الوعود الصعبة للرئيس اللبناني.. هل يستطيع جوزيف عون نزع سلاح حزب الله؟
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتصاعد التصريحات السياسية في لبنان، خاصة بعد تأكيد رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون على أن السلاح يجب أن يكون في يد الجيش اللبناني فقط، هذه التصريحات فتحت باب التساؤلات حول مدى قدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ هذا الوعد في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني.
حزب الله، الذي تأسس في الثمانينات كحركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، أصبح لاعبًا سياسيًا وعسكريًا قويًا في لبنان، ورغم انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني في عام 2000، إلا أن الحزب استمر في تعزيز ترسانته العسكرية بحجة مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة.
ومع الوقت، تحوّل سلاح حزب الله إلى قضية خلافية بين الأطراف اللبنانية، حيث يرى البعض أنه يُقوّض سيادة الدولة ويضعف مؤسساتها، بينما يعتبره الحزب وحلفاؤه "جزءًا من استراتيجية الدفاع الوطني".
البيئة السياسية والأمنيةتصريحات الرئيس "عون" تأتي في وقت تعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية خانقة. فإن انعدام الثقة بين القوى السياسية والطائفية يجعل من الصعب اتخاذ قرارات مصيرية دون توافق داخلي واسع. علاوة على ذلك، يُعتبر حزب الله قوة عسكرية تتجاوز قدرات الجيش اللبناني، ما يجعل أي محاولة لنزع سلاحه أمرًا محفوفًا بالمخاطر.
العوامل الدولية والإقليميةويرى مراقبون على صلة بالمشهد، أن حزب الله ليس مجرد فاعل محلي، بل يتمتع بدعم إقليمي قوي، خاصة من إيران، وأي محاولة لنزع سلاحه دون تفاهم إقليمي قد تؤدي إلى تصعيدات غير محسوبة العواقب في المقابل، هناك ضغوط دولية مستمرة، خاصة من الولايات المتحدة ودول الخليج، التي تعتبر الحزب تهديدًا للاستقرار الإقليمي.
ويحظى الجيش اللبناني بوصفه المؤسسة الوطنية الوحيدة بإجماع شعبي واسع، لكنه يواجه تحديات كبرى، بدءًا من قلة التمويل وصولًا إلى افتقاره إلى القدرات التقنية واللوجستية التي تمكنه من السيطرة على كل الأراضي اللبنانية. حتى لو أُنيطت به مهمة نزع السلاح، فإن التنفيذ يتطلب استراتيجية شاملة تشمل التفاهم السياسي الداخلي والدعم الدولي.
التفاوض التدريجي:
قد تلجأ الدولة إلى مفاوضات مع حزب الله لدمج سلاحه ضمن استراتيجية دفاعية وطنية تحت إشراف الجيش.
ضغوط دولية:
يمكن أن تُستخدم العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية لإضعاف الحزب تدريجيًا وتقليص نفوذه.
الصدام العسكري:
هذا الخيار يبدو مستبعدًا بسبب تداعياته الكارثية على السلم الأهلي.
وبين التصريحات والواقع، يبقى نزع سلاح حزب الله تحديًا معقدًا يعتمد على توافق داخلي ودعم إقليمي ودولي. النجاح في تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار التركيبة السياسية اللبنانية والهواجس الأمنية والإقليمية، في ظل الظروف الحالية، يبدو أن الوصول إلى هذا الهدف سيظل بعيد المنال في المدى القريب، ما لم تحدث تغييرات جذرية على الساحة السياسية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس اللبناني جوزيف عون نزع سلاح حزب الله عدوان إسرائيلى الطائفية حزب الله
إقرأ أيضاً:
غالبية مواقع الحزب جنوب الليطاني بيد الجيش.. وعون يسعى إلى تسليمٍ سلسٍ للسـلاح
يحبس العالم أنفاسه مع انطلاق المسار التفاوضي الأميركي الإيراني في مسقط عاصمة سلطنة عمان، فيما يبدو الحكم على الجولة الأولى من هذه المفاوضات غير المباشرة متعجلاً ومبكراً. وتتوجه أنظار الشرق الأوسط برمته وحتى معظم العالم إلى هذا التطور لما ينطوي عليه من أهمية مفصلية في مصير الشرق الأوسط. ولذا كان بديهياً أن يبدو لبنان معنياً أكثر من بلدان المنطقة كلها بترقب ما ستفضي إليه هذه المفاوضات وما ستتركه لاحقاً من تداعيات وانعكاسات عليه مباشرة أو بشكل غير مباشر. وكان بارزاً ما نقلته في الساعات القليلة الماضية، "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر مقرّب من "حزب الله" ومفاده بأنّ معظم المواقع العسكرية التابعة لـ "الحزب" جنوب الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني، موضحاً أنّ "الحزب" سلّم 190 نقطة عسكرية للجيش من أصل 265". مصادر سياسية متابعة أكدت لـ "نداء الوطن" دقة وصحة هذه المعلومات، مشيرة إلى أن الجيش سيواصل تنفيذ هذه المهمة، تحقيقاً لكل مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذاً لمجمل القرارات الدولية. اضافت أنّ فكرة الحوار الوطني الجامع الذي يضمّ الأطراف كافة لمناقشة ملف سلاح "الحزب" غير واردة حالياً، كما لم توجّه أي دعوة للأفرقاء السياسيين للمشاركة بأي حوار حتى الساعة، علماً أنّ الرئيس عون سيتولّى مسألة الحوار الثنائي مع "الحزب" من أجل الوصول الى تسليمٍ سلسٍ للسلاح، ومن دون مواجهات، وهذا الأمر متفق عليه مع أركان الدولة، بحسب المصادر نفسها. وكتبت "الديار": ان الحوار غير المعلن بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وحزب الله حول سلاح المقاومة، سيأخذ مزيدا من مساحة الاهتمام والمتابعة في المرحلة المقبلة، لافتا في الوقت نفسه ان ليس هناك روزنامة زمنية محددة له، نظراً لارتباطه بعناصر وقضايا اساسية، تتعلق بتنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701 من قبل العدو الاسرائيلي. وكشف المصدر عن ان هذا الحوار يجري بالتنسيق والتعاون المستمرين بين الرئيس عون والرئيسين نبيه بري ونواف سلام ، مكررا القول ان بحث موضوع سلاح المقاومة مرتبط بطبيعة الحال، بجهود موازية ومستمرة لدى المجتمع الدولي والدول المؤثرة، لا سيما الولايات المتحدة، من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية واستكمال الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية، واستعادة الاسرى اللبنانيين وتثبيت الحدود البرية .واستبعد المصدر عقد طاولة حوار وطني برئاسة ورعاية رئيس الجمهورية في المرحلة الراهنة، لبحث موضوع استراتيجية الدفاع او الامن الوطني، لافتاً الى ان الظروف والاجواء المحمومة لا تشجع على القيام بهذه الخطوة، كما ان هناك وجهة نظر تؤيد ان يتولى الرئيس عون، الذي يحظى بثقة عالية داخليا وخارجيا هذه المهمة اليوم بحوار مباشر مع حزب الله ، وربما يتوسع لاحقا تمهيدا لعقد حوار وطني موسع. وحول مواقف بعض الاطراف لا سيما "القوات اللبنانية" التي تعارض فكرة الحوار، قال المصدر