تمسكي بعملي سيحول دون تحقيقي لأملي..
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
بعد التحية والسلام لك سيدتي، دعيني أحيي قراء منبرك الرائع منبر قلوب حائرة عبر ركن ادم وحواء الذي يصدر يوميا عبر موقع النهار أونلاين.
والذي شرفني بهذه الفرصة الجميلة التي مكنتني من طرح إنشغالي الذي ارهقني التفكير فيه.
أملي كبير في أن أجد ضالتي على يدك، فأنا الله ف ي حيرة ما بعدها حيرة.
سيدتي، من الرائع أن تظفر الفتاة بفارس الأحلام الذي لطالما كانت ترجوه.
ناهيك عن أنه ما من فتاة تأبى أن ترتبط بمغترب يجعلها في القمة من بحبوحة العيش و الرفاهية.
إلا أن كل هذا سيدتي لم يعجبني حيث أنني دخلت في دوامة من الحيرة والتيهان مباشرة بعد أن تمت خطبتي على شخص لطالما أحببته.
حيث أن شروطه لم تكن في المستوى الذي كنت أتمناه و أرضاه.
لن أكذب إن أنا أخبرتكي بأنني وبعد أن بلغت العقد الثالث من العمر، وجدت نفسي و بعون الله قد حققت القدر الكبير من أحلامي.
حيث أنني أشغل منصبا مرموقا في شركة محترمة، كما أنني نلت وبفضل الله تقدير المحيطين بي.
كما أنه تمت خطبتي على من كنت أكن له كثير الحب والمشاعر، إلا أنّ ما أملاه من شروط يدفعني دفعا لأن أرفض الأمر جملة وتفصيلا.
فخطيبي أخبرني بأنه يرفض رفضا باتا أن أستمر في العمل بعد الزواج.كما أنه ومن باب الرجولة لا يرى بأنه هناك من داع للمرأة حتى تغادر بيتها وتقاسم الرجال مهامهم.
كما أن طبيعة المرأة تتطلب منها أن تسهر على راحة زوجها و أبنائها، وذلك لا يتم وهي تخرج يوميا وتتعب خارج البيت في منأى عن زوجها الذي يجب عليه أن يتحمل مسؤولياته تجاهها مهما كان.
وإلا فما الفائدة من الزواج و الارتباط مادام الرجل غير قادر على مبدأ القوامة التي حباه الله بها.
كل هذا أدخلني في دوامة من التيه، فماذا عساي أفعل حتى أحسم الأمر؟.
هل أقبل بأن تغتال أحلامي التي ما فتأت تتحقق و قد لاح نورها و زين حياتي فداءا لزوج محب؟.
أم أرفض مسألة الزواج جملة و تفصيلا و أنسى الحب و ما كان حتى لا أخسر مستقبلي المهني الذي فتح شهيتي لبلوغ كثير من الأمور و الطموحات.
أنا في حيرة من أمري سيدتي فما هو الشيء الذي من شأنه أن يريحني.
أختكم ن.جيهان من الوسط الجزائري.
الرد:بنيتي، هوني عليك ولا تحملي قلبك ما لا طاقة لك به من إرهاصات أفقدتك على ما بدو لذة وفرحة ظفرك بعريس محترم الظاهر أنه يكنّ لك كبير التقدير والحب.
ولعل الدليل أنه يسهر على حفظ كرامتك وصون شرفك بالقدر الذي جعله الإسلام عنوانا للميثاق الغليظ.
أتفهّم نهمك وشغفك الكبير بالتألق وحصد النجاحات في معترك العمل، كما أنني أذكرك أنك بلغت ما بلغته وكتبت إسمك بالذه. وجعلته في ميزان الشرف بين زملائك وتريباتك ممن لم تسمح لهنّ الظروف لتحقيق ما حققته.
كما أنني أدعوك من خلال هذا المنبر لتذوق حلاوة طعم تكوين أسرة يرأسها زوج محبّ يمنحك الحنوّ والدنوّ، أو ليس ذلك حلم كل فتاة؟.
حاولي أن تكوني كيسة فطنة، وأن تستغلي ذكاءك في خوض زواج سيقلب حياتك رأسا على عقب من خلال المسؤوليات الجديدة.
والأحاسيس التي ستلقى على عاتقك والتي ستلون حياتك بألوان زاهية تليق بك.
وبعد ما حصدته من نجاحات حاولي التريث بعد الزواج حتى تقدمي على خوض غمار مشروع. تكونين أنت صاحبته تضعين فيه بصمتك وتكونين بعون الله وفضله ناجحة فيه متألقة في تفاصيله.
