يرى البعض أن المجتمعات تموت عندما يتخلى مثقفيها عن قضايا وهموم الوطن وينغمسون كليًا فى همهم الشخصى فى كسب المال لإشباع احتياجاتهم، باختصار عندما يبيعون الوطن من أجل حفنه من الفضة، بذلك يبتعدون عن الناس ويرتمون فى حضن السلطة ويُدافعون عن كل ما يُفعل ويضر بالناس، ويتحولون إلى مجرد مبررين للسلطة، فإذا أصابت السلطة يمدحونها وإذا أخطأت يُحملون الناس مسئولية خطئها، ولا يستطيع شخص الوقوف أمام آرائهم لأنهم فى الأصل أصحاب العقد والرأى، فهم فى الأصل وجدان الوطن، بسبب أنهم أصحاب العلم والمعرفة، ويجب أن يكونوا منارة تُرشد الناس إلى طريق الخلاص، ولكن منهم من استطاع أن يمتلك من الفيلات والقصور والشاليهات الكثير، وكانوا إلى وقت قريب يعيشون حياة العاديين إلا أنهم توقفوا عن علاقتهم بالواقع ونظروا إلى أنفسهم، هذا حقهم ولكن الذى ليس من حقهم بيع الأوطان وحقوق الناس البسطاء، ويعتقد أنه يفعل ذلك دون أن يلاحظ الناس، ولعله ينطبق على هذا النوع من المثقفين المثل الشعبى الذى يقول «أكثر الناس حقارة هو الذى يعطيك ظهره وأنت فى أمس الحاجة إليه».
لم نقصد أحدًا!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خرج ولم يعد حسين حلمى المجتمعات كسب المال
إقرأ أيضاً:
نـجـاح يـفـوق التوقعات.. ولـكـن !
ما أن ينتهي مهرجان أو فعالية دولية حتى يخرج المنظمون بتصاريح إعلامية تفيد بأنهم قد استطاعوا تحقيق «نجاح باهر فاق التوقعات»، يحتفلون على وقع هذه الأغنية المجهولة، ولكن دون الخوض في تفاصيل هذا النجاح بذكر المقاييس أو المعايير الدقيقة التي تم اتباعها أو الاستناد إليها لمعرفة حقيقة هذا الإنجاز، ومدى رضا الناس عما تم تقديمه لهم، وهناك أيضا أجواء مبهمة في عدم وضوح الصورة الحقيقية التي تم الأخذ بها في تطبيق مبدأ التقييم المنصف والأساس الصحيح الذي بنيت عليه الأحكام النهائية والتصريحات النارية بأن العمل كان مبهرًا ورائعًا كما أن بعض الفعاليات يحدث خلال تقديمها أو تنظيمها بعض الهفوات والأخطاء التنظيمية غير المقصودة وهذا لا يقلل أبدا من حجم وأهمية الحدث، لكن يجب أن يكون هناك نقاش إيجابي في البيت الواحد، لا نقصد على الملأ ولكن في نطاق المسؤولية الداخلية.
في أحيان كثيرة، يمر الحدث دون أن يعبث أحد بأوراقه أو يفتح ملفاته، وتظل الملاحظات والأخطاء تراوح مكانها دون أن تناقش أو يفصح عنها، ثم تولد دورة جديدة بعد فترة زمنية محددة، وتظهر إلى العلن بالسيناريو القديم نفسه أي بدون أي تحسن أو إضافة فعلية مؤثرة تتلافى ما تم السقوط فيه في المرة الماضية.
نعلم أن المفروض شيء والواقع شيء آخر، لكن نحن من الذين يحسنون الظن بالأشياء وبالآخرين، ويأملون دائما فتح صفحة جديدة أملا نحو غد أفضل، لذا نقول في العلن: لا بد أن تكون هناك مراجعة دقيقة في مسار الخطوات التي اتخذت أو التي أنجزت سابقًا، والوقوف على نقاط الضعف وتحديد أماكنها، والأخذ بالملاحظات والنصائح من أجل أي شيء يلمس المتلقي أو الحضور من هذا التغير في المسار في النسخة الجديدة.
حدثني أحد الزملاء عن فعالية خارجية تم فيها تكريم إحدى الشخصيات تحت مسمى «جائزة التميز» وهي بحسب ما تم الحديث عنه جائزة تمنح الفائز من تصويت الجمهور له، والحقيقة أنه لم يتم الاستفتاء على هذه الشخصية أو غيرها من خلال التصويت، وإنما جاءت مجاملة من المنظمين للحدث لهذه الشخصية، يقول: صعقت بأن الشخصية التي تم تكريمها ألقت كلمة أشادت بدور الجمهور المشارك في الفعالية الذي لا يزيد عدده عن ثلاثين شخصًا، مؤكد أن النسبة العالية من الأصوات التي حصل عليها تجعله يفتخر بهذا الاختيار، وتضعه في موضع المسؤولية، والسؤال: ما الداعي لهذا الأمر طالما أن الأمر مكشوف ومعروف؟!
لا يوجد عمل في هذا العالم إلا وله جوانب إيجابية وسلبية، «فالكمال لله سبحانه وتعالى»، ونعلم أن الإيجابيات هي ما نركز عليها أكثر من غيرها حتى تسير الأمور، ولكن لا يمنع مطلقا أن نتحمل المسؤولية، وأن نقف على الملاحظات ونحددها، ونعمل على تداركها في المرات المقبلة، فالاعتراف بالأخطاء ليس عيبًا أو حرامًا أو أمرًا منبوذًا مطلقًا، وإنما هي محطة يجب التوقف عندها والأخذ باليد نحو تغير الخطأ إلى صواب.
كما أن الحديث عن الأخطاء من بعض الناس لا يعني بالضرورة أنه نوع من الترصد أو التقليل أو البحث عن الثغرات، وإنما قد يكون بهدف إصلاح الشيء، ولذا تجب معالجته بحكمة واهتمام كبيرين.