أخبار ليبيا 24:
2025-03-16@11:28:27 GMT

بنغازي تفتح الستار وتعتلي الركح

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

بنغازي تفتح الستار وتعتلي الركح

“المسرح أكثر من فن هو ظاهرة سيزداد العالم قبحا لو أضاعها.” سعد الله ونوس

في مفاجأة جميلة أعلن عن اقامة مهرجان للمسرح في مدينة بنغازي, تلقى المهتمين الخبر كبشرى وملمح لعودة مدينة الملح .. وحددت فترة مهرجان بنغازي للفنون المسرحية من 6 الى 12 أغسطس الجاري , في دورته الاولى والتي سميت بأسم (فرج الطيرة ), وفاء وتكريم لأحد مؤسسي المسرح الشعبي بنغازي وإضاءة على اعماله وتاريخه الحافل .

حدد موعد المهرجان بتاريخ 6 أغسطس وذلك  بمناسبة ذكرى تأسيس فرقة المسرح الشعبي 6.8.1960 والتي حملت على عاتقها احياء وتنظيم هذا المهرجان مع دعم الهيئة العربية للمسرح  من خلال ثلاث ورش يقدمها متخصصون ومسرحين اكفاء لتأطير هذه الورش و بدأت بتاريخ سابق عن المهرجان وهي ورشة السينغورافيا في العرض المسرحي, يقدمها د. علي السوداني  ( العراق ) و ورشة فن التمثيل يقدمها عاصم بالتهامي (تونس ), ورشة الدراماتورجيا يقدمها بوكثير دومة (تونس )

بالإضافة لمعرض كتاب  لمنشورات الهيئة  العربية للمسرح , حوالي 189 عنوان  في مجالات المسرح والتمثيل .

يمثل الهيئة الاستاذ والمسرحي على الفلاح بصفته عضوا في مجلس أمناء الهيئة , والاستاذة ريما الغصين مندوبة عن الهيئة, وقد صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح (اسماعيل عبد الله ) في الموقع الرسمي للهيئة ” مشاركة الهيئة يعكس تقديرنا واحترامنا لكل المجهودات النبيلة التي يبذلها المسرحيون الليبيون … اذ يشكل الفعل المسرحي في هذه الظروف مساحة أمل وفضاء عافية نأمل أن يتسع ليعم كافة الارجاء ونشهد عودة قوية للمسرح الليبي في المشهد العربي ”

ارهاصات تؤدي بنا الى حلم وانتظار البداية ونحن نستعذب لحن بنغازي  في محاولتها للتعافي , بدأ المهرجان في اليوم السادس من أغسطس حوالي الساعة السادسة مساء أمام فندق تبستي الذي استقبل ضيوف المهرجان من مدن ليبية مختلة والذي بدأ بدوره بعزف لحن لم شمل وود ,  تجمع الجميع فنانون ضيوف , فرق موسيقية أطفال والكثير من الفرح (ويتردد في الاجواء اه يا ويلة ياوياة بنغازي فرحانة الليلة ) وانطلقوا في موكب مبهج مزين بالزي الفلكلوري الشعبي  سيرا على الاقدام الي المسرح الشعبي بنغازي..

وأعلن عن الانطلاق و جدول المهرجان الثري المكون من أربع ندوات ثقافية تخص قضايا المسرح وخمس عروض مسرحية تعقبها ندوات حوارية في استمرا للورش التدريبة ومعرض الكتاب المقام على هامش المهرجان .

حدثنا الفنان الشاب والممثل المسرحي الواعد رمضان العريبي) عن انطباعه عن الدورة الاولى للمهرجان وقال بأنه  مهرجان متكامل في تنسيقه وتنظيمه وأن استضافة أساتذة من الهيئة العربية للمسرح  لتقديم ورش عمل في المسرح كان أضافة ممتازة وقد شارك  بدوره في ورشة اعداد الممثل واستحسن ذلك جدا ..

