لماذا ساعدت الصين الحوثيين سراً في الهجمات على سفن الغرب بالبحر الأحمر وماهي الصفقة بينهما .. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
اتهمت مجلة أمريكية، جمهورية الصين الشعبية، بمساعدة جماعة الحوثي في اليمن سرا في هجماتها على السفن في البحر الأحمر سواء التجارية أو الحربية التابعة للغرب.
وذكرت مجلة "ذا ناشيونال انترست" في تقرير لها أن الحوثيين يشنون هجوما على سفن الشحن في الشرق الأوسط منذ 15 شهرا في الوقت الذي لم تتعرض السفن الصينية للهجمات.
وقالت إن "الجماعة، الوكيلة المدعومة من إيران، التي تسيطر على مساحات شاسعة من اليمن، مدعومة من بكين".
وحسب التقرير فإن دعم الصين للحوثيين ضَمِن أن سفنها قد نجت من هجمات الجماعة، بالرغم من أن ناقلة نفط مرتبطة بالصين تعرَّضت لإطلاق نار، في شهر مارس من العام الماضي، فهذا أكثر من مجرد سداد بكين للحوثيين.
تعاون بكين وطهران في المنطقة أمر منطقي
ونقلت المجلة عن مايا كارلين المحللة في مركز السياسة الأمنية في واشنطن قولها إن "الحوثيين يستخدمون أسلحة صينية الصنع لتنفيذ هجماتهم".
وقالت "وفي المقابل، سوف توقف الجماعة الإرهابية الهجمات على السفن، التي ترفع العلم الصيني". مشيرة إلى أن تعاون بكين وطهران في المنطقة أمر منطقي في ظل ازدرائهما المشترك للغرب.
وأضافت مايا: "الآن يجب أن يكون واضحا أن الغرب يتعرّض حرفيا للهجوم من محور المعتدين: بكين وموسكو وطهران، ووكلائها، وبيونغ يانغ".
وتابعت: "إنهم عازمون على إقامة نظام دولي جديد يقوم على قوتهم وقواعدهم. لم تستجب الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بشكل فعال لهذا الواقع. ربما تقوم الإدارة القادمة بعمل أفضل".
وقال كليفورد دي ماي، مؤسس ورئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في منشور في وقت سابق من هذا الشهر: "لدينا الآن تقارير موثوقة تفيد بأن حكام الصين الشيوعيين يزوِّدون الحوثيين في اليمن بدعم عن طريق جمهورية إيران الإسلامية بالأسلحة".
مكاسب الصين في الشرق الأوسط
كما نقلت المجلة عن المحللة الجيوسياسية إيرينا تسوكرمان، رئيسة مركز "سكراب ريزينج" قولها "حقيقة أن جمهورية الصين الشعبية ربما تكون قد اتخذت مثل هذا الموقف بشأن الحوثيين لا ينبغي أن تكون مفاجئة على الإطلاق لأي شخص يراقب الأحداث الجارية عن كثب لعدة أسباب.
وأفادت أن "الصين كانت تساعد الحوثيين في الماضي لأسباب تجارية براغماتية، مثل بيع طائراتها المسيّرة، التي تعتبر أدنى من الطرازات الغربية والتركية المحورة، والتي يزعم أن قطر دفعت ثمنها، دون أن تتحمّل أي مساءلة".
وقالت تسوكرمان إن بكين لديها بالفعل تاريخ طويل في التعامل مع جميع الأطراف في الشرق الأوسط. ويهدف ذلك جزئيا إلى ضمان نطاق أوسع ممكن من النفوذ الاقتصادي، وجزئيا لتمويل أولوياتها المحلية والدولية من خلال هذه المخططات التجارية.
وحذّرت من أنه "بمرور الوقت، كان الحزب الشيوعي الصيني ينجذب بشكل متزايد نحو تعاون أوثق مع إيران وروسيا، مما شمل جميع جوانب الأولويات المحلية والدولية".
ولفتت إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يستخدم "تيك توك" وغيرها من المنصات المرتبطة بالحكومة، على سبيل المثال، لنشر دعاية صريحة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل، وتقديم دعم سياسي مفتوح للدعاية الإيرانية، ودعاية حزب الله والدعاية الروسية".
وأوضحت "لهذه الأسباب، لا ينبغي أن يكون مفاجئا على الإطلاق أنها ستكون جزءا من شبكة أوسع بين هذه البلدان من شأنها أن تفضل وكلاء أحد كبار موردي النفط لها، وهي إيران ونظراؤها المناهضون للغرب. كما أن المصالح الذاتية للصين معرَّضة للخطر".
وقالت تسوكرمان بصراحة: "جزء من أسباب التعاون الموسع مع الحوثيين هو الحاجة إلى حماية السفن الصينية في البحر الأحمر من الهجمات، وهذا المستوى من الدعم هو جزء من أجندة الخدمة الذاتية على حساب الجميع".
وختمت تسوكرمان حديثها بالقول "علاوة على ذلك، تظل جمهورية الصين الشعبية ملتزمة بمواجهة المصالح الغربية كلما أمكن ذلك، كما أن زيادة الوجود والتنسيق مع الحوثيين في البحر الأحمر توفِّر لها فرصة للضغط على قطاع صناعة الشحن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، عسكريا وماليا، لجمع معلومات استخباراتية قيِّمة عن منافسيها وخصومها، للاستفادة من المشاكل، التي تواجه شركات التأمين الغربية، وكذلك الشركات التي تحمل أعلاما، وقطاع الشحن، للقيام بأعمال تجارية في تلك المناطق، ووضع نفسها كقوة بحرية جديدة في الشرق الأوسط".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
قنصل الصين بالإسكندرية: 40% من استثمارات قناة السويس بعام 2024 من بكين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال يانغ يي، قنصل عام الصين بالإسكندرية، إن العام الماضي شهدت زيادة في الاستثمارات الصينية في مختلف المجالات في مصر.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بمقر القنصلية بمحرم بك وسط الإسكندرية، أن وفقًا للإحصاءات المصرية، جذبت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس استثمارات تجاوزت 6 مليار دولار، منها 40% قادمة من الصين، وقد جذب هذا المشروع نحو 160 شركة صينية تعمل في مجالات متعددة مثل الألياف الزجاجية، مواد البناء الجديدة، معدات النفط، الأجهزة الكهربائية عالية ومنخفضة الضغط، وتصنيع الآلات.
وأشار إلى أن في عام 2024 قامت العديد من الشركات الشهيرة مثل ميناء شاندونغ، هايسنس، ونيو هوب بتكثيف استثماراتها في الإسكندرية، ونحن متفائلون جدًا بمستقبل التعاون بين الجانبين، ونحن مستعدون للعمل مع جميع الأطراف في المنطقة لتحقيق التوافقات المهمة بين قادة البلدين، ورفع مستوى العلاقات الثنائية نحو الهدف المشترك لبناء مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد، ودفع العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر إلى آفاق جديدة.
وتابع: أن في العام الماضي زارت وفود من هذه المقاطعات والمدن الإسكندرية لتعميق التعاون وتعزيز الشراكات العملية، كما عززت المؤسسات التعليمية الصينية التعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وجامعة فاروس، وجامعة الإسكندرية، خاصة في مجالات تعليم اللغة الصينية والتدريب، وفي الأسبوع الماضي، قمت بزيارة مدرسة الإسكندرية المشتركة الرسمية للغات ومدرسة هدى شعراوي الثانوية، حيث تم افتتاح دورات لتعليم اللغة الصينية في هاتين المدرستين، إلى جانب ذلك، شهد التعاون الثقافي بين الصين ومؤسسات الإسكندرية مثل المكتبة والمتحف اليوناني الروماني والمتحف الوطني وقلعة قايتباي تطورًا كبيرًا، ومؤخرًا، قدّم مركز الإبداع بفوجيان عرضًا ناجحًا في الإسكندرية، وفي غضون شهر من الآن، ستستضيف دار أوبرا الإسكندرية عرضين فنيين صينيين على مستوى عالٍ.
عن محافظة الإسكندرية، قال القنصل الصيني، إن الإسكندرية تربطها علاقات صداقة مع مدينة شنغهاي ومقاطعة قوانغدونغ الصينية، كما أقامت علاقات صداقة مبدئية مع مقاطعة شاندونغ ومدينة تشينغداو، وقد وقّع ميناء الإسكندرية اتفاقيات شراكة مع ميناء تشينغداو وميناء قوانغتشو، تحظى العلاقات مع الإسكندرية باهتمام كبير من قِبَل القادة الصينيين والسفارة والقنصلية الصينية في مصر، وكذلك القادة المحليين والشركات الكبرى في الصين.