ستحيين ندما ما بعده ندم إن أنت فوتت هذه الفرصة التي اعتبرها فرصة العمر بالنسبة لك.
فكثير من الرجال اليوم لا يهمهم سوى المال وتحميل الزوجة عديد المسؤوليات التي هي في الأصل مسؤولياتهم ولا يهتمون لعواقب الأمور من تعب الزوجة وإجهادها النفسي والجسماني.
فلتعتبري لهذا الأمر بنيتي ولا تطاردي أحلاما قد تكون صعبة المنال في مستقبل تجهلين تفاصيله ولتكون قنوعة غير جشعة وتلتفتي إلى حياة جميلة وعدك بها من يحبك حق الحب ويقدرك جميل التقدير.
ردت: س.بوزيدي.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: کما أن
إقرأ أيضاً:
ما الذي تريده إيران من العراق؟
عانت العلاقات العراقيّة- الإيرانيّة منذ سبعينيات القرن الماضي من حالات شدّ وجذب، ولم تستقرّ إلا نادرا!
والمناوشات العراقيّة- الإيرانيّة بدأت في العام 1972 وانتهت باتّفاق الجزائر في العام 1975. وبعد أشهر من قيام "الثورة الإسلامية الإيرانيّة" بداية العام 1979 بَدَت التّشنّجات السياسيّة واضحة بين البلدين، وبعد أقلّ من عامين انطلقت بينهما المناوشات العسكريّة الحدوديّة بين 4–22 أيّلول/ سبتمبر 1980، لتشتعل حينها حرب الثماني سنوات (حرب الخليج الأولى)، وانتهت في آب/ أغسطس 1988!
وقد سَحقت الحرب أكثر من مليون شخص، وربّما تكلفتها المادّيّة الباهظة قادت لغزو الكويت وحرب الخليج الثانية، وأخيرا لاحتلال العراق!
ولاحقا بين عاميّ 1991 و2003 دخلت علاقات البلدين بمرحلة الحرب الهادئة والباردة، وكان العراق خلالها يدعم منظّمة "مجاهديّ خلق" المعارضة، فيما دعمت إيران المعارضة العراقيّة!
وبعد الاحتلال الأمريكيّ للعراق في العام 2003 تفاجأنا بأنّ إيران تقول صراحة بأنّها دعمت احتلال العراق، وفقا لتصريح "محمد علي أبطحي"، نائب الرئيس محمد خاتمي، حيث قال في منتصف كانون الثاني/ يناير 2004: "لولا إيران لما استطاعت أمريكا غزو أفغانستان والعراق"!
التدخّل الإيرانيّ المتنوّع في العراق يسعى لتحقيق جملة أهداف لصالح إيران حصرا، ومحاولة تغليف هذه الأهداف بأغطية "دينيّة ومذهبيّة" لم تعد مقبولة لدى "شيعة العراق" قبل غيرهم، وربّما من أبرزها: اللعب بالورقة العراقيّة في مفاوضات الملفّ النوويّ مع واشنطن، و"تصدير الثورة الإسلاميّة" للعراق ومن خلاله لبعض دول المنطقة، والظفر ببعض خيرات العراق!
وهكذا صارت إيران تتفاخر، وعلانية، بأنّها تتحكّم بأربع عواصم عربيّة بينها بغداد، وهذا الأمر لم يكن محلّ ترحيب غالبيّة العراقيّين الذي تمنّوا أن يَروا بلادهم تمتلك سيادة حقيقية، وليست سيادة وهميّة على الورق والإعلام فقط!
التغلغل الإيرانيّ لم يكن هامشيّا، ولدرجة أنّ رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي ذكر يوم 11 كانون الثاني/ يناير 2020": لا يمكن اختيار رئيس الوزراء في العراق من دون موافقة إيران"!
وبداية العام 2020 قتلت الطائرات الأمريكيّة قائد فيلق القدس الإيرانيّ قاسم سليماني بعد خروجه من مطار بغداد، والذي كان يتردّد على العراق شهريّا، أو أسبوعيّا، ويتحكّم في غالبيّة الملفّات الأمنيّة والسياسيّة!
التدخّل الإيرانيّ المتنوّع في العراق يسعى لتحقيق جملة أهداف لصالح إيران حصرا، ومحاولة تغليف هذه الأهداف بأغطية "دينيّة ومذهبيّة" لم تعد مقبولة لدى "شيعة العراق" قبل غيرهم، وربّما من أبرزها: اللعب بالورقة العراقيّة في مفاوضات الملفّ النوويّ مع واشنطن، و"تصدير الثورة الإسلاميّة" للعراق ومن خلاله لبعض دول المنطقة، والظفر ببعض خيرات العراق!