الندوات والعروض والاقامة كانت كلها في مستوى الرضا وأنه (مبسوط ) بهذا الحدث وأجمل ما فيه هو لمة الفنانين من أغلب مناطق ليبيا وكما شهدنا مهرجان في بنغازي يتمنى ان يراه في مدن اخرى.  باختصار الدورة الاولى فوق التوقعات وهو رأي شخصي لكن ايضا اراه في اغين زملائي .

أما في ما يعنيه هذا المهرجان لبنغازي   كونه يعزز أهمية الثقافة وقيمة المسرح فيها .

وعن اهم ما ينقص المسرح في ليبيا فقال بالحاجة القصور لقاعات عرض مسرحي مجهزة كالتي نراها في باقي  الدول العربية ومجهزة بالكامل لإتاحة تجربة مشاهدة وتدريب متكاملة , وتكون استثمار للأجيال المسرحية القادمة .

وعن ما يميز المسرح الليبي فهو تاريخه العريق واصراره على الحضور في اغلب المحافل الدولية رغم قلة الامكانيات  .

ويختم بأمنياته  بأن تهتم الدولة بالدعم المادي للمسرح ليتمكن من المنافسة والمشاركة باسم ليبيا في المهرجانات , وان القادم سيكون افضل .وكرر كونه سعيد جدا بما يحدث .

رمضان العريبي

 

كما حدثنا  الشاعر والناقد الاكاديمي  الدكتور نور الدين سعيد وقال : ” أن مجرد اقامة مهرجان في حد ذاته مكسب كبير جدا للبلاد , فما بالك بإقامته في مدينة بنغازي , حاضنة الفن والحب والتحضر . واعادة حقيقة لمجد هذا الحقل الفني , والمسرح هو بنغازي اساسا ومن هنا نظن أن الامر مجرد اقامة مهرجان وسينتهي خلال ايام, ابدا لا, لأن  صداه سيؤثر في أهلنا في بنغازي وفي شتى بقاع البلاد , وسيكون رافدا كبيرا بمجرد التفكير فيه, الى الاحساس بالحياة والأمل ودحر الكآبة .وان ما ينقص المسرح في ليبيا هو تشجيع الجهات ذات العلاقة على اقامة الدورات والتظاهرات وتشجيع المهرجانات, والمشاركة  في المهرجانات العربية والعالمية .

واضاف أن بنغازي مدينة جميلة للغاية, رائعة ومضيافة, تاريخ عريق في المسرح والفنون بشكل عام, نشكرها على الضيافة وحسن الاقامة والاستقبال.

الدكتور نور الدين سعيد

في حديث مع المسرحي (عز الدين الدويلي) : يقول أن الورش التدريبية التكوينية التي سبقت موعد الافتتاح والذي هو أحد المستهدفين فيها تحديدا في ورشة السينوغرافيا (التأثيث المسرحي ) والتي تؤطرها اسماء عربية مهمة من تونس ومن العراق, مهمة جدا ووجودها يدل على عقلية احترافية من قبل ادارة المهرجان ,لأن التدريب عنصر اساسي يفتقر اليه المسرح الليبي .

وعن ما لم يتوقعه يخبرنا أن أول مفاجأة هي نوعية العروض المقدمة وبتواجد اسماء مسرحية كبيرة لم نلتقي بها منذ فترة في جو من الحميمة والمنافسة .

وعن بنغازي اجاد فقال بأنها ام المسرح وعندما تسنح لها الظروف تستطيع أن تنحت في الصخر.. وتوقعت ان يكون شيء جميل وهذا ما لمسناه

وأن أهمية اقامة هذا المهرجان في هذا الوقت بالذات بعد مرور سنوات من الفقر في مجال الفنون, ومهرجانات خجولة هنا وهناك , بنغازي تنطلق نحو آفاق عظيمة و مستقبل واعد, بنى تحتية وازدهار وتنمية بشرية والحركة المسرحية متممة لكل لذلك ,كما ننتظر من السينمائيين مهرجان سينمائيا ايضا .. وخصوصية بنغازي في خروجها من فترة الحرب الذي حركت المارد المسرحي ولمت شمل المسرحيين من كافة المشارب والمناطق وهذا هو النجاح الأول بالنسبة لي للمهرجان  .

