موقع 24:
2025-01-11@20:06:47 GMT

 أنا أتألّم.. إذاً أنا أتقدّم

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

 أنا أتألّم.. إذاً أنا أتقدّم

هل سبق أن شعرت بألم عضلي حارق بعد أول يوم في صالة الرياضة؟ أو ربما خالجك شعور بالضيق والارتباك النفسي عندما حاولت تبنّي عادة جديدة مثل الاستيقاظ باكرًا أو الالتزام بروتين صحي صارم؟ هذا الألم، الذي يبدو أحيانًا كأنه عقاب على محاولاتك للتغيير، ليس سوى صديق خفي. إنه العلامة الأولى التي يخبرك بها جسدك وعقلك أنك تتحرك نحو مسار جديد، مسار مليء بالتحديات ولكنه أيضًا زاخر بالنمو والتحسن.


الألم النفسي أو الجسدي الذي يرافق التغيير يُعدّ ظاهرة طبيعية تمامًا، بل يمكن القول إنه جزء لا يتجزأ من عملية التحول الشخصي. عند محاولة اكتساب عادة جديدة أو التخلي عن أخرى، يجد الدماغ نفسه مضطرًا لإعادة هيكلة المسارات العصبية التي اعتمد عليها طيلة سنوات. هذا الأمر يتطلب طاقة إضافية ووقتًا، مما يفسر الشعور بعدم الراحة أو الألم في البداية.
خذ مثلاً الشخص الذي يعود لممارسة الرياضة بعد انقطاع طويل. الألم العضلي الذي يعاني منه ليس دليلًا على الفشل أو عدم الاستعداد، بل هو إشارة صريحة إلى أن العضلات بدأت بالتكيف مع النشاط الجديد، وأن الجسم يُعيد بناء نفسه ليصبح أكثر قوة ومرونة. بنفس الطريقة، عندما نحاول تغيير عاداتنا اليومية أو مواجهة مخاوفنا، يمر الدماغ بحالة مشابهة من "التدريب"، حيث يُجبر على كسر الروتين المعتاد وخلق أنماط جديدة أكثر فاعلية.
لكن لماذا يبدو التغيير بهذا القدر من الصعوبة؟ السبب يعود إلى طبيعة الدماغ ذاته. فالدماغ ميّال بطبيعته إلى الحفاظ على الوضع الراهن. يُفسر العلماء هذا الميل على أنه آلية بقاء، حيث يُعتبر التغيير تهديدًا محتملاً للاستقرار النفسي والجسدي. لذا، عند محاولة التغيير، تبدأ المقاومة الداخلية، سواء على شكل قلق، أو توتر، أو حتى إحباط. ومع ذلك، فإن المضي قدمًا ومقاومة هذه الأصوات الداخلية يُعدّ المفتاح لتحقيق التحول المنشود.
والخبر الجيد هنا هو أن هذا الألم ليس أبديًا. في الحقيقة، هو مرحلة مؤقتة تمهّد لتكيف الجسد والعقل مع الواقع الجديد. مع الوقت والاستمرارية، تصبح العادة الجديدة جزءًا من الروتين اليومي، ويختفي الشعور بالضغط أو الألم تدريجيًا. على سبيل المثال، الشخص الذي يجد صعوبة في البداية للاستيقاظ مبكرًا سيكتشف بعد أسابيع من الالتزام أن الأمر لم يعد عبئًا، بل أصبح تلقائيًا وسلسًا.
للتعامل مع هذا الألم المؤقت، ينصح علماء النفس بالبدء بخطوات صغيرة. التغيير التدريجي يخفف من المقاومة الداخلية ويمنح الدماغ فرصة للتكيف دون شعور بالضغط الكبير. كما أن تذكير النفس بشكل دائم بالفوائد طويلة المدى للتغيير يعزز الحافز ويجعل مواجهة الألم أكثر احتمالًا، إضافة إلى ذلك، يمكن للمكافآت الصغيرة، كالإشادة الذاتية أو الاحتفال بالنجاحات البسيطة، أن تعزز الالتزام وتخفف من وطأة المشاعر السلبية.
إن الألم المصاحب للتغيير ليس عدوًا يجب محاربته، بل حليف خفي يدفعك للخروج من دائرة الراحة ويسهم في بناء شخصيتك. إنه يعلّمك الصبر، ويعزز مرونتك النفسية، ويهيئك لمواجهة تحديات أكبر بثقة وقوة. هذا الألم هو الدليل الأول على أنك تتحرك نحو تحقيق أهدافك وتطوير ذاتك.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن التغيير ليس رحلة سهلة، ولكنه يستحق الجهد. الألم الذي نشعر به في البداية ما هو إلا مرحلة مؤقتة في طريقنا نحو حياة أفضل وأكثر اتزانًا. بالصبر والاستمرارية، سنكتشف أن هذا الألم كان البوابة الأولى نحو النمو والنجاح.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هذا الألم

إقرأ أيضاً:

حكومة التغيير تؤكد: أي عدوان على اليمن لن يمر دون عقاب وقواتنا المسلحة قادرة على الرد

حكومة التغيير تؤكد: أي عدوان على اليمن لن يمر دون عقاب وقواتنا المسلحة قادرة على الرد

مقالات مشابهة

  • طبيب سعودي يبتكر تطبيقاً لتشخيص وتخفيف الألم ..فيديو
  • سائد نبهان.. شهيد الصورة الذي لحق بعمه "روح الروح" وسط حصار الألم في غزة
  • مهيرة عبد العزيز عن طلاقها: يوما ما سأتحدث عن الألم والخيانة
  • حكومة التغيير تؤكد: أي عدوان على اليمن لن يمر دون عقاب وقواتنا المسلحة قادرة على الرد
  • 10 نصائح تساعدك على تخفيف الألم في الشتاء
  • منها مرض خطير .. 10 أسباب لألم المنطقة الحساسة عند النساء
  • أخصائي: النساء والمصابون بالسمنة أكثر عرضة لانحلال الفقرات ..فيديو
  • ما الشوكة العظمية وأعراضها وأسبابها ؟
  • إسرائيل وفشل الردع.. الصراخ على قدر الألم