ووجدت إيران، التي تعاني من عقوبات أمريكيّة وأوروبيّة منذ العام 2018، من تغلغلها في العراق فرصة ذهبيّة للتهرّب من العقوبات وتعويض أضرارها الاقتصاديّة! وقد جنت آلاف المكاسب الاقتصاديّة على حساب العراق، وفي نهاية تمّوز/ يوليو 2024 أكّد المستشار السابق في الرئاسة العراقيّة "ليث شبر" تهريب أكثر من 200 مليار دولار من العراق لإيران منذ العام 2003"، عدا التبادل التجاري بقيمة 10 مليارات دولار، وتهريب النفط وغيره!
وآخر المكاسب الإيرانيّة، التي أُعلن عنها بداية العام 2025، تمثّل بتصدير تركمانستان لحوالي 25 مليون متر مكعّب يوميّا، وبقيمة 2.5 مليون دولار يوميّا إلى الشمال الإيرانيّ التي تعجز إيران عن إيصال الغاز إليها، ثمّ تعطي إيران كمّيّات مساوية من غازها من مدنها القريبة للعراق عبر الأنابيب، وفي المقابل تستهلك الغاز الذي دفع العراق أمواله لتركمانستان! فهل يعقل هذا؟
ولذلك هنالك حديث، وفقا لـ"Oil Price"، بأنّ فريق الرئيس ترامب "يفكّر في فرض عقوبات على العراق مثل إيران، تشمل الأفراد والكيانات المرتبطة بالتمويل والخدمات المتعلّقة بنقل النفط والغاز الإيرانيّين، والأموال المتعلّقة بذلك"! ولا أدري ما ذنب الشعب العراقيّ الذي يدفع ضريبة هذه السياسات المنبطحة للغرباء!
يفترض بالقيادة الإيرانيّة أن تترك سياسة التدخل، ومحاولة التحكّم بالعراق وغيره، لأنّ خروجها "المذلّ" من سوريا يؤكّد بأنّ البطش والقوّة والترهيب لا تُمهّد الطريق للغرباء للسيطرة على مقدّرات الدول
ومع تطوّرات الملفّ السوريّ والتخوّف من استهداف العراق، وعدم قدرة رئيس حكومة بغداد "محمد شياع السوداني" لإقناع الفصائل التي تأتمر بأوامر إيرانيّة بتسليم سلاحها للحكومة قبل وصول ترامب للبيت الأبيض بعد عشرة أيّام، ولهذا تحرّك مباشرة إلى طهران، الأربعاء الماضي، لحسم هذا الملفّ قبل الوصول لمرحلة "الانهيار الكبير"!
وقد ينقل رسالة من القيادة السوريّة، بعد زيارة رئيس المخابرات العراقيّة لدمشق، للقيادة الإيرانيّة، وكذلك مناقشة تداعيات الملفّ السوريّ على العراق، وربّما المطالبة بدعم إيرانيّ في حال تعرّض العراق لهجمات خارجيّة!
وتأكيدا للربكة السياسيّة والأمنيّة قال زعيم تيار الحكمة "عمار الحكيم"، يوم 02 كانون الثاني/ يناير 2025: "الأمريكان أبلغوني بأنّ الفصائل ستتعرّض لهجوم، وأنّ الرئيس ترامب سيحاصر أذرع إيران في العراق"!
القلق العراقيّ من احتمالية حصول هجمات لداعش من الأراضي السوريّة جعل بغداد تحاول التنسيق مع القاصي والداني لتأمين الحدود المشتركة.وفي تصريح غريب وناريّ، ويحمل في طيّاته الكثير، قال السوداني الأحد الماضي: "العراق على أتمّ الجهوزيّة والاستعداد لردّ أيّ اعتداء مهما كان مصدره"! وبعده قال نوري المالكي، زعيم "دولة القانون": "إعادة رسم خارطة العراق احتمال وارد"!
وهكذا، ومع هذه الصور المتشابكة والمركّبة يفترض بالقيادة الإيرانيّة أن تترك سياسة التدخل، ومحاولة التحكّم بالعراق وغيره، لأنّ خروجها "المذلّ" من سوريا يؤكّد بأنّ البطش والقوّة والترهيب لا تُمهّد الطريق للغرباء للسيطرة على مقدّرات الدول!
ينبغي على إيران أن تحترم السيادة العراقيّة، وتحاول العمل لتحقيق مصالح البلدين الجارين بعيدا عن سياسات الهيمنة والوكالة في الحروب! فمتى يتحقّق الحلم العراقيّ والعربيّ، وتكفّ إيران عن تدخّلاتها؟
x.com/dr_jasemj67