كما أضاف أنه لطالما كرر ان المسرح بحاجة الى ادارة جيدة ,هيئة مختصة ومهتمة ,فالفنان الليبي لا تنقصه الامكانات الابداعية وسيظهر تفوقه في المجال , ايضا نوه لأهمية اهتمام وزارة التعليم بالجانب المسرحي من الناحية الاكاديمية .

وهو يشد على ايدي فناني المسرح الشعبي بنغازي والمسرحيين  للتعاون والسعي للاستقرار والسلام من أجل مستقبل رائع .

عز الدين الدويلي

واخبرنا الاستاذ المسرحي ميلاد الحصادي مدير بيت درنة الثقافي وعضو اللجنة الثقافية في المهرجان في حديثه الودود  ,أن انطباعه عن المهرجان جيد جدا رغم ضعف بعض العروض , لكن الجانب الثقافي من محاضرات وندوات هو أسلوب جديد من النادر حدوثه في مهرجانات ليبية والاستعانة بالهيئة العربية للمسرح لتقديم ورش في مجال المسرح يعتبر بادرة مفيدة جدا واعطت بدورها  طابع مختلف لهذا المهرجان , وقد كان نجاح غير متوقع ظنا مني أنه كغيره من المهرجانات  ولكن لعل  الادارة وحسن اختيار التوقيت سواء للعروض أو للندوات كان من احد اسباب النجاح .
ونحن فرحين جدا بعودة بنغازي , بنغازي جزء كبير من وجداننا وتاريخنا وحلمنا وفرح شبابنا , فعندما تكون مشرقة يعني هذا اشراقنا نحن وجمالها يمسنا ايضا (فمشرق كالشمس وجهك يا بنغازي ) وبالتالي وجود المسرح  في بنغازي تعني الكثير .
أما ما ينقص المسرح الليبي هو اهتمام كل الحكومات و الوزارات بهذا المجال لان هذا الاهتمام لطالما كان ضعيف أو معدوم واستمر ذلك طوال هذه الفترة , فمن تجربتي كرجل اداري في فرقة المسرح الوطني لدرنة نجد انفسنا في مهب الريح  لا رعاية ولا دعم ولا معاهد عليا بمستوى عالي لتأهيل اكاديمي مسرحي .
واختم بشكري للمسرح الشعبي بنغازي وكل من ساهم في انجاح هذا المهرجان وكل من اعطانا فسحة أمل جميلة في رحاب المسرح .

الاستاذ ميلاد الحصادي

 

وقال لنا الفنان التشكيلي صاحب تصميم شعار المهرجان الاستاذ ( عادل جربوع ) من الجميل عودة المهرجانات لبنغازي بعد الحرب فهي مدينة لديها انتاج مسرحي عريق واتمنى ان تستمر المهرجانات الثقافية لما لها من تأثير كبير على المجتمعات ورفع قيمة احساسها بالجمال ..
والجميل في هذه التظاهرة هو الالتقاء بالفانيين من كافة انحاء ليبيا بالإضافة لتونس والعراق  وفائدة عملية للورش لذلك كا امنياتي باستمرارها وتكرارها .تحياتي

 

الفنان عادل جربوع

بالفعل  كان أسبوع حافل بالكثير من المشاعر الكثير من الفرح الكثير من الألفة والود والاهم شموخ بنغازي .
وما الدنيا الا مسرح كبير.

المصدر: أخبار ليبيا 24

كلمات دلالية: العربیة للمسرح هذا المهرجان مهرجان فی

إقرأ أيضاً:

هل تفتح أوروبا الآن أبوابها لتركيا؟

يعيش حلف شمال الأطلسي (الناتو) حالة من الضبابية لم تمر عليه منذ تأسيسه في أبريل/ نيسان 1949، في ظل حديث لا ينقطع عن نية الولايات المتحدة الانسحاب من الحلف، الذي تأسس لمواجهة خطر الاتحاد السوفياتي آنذاك، والمفارقة أن أوروبا تواجه اليوم أخطارًا أمنية متزايدة من روسيا، وريثة الإمبراطورية الشيوعية البائدة.

