عائض الأحمد
تغيرت الأدوار فقط وبقي المسرح والمخرج والممثلون، السيناريو تغير ليناسب حواشي الصفحة ويظهر اللون الرمادي بصبغة بيضاء ليطمس تلك البقع السوداء في النص علها تمر على قاصري النظر ويبهرهم الورق لنظافته وحسن إخراجه وجمال اختيار مواقع تصويره "وديكوره" الفخم المتناسق مع ظهور "المشخصاتية" المبهر وتجاوز كل هفواتهم التي أصبحت من الماضي وغض الطرف وكسر العين والأنف وبلع الحنجرة، لن يكفي، فأنت مشاهد استمتع بما تراه فقط وإن كان لك رأي فاحلف بالله بأنك لن تتفوه به أمام أحد حتى يحلف هو لك بالله بفقدان السمع والبصر وحديث الإشارة.
خصائص الزئبق حارت وتبخرت وانهارت، أي كيميائي يدخل هذا المعمل عليه أن يؤمن إيمانا كاملا بأن ملامسته أو الوصول إليه سيقتله سائلا ويخنقه غازا فاقت قدرته حسن النظر إليه فما كان من الصمت ألا أن طلب هدنة خاسر يريد أن يتلمس طريق العودة حتى لو كلفه ذلك عشيرته وأهله، وذلك الفقير الذي عاش في "مرمى" نفايات الحي وهو يمتثل لقانون الأقوياء دون أن يذوق طعم السكر أو يتلذذ بكأس حياة كريمة تخفي خلفها ذل قبول وشموخ عزة سمع عنها في أحد صوتيات من نصيركم اليوم.
حينما تساوت كوميديا النجم الأوحد مع "تراجيديا" قامت على أكتاف هذا البطل وخذله "كُمبارس" ظننا منه، لم يكن ظهوره يعني شيئًا ذا قيمة، فإذا به الحديدة والمطرقة والسندان وهيئة الأمم المتحدة تطلب رأسه. وساوس معتل نفسي يغلق باب غرفته ويعتقد بأن العالم بين أصبعيه مطلقا ضحكته المجلجلة القادم أشد قسوة ومرارة، مشيدًا بقارئة "الكف" التي تنبأت له بعمر مديد وحكم رشيد، ثم انقلبت عليه وأقسمت بأنَّ قوتها الخارقة كانت مخترقة حد النخاع فلا مانع اليوم من تلقيه بعضًا من صفعات التاريخ تسجل بمسماه خرج ولم يعد إلى رشده.
منكم من يذهب إلى منفاه ومنكم من يترقبه وبعضكم يتوسل قدومه.
ختامًا: التمرد على ثوابت المجتمع له ثمن باهظ ادفعه مسبقًا، ثم سدد بقية أقساطه اليومية والشهرية والسنوية دون تذمر.
شيء من ذاته: الحكاية لها ألف رواية باختلاف أذواق المنصتين.
نقد: البيت العامر ليس بمن يسكنه؛ بل بمن يهدمه أحيانًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً: