة "طبعا أصابنا الإحباط والملل من تكرار فشل المفاوضات وتعليق مصيرنا لشهور طويلة وسط عدم اهتمام أي حد بنا".
وتكشف آية لـ"عربي21" أنها مؤخرا تمكنت من الحصول على صورة للحي الذي يوجد فيه بيتها (حي الصفطاوي القريب من منطقة جباليا شمال غزة) وتأكدت أنه لم يهدم، وهي التي عرفت منذ شهور الحرب الأولى أنه احترق بالكامل من الداخل.
وتضيف "لا أنا ولا أولادي وزوجي زعلانين أنه البيت احترق، يمكن زعلنا لما عرفنا في أول الحرب، لكن حاليا هو جنة نريد العودة لها حتى لو كانت محترقة، نحن حاليا ندفع أكثر من 3000 شيكل (أكثر من 800 دولار) شهريا كجزء من استئجار بيت بضم أكثر من 7 عائلات متخلفة".
وتشرح أن هذا المبلغ "يعتبر كبير جدا في قطاع غزة قبل الحرب عندما كانت تكلفة إيجار شقة ممتازة وفي موقع مميز لا تتجاوز 300 دولار، ونضطر إلى تدبير أمورنا من مياه للشرب والغسل وإشعال النار من الأجل الطعام، وكل ذلك دون أقل القليل من الخصوصية، مستعدين نعيش حاليا على أقل من هيك لكن في بيتنا ومدينتها مع كرامة العيش الكريم".
"في غزة"
أما حسام (34 عاما) وهو من الذين لم يغادروا مدينة غزة وعاش مختلف أزمات المجاعة وجرائم الإبادة المختلفة من قصف وعمليات اجتياح متكررة، يؤكد أن أي اتفاق دون عودة النازحين يجب رفضه وعدم الموافقة عليه.
ويقول حسام لـ"عرب21": إن "كل أقاربي في الجنوب يتحدثوا عن العودة إلى بيوتهم لكن أنا أقول لهم إن الحياة في غزة حاليا تشبه الشعور بالغربة ونحن داخل مدينتنا الفارغة".
ويوضح "نحن ننتظر عودتهم أكثر منهم.. وبطلت فارقة معنا في أكل ولا شرب ولا أي شيء لأنه جربنا كل أنواع المعاناة وعارفين أنه بتعاود تفرج، لكن غياب الأحباب لا يمكن تعوضه سواء الناحرين في الجنوب دون عودة أو الذين استشهدوا بنار الاحتلال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة وقف إطلاق النار المفاوضات عودة النازحين غزة المفاوضات وقف إطلاق النار صفقة التبادل عودة النازحين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار قطاع غزة إلى غزة أعرف أن أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
استمرار فتح ميناء رفح البري لليوم الـ28 على التوالي
صرح مصدر مسئول بميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء، اليوم الاثنين، بأن الجانب المصري من معبر رفح لا يزال مفتوحا لليوم الـ28 على التوالي انتظارا لوصول المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم لتلقي العلاج والرعاية الطبية في الخارج..بينما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الجانب الفلسطيني من المعبر وتمنع أيضا دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية، وشرعت في توسيع عملياتها البرية في رفح جنوبي قطاع غزة.
وأوضح المصدر، أن الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف في وضع استعداد دائم في انتظار استقبال المصابين الفلسطينيين ومرافقيهم، حيث وصل منهم حتى يوم 18 مارس الماضي 45 دفعة شملت 1700 من المصابين والجرحى والمرضى إلى جانب 2500 من المرافقين .
وأشار المصدر إلى أن سلطات الاحتلال تغلق منذ 2 مارس الماضي الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري وتمنع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية والمعدات الثقيلة اللازمة لإعادة الإعمار في قطاع غزة، وإزالة الركام الناتج عن 15 شهرا من الحرب على غزة.
يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغلق المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار واختراق إسرائيل له بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وإعادة التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة..كما أن سلطات الاحتلال تمنع دخول شاحنات المساعدات والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة، ولا تزال مئات الشاحنات مصطفة على جانبي طريق رفح والعريش منذ أول رمضان الماضي في انتظار الدخول للقطاع.
وكان قد تم الإعلان يوم (الأربعاء 15 يناير2025م) عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" والعودة إلى الهدوء المستدام ينفذ على ثلاث مراحل؛ بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ ليبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من يوم الأحد (19 يناير 2025م)..وانتهت المرحلة الأولى بعد 42 يومًا منذ بدء سريان الاتفاق دون التوصل لاتفاق بتثبيت وقف إطلاق النار أو هدنة، وتجري حاليا بجهود الوسطاء مفاوضات من أجل العودة للهدنة ووقف الحرب على غزة.