هذه الضبابية التي يعيشها الحلف على وقع تصريحات متفرّقة من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ومن معاونيه، دفعت القارة الأوروبية إلى البحث عن تأسيس منظومة جديدة للأمن والدفاع، بعيدًا عن المظلة الأميركية التي أظلت أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.

لكن قرار الاعتماد على النفس، ليس بالقرار السهل للأوروبيين، إذ يتعلق الأمر بزيادة النفقات العسكرية، ودعم الصناعات الدفاعية، وإعداد تصور إستراتيجي لمستقبل القارة العسكري، بحسب ما أقرته السياسة الدفاعية الجديدة التي اعتمدها المجلس الأوروبي خلال قمته الاستثنائية في بروكسل الشهر الجاري.

من هنا كان قرار الاتحاد الاستعانة بأعضاء من خارجه للمساهمة في تدعيم المشروع الأمني الجديد، حيث وقع الاختيار على بريطانيا وتركيا.

تحركات أوروبية

منذ مطلع مارس/ آذار الجاري، كان واضحًا أن التحركات الأوروبية لدعم أوكرانيا، وبحث المنظومة الدفاعية في القارة العجوز، حرصت على جذب تركيا إلى الدوائر النقاشية.

إعلان

حيث استضافت بريطانيا قمة أوروبية استثنائية، بمشاركة 10 قادة أوروبيين، إضافة إلى كندا وتركيا، التي مثلها وزير الخارجية، هاكان فيدان، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

وبعدها بأيام قليلة شاركت تركيا في اجتماع "الدول ذات التفكير المماثل" الذي نظمه الاتحاد الأوروبي، حيث شارك فيه زعماء أوروبيون، ورئيس وزراء كندا، إضافة إلى الرئيس التركي.

حيث أكد أردوغان في كلمته التي ألقاها عبر الإنترنت، أن "التحديات الراهنة كشفت مرة أخرى مدى أهمية العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بالنسبة للأمن الاقتصادي والدفاعي لأوروبا".

كما أشار إلى قدرة بلاده على لعب دور مؤثر في الصراع الروسي الأوكراني، بما في ذلك استضافة مفاوضات سلام بين الطرفين، خاصة أن تركيا تمتلك خبرة في هذا الجانب ونجحت عام 2022 في الوساطة بين الطرفين والتوصل إلى اتفاق، تم إفشاله سريعًا بواسطة رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون.

لكن الملاحظ أن الرئيس التركي لم يعرض خدمات مجانية للأوروبيين، فقد أعلن في المقابل تمسك بلاده بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وإلغاء استبعاد تركيا من برامج إمدادات المنتجات الدفاعية للاتحاد الأوروبي وإعادة الإعمار في أوكرانيا.

وأضاف أردوغان "أنه من مصلحة الطرفين التصرف بمنظور إستراتيجي طويل الأمد في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي".

إذن هناك قناعة لدى أنقرة أنه لا يمكن لأوروبا تأسيس منظومة أمنية جديدة بدونها، وبحسب تعبير الوزير هاكان فيدان فإنه: "لا يُمكن بناء هيكل أمني مستدام ورادع للاتحاد الأوروبي إلا بمشاركة تركيا".

توسك في أنقرة

يقول المثل البولندي القديم: " إذا لم تشرب الخيول التركية من مياه نهر فيستولا، فلن يتم إنقاذ بولندا"، هذا المثل يعكس عمق الروابط التي تجمع شعبَي البلدين منذ عهد الدولة العثمانية.

إعلان

ومن هنا كانت مبادرة، رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، بزيارة أنقرة في 12 مارس/ آذار الجاري، لبحث الترتيبات الأمنية الأوروبية مع أردوغان، خاصة أن توسك كان رئيسًا للمجلس الأوروبي، عندما تفاوض مع تركيا بشأن اتفاق عام 2016 للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

توسك كان صريحًا وواضحًا وهو يطلب من أردوغان "أن يتحمل أكبر قدر ممكن من المسؤولية عن استقرار المنطقة"، مؤكدًا أن "تخطيط أوروبا لكافة الخطوات المتعلقة بأمن القارة بالتعاون مع تركيا سيكون في مصلحة الجانبين".

