3 لا يُستجاب دعاؤهم.. احذر أن تكون منهم
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن ثلاثة أصناف من الأشخاص لا يستجيب الله دعاءهم، سواء في شهر رجب أو في غيره من الشهور، هذا الحديث الشريف يحذر من أفعال معينة تؤدي إلى عدم قبول الدعاء، مما يجعل من المهم التعرف عليها لتجنب الوقوع فيها.
الثلاثة الذين لا يُستجاب دعاؤهماستشهد جمعة بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه: "ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، ورجل أعطى سفيهًا ماله.
تفسير الحديث
1. رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها
إذا دعا عليها لا يستجاب له، لأنه آثر البقاء معها رغم سوء خلقها، مما يُعد تقصيرًا منه في اتخاذ القرار الصحيح وتجنب المعاناة.
2. رجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه
إذا أنكر الآخر المال ودعا عليه، لا يُستجاب دعاؤه لأنه لم يتبع التوجيه الإلهي بأخذ الشهود لحفظ الحقوق، كما ورد في قوله تعالى: "وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ" [البقرة: 282].
3. رجل أعطى ماله لسفيه
السفيه هو الشخص غير المسؤول الذي لا يُحسن التصرف في المال. إذا دعا عليه، لا يُستجاب له لأنه أضاع ماله عن عمد، مخالفًا قوله تعالى: "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ" [النساء: 5].
أوضح جمعة أن الحديث يوجهنا إلى ضرورة تصحيح النيات واتباع التعاليم الشرعية في التعامل مع الآخرين، سواء في العلاقات الزوجية أو المالية. كما شدد على أهمية الالتزام بالشروط الواضحة في المعاملات لحفظ الحقوق وتجنب الخلافات.
حثّ الدكتور علي جمعة في ختام حديثة على إصلاح النيات مع الله والابتعاد عن الإهمال في العلاقات والمعاملات، مؤكدًا أن الالتزام بالعدل والأخلاق هو السبيل لضمان استجابة الدعاء ورضا الله عز وجل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رجب شهر رجب جمعة النبي
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يكشف طرق التغلب على ظلمة الليل بين صنع الإنسان وسنن الله
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء أنه منذ فجر التاريخ، سعى الإنسان إلى التغلب على ظلمة الليل، فبدأ بإشعال الأخشاب، ثم استخدم الشموع والمصابيح الزيتية، حتى وصل إلى المصابيح الكهربائية المتطورة التي نعرفها اليوم.
وجاء ذلك خلال حديث جمعة حول الكسوف والخسوف وآيات نور الله في الكون، فتابع أن هذه الرحلة الطويلة تعكس تطور الفكر البشري واحتياجاته المستمرة للضوء، ليس فقط للإبصار، ولكن أيضًا للقراءة والكتابة والعمل.
البدايات الأولى: النار والمصابيح الزيتيةوأضاف جمعة كان الإنسان البدائي يعتمد على النار لإنارة الليل، فكان يشعل الأغصان الجافة أو يستخدم السراج الزيتي، الذي تطور لاحقًا على يد الكيميائي السويسري إيميه أرغاند عام 1784، عندما اخترع مصباحًا بفتيلة أنبوبية ومدخنة لتحسين تدفق الهواء، مما زاد من كفاءة الإضاءة. ومع بداية القرن التاسع عشر، ظهرت المصابيح الغازية، وسجلت أول براءة اختراع لمصباح يعمل بالغاز في باريس عام 1799.
نقطة التحول: الكهرباء تدخل عالم الإضاءةوأشار جمعة إلى أن المحاولة الأولى لاستخدام الكهرباء في الإنارة كانت عام 1842، عندما تم تشغيل مصابيح القوس الكهربائي لإنارة شوارع باريس.
وفي عام 1878، اخترع الكيميائي جوزيف شوان أول مصباح كهربائي متوهج بفتيلة من الفحم، لكن الفضل الأكبر يعود إلى توماس إديسون الذي طور المصباح المتوهج بفتيلة من الكربون، وجعله قادرًا على العمل لعدة أيام متواصلة.
ثورة المصابيح المتطورةشهد القرن العشرون تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا الإضاءة، فظهر المصباح المتوهج بفتيلة الأوسميوم عام 1902، ثم المصابيح المزودة بفتائل التنجستن عام 1907، ما جعلها أكثر كفاءة.
وتطورت المصابيح الكهربائية بشكل أكبر عند ملئها بغاز الأرغون عام 1910، مما زاد من عمرها الافتراضي. ثم ظهرت مصابيح الفلوريسنت في عام 1939، والتي تميزت باستهلاك أقل للطاقة وانبعاث ضوء أبيض قوي، مما جعلها مثالية لإنارة المكاتب.
وفي عام 1951، ظهرت مصابيح الزينون المستخدمة في الملاعب والساحات العامة، بينما جاءت ثورة جديدة في عالم الإضاءة مع مصابيح الهالوجين عام 1959، والتي أصبحت جزءًا أساسيًا في إضاءة السيارات.
واليوم، أصبحت مصابيح LED هي المسيطرة، بفضل كفاءتها العالية وتوفيرها للطاقة مقارنةً بالمصابيح التقليدية.
الإضاءة وتأثيرها على الحياة الحديثةمع تطور تقنيات الإضاءة، لم يعد الليل عائقًا أمام العمل والنشاط، بل أصبح امتدادًا لنهار مزدحم بالأعمال.
لعبت الإضاءة الكهربائية دورًا أساسيًا في دعم قطاعات كثيرة، مثل المستشفيات، والمطارات، والمصانع، والفنادق، التي تعمل على مدار الساعة. كما أن تكنولوجيا الاتصالات جعلت من الضروري أن يستمر العمل ليلاً، لمواكبة الفارق الزمني بين الدول المختلفة.
التوازن بين النهار والليلورغم فوائد الإضاءة الصناعية، فإن الله خلق الليل للراحة والنهار للسعي والعمل، وهو ما تؤكده الآية الكريمة:
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾ (القصص: 71-72).
لذلك، يجب استخدام الإضاءة بحكمة، بحيث تخدم احتياجات الإنسان دون أن تؤثر على نظامه البيولوجي وصحته. فكما أن النهار ضروري للعمل، فإن الليل ضروري للراحة والتجدد، وهو ما يضمن للإنسان حياة متوازنة وصحية.