لكنه كان من الذكاء بمكان بحيث لم يتجاهل المطلب الرئيس لتركيا حيث قال: "نريد أن تصبح تركيا عضوًا في الاتحاد الأوروبي".

هذا الإلحاح الأوروبي على جذب الأتراك إلى منظومتهم الأمنية المرتقبة يثير تساؤلًا عما يمكن أن تقدمه تركيا لأمن القارة الأوروبية.

تركيا والأمن الأوروبي

منذ قمة الاتحاد الأوروبي في هلسنكي، ديسمبر/ كانون الأول 1999 وتركيا تحمل صفة "دولة مرشحة" للانضمام للاتحاد، ولكن منذ ذلك الحين لم يحرز الملف تقدمًا ملحوظًا.

لكن من جهة أخرى، فإن من الخطأ اختزال علاقة تركيا بأوروبا في ملف الانضمام للاتحاد، إذ يرتبط الجانبان بعلاقات جغرافية وأمنية وسياسية لا يمكن تجاوزها.

فرغم أن كثيرين يصنفون تركيا دولة آسيوية، باعتبار أن الجزء الأكبر من أراضيها (الأناضول) يقع في الجانب الآسيوي، فإنه لا يمكن إنكار أنه لا يمكن الفصل طبيعيًا بين آسيا وأوروبا، إذ تعتمد عوامل الفصل على محددات ثقافية وسياسية واقتصادية أكثر منها جغرافية.

كما تتداخل جغرافية تركيا مع نظيرتها الأوروبية باعتبارات عدة، حيث تضم تركيا منطقة شرق تراقيا ما يجعلها تصنف دولة بلقانية، كما أن إطلالتها على بحر إيجه وشرق المتوسط تجعل منها دولة جنوب أوروبية.

وعلى المستويين؛ السياسي والأمني تعد تركيا دولة مؤسسة للعديد من الهياكل الأوروبية ذات الأهمية، مثل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، التي يتولى أمانتها العامة الآن الدبلوماسي التركي، فريدون سينيرلي أوغلو.

إعلان

كما ساهمت تركيا في تعزيز الأمن في دول أوروبا الغربية، خلال سنوات الحرب الباردة، عبر عضويتها المبكرة والفعالة في حلف شمال الأطلسي.

لكن السنوات التي أعقبت انتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفياتي، وحلف وارسو، قادت إلى تهميش الأهمية التركية لحلف الناتو والأمن الأوروبي، بتراجع أهمية الحدود الجنوبية للحلف وأوروبا.

أما اليوم فتتجدد الحاجة لتركيا، للمساهمة في حفظ أمن القارة الأوروبية، فهي تمتلك ثاني أكبر قوات برية في الناتو بتعداد يتجاوز 750 ألف جندي عامل واحتياطي.

لكن الأهم من العدد، كما يقول فيدان، أنّ هذا الجيش"يمتلك عناصر ومعدات قتالية تم اختبارها في ساحة المعركة. فكم عدد الجيوش التي يمكن تكوينها في أوروبا وتتمتع بهذه الخبرة؟" والتساؤل هنا للوزير التركي.

كما أنّه بحسب موقع جلوبال فاير باور، يحتل الجيش التركي المركز التاسع ضمن أفضل عشر قوى عسكرية عالمية لعام 2025.

وفي مجال الصناعات الدفاعية، حسب تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، فقد ارتفعت حصة الشركات التركية في الصادرات العالمية للأسلحة من 0.8% خلال الفترة بين 2015 و2019 إلى 1.7% بين 2020 و2024، ما جعلها تحتل اليوم المرتبة الحادية عشرة في صادرات الدفاع العالمية بحسب إعلان أردوغان.

وفي الملف الأوكراني، رغم سياسة الحياد التي انتهجتها أنقرة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فإن ذلك لم يحُل دون تزويدها كييف بالطائرات المسيرة والقذائف.

كما أغلقت تركيا مضائقها وأجواءها، أمام السفن والطائرات العسكرية الروسية، وقادت بالاشتراك مع رومانيا وبلغاريا، قوة لكشف الألغام في البحر الأسود دون السماح بمشاركة أي قوى خارجية.

كذلك أعلنت تركيا استعدادها المساهمة في أي قوة دولية لحفظ السلام في أوكرانيا، خلال المرحلة المقبلة.

إعلان

وعلى الصعيد الإنساني نجحت تركيا في التوصل إلى اتفاقية تصدير الحبوب من روسيا وأوكرانيا عام 2022، تحت رعاية الأمم المتحدة.

إذن فتركيا تمتلك فعليًا ما يمكن أن تقدمه للقارة العجوز في ملفَّي الأمن ودعم أوكرانيا، فما الذي يمكن أن تقدمه أوروبا لتركيا؟

ماذا لدى الاتحاد الأوروبي؟

تقديري أن قبول عضوية كاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي أمر بالغ الصعوبة حاليًا، فبعيدًا عن الأسباب الجيوثقافية، فلا تزال هناك ملفات عالقة تحول دون ذلك الآن، وأهمها ملف العلاقات التركية اليونانية، التي يصعب تطبيعها الآن؛ بسبب ملفَّي جزر بحر إيجه، والتنقيب عن الغاز والثروات المعدنية شرق البحر المتوسط.

أيضًا تلعب الأزمة القبرصية دورًا ضاغطًا في عدم إنجاز الانضمام، إذ تملك كل من اليونان وإدارة قبرص الجنوبية حق الاعتراض داخل الاتحاد، وتعطيل انضمام تركيا.

لكن مع ذلك، فالاتحاد الأوروبي يمكنه منح تركيا بعض الامتيازات والفرص، مثل إنهاء جميع العقوبات السالبة المتعلقة بتصدير الصناعات الدفاعية إليها، وإنهاء استبعادها من الشراكات الأمنية بين الاتحاد وحلف الناتو، كذلك إدراجها ضمن الدول المشاركة في التعاون الهيكلي الدائم المعروف باسم PESCO، وهو تجمع يهدف إلى تعميق التعاون الدفاعي بين دول الاتحاد الأوروبي.

على المستوى الاقتصادى، فإنه يمكن للاتحاد الاستجابة لطلب تركيا المُلح والمتكرر، بتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي.

أيضًا فإن تركيا تحتاج اليوم إلى إنهاء أزمة تأشيرات منطقة "شنغن" والتي كانت مدرجة ضمن اتفاقية اللاجئين الموقعة بين الطرفين، لكن لم يفِ بها الاتحاد حتى اليوم، وتفاقمت الأزمة في ظل الرفض المتزايد لمنح التأشيرة للمواطنين الأتراك.

وأخيرًا فإن التوافقات التركية الأوروبية بشأن الأمن والدفاع، لن تكون نهاية المطاف، فلربما تضع أنقرة أمام تحديات جديدة في مواجهة الولايات المتحدة وروسيا على حد سواء.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • هل تفتح أوروبا الآن أبوابها لتركيا؟
  • «الفني للمسرح» يواصل نجاحاته في «هل هلالك» بأوبريت الليلة الكبيرة.. ويستعد لجولته حتى نهاية رمضان
  • ليالي رمضان.. الفوانيس المضيئة تُزين شوارع مدينة الباحة
  • انطلاق دوري شهداء معركة القطرون في بنغازي
  • الأربعاء.. حدوتة ومسرحية مع سيد رجب
  • برعاية رئيس الدولة.. المهرجان الختامي السنوي لسباقات الهجن العربية الأصيلة “فئة الحقايق” ينطلق اليوم
  • بالصور| الملايين يحتفلون بمهرجان "هولي" للألوان
  • مهرجان هوليوود للفيلم العربي يكرّم أحمد حلمي
  • "الشارقة القرائي للطفل" ينطلق 23 إبريل
  • العامة للكهرباء: استمرار أعمال التحوير والتهيئة بمحطة حقن جنوب بنغازي